شبكة ذي قار
عـاجـل










تعلمنا منذ نعومة أظفارنا في مجتمعنا الإسلامي، أن نحترم ونجل رجل الدين لأي دين كان أو طائفة أو مذهب، لأنه يمثل ـ بالضرورة ـ قيم السماء التي يأتي في مقدمتها الإيمان بالله وبالوطن والدفاع عن حق الإنسان بالحياة الكريمة، والإنحياز إلى حرية الوطن ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي، تحت أي غطاء كان أو أي ظرف ما


ماقادني إلى هذه المقالة، موقفين في الأيام الأخيرة، الأول للسيد حسن نصر الله حول الأحداث التي شهدتها البحرين و دخول قوات خليجية لإيقاف تداعياتها المشبوهة و التي تقف ورائها جارة السوء ايران، و الثاني للشيخ يوسف القرضاوي و هو يبرر العدوان الغربي على ليبيا. و عندما يتدخل رجل الدين في السياسة، فإن حصانته تلك تزول، و إذا ما عارضنا مواقفه، فلا يجوز لأحد أن يتهمنا بمهاجمة رجل دين، لأنه تخلى عن ذلك بإرادته و موقفه


السيد نصر الله يميط اللثام يوماً بعد يوم عن حقيقته، التي ندركها منذ زمن طويل، و إن استطاع بإستعمال مقولة المقاومة ان يخدع قطاع واسع من شعبنا العربي بذلك، وهناك مثل عربي يقول: تستطيع أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، وتستطيع ان تكذب على كل الناس بعض الوقت، ولكن لاتستطيع ان تكذب على كل الناس كل الوقت. ومن المؤسف والمخجل في آن معاً أن يرتبط أي عربي بأي مشروع خارجي، و حزب الله وأمينه العام أعلنوا منذ البداية ارتباطهم بـ "ولاية الفقيه" في ايران، من خلال آفق ضيق مذهبي، و إنهم يأتمروا بالقرار السياسي الايراني. و من يريد من القراء ان يتأكد من ذلك فيمكنه الذهاب إلى موقع حزب الله الرسمي على الانترنت، و ان يعيد قراءة كافة المواقف. وان قالوا: ان ايران دولة إسلامية, فهذا أمر مردود عليه لأن ايران منذ القادسية المجيدة عادت العرب وتآمرت عليهم ولم تدع فرصة للنيل من العرب إلا و مارستها


رسولنا العربي العظيم صلى الله عليه وسلم، حض الناس على حب العرب. وأحاديثه النبوية الشريفة عديدة. فقد قال: أيها الناس أحبوا العرب لثلاث، لأن القرآن عربي، و لأني عربي، و لأن لسان أهل الجنة العربية. وفي حديث شريف آخر خاطب الصحابي سلمان الفارسي: أخاف أن تبغضني ياسلمان؟ فأجابه: وكيف أبغضك وأنت رسول الله؟ فأجابه الرسول الكريم: أن تبغض العرب فتبغضني. وسيدنا عمر بن الخطاب رفع يديه إلى السماء متضرعاً لله، بعد أن بدأ تآمر الفرس على العرب و الإسلام قائلاً: اللهم اجعل بيني وبينهم جبل من نار. وعندما طعنه المجرم الفارسي أبو لؤلؤة المجوسي (له مزار كبير في ايران ويحجون إليه!!) أوصى من حوله ماذا مايفعلون وختم بالقول: ماكان ليقتلني عربي. وصدق سيدنا عمر رضي الله عنه


إذن الولاء لايران لايستقيم مع الإسلام و العروبة. وهذا الأمر ليس تعصباً أو عنصرية, لأن الله سبحانه وتعالى خاطب العرب المسلمين وكانوا قلة في مكة: كنتم خير أمة أخرجت للناس (الآية الكريمة). ويقول في محكم تنزيله: انا انزلنه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون (الآية الكريمة). وهذا يؤكد ان الإسلام الذي نزل بالأرض العربية وعلى رسول عربي كريم، هو تكريم لأمتنا العربية، لما فيهم من قيم وحضارات راقية. و إذا ما أرادوا ان يردوا علينا بالآية الكريمة: لافرق بين عربي و اعجمي إلا بالتقوى. فأنني أؤكد (إلا بالتقوى) فليتقوا الله بالإسلام وبأمة رسوله الكريم، الأمة العربية. لأنه: اذا ذل العرب، ذل الاسلام


أما الشيخ يوسف القرضاوي، فقد اعتبر ان العدوان على الشقيقة ليبيا ليس عدواناً صليبياً أو أجنبياً، لأن الجامعة العربية طلبت ذلك؟!أهكذا تؤخذ الأمور أيها الشيخ؟!هل هذا التبسيط المشبوه ينسجم مع الوقائع ومع المنطق ومع الدين أيضاً؟!!و لا أريد أن أذكرك بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحرم بشكل مطلق الاستعانة بغير المسلم للنيل من المسلم


ومن ثم هذه الجامعة العربية التعسة و المتخاذلة، والتي تمثل النظام الرسمي العربي الفاشل والمتواطئ والمتآمر، هل تقوم مقام ولي الأمر الذي يجب طاعته؟! هؤلاء الذين لاعلاقة لهم بروح الإسلام وجوهر الرسالة العظيمة. هل يدنو أحدهم من هامة صحابة رسول الله، الذين نشروا راية الإسلام العربي في أرجاء المعمورة. و أقاموا العدالة و القيم النبيلة. والذين قال فيهم رسولنا الكريم: أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديت اهتديت (الحديث النبوي الشريف). فهل تستطيع أن تدلني أيها الشيخ على قدوة منهم؟! هؤلاء الحكام لاعلاقة لهم بالإسلام العظيم. وحاشا لإسلامنا أن يحملوا إسمه


وأريد ان أسألك بوضوح: عندما تتوسد ليلاً للنوم، هل تستطيع أن تغفو و أنت تسمع وترى صواريخ التوماهاك والطيران الغربي وهو يدك دولة عربية إسلامية، فيدمر البناء ويقتل الإنسان!؟


ليعذرني السيد حسن نصر الله و الشيخ يوسف القرضاوي، ان كنت قاسياً، فما يجري في أمتنا العربية أشد قسوة. ويشهد الله، إنني لم أقصد النيل منكما شخصياً، ولكن من مواقفكما التي لا أستطيع أن أتقبلها مهما كانت التبريرات و الحجج و الذرائع. و الله وراء القصد

 

 





السبت٢١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة