شبكة ذي قار
عـاجـل










 
  بسم الله الرحمن الرحيم  

حزب البعث العربي الاشتراكي القومي

قيادة قطر اليمن

 

 أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة  ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية

 

 

أيها الرفاق البعثيون
يا جماهير شعبنا اليمني الوفي

تطل علينا الذكرى الرابعة والستون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، فتذكي فينا جذوة النضال، وحماسة (نقطة البداية)، عندما وقف البعثيون الأوائل على خط شروع واحد في السابع من نيسان عام 1947، مرددين شعارهم الخالد (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ، وحناجرهم تعلو بالهتاف لأهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.


إنها ذكرى اللحظة التاريخية التي وضعت الأمة أمام قدرها، لتواجه مشاريع التجزئة والاستعمار والطبقية، والرجعية.. تلك المواجهة التي نذر لها شباب البعث أنفسهم وكل ما يملكون فكانوا خير من جسد قول الخالق العظيم: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) .


أيها المناضلون البعثيون
تأتي ذكرى تأسيس حزبكم المناضل هذا العام، ووطننا العربي يمر بفترة عصيبة يشوبها الاضطراب وتداخل الخنادق واختلاط الأوراق.. بفعل من التدخل الأجنبي والأوضاع السيئة التي يعيشها المواطنون في بعض الأقطار التي تم استهدافها.. ففي البحرين كانت الأطماع الصفوية الفارسية التوسعية واضحة من خلال تحريض فئة على أخرى ضمن المجتمع البحريني العربي الواحد .. أما في ليبيا فقد اختلف سيناريو الاستهداف الأمريكي الغربي الصهيوني ضد ليبيا أرضاً وثروة وشعباً ، إذ تمكنت القوى الخارجية من إدارة اللعبة بمختلف المسميات وتحريك بعض الدمى التي عملت على إعدادها خلال أكثر من خمس سنوات مضت، بهدف إسقاط النظام هناك والسيطرة على النفط الليبي والتحكم بمقدرات ليبيا، مستغلة بعض السلبيات التي أحاطت بالتجربة، وكما هي العادة، فقد تم ذلك بغطاء من الجامعة العربية والأمم المتحدة، وهو تكرار لسيناريو احتلال العراق مع بعض التعديلات التي اقتضتها المرحلة.. ولم تنجو سوريا من المخطط ذاته وإن أخذ صورة اخرى معتمداً على تحريض وتثوير فئات معينة من المجتمع السوري.. ويتميز الوضع في سوريا بحساسية خاصة بفعل حدودها المشتركة مع فلسطين المحتلة وعلاقة سوريا التاريخية بالأحداث في لبنان، وفي نفس الوقت وجود ما سميّ بمسارات (مفاوضات السلام) مع الكيان الصهيوني.


أما في اليمن، فقد استغلت بعض القوى المعروفة مطالب شباب اليمن والظروف المحيطة بهم، فشكلت تحالفات آنية غريبة بهدف السيطرة أولا على ساحات الاعتصام وتجييرها ثانيا، وتوظيف مطالب الشباب للضغط على النظام تمهيدا لتحقيق انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية. فلم يعد خافٍ على أي مواطن يمني حر ما رمت إليه بعض هذه القوى من خلال الضغوطات المتنوعة وسقف المطالب السياسية المتصاعدة. نعم لم يعد بخافٍ على الجميع أن المسألة لم تعد محصورة في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما تدعي هذه القوى، بل بات واضحا أنها تهدف أول ما تهدف إلى استلام السلطة موظفة كل ما حولها لتحقيق هذا الهدف الذي حُدد (قبل أقل من سنتين) " وذلك من خلال تنفيذ مخطط تآمري للإطاحة بالنظام في اليمن وإدخال البلاد في الفوضى المنظمة".


يا أبناء اليمن العظيم
أيها المناضلون البعثيون
أيها الوحدويون أينما كنتم

لقد بات واضحاً أن القوى الانتهازية التي استغلت خروج الشباب واعتصامهم في الساحات العامة، قد قدمت التزامات لبعضها البعض، ولقوى إقليمية ودولية بالعودة باليمن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990 متكاملة مع مشاريع (فك الارتباط) والتسليم (بنفوذ) قوى التمرد والفوضى في بعض المناطق الشرقية التي تريد تحقيق سيطرة فعلية كاملة من خلال الفوضى، والتحول من اليمن الواحد إلى يمن المقاطعات والدويلات والمشيخات والكيانات المجهرية.. لذا فإن الوقوف في وجه تلك المشاريع البائسة المريضة هو وقوف مع اليمن ومستقبله ووحدته الوطنية.. هذه الوحدة التي هلل لها كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج، واعتبرها نواة لحلمه التاريخي في الوحدة العربية.


إن استهداف النظام الجمهوري والوحدة والتعددية السياسية والحزبية، هو استهداف لثورة سبتمبر/أكتوبر وثورة الثورات في الثاني والعشرين من مايو 1990 التي كانت تتويجا لثورة شعبنا وتضحياته ومرتكزا عمليا للديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة.


أيها البعثيون
إن الأحداث المتسارعة التي تمر بها اليمن تفرض عليكم واجباً نضالياً وأخلاقياً ومبدئياً والوقوف بصلابة أمام مشاريع قوى الردة والانقلاب على الشرعية الدستورية وعلى الوحدة اليمنية وعلى حق الشعب في التعبير عن قناعاته وطموحاته، ولنتذكر جميعاً بأن الوحدة أول وأهم هدف من أهداف حزبنا المناضل وهي التي أكد عليها الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق (رحمه الله) قائلا: (إن هجوم الاستعمار والصهيونية يكاد يتركز على الوحدة العربية، هذا هو الهدف الذي يلتقي عليه الاستعمار الغربي والأحزاب الشيوعية الستالينية (وهو ما يفسر اتفاق الطرفين على خلق دولة إسرائيل كحائل كبير في طريق الوحدة) ويوضح :(ان فكرة الوحدة لا تحمل في طياتها أي معنى من معاني السلبية، ولا تتراءى فيها المصلحة المادية الا جزئية آجلة غير مباشرة، فهي ايجابية كلها، وروحية قبل ان تكون مادية، وإرادية أكثر منها عفوية، تغالب السهولة والمصالح الآنية، وتخاطب العقل والإيمان العميق وتطلب التضحية بالحاضر في سبيل المستقبل وتقتضي تهيئة جدية، وتربية جديدة.) وإنه :( في هذا الظرف التاريخي الذي كان لحزبنا فيه اكبر الأثر لابد ان اذكركم بملحمة عن مميزات حركتنا ومبررات وجودها، ثم نصل إلى إلقاء نظرة على هذا الحدث العظيم الذي تحقق اخيرا وما يستتبعه من نتائج وواجبات بالنسبة لحزبنا وبالنسبة الى جميع المواطنين العرب.) ويؤكد (رحمه الله) على:(إن معركة الوحدة التي لا تنفصل حسب عقيدتنا ونظريتنا ونضالنا عن معركة الحرية والتحرر وعن معركة الاشتراكية، ولا يجوز فصلها بحال من الاحوال، ولكن يجوز كما اعتقد ان نصفها على حقيقتها فنقول انها هي بصورة خاصة المعيار لثورية الافراد والجماعات ولثورية امتنا في هذه المرحلة التاريخية) .


يا أبناء سبأ وحمير
أيها الأحرار في كل مكان

إن ما يحدث في الوطن العربي لا يعدو في معظمه كونه إفصاح عن (الفوضى الخلاقة) التي ابتدعها النظام العالمي الجديد وتعمل على تنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية ومن لف لفهما، مستخدمين أدوات شيطانية خطيرة يأتي في مقدمتها الإعلام، وهو الدور الذي أنيط بالقنوات الفضائية المؤمركة والمتصهينة التي أججت الشارع العربي من خلال التلفيق والتزوير والابتعاد عن المهنية والموضوعية واختلاق الاحداث بل وصنعها والدفع بها للتصعيد والتطور، وهي بذلك تنفذ سياسة ومخطط عجز عن تنفيذه الصهاينة والأمريكان، وكل أعداء الأمة التاريخيين.


إن حزبنا – حزب البعث العربي الاشتراكي القومي- وهو يحيي الذكرى الرابعة والستون للتأسيس، يؤكد على ما يلي:


1 – أن لا التقاء بينه وبين كل من يستقوي بالأجنبي مهما كانت الذرائع والأوهام.
2 – لا لقاء ولا تقارب بين البعث ودعاة الطائفية والمناطقية والعرقية و دهاقنة الانفصال .


3 – إن البعث واضح في مواقفه تجاه أعداء الأمة، وبالتالي فإن كل من يلتقي مع أعداء الأمة التاريخيين، تحت أي مسمى أو هدف لا يمكن أن يكون بعثياً مهما ادعى أو تبجح .. وليكن معلوماً بأن البعث يرفض رفضاً قاطعاً التعامل مع مقولة (الغاية تبرر الوسيلة) كما يرفض كل سلوك انتهازي ويقاومه.


4 – إن مطالب الشباب اليمني- بعيداً عن مزايدات القوى الانتهازية - هي جزء من مطالب شعب اليمن، وان على المسئولين في أجهزة الدولة التعامل معها بجدية وتلبية كل ماهو قانوني ومشروع منها, وتنفيذ توجيهات الاخ الرئيس علي عبدالله صالح التي أكدت حرصه على تفهم قضايا ومشاكل الشباب بمسئولية وحرص.


5 – إن الحقوق والمطالب المشروعة لكافة المواطنين يحسمها الدستور ويرعاها القانون، ولا يمكن القبول بلغة التحدي والاستفزاز بديلا للموضوعية، كما لا تؤخذ بالتخريب أو الانقلاب على الشرعية الدستورية وخرق القوانين، بل بقوة القانون و بلغة الحوار الهادئ والهادف والمسئول.


عليه فإن قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي، تدعو كل أطراف العمل السياسي في ساحة اليمن إلى الابتعاد عن المكايدات السياسية والترصد مؤكدة على أهمية إيقاف الحرب الإعلامية الدائرة كخطوة أولى للعودة إلى طاولة الحوار وتجنيب الوطن والشعب ويلات النزق السياسي وردود الأفعال بين القوى السياسية.


6 - يدعو حزبنا إلى إشراك ممثلين عن شباب الساحات المستقلين في كل الحوارات الهادفة إلى معالجة الأزمة السياسية بفروعها المختلفة، وفي كل خطوة ترسم ملامح المستقبل.


- الرحمة والخلود للرفيق القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق (رحمه الله).
- الرحمة والمجد للرفيق القائد المجدد سيد الشهداء صدام حسين.
- المجد والخلود لشهداء البعث، شهداء المقاومة في فلسطين والعراق وشهداء الأمة العربية في كل ساحاتها.
- تحية تقدير واعتزاز للرفيق الأمين العام القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني عزة إبراهيم.
- تحية للقيادة القومية للحزب.
- النصر المؤزر للمقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها ومجاهديها الأشاوس.
- تحية اعتزاز وتقدير لكل بعثي قابض على المبادئ كالقابض على الجمر.
- الخزي والعار للمتخاذلين والخونة والمرتدين.



والله أكبر .. الله اكبر .. الله أكبر
وليخسأ الخاسئون


صادر عن قيادة قطر اليمن
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
صنعاء في السادس من نيسان ٢٠١١ م
 

 

 





السبت٠٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة