شبكة ذي قار
عـاجـل










أمتناع حكومة الكويت عن إرسال قوات إلى البحرين  ( رغم أن الكويت عضواً في مجلس التعاون الخليجي )  جاء على خلفية الرعب الذي يلازم الكويتيون من عمائم قم وطهران ،، لأن أشارة صغيرة من إيران بإمكانها تحريك ألوف مؤلفة من الموالين لها ليقلبوا الكويت رأساً على عقب !!،، ولهذا السبب يتجنب آل صباح أثارة غضب الولي الفقيه حتى لايضع لحكمهم نهاية ،، خصوصاً أن الأحداث التي جرت في البحرين ممكن أن تحدث في الكويت ،، وبنفس الصورة الطائفية ،، الجدير بالذكر أن الكويت تعيش حالة من القلق منذ وصول التيار الاسلامي للحكم بعد الأطاحة بالشاه ،، وخلص ذلك القلق بأنبطاح تام للولي الفقيه بعد الأحتلال الأمريكي للعراق وظهور إيران بقوة على الساحة العراقية بثوبها الطائفي ،، وسرعان ما أنتقل فايروس الطائفية للمجتمع الكويتي فأستغل البعض ظروف  ( الأنبطاح )  فأجهروا بطائفيتهم ،، فبرز منهم  ( عدو الله )  ياسر الحبيب ،، الذي أعتقل وأودع السجن بسبب أفكاره الطائفية ،، ثم أخلي سبيله بعد أشهر من الحكم عليه ،، ويقال أن أوامر أمريكية هي من فلت قيود الحبيب وأطلقت له العنان ،، لكن الواضح أن تدخل إيراني أدى إلى أطلاق سراحه لينتقل إلى العراق ومنه إلى إيران ثم بريطانيا ،، وبعد أن سَحب صباح الاحمد الصباح البساط من تحت سعد العبد الله الصباح وتربع على كرسي الحكم ،، أصبحت الكويت عجينة بيد إيران ،، فقد حل صباح بعد توليه الحكم بخمس أشهر مجلس الأمة الكويتي ليشكل من جديد بغالبية للتيار الأسلامي ،، فأصبح للموالون إلى إيران صوت كبير وطائفي يسمع صداه في اروقة البرلمان وخارجه أيضاً ،، إلى الدرجة أن الحكومة الكويتية خضعت لمطالب طائفية ورفعت لافتة خط عليها أسماء الخلفاء الراشديين الأربع ،، الذي اعتبروها  ( الموالون لإيران )  استفزازاً لمشاعرهم ،، بالمقابل حمل البنك الاسلامي في الكويت تمجيد لـ  ( محمد باقر الصدر )  الذي يعتبروه صاحب فكرة  ( البنك اللاربوي )  !!،، وقد شهدت فترة حكم صباح أنفتاح كبير لشيعة الكويت أنعكس من خلال ازدياد  ( ملفت للنظر )  لعدد الحسينيات وانتشار ظاهرة القطع السوداء في الشوارع وممارسة طقوس عاشوراء بعد أن كانت محدودة ومختصرة ،، وبالتالي فأن كويت اليوم ترقد على قنبلة يمكن لإيران أن تشعل فتيلها وتفجر الوضع كما فعلت في البحرين ،، مما يصل بنا هذا الحال إلى قول أن الكويت اليوم باتت محتلة سياسياً من قبل إيران ،، ولهذا فأن الكويت غير قادرة على أتخاذ موقف ضد مصلحة إيران لأن من شأن ذلك أن يثير غضب الولي الفقيه فينفخ على أميرها ويطيره.



بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

٣٠ / أذار / ٢٠١١

 

 





الاربعاء٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة