شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة


في مقدمة موضوعي هذا لابد أن أُشير الى أن القليل من المواطنين في وطننا العربي يستطيع التمييز مابين الثورة وبين مجموعة من المفاهيم التي يتوهم المواطن بأنها ثورة . وكان لوسائل الإعلام العربية منها والأجنبية سبباً رئيسياً في خلط هذه المفاهيم بدفع من الجهات التي تمتلكها ... ومن هذه المفاهيم التي لابد أن نلقي عليها الضوء وبتجرد علمي هي ( الثورة ، الأنتفاضة ، التظاهرة ) . ولذلك فإن موضوعي هذا سيتناول إلقاء الضوء على الظواهر التي يعيشها الوطن العربي ، والتي لها الأثر الكبير في رسم الصورة المستقبلية له ولأجياله القادمة ...


شيء من التعريفات


1) الثورة :- تعني الثورة بالنسبة للشعوب النامية والمتخلفة في وقت واحد ؛ الإنتقال السريع من حالة التخلف الى وضع متقدم من ناحية البناء المدني والإنساني وبفترة يتم بها تجاوز الزمن الذي وصلت به الدول المتقدمة صناعياً في العالم . وكل ذلك لابد أن يتم وفق خطة شمولية مسبقة ، وفي إطار وحدة الشعب بعد حصوله على حريته وتحقيق العدالة الإجتماعية في توزيع الثروات بين أبناءه . وقد جمع حزب البعث العربي الإشتراكي كل ذلك في شعاره المعروف (وحدة حرية إشتراكية ) .... والوحدة هنا بالنسبة للقطر العربي الواحد تعني وحدة شعبه بكل طوائفه وأعراقه وأطيافه ، وبالنسبة للوطن العربي الكبير فإن الوحدة تعني وحدة أقطاره كلها بدولة واحدة ،كما هو حال [ الدول ] الأوربية التي تسعى الآن إلى التوحد من خلال منظمة الوحدة الأوربية من أجل إكتساب القوة ( بالرغم من إختلاف وتباين الأجناس والقوميات فيها ) ، وكما هو حال الولايات المتحدة الأمريكية ( ذات القوميات والأجناس والطوائف والألوان والأديان المختلفة ) من أجل إكتسابها القوة أيظاً . وهنا لابد أن نشير إلى أن قيام هذه الوحدات؛ (الأوربية , الامريكية ) من أجل السيطرة على البلدان الضعيفة وسرقة ثرواتها ، لتزداد ثروات شركاتها العابرة للقارات ثراءً على ثراء ، إما الوحدة التي يؤمن بها البعث فهي ذات طابع إنساني بالإضافة إلى أنها الضمانة لخلق القوة من أجل الصمود بوجه اطماع الدول الأخرى والتفرغ للنمو السريع من خلال وحدة الشعب والتكامل الإقتصادي على امتداد الأرض العربية . إما بالنسبة للحرية ، فهي تتضمن جانبين ؛ الأول يعني التحرر من اي سيطرة أجنبية ، والثاني يعني إعطاء الحرية للمواطن في إبداء الرأي والعمل . والديمقراطية بالنسبة للبعث هي ليست الفوضى التي جاء بها الإحتلال الى العراق ، بل تعني ( أسلوب ممارسة الحرية ) ، وهذا الأسلوب يحدده دستور الدولة ووفق ما يتفق مع طبيعة وتراث وتربية المجتمع العربي الإسلامي ، فهي لا تأتي بالنقل العشوائي الأعمى لماهو مطبق في دول الغرب التي يختلف تراثها الإنساني كلياً عن التراث العربي والإسلامي . إما بالنسبة للإشتراكية فهي ليست كما يتصورها البعض بأنها اقتباس لما يتضمنه النظام الشيوعي . فهي لا تلغي ملكية الفرد بل تقضي على استغلال القلة المستغلة من المواطنين للأغلبية الساحقة منهم . فهي تعطي للفرد حق التملك وترعى الإبداع للمواطنين وتميز المبدعين في حقهم بالمردود المادي لهذا الإبداع أو الإختراع أوالإبتكار ، ذلك ؛ لأن الثورة ستزداد رصانة وإقتداراً على الإسراع في النمو والتطور من خلال الإبداعات الفردية ... فالإشتراكية بالنسبة لحزب البعث العربي الإشتراكي هي عدالة توزيع الناتج القومي على كافة المواطنين بشكل عادل وكل حسب إنتاجه وعمله وإبداعه في ذلك بعد توفيركل مستلزمات إعداد المواطن تربوياً وعلمياً للعمل ، وتهيئة الوظائف لعمل كافة المواطنين بدون إستثناء مع إلى توفير السكن اللائق لهم . وهنا لابد من عدم إعتبار تطور الآلة وأدوات العمل سبباً لإختزال العاملين من العمل مما يؤدي ذلك الى تكوين البطالة ، كما هو معمولاً به في الأنظمة الرأسمالية ، بل سبباً لإختزال الجهد الإنساني للعاملين ، وهذا يعني ان التطور لابد أن يكون نعمة لأبناء الشعب لا نقمة عليهم ...


2 ) الإنتفاضة :- هي هبّة جماهير الشعب ضد الأنظمة الفاسدة بهدف تغييرها ,على أن تكون هذه الهبّة وطنية ولا علاقة لها بأي صلة أجنبية لامن قريب أو بعيد . ولايمكن أن تكون هذه الإنتفاضة ثورة إلا بعد توفر الشروط المذكورة في ( 1 ) اعلاه . ولذلك فإن إنتفاضة جماهير شباب العراق التي إنطلقت في 25 شباط من هذا العام سوف تدخل مرحلة الثورة حينما تضع يدها بيد مقاومة أبطال الرافدين التي سيكون بيدها أمر طرد المحتل وتحرير العراق منه ، ووضعه على طريق الثورة الحقيقية ....وفي معرض الحديث عن الإنتفاضات في هذا الزمن الأغبر الذي يمر على أقطار الوطن العربي لابد أن نشير إلى أن أكثر ما يسميه البعض بالإنتفاضات ما هو في حقيفته إلا خيانات بحق الأمة وذلك لارتباطها بالأطماع الأجنبية للوطن العربي . ولعلنا لم ننسى ماأسماه خونة العراق من ذوي الجنسيات المتعددة ومن الأحزاب الطائفية التي صُنعت في إيران لعناصر الغدر والخيانة الذين دخلوا العراق من إيران وقاموا بضرب قطعات جيشنا الوطني الباسل من الخلف وهو ينسحب من الكويت إنسحاباً منظماً بعد أن أوقف الجيش الأمريكي وحلفائه القتال في أم المعارك من طرف واحد في عام 1991 م بغية تمكين الجيش الأمريكي من الحصول على فرصة الإنتصار في تلك المعركة . والذين لم يكتفوا بذلك بل قاموا بالتنكيل بالمواطنين الشرفاء ، كما قاموا بنصب المحاكم في أضرحة الأئمة الأطهار الحسين والعباس رضي الله عنهما في كربلاء ، والإمام علي رضي الله عنه في النجف الأشرف فلطخوا أرض هذه الأضرحة المطهرة بالدماء الزكية لمناضلي العراق ذبحاً من الأعناق وكان كل جرمهم أنهم وقفوا مع النظام الوطني وهو يتصدى للعدوان الأمريكي الذي جمع معه 33 دولة تؤازرهم الأنظمة الرجعية والعميلة العربية ، التي عصت جيوشها أوامر تلك الأنظمة القاضية بضرب أبناء عمومتهم العراقيين ( وكان ذلك سبباً من الأسباب الرئيسية في إندحار أمريكا في هذه المعركة ) . ولم يقتصر عملاء مجوس الفرس على جعل أضرحة الأئمة الأطهار في النجف وكربلاء أماكن لذبح المواطنين , بل قاموا بقتل وترويع المواطنين في البصرة وميسان وذي قار والمثنى وبابل وواسط وكان من ضمن أشكال القتل التي استخمها هؤلاء الغوغاء شنق مثقفي العراق من على اعمدة النور . ولولا إسراع النظام الوطني بإرسال القطعات العسكرية من بغداد وقمع إندفاع هؤلاء الغوغاء وكسر شوكتهم وبتوجيه الشهيد علي حسن المجيد، لانقلب إنتصار العراق على أمريكيا إلى كارثة .. ..... وقد سمى العراقيون صفحة هؤلاء الغوغاء ب( صفحة الغدر والخيانة ) ، في حين أسماها أنصار مجوس الفرس في العراق بالإنتفاضة الشعبانية ....!!!! .


3 ) التضاهرة :- هو خروج الناس لمطالبة السلطة في أي نظام ببعض المطالب ،وهي لا ترقى الى أن تصل لما ذكرناه في ( 1 ، 2 ) أعلاه .


وبعد ... ماذا يحدث في أقطار الأمة .....!!!؟؟؟


ثورتين جماهيريتين في كل من تونس ومصر ، كانتا ثورتين حقيقتين لأنهما استطاعتا ان تقضيا على أكبر رؤوس للعمالة الأمريكية والكيان الصهيوني ، وأول هؤلاء العملاء هو حسني مبارك عراب الحل الأستسلامي مع الكيان الصهيوني وخليفة السادات الذي قايض الصهاينة من خلال توقيع إتفاقية كامب ديفد ، التي اطلق عليها معمر القذافي ( اسطبل داود ) ، بعبور قناة السويس ومشاركة مصر للكيان الصهيوني في صحراء سيناء لكي تعطيه أمريكا شيء من الهيبة الكاذبة التي تمهّد له الطريق للدعوة الخاصة بالتعايش السلمي مع الكيان الصهيوني . إما الثاني فهوالرئيس المهزوم لتونس زين الدين بن علي ، العميل الرسمي للمخابرات الأمريكية ، وهو خريج كلية الأمن التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية قبل أن يتعين كموظف في الدوائر الأمنية في تونس .... ولكن الذي لابد أن نذكره بصدد هاتين الثورتين هو الخوف عليهما من الإختراق وفقدانهما لزهوهما الثوري ، خصوصاً وأن هؤلاء الثوريين الشباب ، في كلا القطرين، لازالوا خارج حدود تعيين شكل الدولة الجديدة لكلا القطرين العربيين ، خصوصاً وأن أعداء الأمة من أمريكان وصهاينة ومجوس الفرس قد بدأوا يستغلون حركة الجماهير ضد حكوماتهم بأتجاه إستثمارها ضمن إطار ما أسموه بالفوضى الخلاقة التي وجدوا فيها الطريق الأسهل نحو شرذمة الاقطار العربية الى دويلات صغيرة حقيرة يمكن إحتواءها وأحتلالها من قبل الكيان الصهيوني .


إن أهم مايجب أن يتمسك به ثوار مصر بالدرجة الأولى هو إلغاء إتفاقية كامب ديفد التي عقدها السادات مع الكيان الصهيوني ، تلك الإتفاقية التي جعلت من أكبر دولة عربية تابعاً يأتمر بأوامر الكيان الصهيوني ، كما كانت وراء أكثر النكبات التي عاشها الوطن العربي منذ أن عقدت هذه الإتفاقية ولحد الآن .... وأنا على ثقة تامة بأن جماهير الأمة متفقة على ضرور النضال من أجل عودة فلسطين الى حضن الأمة من البحر الى النهر ، وإن أهم مقياس لثورية أية إنتفاضة من الإنتفاضات التي تعيشها جماهير أي قطر عربي في هذه الأيام ، هو هذا الذي يضع أمر تحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني في مقدمة أهدافه ...


ونعود الآن الى ما يميز إنتفاضة العراق وثوريتها عن باقي الإنتفاضات الأخرى ، التي يشهدها الوطن العربي .... فإنتفاضة العراق تعتمد على سند ثوري مسلح تشكل منذ الساعات الأولى لأحتلال العراق ، وقد تمثل هذا السند بالمقاومة العراقية البطلة التي مرغت قوات المحتل الأمريكي في وحل العراق ، بعد أن تخلى عنها جميع الحلفاء الذين جاءوا معها إثر الضربات التي تلقوها من هذه المقاومة ، وما سببته لهم لهم تلك الضربات من خسائرة جسيمة في الأرواح والمعدات وأنحطاط سمعتها لدىشعوب العالم ولدى شعوب بلدانها حيث نقلت المقاومة العراقية فعلها السياسي داخل بلدان الجيوش التي غزت العراق وبضمن ذلك أمريكيا ذاتها التي أعترفت بهزيمتها وباشرت بسحب الجزء الأكبر من قواتها من العراق ..... فإنتفاضة العراق منذ بدايتها كان أساسها تغيير النظام الذي صممه المحتل الأمريكي الصهيوني الفارسي ؛ فالصيغة السياسية المتمثلة بدمقراطية الدم التي هندسها بول بريمر الحاكم الأمريكي الذي عينه الإحتلال والدستور الذي حاول تكريس الفرقة بين أبناء العراق كتبه اليهودي الصهيوني فيلدمان ، إما من تم تعينهم ليحكموا العراق فأغلبهم من الفرس من حيث الجنسية والولاء رغم أن أكثرهم ممن يمتلك أكثر من جنسية . فإنتفاضة ( جمعة 25 شباط ) والتي إستمرت وأمتدت عبر كل محافظات العراق وفي مقدمة هذه المحافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين ، وستمتد لباقي المحافظات وستستمر حتى تحقيق الإنتصار الأكيد في طرد المحتل ( بإذن الله ) ، وملاحقة كل الخونة الذين حكموا العراق والذين يحتمون الآن بطائرات ودروع المحتل .... فما يجري الآن في العراق هو الثورة الحقيقية التي ضمنت مسبقاً بناء العراق الذي سيتخطى في إيصال العراق الى ما وصلت إليه الدول المتقدمة صناعياً ، بعد أن تلغي كل ما عقدته الحكومات العميلة من إتفاقيات ومعاهدات مع الدول والشركات الأجنبية لسرقة ثروات العراق والتي نصب الإحتلال هذه الحكومات العميلة بهدف إنجازها ، إذ أن ما بني على باطل فهو باطل . كما أن موقف هذه الثورة من الكيان الصهيوني سيعود الى مايريده كل الشعب العربي من تحرير فلسطين من احتلال الصهاينة لها من البحر الى النهر ......


كلمات لابد منها فيما يحدث على الساحة العربية


قبل أن نبدأ في إستعراض ما يحدث في الأقطار العربية ، لابد أن نعرف بأن الغرب ( أمريكا وأوربا ) والصهيونية العالمية ممثلة بالكيان الصهيوني الذي يحتل أرض فلسطين بهدف الإنتشار منها للسيطرة على العالم وثرواته ومقدرات شعوبه ، ويعتمد على هذين العدوين التقليديين للأمتين العربية والإسلامية مجوس الفرس الذين يحكمون إيران ويسعون كعادتهم عبر العصور الإستفادة من حروب كبار العالم في المنطقة للتوسع على حساب الأرض العربية ... ولابد هنا أن على بعض الحقائق المهمة في هذا الغليان الجماهيري الذي يعم الأقطار العربية ؛ ومن هذه الحقائق هي أن هذه الإنتفاضات والمظاهرات ذات توجهات يختلف فيها الدافع بين المطالب الجماهيرية الحقيقية وبين مايريده الطامعون بالأرض العربية من أمريكان وصهاينة وفرس من خلال عملاءهم في تلك الأقطار فالأمريكان والكيان الصهيوني يهتمون الآن بتغيير نظامي ليبيا واليمن ، ويثيرون ( الإسطوانة المشروخة ) عن عدم وجود الديمقراطية في هذين القطرين العربيين ، وكأن ما سيجلبه الأمريكان للعرب الديمقراطية وليس الدم والقتل الذي نشاهده اليوم في العراق المحتل ....!!! نؤكد. إما الفرس فإنهم يعتمدون من خلال عملاءهم القادرين على إثارة النعرة الطائفية والإقتتال الطائفي الذي إستطاع العراقيون الأفذاذ التخلص من هذا المخطط الفارسي اللئيم من خلال إعتماد هذا الشعب العريق على أصالة عروبته ، ومن خلال معرفته بأطماع هذا الجار السيء في إبتلاع أرض العراق والأرض العربية على السواحل الشرقية للخليج العربي تماماً كما أبتلع أرض الأحواز بالتواطؤ مع الإحتلال الإنكليزي للمنطقة في عام 1925 م . وهو يسعى مع الصهاينة وصليبيو أمريكيا وأوربا ليكون له تواجد ونفوذ على سواحل البحر الأبيض المتوسط من خلال دعم خونة ليبيا بعصابات حزب الله الإيراني في لبنان من أجل إسقاط النظام الوطني الليبي .


العدوان الصليبي على القطر الليبي :- لقد تكلمت في موضوع سابق عن دوافع الصهاينة والغرب في إسقاط النظام الوطني في القطر الليبي ، ويمكن تلخيص ما ذكرته في موضوعي السابق الذي كان بعنوان ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ) . بأن الخسارة التي أصابت هذين العدوين في عملاءهم في مصر وتونس إثر الثورتين الجماهيريتين في هذين القطرين العربيين ، كانت من الدوافع الرئيسية بالإضافة الى طموح امريكيا للسبطرة على ثروة ليبيا النفطية الذي أممه النظام الوطني الليبي وحرّم الشركات الأجنية منه ، فالأعداء أرادوا من إحتلال ليبيا ( لاسامح الله ) أن يكون وجود النظام العميل الجديد عنصر ضغط على أي نظامين جديدين في كل من مصر وتونس لينفذا ما يريدونه منهما ، وبالأخص الأمور التي تتعلق بقبولهما بالحلول الإستسلامية للقضية الفلسطينية ، ناهيكم عن طموح الفرنسيين والإنكليز للعودة الى أفريقيا بمساعدة القوة الجوية الأمريكية وعملاءهم الذين عاشوا في أحضان الغرب ..... فما يحدث في ليبيا إنما هي الخيانة بكل معانيها .....


ما يحدث على أرض اليمن ومنطقة الخليج العربي : - كانت اليمن يمنين ، كما قسمها الإ حتلال الإنكليزي ليسيطر على أهم وأقصر ممر بحري يربط ألغرب بالهند وأستراليا واليابان وكل شرق وجنوب شرق آسيا ، وهذا الممر هو مضيق عدن ، وكان الإنكليز يسيطرون على اليمن من خلال ما زرعوه من صراع وفتنة ما بين شمال اليمن وجنوبه وفق مبدأهم السيء الصيت ( فرق تسد ) الذي استعملوه في أي بلد إحتلوه ليسيطروا عليه من خلال الصراع الذي سينشأ بين أبناء الشعب الواحد ، تماماً كما حاولوا زراعة الصراع بين أبناء الرافدين بالإعتماد على إيران حينما أرادوا خلق الفتنة الطائفية فيه ولكنهم لم يفلحوا بذلك ، وكانت مكافئة تعاون إيران معهم على ذلك هي منحها أرض الأحواز العربية عام 1925 م . وكان العمل الجليل الذي قام به علي عبدالله صالح هو القيام بوحدة اليمنين ، وقد أيد نظام البعث في العراق هذه الخطوة الوحدوية واعتبرها خطوة على طريق توحيد الدويلات المتشرذمة في المنطقة ، التي إستطاع الإستعمار أن يسيطر من خلالها على المنطقة لغاية هذا الوقت . كما كان لعبد الله صالح العمل المتميز في إستثمار نفط اليمن بعد إكتشافه إستثماراً مباشراً ومن دون الإعتماد على الشركات الأجنبية ، وقد ساعده نظام البعث في العراق بالخبرات الإستكشافية والإستخراجية العراقية للنفط ومن دون الإعتماد على أي خبرة أجنبية . بالإضافة لموقفه الرافض بحزم من محاولات أمريكيا وحكام ولاية الفقيه في طهران للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن بهدف السيطرة عليه وعلى ثرواته ومقدرات شعبه العربي الأصيل ..ذكرت ذلك لكي أصل بالقاريء الكريم الى ان معارضة النظام في اليمن تقف مع أعداء اليمن والأمة العربية . ولابد أن أذكر إن أمر طرح هذه المعارضة لموضوع غياب ممارسة الديمقراطية في ظل نظام اليمن الموحد إنما ضحك الغرب وأعوانهم على ذقون اليمنيين . فأمامنا تجربة إحتلال العراق الذي أدخل للعراق الديمضراطية الأمريكية التي أغرقت العراق بالعفونة وشلالات الدم والجثث البشرية المرمات في المزابل والسجون السرية والعلنية التي تغص بمئات الآلاف من الأبرياء ، الذين اُعتقلوا بدون أي مذكرة إتهام ، وبيع ثروات العراق ومقدرات شعبه بأبخس الأثمان ، وبات الشعب يترحم على (دكتاتورية ) النظام الوطني السابق....!!! .... ويردد الآن جيل الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي حكمة اليوم التي كان يكتبها لهم أحد المعلمين النجباء في مدرسة العرفان الإبتدائية ، في منطقة الكرخ من بغداد على اللوحة السوداء في الصف من كل يوم ( اللهم أكرم العراق بدكتاتور عادل ) ..... كان ذلك بالطبع في العهد الملكي في العراق ...... فما الذي يمكن أن نرفع من شعار أو حكمة في كل يوم لتلاميذنا الصغار في مدارسهم ، حينما يصل الأمر إلى أن يتعاون الخونة مع المحتل أو مع من يحاول إحتلال الأرض العربية .......!!!!؟؟؟؟ .


نقول هذا لكل العرب الذين غرتهم ديمقراطية الغرب وأولاد العم سام ، ولذلك فإننا ننصحهم بأن لا يكونوا ضحية لما يروج له العملاء والسطحيون في فهم الثقافة الغربية المتناقضة ذات الأساس الماسوني ( إن كانت للغرب ثقافة من الأساس ، لأن ما موجود من تطور في الغرب إنما تطور تقني يُطلق عليه اسم المدنية ولأن الثقافة تعني كل تراكمات القيم الإنسانية لآلاف السنين...!!! ) .... إن أمريكا والكيان الصهيوني يريدان السيطرة على الدويلات العربية المجهرية في الخليج العربي لهشاشتها ولما تمتلكه من ثروة نفطية ، ولأن تواجد الكيان الصهيوني في الخليج العربي يمهد له الطريق للتئامر على الأمة من الطرف الآخر لها بالتعاون مع شيوخ النفط فيه ولعل من أبرز هؤلاء الشيوخ الذين يمثلون عمداء الماسونية في المنطقة ؛ هم أمراء دولة قطر والكويت ، عرابي الخيانة وصهاينة ، بل يمكن إعتبارهم يهود الخليج العربي .


إن إيران يهمها أمر الخليج العربي أكثر من إهتمام أمريكا والغرب به ، وإن إلتقاء إهتمامي إيران والكيان الصهيوني هو لذات الاسباب التوسعية ، إلا أن إيران تفوق الكيان الصهيوني في أطماعها التوسعية ، إذ أنها تتجاوز حدود تفكيرها لتصل إلى إعتبار أن الخليج العربي خليجاً فارسياُ بضفتيه الشرقية والغربية فبعد أن إحتلت الأحواز والجزر الثلاث طمب الصغرى وطمب الكبرى وأبو موسى تحركت بإتجاه دولة البحرين فحركت خلاياها النائمة لتثير بها حربها الطائفية التي تؤدي إلى إقتتال العرب مع بعضهم البعض ليكون لها القدرة على إحتلال البحرين لتتخذها نقطة إنطلاق لإحتلال بقية دويلات الخليج العربي . إن إيران تحاول أن تغرق دول الخليج العربي بالعمالة والهجرات الفارسية التي كانت نهايتها في أغلب الأحيان الى حصول هذه الهجرات على جنسية هذه الدويلات التي يخاف حكامها من إعطاء جنسيات دويلاتهم للعمال العرب فيها ، رغم أنهم أحق من العناصر الأعجمية لها ، إذ أن هؤلاء الحكام لايحسبون هذا الأمر من جوانبه الوطنية والقومية ، بل أنهم يقومون بذلك من منطلق بقائهم في قمة الهرم السياسي والإقتصادية لدويلاتهم لإعتقادهم أن إزدياد السكان العرب ، وهم من الأقطار الفقيرة طبعاً ، سيخلق لها مشاكلا ًقد تؤدي إلى فقدانهم النفوذ والسلطان . لذا فلابد لهؤلاء الحكام أن ينتبهوا إلى أنهم إذا أستمروا على هذا النهج فإنهم سيرتكبون أبشع جريمة بحق أمتهم العربية عن طريق مساعدة أعدائها في تفريس الساحل الغربي للخليج العربي ...ولذلك فمن حق العرب على هؤلاء الحكام هو الدفاع عن عروبة الخليج قبل التفكير بمنافعهم الذاتية . وأن لايتصوروا إن وجود القواعد الأمريكية ستحميهم من العدو الفارسي ، لأن الأمريكان لايدافعون عنهم حباً بهم بل حباً بمخزون النفط بداخل ارض اقطارهم ، فمتى مانضب النفط فهم عند ذلك في حل من الدفاع عن هذه الدويلات ، ولذلك فلابد أن يبدأ حكام الخليج ببناء أسس الدفاع الأولى التي تعتمد الركيزة العربية عن طريق سن القوانين الخاصة بتفضيل العنصر العربي في التجنس وبناء القوة العسكرية الموحدة للدفاع عن الأرض العربية في الخليج العربي ، بالإضافة لمساعدة ثوار الأحواز من أجل التعجيل في تحررهم من الإحتلال الفارسي ليكونوا عوناً وفاصلاً مابين الخليج العربي بضفتيه وبلاد فارس ......


ما يجري في الأقطار العربية المحيطة بفلسطين وأسبابها :- الأقطار الأسيوية الرئيسية التي تحيط بفلسطين التي إحتلها الصهاينة هي كل من لبنان وسوريا والأردن. وهي اقطار لابد أن تكون في هذا الوقت بحالة من الفوضى ، ضمن سياق ما يعم الوطن العربي من مظاهر الثورات والإنتفاضات والتضاهرات والحركات الخيانية المرتبطة بالهجمة الصليبية الصهيونية المجوسية على بلاد العرب والمسلمين .


وحينما نتكلم عن القطر السوري وندعو له بالإستقرار ، لأن مايجري فيه الآن هو بدفع من الصليبية والصهيونية العالمية ، لابد ان نعرف عدة حقائق حول النظام الذي يحكم هذا القطر المهم من الوطن العربي ؛ فإن من يحكم هذا القطر ليس كما يدعون أنه حزب البعث ، حيث أن من يحكم فيه مجموعة تلبست رداء البعث بعد أن قام حافظ الأسد بإنقلاب عسكري على نظام البعث الذي كان يرأس الدولة فيه الرئيس أمين الحافظ ( رحمه الله ) ، وكان هذا الإنقلاب بدافع إيراني أمريكي هدفه الرئيسي إضعاف التنظيم القومي لحزب البعث العربي الإشتراكي الذي كان يمثل التوجه القومي لوحدة العرب وتحررهم من الهيمنة الإستعمارية وتقدمهم في البناء الحديث للوطن العربي الموحد ، خصوصاً بعد أن تئامر عبدالسلام عارف ، وشلة الضباط الذين جاء بهم البعث وأرتدّوا على دولة البعث في العراق في ردة 18 تشرين من عام 1963 . ورغم ما عاشه الحزب وتنظيمه من إرهاب وإضطهاد وإعتقالات وإمتلاء السجون بمناضليه ، فإن البعث قام بثورته في 17- 30 تموز عام 1968 ، تلك الثورة التي حركت كل شياطين الأرض ضدها . ووقف نظام حافظ الأسد مع كل اعداء ثورة البعث في العراق ، فوقف ضد مرور خط أنابيب النفط عبر سورية للوصول الى البحر الأبيض المتوسط في حرب الثورة مع شركات النفط الأجنبية بعد تأميم نفط العراق . وتئامر مع مجموعة عدنان الحمداني وقبلها مع مجموعة عبدالخالق السامرائي وناظم كزار ضد نظام الثورة ، كما ساعد نظام الملالي في دفاع الثورة عن أرض العراق في تحرك جيش الملالي في طهران لإحتلال العراق ، وساهم مع الثلاث الثلاثين دولة بقيادة أمريكيا لغزو العراق في عام 1991 ..... أيصح بعد كل هذا أن يدّعي النظام السوري الحالي بأنه يمثل نظام حزب البعث العربي الإشتراكي ........!!!؟؟؟ . ولعلنا لا ننسى بعد كل هذا موقف حافظ الأسد من عدم موافقته لطلب العراق في عدم إيقاف القتال مع العدو الصهيوني في حرب التحريك ( لا التحرير ) عام 1973 ،حيث كانت تلك الحرب ، حرب مقايضة نظام السادات في عبور قناة السويس ومشاركته للعدو الصهيوني في التواجد على أرض صحراء سيناء لقاء تفرغ القطعات المدرعة للكيان الصهيوني لإندفاعها عبر محور القنيطرة – دمشق ، بغية إحتلال العاصمة السورية ، وفي حرب لم يكن النظام السوري مستعداً لها . لقد كان كل ذلك ضمن إتفاقات كامب ديفد ما بين السادات والعدو الصهيوني . ولولا تحرك القوة المدرعة العراقية بعد أن سمع نظام البعث بنشوب الحرب من الإذاعات العالمية ، حيث لم يبلغ بها من قبل النظامين الساداتي والأسدي . وكان لنظام الكويت دوراً خيانياً لإمتناعه في تلبية طلب العراق بتزويده بشاحنات الدروع العسكرية التي كان الجيش العراقي بأمس الحاجة إليها آنذاك لنقل دروعه بها إلى أرض المعركة ، مما دفع الجيش العراقي الى الإنتقال مسرعاً على سرف الدبابات من بغداد والرمادي ليدخل المعركة مع العدو الصهيوني مباشرة دونما توقف أو إستراحة ليوقف زحف دروع العدو وهو على بعد 15 كيلومتر من دمشق بعد أن دمر ارتال العدو وأتجه نحو هضبة الجولان لتحريرها وتقدم نحو عمقها وطلب من النظام السوري بعدم الموافقة على إيقاف القتال ولكن النظام السوري أبى وأوقف القتال مما فوت على سوريا والعرب أغلى فرصة وهي تحرير هضبة الجولان التي لا تزال محتلة الى الآن......... ذكرت كل هذا من أجل أن أصل إلى أن إثارة زوبعة الإضطرابات في هذا القطر العزيز ليس بهدف إسقاط نظام بشار الأسد ، بل من أجل مساعدة الكيان الصهيوني في تحقيق إحتلاله ( لا سامح السورية من ذات المحور الذي إندفعت منه دروعه في عام 1973 م لتحتل الله ) للأرض دمشق . وإن تأكيد الأعداء على إثارة الصراع الطائفي في مدينة درعا ، القريبة من الحدود الأردنية والقنيطرة ، يصب في ذات الموضوع الذي ذكرناه عن الإحتلال . إما بالنسبة للأردن فإن طول حدود هذا القطر مع الكيان الصهيوني سيضعف دفاعات هذا القطر إزاء أي عدوان صهيوني على هذين القطرين الذي تمثل الأرض فيهما أغلى من أي نظام ، ومثلما دافع البعث عن الأرض السورية في حكم حافظ الأسد فإنه يدافع عنها الآن وفي المستقبل ضد أي تئامر أو عدوان يستهدف إنجاح مخططات أعداء الأمة ... إما القطر اللبناني فالكل يعرف ما لإيران والكيان الصهيوني في من خلال حزب الله .....


الخلاصة

في ختام هذا المضوع لابد أن نخرج بالنتائج المحدد الالتالية :-


1) إن ما يحدث في مصر وتونس ثورتان يُخاف عليهما من الإختراق . من قبل عملاء أمريكيا والكيان الصهيوني , وفي مقدمة هؤلاء في مصر عمر موسى ومحمد البرادعي ، الذين كانا سبباً في إحتلال العراق ومساعدتهما لأمريكيا والكيان الصهيوني ومجوس الفرس في إيران لإثارة الفوضى في أغلب الأقطارالعربية ، من أجل فرض السيطرة عليها .


2) إما مايحدث في ليبيا واليمن والبحرين فإنه يدخل في باب سيطرة الخونة على الأحداث بمساعدة الأعداء الأجانب الطامعين بالأرض العربية . إما موقع الجماهير هنا فهم ما بين مضلل وخائف من بطش عصابات الجرائم المنظمة . وكذلك الأمر ( وإلى حدما ) فيما يتعلق بالأقطار المحيطة الكيان الصهيوني ، وذلك بهدف إضعاف قدرة هذه الأقطار في مواجهاتها لأي إعتداء صهيوني .


3) إن أمريكيا والكيان الصهيوني الآن قد أوكلا كل من فرنسا وإيران والرجعية العربية بإشعال وتصعيد هذه الفوضى ،ويتوضح ذلك من خلال الإعلام الفرنسي والقطري وفضائيات الخليج العربي والأوربي الموالي لتدخل الغرب بالشئون العربية .


4) وتبقى الثورة الجماهيرية في العراق التي إبتدأت بعد إحتلال بغداد مباشرةً وأستمرت لحد الآن ؛ هي الثورة التي أستمرت وستستمر كحاضنة لأبطالها المسلحين الذين ينتمون لكل أطياف الشعب من قوميين وإسلاميين ومسيحيين عرباً وأكراداً وتركمانأ ، متوحدين ضاربين عرض الحائط بالطائفية التي جاء بها الفرس وأحزابهم المجوسية التي جاءت مع المحتلين وما حاول الأمريكان والصهاينة من زرع للفرقة والعداء ما بين العرب والأكراد .... وستستمر هذه الثورة الجماهيرية تعضدها سواعد أبطال مقاومتهم البطلة حتى يتحقق النصر الأكيد بطرد المحتلين من أمريكان وصهاينة وفرس ، والقصاص من كل الخونة الذين ساموا أبناء العراق سوء العذاب .


وسننتصر ( بإذن الله ) . وما النصر إلا صبر ساعة . وسيرى الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ، ومن الله النصر كله

 

 





الاثنين٢٨ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة