شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما ينتشر سرطان الطائفية (الخبيث) في جسد المجتمع فهذا يعني أن البلد يحتضر ،، يمكن أثبات هذه النظرية من خلال ماحدث في لبنان والعراق وما يحدث الأن في البحرين !!،، أما العراق ولبنان فقد وضعهما الولي الفقيه تحت أبطه وأسند ظهره إلى جدار أمريكي ،، والعرب (نايمين ورجليهم بالشمس) ،، خصوصاً دول الخليج العربي الذين أعتبروا أنفسهم خارج تغطية (الهلال الشيعي) !!،، المشكلة أن حكام الخليج لايستشعرون الخطر إلا بعد فوات الآوان ،، فقد أكتشفوا بعد (وقوع الفاس بالراس) أن الهلال الشيعي مجرد فتح شهية ،، وأن الوليمة الكبرى هي (البدر الصفوي) ،، الذي يبدأ من الخليج العربي وينتهي بالبحر الأحمر ،، وبعد هذه الوليمة الدسمة سينظف الفرس أسنانهم بالكويت فهي أخر المحطات على ما يبدو!!،، وبدلا من أن يرفع العرب (سيوفهم) في وجه إيران ويقطعوا رؤوس الفرس العفنة ،، راحوا يرقصون ويهزون الأكتاف تملقاً وتودداً لبوش الأبن !!،، ظناً منهم أن أمريكا ستحمي كراسيهم وتقف حاجزاً منيعاً ضد تطلعات إيران التوسعية ،، لكن الحماية الأمريكية بات حلماً بعيد المنال ،، فماما أمريكا مستمتعة بالتفرج عليهم وإيران تنغص عيشتهم !!.

 

الأحداث الجارية في البحرين ليست بالجديدة ،، وأنما هي ترسبات قديمة تعود لزمن الشاه ،، لكن ملفها وضع على الطاولة الإيرانية من جديد قبل ثلاث سنوات ،، عندما أعلن مستشار الولي الفقيه حسين شريعتمداري بأن البحرين محافظة إيرانية ،، وأن (شيعة) البحرين يسعون لأرجاع الأرض إلى أصلها!!،، ومن الواضح أن شريعتمداري يعرف توجهات (شيعتهم) في البحرين ورغباتهم الطائفية!!،، وهذا ماجعل لإيران وجود فعال على الساحة البحرينية ودوراً كبيراً في الأحداث الأخيرة ،، لأنها على ثقة تامة أن (شيعتها) لن يقصروا أبداً في الخروج بنتائج مرضية ،، كما فعلها أقرانهم في لبنان والعراق ،، لكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن ،، فأرسال السعودية قوات عسكرية لدعم حكومة البحرين أستفز إيران وأقلق مضجع وليها الفقيه ،، فخرج مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية يزبد ويرعد ويلطم معتبراً هذا العمل تدخل سعودي بالشؤون الداخلية للبحرين (الشيعية) !!،، وقال ،، أن العرب ليسوا سوى بدو يركبون الأبل وأننا (يعني الفرس) أهل حضارة!!،، ولا أعرف ما دخل موضوع الحضارات بأحداث البحرين ،، لكن كما يبدو أن الصدمة كانت شديدة عليهم لأنهم يخشون أن تتكرر تجربة اليمن عندما وضع المداس العتيق بأفواه الحوثيين !!،، على أية حال ،، لا أريد أن أدخل في مقارنة بين حضارة وادي الرافدين والفراعنة وبين حضارة قورش ،، لكن على هذا المسؤول الإيراني أن يعلم بأن نسبة الأميين والجهلة عند العرب (الذين يركبون الأبل) لاتتعدى 10% من النسبة الأجمالية ،، بينما في إيران (صاحبة الحضارة) وصلت الأمية إلى 60% ،، ولهذا يستخدم الإيرانيون الدبلجة الصوتية في التلفزيون كوسيلة للتواصل مع الشعب الإيراني بدلاً من الترجمة الكتابية ،، وكانت النتيجة أن يقول الممثل الأمريكي (بود سبنسر) "يامهدي" وهو يركب الفرس!!،، على العموم ،، أن مايحدد جهل المجتمع وأميته هي المعتقدات ،، والعرب والحمد لله لايعتقدون مطلقاً بأن بصاق (السيد) طاهر وشافي للأمراض كما يعتقد الفرس بذلك!!.

 

أما موقف ذيول إيران في المنطقة الخضراء فقد كان مبني على حسابات طائفية (كالعادة) ،، ومؤيداً لموقف إيران بلا أدنى شك ،، فهم يسعون لنصرة إيران ودعم مشاريعها التوسعية حتى وإن كان ذلك على حساب شرفهم ،، فلا قيمة للشرف لديهم أمام مصلحة إيران ،، فقد هددت حكومة (القامّة والزنجيل) بمقاطعة حكومة البحرين والسعودية!!،، بسبب أن الحكومة البحرينية تضيق الخناق على الشعب وتمنعه من التظاهر السلمي!!،، عجيب أمر هؤلاء ،، ألم يحاول المالكي بشتى الطرق منع العراقيين من التظاهر!!،، وهل سيسمح المالكي بأن يرفع المتظاهرون صور رئيس عربي كما فعلها (شيعة) البحرين ورفعوا صورة المقبور الخميني الهندي؟!،، والسؤال الأهم ،، هل يريد (شيعة) البحرين أصلاحات في البلاد أم أن مطالبهم متعلقة بأجندة إيرانية؟!،، والجدير بالأهتمام والتمعن هو موقف (الحملدار) السابق إبراهيم الأشيقر الباكستاني الذي أعتبر ارسال قوات للبحرين تدخل خارجي من قبل السعودية!!،، عجبت لك يازمن ،، بالأمس القريب قالت أيران بأنها على أستعداد لملء الفراغ الذي سيخلفه أنسحاب القوات الأمريكية من العراق!!،، وفي الأعتصامات التي حدثت بالعراق أرسلت إيران قوة دموية طعنت المعتصمين العراقيين بالسكاكين كما فعلت مع المتظاهرين الايرانيين من قبل ،، فاين كنت ياطباخ الفسنجون عن هذا التدخل الخارجي؟!،، أم أن الولي الفقيه له كل الحق أن تطأ قدمه أرض العراق ولبنان والبحرين ،، وغرف نومكم !!،، أما (المتملق) اسامة النجيفي الذي (طرده السيستاني من بيته قبل فترة) شجب بشدة ما يحصل في البحرين !!،، وأغلق (دكانه) أحتجاجاً على ذلك !!،، إليس هذا نفاق وتمسح بذيول إيران وعملاءها ،، والله ماكذب من قال أن الخجل كقطرة العرق أذا سقطت سقط معها الحياء ،، وأذا كنت بلا حياء يا نجيفي فأفعل ما تشاء ليس عليك عتب ،، وكذلك لاعتب على الصدريين ،، فهؤلاء هم جهال القوم الذين سلبت عقولهم واتبعوا مقتدى كما يتبع الأعمى كلبه ،، فقد أثارتهم قضية البحرين وخرجوا متظاهرين كما أثارتهم من قبل قضية اليمن مع الحوثيين ،، لكنهم كانوا كالفئران أمام احتلال إيران لحقل الفكة ،، فلم نرى موقف لمقتدى الصدر من إيران طيلة فترة السبع سنوات الماضية لكننا شهدنا مواقف له ولأتباعه مؤيدة لإيران ،، فقد أعلن من قبل أنه سيقاتل جنباً إلى جنب مع إيران في حال وجهت لها أمريكا أي ضربة ،، وكذلك أعلن تأيده إلى جماعة الحوثي في اليمن ،، ثم أختتمها بموقفه المناهض من حكومة البحرين ،، والجدير بالذكر أن مقتدى منع أتباعه من الخروج في المظاهرات الأخيرة في العراق حسب توجيهات إيرانية بلا ادنى شك.

 

كلمة أخيرة ،، إيران أعلنت الحرب فجهزوا سيوفكم ياحكام الخليج للدفاع عن أنفسكم ،، فالسيوف صنعت للقتال وليس للرقص.

 

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://bilalalhashmi.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

 

 





الاحد١٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة