شبكة ذي قار
عـاجـل










 

تمر علينا الذكرى الرابعة والستون لميلاد حزب الرسالة الخالدة حزب البعث العربي الاشتراكي ، فكانت ولادته ولادة تاريخية بعد دراسته لواقع الامة العربية والاحزاب التي سبقته فانه لم يتنكر لتلك الاحزاب والتيارات انما جاء مكملا لها في الفكر والنضال ، ولكنه تجاوزها في التصور والتصرف عندما صاغ منذ البدء شعاره الخالد ( امة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة ) كما حدد اهدافه في الوحدة والتحرر والتقدم وجسدها في قيادته القومية لانها الاطار السليم لاهدافه . فلا يصح ابدا ان تكون اهدافه قومية وقيادته قطرية . ولا خافي للرفاق المتابعين مسيرة البعث من مرحلة التمهيد عام 1932 – 1946 ومرحلة التاسيس عام 1947 كما حدد في المؤتمر التاسيسي نظامه الداخلي ودستوره ، ومن خلال مؤتمراته القومية منذ عام 1947  التاسيسي الاول الى عام 1992 المؤتمر القومي الثاني عشر ( مؤتمر ام المعارك الخالدة ).

 

كما حدد سماته في العلمية والثورية والانقلابية والشعبية والاخلاقية معتمدأ على منهجه العلمي الجدلي التاريخي .

 

فكانت الوحدة العربية جوابا على التجزئة، كما اعطائها الاولوية والاسبقية والرجحان على بقية الاهداف ، أما الحرية فكانت جوابا على السيطرة الاستعمارية على اقطار الامة ،والاشتراكية كانت جوابا على الاستغلال والسيطرة الاقطاعية والبرجوازية على خيرات الامة واضطهاد فئاته الشعبية الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقية من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، كما اتخذ سياسة الشعب بأسره ولم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي حزبا طبقيا اي لطبقة معينة.

 

واكد البعث على الايمان بمستقبل الامة العربية في بناء صرح الانسانية بعد خلق انسانية الانسان العربي وقال مؤسسه رحمه الله (  الايمان يسبق المعرفة ) ولكن المعرفة تعزز الايمان وتعمقه.

 

كما قرأ التاريخ العربي الاسلامي وتاريخ الانسانية والاديان والمجتمعات والثوارات في العالم قراء جديدة، مؤكدأ على الترابط العضوي بين العروبة والاسلام, حيث قال مؤسس البعث رحمه الله ( كان محمد كل العرب  فليكن كل العرب اليوم محمدأ ) وبذلك اعتبر العروبة جسما روحه الاسلام .طالما ( الاسلام هذب القومية العربية واعطاها الابعاد الانسانية والحضارية ... والاسلام ثورة لايفهمه الا الثوريون ) .

 

كما انه نظر  للامة العربية بعين عربية ذو افق انساني, مؤكدأ بأنه لايوجد ترتيب زمني بين العروبة والانسانية، لان العروبة انسانية طالما انها مظلمومة ومضطهدة مستغلة من قبل الامبيريالية والصهيونية فلا يمكن ان تكون عنصرية او شيفونية, منطلقا بان القومية العربية هي حقيقة حية وهي قدر محبب وهي حب قبل كل شي وهي مبعث النظريات,الا ان خصومنا الايديولوجيين الحاقدين واللائمين على فكر الحزب وعقيدته القومية التقدمية المؤمنة, ان هؤلاء اتهمونا منذ التأسيس بنعوت شتى منها الصبيانية والبرجوازية، وقالوا دع هؤلاء يلعبون، فكان الجواب عليهم بعدم الرد وهو أكثر ايلاما عليهم ولكي لا نبدد جهودنا .

 

فأكد البعث على الفكر بأعتباره قوة تاريخية لا تقدر بثمن ... وحركة البعث حركة تاريخية تعمل لمئات السنين وتعتبر النضال هو الاصل والاساس , فان النضال هو الذي اوجد الفكر حيث قال القائد المجدد الشهيد صدام حسين ( رحمه الله )  (بالفكر والممارسة والنموذج الحي يتحقق الايمان ) . وربط الجانب المادي بالجانب الروحي مع اعطاء الاولوية  للجانب الروحي ، منطلاقا ان الدين والتراث رافدين اساسيين من روافد الحزب .

 

فالحركة التاريخية لها ثلاثة اضلاع ماضي وحاضر ومستقبل ولا تنظر للماضي كصنم وانما نقطة انطلاق نحو المستقبل كما ان المستقبل هو الان متحقق في ضمير ووجدان المناضل البعثي الادات لمستقبل الامة . حيث قال المرحوم احمد حسن البكر لمجلة أفاق عربية بأفتتاح العدد الاول الذي كان رئيس تحريرها انذاك المرحوم شفيق الكمالي :( انفتحوا على العالم من اول نقطة مضيئة في تاريخكم كونوا معاصرين شرط ان تكونوا اصيلين ،لان المعاصرة لاتعني الانقطاع عن الجذور ) .

 

وعلى ضوء ذلك  لقد استهدف البعث ونظامه الوطني وقيادته الوطنية من قبل الامبريالية والصهيونية ، وكان اول عناوين الاحتلال العراق ( إجتثاث البعث ). الذي يعني أجتثاث الوطنية الحقيقية ، إجتثاث العروبة المؤمنة ، وكذلك حل الجيش العراقي الباسل الذي كان التهديد الجدي للكيان الصهيوني .

 

ويعني هذا في صلب الاستراتيجية الامريكية – الصهيونية , باعتبار البعث كان التهديد الجدي للمصالح الحيوية الغير شرعية للامبريالية والصهيونية ,حيث ماجاء غازيا"؟ من اجل احتلال منابع النفط وتحقيق امن الكيان الصهيوني بل جاء للقضاء على الحلقة الاقوى في الامة العربية ,جاء لكسر الارادة  الحرة المستقلة المتمثلة بقيادة البعث وعلى راسها الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) .

 

ومن هناك كانت مقاومة الاحتلال ,مقاومة بعثية ووطنية واسلامية وقومية,وليس من حقنا ولامن حق الاخرين أن يدعي انه يمتلك الحقيقة كلها، كما ان  المقاومة ليست مختصرة على جهة معينة,وان كانت المقاومة ولازالت مقاومة الشعب العراقي العظيم بكل اطيافه وشرائحه كما استقطبت ايضا" مجاهدي الامة الاصلاء ,فكانت ومازالت معركة جهادية وطنية قومية تقدمية انسانية من الطراز الاول لكي تخلص الانسانية من عباْ القوى الظالمة والظلامية والحاقدة على الانسانية ,وتعبر عن استمرارية الانبعاثية للعراق العظيم والامة العربية .

 

وخلال ثمانية سنوات استطاع البعث طيلة هذه الفترة مع حلفائه واصدقائه الشرفاء في مقاومة المحتلين الامريكان وعملائهم.

 

فكانت بحق النموذج الذي يقتدى بها في هذا العصر حيث جسد عهد البطولة شهيد الحج الاكبر في صموده وثباته على المبادى ورفاقه الذين اغتالتهم يد الاحتلال والخيانة والغدر .

 

وقد استطاع رفاق الشهيد الخالد صدام حسين ( رحمه الله )  يتقدمهم وريثه الشرعي والدستوري والقانوني والاخلاقي الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام للحزب، حيث حدد استيراتيجية البعث ومقاومته الوطنية العراقية (برنامج التحرير والاستقلال )في تشرين الاول 2006 ودعى كوادر البعث ومناضليه الى المراجعة الجادة الى تجربة البعث طيلة 35 سنة .

 

حيث قال لي  في رسالته الكريمة بتاريخ اواسط أب 2007 على ضوء دراسة قدمتها للقيادة عن التجربة مالها وما عليها من الحزب الحاكم الى الحزب المقاوم ... ( فعلى كل رفيق من رفاق الكادر المتقدم ان يكتب تجربته ورايه وتقيميه للمسيرة بكل حرية واطمئنان وفي اطار الحياة الداخلية للحزب وفق مبادئه وقواعده التنظيمية من هذا اليوم لكي لا يتقادم الزمن ويحصل النسيان او التساهل في هذا الموضوع ). ويعرض في اول مؤتمر قطري قادم يعقد  ان شاء الله بعد ان تتهيئ له الظروف الموضوعية والذاتية ، حيث اكملت كافة الدراسات . وبذلك نستقبل الذكرى الرابعة والستين لميلاد البعث بفكره البطولي وجهاد المناضلين في ساحات النضال من اجل التجدد والانبعاث والنهوض للمساهمة في اعادة صياغة الانسان العربي من جديد وبناء اسس وقواعد النهضة الحضارية للانسانية وللامة .وسيكون مصير الاحتلال في العراق سيحدد مصير المنطقة حيث قال القائد المؤسس رحمه الله ( يبقى العالم متخلخلا مالم الامة العربية تشارك في بناءه ).

 

وبهذه المناسبة نحيي القيادة القومية وعلى رأسها الرفيق المناضل عزة ابراهيم الامين العام للحزب

ونحيي ارواح شهداء الامة وشهداء البعث يتقدمهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين (رحمه الله)

ونحيي الرفاق الصامدين في اقفاص الاسر  ومعتقلات السجون الامريكية والصهيونية وحكومة العملاء .

 

ولتصدح بنادق المجاهدين واقلام الشرفاء من  ابناء الامة العربية يتقدمهم المفكرين والكتاب العرب منهم : فهد الريماوي – عبد الباري عطوان – علي الصراف – عبد الحميد قنديل – مصطفى بكري –حمدان حمدان – غالب الفريجات – سيدي ولد محمد فال – عز الدين دياب – حسن خليل غريب – اسماعيل ابو البندورة – عز الدين بن حسين القوطالي – الهادي حامد – صباح دبيس – عوني القلمجي واخرون .

 

وصدق من قال : ( للقلم والبندقية فوهة واحدة )( والثقافة هي مشجب لكل الاسلحة )

وليحيا البعث في ذكرى ميلاده الرابعة والستين

 

 





الخميس٠٣ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة