شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد انسلاخ العراق من جسم الإمبراطورية العثمانية وسريان معاهدة لوزان كان من أهم هموم رأس النظام الوطني والقائمين على بناء مؤسسات الدولة الحديثة ورواد التحضّر في العشرينات من القرن الماضي هو بناء الدولة العراقية الحديثة وقد اعتمد البناء أولا"على المعلمين والمدرسين لما كان يعانيه العراق من أمية وضرورة توفير الوسط الذي يتناغم مع الطموح والتطلع الذي يجعل من العراق قريبا" ومواكبا" التطور الخارجي ، وفي مرحلة لاحقة انشيء مجلس الأعمار الذي أوكل إليه برمجة العمران والتطور في مناحي الحياة إن كان مشاريع أو تخطيط عمراني ، وبدأ العراق من تحقيق الحلم و التعايش مع ثمار الأمل يحتاج إلى المهندسين والفنيين والمتخصصين، وكان التناغم والانسجام بين المتحضرين في البناء على مختلف المحاور في القضاء وفي الرياضة وفي التربية والتعليم وفي بناء الجيش وصنوف القوات المسلحة الأخرى والأجهزة الأمنية التي تعنى بالأمن الداخلي والقومي ، ولابد من الإشارة إلى انتزاع محافظة الموصل من أيدي الأتراك وإعادتها الى أصولها الوطنية وحاضرتها العراق دون أن يقتل بجندي واحد كدليل على قوة وحنكة سياسة القائمين على الدولة في ذلك الوقت. وقد تم رفع شعار موحد جامع دافع لكل الأطياف التي تكون المجتمع العراقي وهو ((علينا أن نعيد الحســــــابات بشكل متأني ونوظف عواطفنا بشكل مدروس لنلم شملنا ونقاوم ونقاتل العدو الأخطر التخلف الحضاري والرجعية )) ، ومن البديهي أن ينصب تفكير كل ذي ضمير متيقظ وإحســـــــاس وطني وولاء للأرض التي ترعرع عليها وتغذى من ثرواتها وارتوى من ماء رافديها الى بناء دولة متحضرة يحكمها القانون بمعناه الحقيقي لا اللفظي الدعائي ، وهذه الدولة هي ما نطمح أن يكون عراقنا الجريح اليوم أنموذجها ورمزيتها بعد ما عاناه من هدم ومحاولات لتفتيته بالكامل وتهجير أبنائه في داخله وخارجه وقتل ونهب وسلب وأفعال لم يشهدها في العصور الغابرات و سني ألحلك التي مر بها ألا وهي الحواجز الكونكريتية التي يراد منها ترسيخ التقاطع والتأقلم مع ما هو مرفوض ، ومن الأمور التي لا يختلف عليها اثنان والتي تعد من المسلمات الاساسيه أن دولة القانون بمعناها الحقيقي من حيث الشكل والمضمون هي الحصن المنيع لقوى التحضّر والبناء وبسط القانون على الرعية بمختلف أشكالهم وألوانهم واتجاهاتهم الفكرية كون القانون ينسجم مع القيم والمبادئ السامية التي أكدت عليها الشرائع السماوية والوضعية والمعروفة للإنسانية بشكل عام فهي قيم النبل والشرف والسلوك الحميد ، واحترام الذات والآخرين دون تهميش أو احتواء ، والتفاني والإتقان في العمل والطموح المشروع المعبر عن إرادة المجتمع الإنساني ، وكل هذه الصفات محمية بشكل واضح في دولة القانون


قوى التخلف والظلامية التي نجدها وبدون أي تجني وتجاوز في شخصية ما يسمى برئيس مجلس وزراء حكومة الاحتلال الخامسة ألهالكي التي هي امتداد بكل معاني ذلك لحكومة الاحتلال الرابعة التي تربع على عرش تجاوز القانون وهتكه بمعنى الكلمة من حيث انتشار السجون السرية والتهميش وإلغاء دور الآخرين الذين لا يلتقون معه في الرأي والمعتقد والاجنده التي ألزم نفسه تنفيذها لخدمة أسياده المتحالفين المتخاصمين أمريكان وفرس صفويين ، ورعاية الفساد والمفسدين بل التستر عليهم ومنع اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ، فأن أساسياتها (( دولة القانون التي يدعونها إن كانت كمسمى أو قائمة انتخابية )) هي النقيض من الذي ذكرته أعلاه في وصف دولة القانون وأساسياتها التي يعمل كل ذي ضمير حي لها واليها ، لذلك وبدون شك فان سلوكها يقع ضمن المحظورات التي يردعها القانون لأنها تشكل خرقا فاضحا" للقانون ذاته ، وهنا كيف الحال إن كان سلوك القائمين عليها تتجاوز الدستور الذي هو أب القوانين ومرجعها ، وبالتالي فأن نواياها إعاقة بناء دولة القانون الحقيقية التي يرفل بها الجميع بالأمن والأمان والحياة الحرة الكريمة والرجل المناسب في المكان المناسب والكل يتم التعامل معهم بروحية النظرة الواحدة ، وقد يسأل سائل وما حال الدول المبنية على أساس التخلف؟ والجواب هو الظهور بمظهر التحضر والقانون لا يطبق فيها إلا رياء بل يكون غطاءاً إضافيا ودرعاً قويا لهم ويؤول لمصالحهم ويكون أسياد التخلف رجال فوق القانون وهذا هو السائد ألان في العراق الجديد الذي يدعون ما بعد 2003 الذي استبيحت فيه أرضه غزوا واحتلالا" بفضل الأداء الذي قام به حزب الدعوة العميل الذي ينتسب إليه ألهالكي ومن توافق معه في الجريمة والخيانة العظمى ،


ونحن اليوم نشهد ونسمع الخطابات والهتافات والشعارات والسفططة الكلامية من ذات الظلاميين الذين يدعون أنهم يعملون لبناء دولة القانون ، ولكن الحقيقة التي وعاها الشعب وخاصة الذين خدعوا بشعاراتهم بان التحديات جسيمة التي تصادر حقوقهم المشروعة من قوى التخلف التي تصّر على التمسك بالسلطة وعدم الاستجابة لطلبات الشعب و تدمير شعب وحضارة وقد آن أوان دور روّاد التغيير في هذا الوقت لكي يتهيئوا لقيادة المعارك ضد هذا العدو المســـــتتر بالأوهام والمعتقدات البالية والمغذي للأحقاد والتكتلات والنزاعات والذي لا يمكن أن يعيش ويبقى إلا بالفتنة و الاقتتال ، وان ثورة الشعب بشبابه وفئات المجتمع الأخرى تحاصره ونقضي على الظلام والظالمين الذين كشروا عن أنيابهم واستقتالهم من اجل السلطة وان كان الأمر يحتم ضياع العراق أرضا وشعبا وهذا أيضا ليس بتجني وإطلاق الاتهامات لان الميدان ابرز ذلك وبالعلن من خلال سلوك وتصرف ألهالكي والجعفري والملا خضير الخزاعي والعبادي والحلي والسنيد ومن هم على شاكلتهم لكي يستعيد العراق عافيته ويتحرر ويتطهر من درن الخيانة والعمالة والارتداد بإذن الله



ألله أكبر    ألله أكبر   ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 





السبت٢٦ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة