شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يمكن في أي حال من الأحوال وصف ما يجري في العراق من أحداث تزاد حدتها في التصاعد أو تنخفض على انها عفوية ومهما كانت الجهة التي تعمل على تنفيذها ومهما كانت إمكانياتها ضخمة أو متواضعة فالمسرح العراقي اليوم يعبر عن صراع قاسي ومرير تخوضه نخبة آمنت بربها من القوى الوطنية والقومية مع مجموعة غير قليلة من الإرادات الخارجية التي تبغي تحقيق مصالحها الذاتية منفردة أولا ومن ثم مجتمعة , فمصالحها الخاصة تدعوها إلى خوض صراعات مع بعضها البعض لإثبات القوة والقدرة على تحقيق غاياتها العدوانية القذرة في الوقت الذي تتحد جميعها ضد القوة الوطنية التي تهدف إلى الحفاظ على الهوية العراقية .


كان هذا واضحا منذ الغزو الوحشي الأمريكي للقطر الذي ترجم مخطط عالمي مخابراتي كبير جزء مهم منه ينفذ في العراق حيث تحالف تحت خيمته أكثر من ثلاثين دولة سرا أو علانية انحسر وجود جميعها بعد أن أدركت عجزها في مقارعة إيمان المواطن العراقي بعدالة قضيته والدفاع عن بلده ووجوده إلا التحالف الأمريكي الصهيوني الفارسي الذي يحاول التمسك بموطئ قدم له في العراق تحت حجج متحركة تتبدل حسب الافرازات التي تطرحها أحداث الساعة وحسب تقاسم الأدوار , فأمريكا التي وجدت في إيران من يقوم لها بتحقيق مصالحها بالنيابة سحبت قواتها إلى جحور تضن أنها آمنة ومحصنة من ضربات رجال العراق الموجعة تمهيدا لخطوة تالية تأتي بعدها وكذلك فعل الكيان الصهيوني بينما اجتهد الفرس في تنفيذ برنامجهم الذي يخدم حلفائهم على وجوه العملاء القبيحة التي تجمعت في المنطقة الخضراء .


إن المعسكر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية كطرف في جانبي الصراع بالتوازن مع الكيان الصهيوني على قياس مصلحة مشتركة واحدة زودته بأذرع تمتلك كل أسباب القوة ورتبته لتضمن حماية جيوشها المنكسرة على شكل خطوط دفاعية تبدأ بعملاء المنطقة الخضراء وعصاباتهم ثم إيران بمختلف أنماط وجودها كأجهزة مخابرات أو حرس خميني اللاثوري التي تدير مليشيات محلية ممولة ومدربة محكمة الولاء لها .

 

ولكن في الطرف الثاني فان الصراع الآن يدور حول الرهان على استثمار نتائج التظاهرات الشعبية ( رغم إن شعبنا هو الوسيلة والغاية وطرف الصراع الثاني ) التي يجري تنظيمها في اغلب المدن العراقية وطريقة طرحها للمطالب فلا احد يستطيع أن ينكر إن التظاهرات تسير في اتجاهها الصحيح خصوصا وان واحد من أهم افرازاتها أنها صعدت من حدة الصراع بين العملاء أنفسهم وتصدع تحالفاتهم وعادت بهم جميعا إلى مرحلة تقاذف التهم ولكن ما يسبقها من تهديدات وتعهدات وحملات اعتقال منظمة في الخفاء للقوى الوطنية المؤثرة اجتماعيا والمعارضة للاحتلال وزج المرجعيات الدينية الطائفية وحملات تكميم الأفواه بما فيها تغييب القنوات الفضائية ووسائل الإعلام ذات الطرح الخجول وما يجري في يوم التظاهر من ممارسات كحضر تجول حتى الأشخاص وما يتلوها من حملات مكثفة لاعتقال كل من تحمس حسب توثيق كاميراتهم المنتشرة في مراكز المحافظات .


الرهان الذي نقصده هنا في إمكانية إدارة التظاهرات والشعارات التي ترفع فيها من خلال العناصر التي تندس في التظاهرات للانحراف بها حيث يجب التفريق بين الشعارات المطلبية الفئوية الخاصة ومحاولات نقل صراعات الكتل المتناحرة على الكراسي إلى الشارع فتتحول إلى تسقيط هذا العميل أو اللص أو ذاك في الوقت الذي يعلن فيه الجميع عن تأييد المتظاهرين طمعا في ضمان اكبر جزء آمن من النتائج .


أقول يجب عدم السماح بتمييع الهدف الرئيسي للتظاهرات وعدم السماح للعملاء بإخماد جذوة النصر العظيم فيها وعدم الاكتفاء بوسائل الإعلام المحدود كالنت مثلا حيث يكون مقتصرا على شريحة معينة من الناس وهذا يتطلب من جميع القوى الوطنية في داخل القطر تكثيف حملات التوعية والاتصال الجماهيرية التي تركز على فضح أكاذيب عملاء المنطقة الغبراء وكل ممارساتهم القمعية والدفع بقوة إلى التظاهر خصوصا بعد أن انكسر حاجز الخوف وتوثيق ما يجري أثناء التظاهرات ورفعها إلى الجهات المعنية بحقوق الإنسان في العالم بالاستعانة بعراقيي الخارج ومعهم الخيرين من العرب وغيرهم.


ولمزيد من الكشف يتوجب على كل القوى الوطنية التي أصبحت ساحة عملها لظرف أو لآخر خارج القطر أن تدرك إن دورها مكمل لجماهير الداخل بل ولا يقل عنها في الأهمية ويتركز في كسر التعتيم الإعلامي وإيصال أصوات الجماهير إلى المنظمات الإنسانية المعنية بحقوق الإنسان والى الهيئات والمنظمات الدولية ذات التأثير في القرار الدولي .


يقع على العراقيين الذين هجروا قسرا من بلدهم دورا مهم في إقامة المهرجانات والتجمعات الضخمة بشكل دوري وفق برنامج مكثف مستمر ودعوة كل القوى المناهضة للاحتلال والمطالبة بحرية الشعوب للانطلاق في مسيرات كبيرة في مختلف عواصم العالم الحر لا أمام السفارات العراقية التي تغلق أبوابها للفت انتباه المسئولين فيها وإحراجهم والضغط عليهم بكل الوسائل بل وانتزاع الفعل وليس الوعود لمحاكمة عملاء المنطقة الخضراء بعد توثيق جرائمهم بحق شعبنا وبحق الإنسانية .


يجب على كل عراقي غيور في الخارج خصوصا مع توفر الظرف الأمني المطلوب لا أن يقوم بواجبه الجهادي الذي يقتصر على ذاته وعائلته فحسب بل تحشيد اكبر عدد ممكن من الناس ولعلنا جميعا لم ننسى حملات الاستنكار التي عمت كل العالم قبل وبعد العدوان الذي قاده بوش وبلير عام 2003 مع ملاحظة الفوارق التعبوية في المرحلتين .




Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





الجمعة٠٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة