بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 , اطمأنت إيران كثيرا وصارت ساحة العراق مفتوحة أمام مخابراتها ( اطلاعات ) وأمام مليشياتها مثل قوات القدس ومليشيات الأحزاب الموالية لها .وقد أوغلت هذه القوات الغازية بدماء العراقيين وخاصة البعثيين وضباط الجيش العراقي السابق ومنهم الطيارين .وخلقت فوضى وحرب أهلية أودت بألاف القتلى والجرحى والمهجرين . ولكن شعب العراق الصامد ومقاومته الباسلة تقف بالمرصاد لمخطط الفوضى بحزم وإباء .

صار الاعتقاد أن البحرين هي اللقمة السائغة التي يسهل ابتلاعها , كما ذكرت الوثيقة السابقة ,ويبدو أن المخطط ينفذ خطوة- خطوة , ففي بداية المظاهرات في البحرين كان المتظاهرون يرفعون شعارات الإصلاح , ومن ثم حل الحكومة قبل بدء الحوار مع ولي عهد البحرين , ثم تطورت الشعارات إلى إسقاط النظام كله , ومطالبة الملك وأسرته بالرحيل ,ويطرح البعض على شاشات التلفزه ضرورة إقامة جمهورية البحرين الإسلامية .

الكويت:
تعد الكويت المحطة الثانية التي تعتقد بأنها المؤهلة للسقوط , وإقامة جمهورية الكويت الإسلامية . أما المخطط فهو استثمار ( البدون ) ودفعهم للتظاهر حتى تتحقق مطالبهم . وبالتالي يكونون موالين لإيران بالكامل .

أما القناة الثانية للتحرك فهم السلفيون باستغلال شقة الخلاف بينهم وبين رئيس الوزراء, وتقديم الدعم لهم عن طريق أعضاء في مجلس النواب.والطريق الثالث هو زرع الانقسام في الآسرة الحاكمة واللعب على خلافاتها . والطريق الرابع هو استغلال وجود القوات الأجنبية في الكويت لإثارة مشاعر الناس ضد الحكومة التي تحتضنهم .

وإذا لم يسقط النظام بالكامل فلا بد من العمل على تغيير فقرات من الدستور لجعلها تتقيد بدستور أكثر إلزاما, وتقييد صلاحيات الأمير, ومنحها لمجلس النواب, وعندها تكون السلطة لأعوان إيران, وبعدها يتقرر مصير الكويت, فتصبح جمهورية إسلامية .

الإمارات العربية:
ليس المطلوب في الخطة الإيرانية تغير النظام في الإمارات , لأنها مركز تجاري دولي , ولذلك تدعو الخطة إلى استخدام الأوراق بدقة وحكمة , والطريق هو استغلال وجود أعداد كبيرة من الإيرانيين المجنسين ,للمطالبة بزيادة نفوذهم ودورهم , عن طريق الضغط لإجراء إصلاحات تمنحهم المزيد من التأثير السياسي والثقافي , وبالتالي السيطرة على الإمارات من خلال الانتخابات الديمقراطية .

قطر :
بعد تحقيق الهدف الكبير في البحرين والكويت ,ستكون قطر والإمارات في حالة رعب دائمة , ولابد من استغلال العامل النفسي للحصول على تنازلات تمهد لخطوات لصالح إيران .

مصر :
تعتبر الخطة ان إسقاط مبارك من أهم أهدافها في مصر ,وهدفها المركزي هو إبعاد مصر عن دورها القيادي في المنطقة , والهدف المركزي الأخر هو إضعاف التيار الناصري ومنعه من الوصول إلى السلطة , لأنه تيار معادي لغير العرب ـ على حد تعبير الوثيقة ـ, وحالهم كحال البعثيين في العراق .

والطريق الأخر لإضعاف مصر هو إقامة علاقات مع الأقباط والوقوف معهم لنيل مطالبهم , وبذلك "نكسب من خلالهم الغرب الذي يدعم الأقباط".
أما الخطة بعد مبارك فهي الأتي : 1 ." دعم مرشح ناصري مقبول شعبيا ولنا معه صلات منذ سنوات, وإذا تم ذلك ستكون الساحة المصرية صديقة وغير معرقلة لأهدافنا الإقليمية ", وهذا الهدف لا يتناقض مع موقفنا المبدئي من الناصريين .2 . تحويل مصر من نظام رئاسي إلى برلماني .

3 .دعم الإخوان المسلمين " الذين تربطنا معهم علاقات منذ مدة طويلة ". فالإخوان " يقدمون لنا أفضل خدمة كونهم يعتبرون إيران شقيقة , وإنها ليست طائفية " , وتحالفنا مع الإخوان" يساعدنا على نشر المذهب الشيعي, مستغلين حالات الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد , بالقيام بمشاريع يساعدهم التغلب على مشكلاتهم , وعندها ننشر المذهب ودعوتنا كما فعلنا بنجاح في سوريا , وتكون لدينا طائفة من أهل البيت قوية وفعالة" .

ويبدو أن الخطة تريد ان تستغل أحزاب الإخوان المسلمين في الأقطار العربية, من خلال دعمها لحزب الله وحماس, من اجل تنفيذ خططها الطائفية التوسعية على حساب الأمة العربية وثوابتها القومية في الوحدة والتحرر والعدالة , كما حصل مع حزب الدعوة ( إبراهيم الجعفري ) الذي ابرم اتفاقا مع الحزب الإسلامي العراقي بهدف مطاردة البعثيين وتصفيتهم جسديا .

السعودية: فترى الخطة أن الوقت قد حان لوضع حد للنظام السعودي الذي مضى عليه نصف قرن في الحكم.وعليه فلابد من دعوة الشباب في المنطقة الشرقية للتظاهر, وجعلها أداة انقسام تطيح بالملكية.أو توفير فرص لممارسة الديمقراطية , وتقيد السلطة بقوانين ودستور عصري.

إن ثورات الشباب المشروعة في الأقطار العربية, ثورات تلبي طموحات الشعب العربي, ولكن الحذر هو من استغلال القوى الخارجية لهذه الثورات, والتسلل إليها وركوب موجتها ومن ثم حرفها عن مسارها الأصيل, ألا وهو الإصلاح والعدالة والحرية في القول والرأي والمعتقد.