شبكة ذي قار
عـاجـل










على الرغم من كوني لست عسكريا ولست مطلعا بما يكفي في السياقات العسكرية إلا بقدر استخدام البندقية وتوجيهها صوب صدر العدو الذي أأمن بالمطلق بحتمية تحطيمه على ارض بلدي لما قام به من فعل خسيس وجبان بالعدوان على شعبنا الأمن لا لجريرة أو ذنب اقترفناه بحق الأمريكان أو بحق غيرهم إلا لأننا شعب حر نريد كغيرنا أن نمارس حقنا في ما وهبنا الله العزيز في حياة حرة كريمة , ومن خلال هذا أستطيع أن أضع تعريفا بسيط للانتصار العسكري تأسيسا على كوننا الآن على مسرح الأحداث العراقية ننقسم إلى معسكرين متقاطعين تماما هما نحن أصحاب الأرض المغتصبة وخصمنا جيوش الأمريكان المعتدية , ويتلخص تعريفي بتحطيم قدرات الخصم وشل قدراته في توجيه ضربات موجعة للعدو وإرغامه على الابتعاد مهزوما عن ميدان المعركة والتخلي عن تحقيق الغايات والأهداف التي يبتغيها ومن خلال هذا نضع تساؤلنا بعد ثمان سنوات من الغزو والعدوان الأمريكي على بلدنا ... من المنتصر ؟؟؟


هل انتصرت أمريكا على الشعب العراقي ؟؟؟
هل حققت غاياتها من عدوانها على العراق ؟؟؟


إذا فهمنا إن غاية أمريكا من عدوانها على العراق ليست ثروات العراق فهذا تحصيل حاصل بعد العدوان ولا احتلال القطر لأجل الاحتلال ولا التخلص من قيادته السياسية ولا إي شيء مادي يجعلها تتحمل ما تكبدته من تلك الخسائر البشرية والمادية الباهظة حسب اعترافاتها وتفعل ما لا يتفق مع سياستها المعلنة وتحرج ساستها في تبني حقوق الإنسان على غرار فضائح سجن أبو غريب وما شابه .... إذا فهمنا إن أمريكا تستهدف فكر الإنسان العراقي الذي نشأ عليه وبدأ يعمل على تطبيقه منذ عام 1968 نستطيع أن نحدد بشكل قريب من الدقة من المنتصر في عدوان الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب العراقي .


لا يستطيع أي عاقل أن ينكر التفوق العسكري الأمريكي على كل المستويات التعبوية والتقنية جوا وبحرا وبرا ولا يستطيع احد أن ينكر إن قوات الغزو الأمريكي قد أزاحت نظام الحكم الوطني العراقي واعتقلت قياداته واغتالت اغلبها في نفس الوقت الذي قتلت وهجرت الملايين من أبناء شعبنا ودمرت مقومات دولتنا عن آخرها وفتحت أبواب القطر على مصراعيها لكل من هب ودب من عصابات القتل ومليشيات منظمة غير ما اعد منها مسبقا وفق منهج متخصص لتنفيذ مهام معينة تلبي أغراض العدوان فهل يستطيع احد أن يقول إن القوات الغازية الأمريكية قد انتصرت ؟؟؟؟


في حساب بسيط للخسائر البشرية الأمريكية على أرضنا وهذا ليس موضوع بحثنا , إذا تذكرنا إن الصغير جورج بوش الابن قد أعلن بعد اقل من شهر من العدوان الأمريكي على العراق إن العمليات العسكرية الفعلية قد انتهت وحينها كان عدد قتلاهم لا يتجاوز المائة ولكن اليوم وحسب اعترافاتهم الرسمية بلغ عدد قتلاهم أكثر من أربعة آلاف ونصف وإن عدد من أصبح غير صالح للعودة إلى الخدمة العسكرية في جيشهم ضرب هذا الرقم في خمسة أضعاف على اقل تقدير فان ما لا يقل عن خمس وعشرون ألف جندي أمريكي هم الآن في عداد الضحايا خارج الخدمة أما قتيلا أو معاق وهم ثقلا على المجتمع الأمريكي وهذا الرقم بأي حال من الأحوال يجتاز كثيرا خسائر أمريكا في فيتنام مع إهمالنا لقتلى الشركات الأمنية والمرتزقة , أي بمعنى إن هذا الرقم يعتبر خياليا جدا إذا أخذنا بنظر الاعتبار تفوق الآلة العسكرية الأمريكية , أما على الجانب المادي فحدث ولا حرج ويكفي أن نتذكر إن أمريكا لازالت على حافة هاوية الانهيار كدولة عظمى ولم تنهض بسبب استمرار الأزمة المالية التي بدأت بها وعمت كل دول العالم المرتبطة بالدولار الأمريكي بما فيها الدول ذات الاقتصاد القوي رغم الإتاوات التي دفعتها مشايخ الخليج العربي لإسناده غير ما لحق بها من إهانات معنوية كدولة عظمى تتسيد القرار العالمي ولا يلوى لها ذراع.


إن هدف قوات الغزو من تنفيذ مشروعها هو عقل وفكر المواطن العراقي الذي نمى وترعرع في ظل الفكر ألبعثي وما يحمل هذا العقائدي من مشروع إحياء للأمة العربية بتراثها الفكري القومي الإسلامي وقد لجأت قوات الاحتلال إلى تنفيذ ذلك من خلال كل الوسائل المتاحة إبتداءا بقانون الاجتثاث وانتهاءا بالمحاولات المعروفة لجر الشعب العراقي إلى الاقتتال الطائفي ومحاولات تقسيم القطر وقد رسخت ذلك من خلال دستور ملغوم تحاول تطبيقه تحت شعارات فضفاضة فارغة من محتواها كالديمقراطية .


إن هذا لا يعني شيء على ارض الجهاد العراقية فهنا رغم المعاناة من حالات الظلم التي يعاني منها المواطن العراقي فان العمليات الجهادية في تصاعد مستمر نوعا وكما وان الهجمات النوعية التي تنفذها المقاومة العراقية دفعت بالغزاة إلى التحصن في جحور خارج المدن بعد أن تقهقرت 75 % منها وانسحبت إلى خارج حدود العراق.


إن العقل العراقي أبدع بشكل أسطوري في إسقاط مشروع الاحتلال فاتجه إلى تثوير الطاقات الكامنة في الشعب في كافة الاتجاهات ولم يكتفي في الاستخدام البطولي الفذ للبندقية ودعم المقاومة بالمال والسلاح وتطوير المتوفر منه تقنيا ورفده بأجيال جديد من الشباب ورص الصفوف وتوحيدها في إفشال كل الملفات التي تبنتها الأحزاب الطائفية التي تقودها أجهزة المخابرات الأجنبية كمشاريع التهجير والتقسيم والأقاليم والفدرالية بل تعداها إلى اختراق أجهزة سلطة الاحتلال ومنعها من العبث بمقدرات شعبنا وتراثه , وإن أروع ما يسطره الشعب العراقي اليوم ذلك الإصرار العظيم على مواجهة كل التفوق العسكري لأجهزة الاحتلال ومؤسساته العسكرية وشركاته الأمنية ومليشياته بصدور عارية إلا من الإيمان بالله وبعدالة قضيتنا وحتمية الانتصار حتى أصبحت ارض العراق من أقصاه إلى أقصاه بركان يرهبهم ويؤرقهم جعلهم يتخبطون في قراراتهم من خشيتهم حتى من ظلهم بينما شعبنا يتأهب لتحديد ساعة الصفر القادمة للانقضاض عليهم ومحاسبة كل من أجرم بحقه بشدة وبلا رحمة .


لقد اتجه شعبنا للممارسة حياته الطبيعية التي تحافظ على وجوده كشعب حي وتحدى كل وسائل القمع في الوقت الذي جعلهم يدركون هشاشة الأرضية التي يقفون عليها من خلال ممارسات مدنية كالاعتصام والتظاهر المنظم والمطالبة المستمرة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وبتلبية الخدمات العامة وكشف حالات الفساد وسرقة المال العام في القضاء وإدارة الدولة العراقية وغيرها رغم انهار الدم التي تهدرها عصابات القتل والإبادة الجماعية بأبشع الوسائل .


إن إصرار شعبنا على تحدي الاحتلال وعملائه واستغلال الوسائل البسيطة المتوفرة لإدامة نبض الحياة هو الانتصار الحقيقي الذي عجزت عن بلوغه اعتي قوة تدعي أنها تقود العالم وهو الدرس البليغ الذي ينبغي لقوى التحرر في العالم استلهامه لتأمين حياتها الكريمة .


إن السعي إلى تحرير العراق اليوم لن يقتصر على طائفة أو شريحة أو نموذج معين ولا على نشاط محدد وممارسة بحد ذاتها بل شارك فيه الجميع بعد أن بلغ السيل الربا لان شر الاحتلال وظلم حكومته طال كل العراق وأيقن الجميع من كذب الادعاءات التي ساقتها أمريكا قبيل الاحتلال ولا مجال غير عودة العراق إلى وضعه الطبيعي عن طريق المقاومة والجهاد ولو بالكلمة فهب شعبنا ليسند المقاومة العسكرية من خلال المقاومة السلمية بالتظاهرات والاعتصامات التي عمت القطر من أقصاه إلى أقصاه وفي ريفه وحضره وفي المعمل كما في الجامعة والمدرسة وهذه صفحة من صفحات القتال أخذت مداها وبعدها الواضح المطالب بإنهاء الاحتلال وإسقاط حكومته وكشف ممارساته مع بداية العام الحالي ولن تتوقف إلا بخروج آخر صعلوك يدنس ارض الوطن .


لقد استحضر أبناء العراق تاريخهم المجيد في مقارعة سطوة الاحتلال وقوته وما عاد لحاجز الخوف من وجود بين أبناء الشعب العراقي فخرجت الماجدة العراقية تشد من أزر أخيها الرجل في مشهد بطولي رمزي لتحدي لكل ممارسات العنف والإرهاب وصارت صرخات المظلومين ترعب الجبناء دفعتهم إلى التخبط في إجراءاتهم التعسفية وتدفع بهم إلى نهايتهم الحتمية في مستقر الخونة والعملاء مزبلة التاريخ العراقي المجيد .


من خلال النظر إلى ساحات التظاهر والاعتصام التي أخذت تتوسع والشرائح الاجتماعية التي تشارك فيها نستطيع أن نقول إن الشعب العراقي قد انتصر فعلا غير تحقيق هدفهم الأكبر في انسحاب قوات الغزو وانصياع حكومته إلى الضغط الشعبي في عدم تجديد اتفاقية الذل والخنوع التي ستنتهي مع نهاية العام الحالي فباعتقادنا إن انخراط الدم الشاب في العمليات الجهادية بكل فعالياتها إنما هو الدليل الأكبر على اندحار مشروع الاحتلال , فهذا الجيل لم يكن قد عايش واستوعب المنجزات التي كانت تقدمها القيادة الوطنية العراقية ولم يكن قد استوعب الفكر الذي قام من اجله العدوان الأمريكي .


إن امة تنمو فيها بذور الوطنية بهذا الشكل وتنهض بهذه الهمة وتنجح في دحر أقوى جيش في العالم لا يمكن إلا أن تكون في الذرى مهما طال الزمن .


Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





السبت٢٦ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة