شبكة ذي قار
عـاجـل










من مفردات الزمن الرديء الذي تناوله الشاعر المعاصر نزار قباني بقصائده متأسيا" على العروبة وآلامه من ما يلحق بها بفعله وبسببه من مآسي وألام وضياع ، ومن اخطر ذلك إن الثورة العربية التي يطرحها الإعلام المتصهين والشعوبي في ليبيا يقودها ويخطط لها الداعية الصهيوني مهدل الزيج ، واللحى العربية ، والرتب التي يحمها عبد الفتاح وزير داخلية ليبيا رئيس أركان جيش الثوار والقانون الذي يحكم إليه عبد الجليل وزير العدل الليبي رئيس المجلس الانتقالي في بنغازي والذين ما هم إلا سامعون مطيعون له بل مكبرون حامدون له الإبداع بخراب البلاد والإمعان بقتل العباد والسلب والنهب وقد صدق القباني عندما أطلق عليه زمن العاهرات رداءته وخساسته ودنوه ولا غرابه في ذلك لأنهم يريدون إسقاط كل شيء من ذهن الفرد العربي وتحويل الأشياء الى متناقضاتها حتى يتمكنون من أحكام الطوق وتحقيق أهدافهم وغاياتهم وأجندتهم الشريرة


وأنا استعد لكتابة الموضوع تناقلت وكالات الإنباء خبر قيام التحالف الغربي الخليجي بقصف مســــــكن سيف العرب ألقذافي النجل الأصغر للعقيد معمر ألقذافي واستشهاده وثلاثة من أحفاد ألقذافي ، وذكرت وكالة رويترز أن أصوات إطلاق النار وأبواق السيارات دوت في مدينة بنغازي معقل (( الثوار ؟؟ )) شرقي البلاد بعد ورود أنباء الهجوم وما أسفر عليه فعل الجريمة الصليبية الجديدة ومن والاهم ، ابتهاجا واحتفالا بالنصر الكبير الذي حققه لهم الصليبين بقتلهم أبناء ليبيا لا لذنب اقترفوه ســـــوى أنهم من ذات العائلة بالرغم من تأكيد الوكالات الناقلة للخبر بان سيف العرب ( 29 عاما ) كان يدرس بألمانيا وهو لا يشغل منصبا رسميا ولا يحمل رتبة عسكرية ، ويالها من مفارقة تبكي كل ذي ضمير ووجدان لان القاتل جمع الكفر البغاة والمبتهجين أبناء وطن الشهداء كما يدعون ، وهنا سؤال مهم هل خفي على من يدعون إنهم ليبيون بان الهجمة الغربية المتصهينه وحلفائهم غرضها بان تكون الحافة الاوسطيه المقابلة لأوربا مفككه هشة مســــلوبة القدرات والإمكانات ؟؟ ، أم غير ذلك كما هم يرون ، ولم يرون إن ما يحصل عندهم يتطابق مع ما حصل بالعراق المؤتمن على البوابة الشــرقية للأمة والوطن العربي بفعل من باع الوطن وخيراته كي يحضا بتقدير الغزاة المحتلين ودراهم معدودة من المال السحت الحرام ، والجاه الزائل بزوال المحتل أو توقف عدوانهم وانهزام أجندتهم بفعل صبر ومطاولة المخلصين الصادقين الواثقين بالنصر القريب


وهنا السؤال يوجه الى من عميت بصيرتهم وركبوا موجة الاستسلام لإرادة رعاة الإرهاب والجريمة وموطن الحقد والكراهية للعروبة ، ألم يكن الهجوم على مسكن عائلة ألقذافي ابن ليبيا واحد ثوارها دليل على حجم الإجرام الصليبي وحجم القتل والغدر غير المبرر؟ وألم تكن العملية محاولة لاغتيال ألقذافي الذي هو احد مواطني ليبيا وان اختلفتم معه لمصالحكم وأهوائكم ؟ ، و أين كنتم من المواطن وحرمانه عندما كنتم تتلذذون بالجاه والمنافع التي أغدق عليكم بها الأخ ألقذافي الذي انتم له اليوم قاتلون ؟ وهل غاب عن وعيكم القانوني والأخلاقي بان هذا أمر لا يسمح به القانون الدولي وأي عرف أو مبدأ أخلاقي انتم تفقهون ؟ ومن المؤلم والدرك المهين الذي وصل إليه حكام الأمس ثوار اليوم تشكيكهم في الرواية الرسمية ، واعتبرها المعارض الليبي محمود شـــــمام أن الهدف منها هو استعطاف الناس وتحويل الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام الليبي ، وهنا السؤال يوجه الى هذا المعارض الشهم المؤمن حتى أم رأسه بحقوق الشعب الليبي وزاهد بالمال وخاصة الدولار واليورو لأنها من المفسدات ، من هم الذين نحروا الطيار الليبي وعرضوه على الملا في بنغازي ؟ ، ومن هم الذين علقوا جثامين الجنود في ساحات بنغازي وعلى واجهات المباني ؟ ، ومن هم الذي حرقوا جثمان احد الجنود واخرجوا قلبه ليطوفوا به شوارع بنغازي ؟ ، وكثيرة هي الأفعال التي لم يشهد لها التأريخ العربي القديم والحديث ماعدا من استمع الى مشـورة الرومان والفرس الذين انتم لهم ســـــامعون ومع أدواتهم فاعلون بما يدمر ليبيا ويهدم بنائها ، واقصد هنا يزيد بن معاوية وقتله الإمام الحسين ورفع رأسه الشريف على القنا ، أما المعارض والناشط السياسي جمعة القماطي فأشار إلى أن ما ذكر مسرحية مفبركة ومفضوحة وقال للجزيرة رائدة الثورة وصوت الفتنة والخديعة والدجل إن ذلك ليس جديدا على القذافي مشيرا لما أعلنه العقيد بعد القصف الأميركي لمنزله عام 1986 عن مقتل ابنته بالتبني لتثبت الأيام بعد ذلك أنها لم تقتل ، وأضاف أن الرواية يكذبها الواقع والشك بإمكانية اجتماع واحد من أنجاله وأحفاده في منزل واحد ، وهو الذي يقيم أماكن اختباء له ولأسرته وذكر أنه حتى في حالة فرضية مقتل نجل القذافي وأحفاده فإن ذلك يضاف إلى مئات الليبيين الذين قتلوا على يد كتائب القذافي في الزاوية والبيضاء ومصراتة وغيرها ، حيث عثر على جثث أطفال متفحمة ، وذلك الطفل الذين قتل برصاصة اخترقت قلبه ، ويأتي هذا القصف بعد أقل من 24 ساعة على قصف مماثل في طرابلس أدرجته مصادر العقيد في إطار محاولة لاغتياله


و أسئل هؤلاء الثوار والسياسيون ألم تكن جريمة الغرب هي الرد على المبادرة التي أطلقها العقيد القذافي لحقن دماء أبناء ليبيا ووئد الفتنة والأهداف التي يعمل الغرب من اجل تحقيقها ، حيث دعا قبل ذلك إلى وقف لإطلاق النار شريطة أن يوقف الناتو ضرباته الجوية ، وهو ما رفضه (( الثوار و أسيادهم حلف الأطلسي )) على حد سواء وقال في خطاب بثه التلفزيون الليبي فجر السبت بمناسبة الذكرى الـ96 لمعركة القرضابية ضد الاستعمار الإيطالي إنه أول من وافق على وقف لإطلاق النار، لكن "الإرهابيين" لن يلتزموا ا به ، لأنه ليس لديهم قيم ولا يؤمنون بالديمقراطية وأشار إلى أن القرار ألأممي 1973 لا يتضمن قتل المدنيين وتدمير البني التحتية للبلد ولا محاولة اغتياله كما يفعلون ويحاولون منذ بدء العدوان الجوي والتدخل المباشر بالشأن الليبي من خلال أدواتهم الذين يشكلون المجلس الانتقالي المشابه لمجلس الحكم الذي شرعه الغزاة المحتلين في العراق


إن ما تم الاشاره إليه يبين وبدون أي شك بان المنهج المتبع مع الأنظمة العربية التي لا تتوافق منهجيتها مع إرادة الغرب والصهيونية العالمية وحلفائهم يرتكز على إثارة الفتنة وشق النسيج الاجتماعي فيها من خلال بعض الثغرات الموجودة لأخطاء وتصرفات الأجهزة الأمنية فيها وعدم إعطاء الفسحة المطلوبة لمؤسسات المجتمع المدني كي تمارس دورها الرقابي بالشــــــفافية التي تضمن حقوق الجميع وترســــــيخ هيبة القانون ، لكن الذي يحصل اليوم في سوريا واليمن وليبيا والبحرين لم يرتقي الى مصاف ما تم في تونس ومصر لأنه يؤدي الى تدمير المؤسسة بالكامل تحت يافطة التغيير و الحرية وحقوق الإنسان ولم يكن فيه أي معلم للبناء والنهوض ، وان القائمين عليه بمشارب فكرية متناقضة إلا أنها التقت بإرادة ورغبة الموجه والفاعل من اجل العصف يالامة وتشرذمها الى كانتونات متناقضة متناحرة




ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 





الخميس٠٢ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة