شبكة ذي قار
عـاجـل










في يوم الخامس عشر من شهر أيار/مايو من كل عام, يحتفل الكيان الصهيوني الغاصب بما يسمى عيد الاستقلال, في حين هو يوم الاغتصاب, اغتصاب الحق الفلسطيني في أرضهم يما فيها القدس بكل ما فيها من مقدسات إسلامية وللأديان الأخرى.


يدعي الصهاينة أنهم ينشدون السلام ,ويدعون أن العرب ينشدون الحرب والإرهاب , كما إنهم يراهنون على نظرية مفادها " ان العرب من كبار السن سوف يموتون , والصغار ينسون " , ولكن حقائق التاريخ تؤكد أن الحقائق لن تنسى مهما طال عليها الزمن . ما دام هناك توعية للأجيال المتعاقبة .


أن تاريخ الصهاينة القديم والجديد يؤشر أنهم رواد في تفجير الأزمات وفي اختراعها, بل وتصديرها إلى الخارج. وقد اشتهروا منذ القديم بالعصيان والتمرد, وأنطبع تاريخهم بالإجرام والعدوان والعصيان, فقتلوا الأنبياء بغير حق, وعبدوا العجل والأوثان والآلهة. وكان – مازال – سلوكهم الغدر والقتل والتدمير, اعتقادا منهم أن ربهم الخاص بهم قد منحهم رخصة لقتل الآخرين من غير دينهم, بدعوى أن الآخرين هم (الغويم) الذين لا يستحقون الحياة.


ما كادت فرحة المصالحة الفلسطينية في أوجها , حتى هاجمها وزير خارجية الكيان الصهيوني بصورة فجة فيها عدائية وقحة ,ويطالب أن تلتزم حماس بمقررات اللجنة الرباعية ,التي نحرها هو ورئيس حكومته نتنياهو .


ونتنياهو واحد من هؤلاء العصاة المجرمين, يعشق قتل الآخرين, ولا يختلف في شيء عن اسلافة الذين تسلموا رئاسة الحكومات الصهيونية منذ عدة عقود, فهم جميعا شنوا الحروب ضد العرب, وشردوا أبناء فلسطين بالقوة والإرهاب . وهاهو يكمل سيناريو اسلافة في التهجير والقتل والاعتقال ومصادرة أراضي الفلسطينيين وبيوتهم, لإقامة مستوطنات فوقها لإسكان قطعان اليهود القادمين من الخارج.


نظرة سريعة على أفعال الحكومات الصهيونية, تؤشر أنها تضحك على الآخرين للآن فالشر والقتل مزروع في دمائهم, فالحكومات المتعاقبة:

 

1- شنت الحروب المدمرة على العرب, قتل فيها عشرات الألوف من مصر ولبنان والأردن وسوريا والعراق , إضافة إلى الفلسطينيين , كان أخرها الحرب الإجرامية على غرة.


2- ضمت الحكومات الصهيونية القدس الشرقية إلى الغربية, وأعلنت أنها عاصمة أبدية لكيانهم الاغتصاب العنصري العدواني.

 

 3 – عملت بكل السبل على تدمير المقدسات الإسلامية في القدس وغيرها, ولم تعر أي بال لنداءات اليونسكو والمجتمع الدولي المعني بالتراث الإنساني, فمازالت تواصل الحفريات تحت بيت المقدس بدعوى البحث عن الهيكل المزعوم, علما بان كل روايات التاريخ القديم تؤكد أن الأشوريين والبابليين والفرس والرومان قد دمروا كل ما يخص اليهود في القدس. كما إن فرق الآثار اليهودية التي وصل عددها 25 فرقة لم تتمكن من اكتشاف أي دليل على وجود اثر لهيكل سليمان تحت القدس. وعلى الاثاريين العرب أن يعملوا على كشف هذه الحقائق للرأي العام العربي والعالمي , لدحض افتراءات اليهود الصهاينة . كما أن الصهاينة تطاولوا على الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال, وضمها إلى التراث اليهودي.


4- العمل على مواصلة بناء الجدار العنصري لتخريب الأرض الفلسطينية وتشتيت مواطني فلسطين في القرى والبلدات.

 

5 – بناء المزيد من المستوطنات فوق أراضي الضفة الغربية وخاصة في القدس الشرقية لإخفاء معالم العرب والمسلمين, كما فعلوا في حارة المغاربة وحي سلوان.وقبل أيام أعلنت حكومة نتنياهو عن عملية تسفير كبرى من سكان الضفة الغربية بدعوى واهية, كأن المستهدفين بالتسفير تسللوا إليها, كحال الأفارقة الذين يدخلون الأراضي الأوروبية بدون تأشيرة دخول. في حين أن الوضع في فلسطين مختلف تماما. فالأرض الفلسطينية موحدة طوال القرون قبل الميلاد وبعدة, رغم احتلالها من قبل القوى الخارجية. كما أن اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الصهيونية عام 1993, نصت على وحدة الأرض الفلسطينية أي غزه والضفة الغربية. كما أن اتفاقية أوسلو تضمنت اعتراف الطرفين ببعضهما. وما عملية التسفير الجديدة إلا خرق للسيادة الممنوحة للسلطة الفلسطينية.


ويبدو أن حكومة نتنياهو أقدمت على هذه الخطوة في أجواء التراجع العربي الرسمي والانقسام الفلسطيني, وعدم وحدة الموقف العربي إزاء تصرفات الصهاينة. كما أن هذا الإجراء هو جس نبض للرسميات العربية الحالية, كي تتبعها خطوات أخرى بترحيل عشرات الألوف من الفلسطينيين خارج أرضهم, تمهيدا لفرض الأمر الواقع على العرب.


إن إجراءات (الترانسفير) تستهدف الأردن بالدرجة الأولى حيث سبق لعدد من الصهاينة أن أعلنوا وصرحوا واقترحوا مشروعات تهدف إلى توطين الفلسطينيين في الأردن. وهذا الأمر اعتبره الملك عبد الله الثاني خطا احمرا ولا بد للعرب والمجتمع الدولي أن يقفوا إزاءه بجدية وحزم.


إن حماس اوباما وإدارته والدول الأوروبية لفرض عقوبات على الدول العربية والإسلامية لا يوازيه حماس مماثل للضغط على حكومة نتنياهو لإيقاف الاستيطان أو وقف استفزازها للعرب والمسلمين, وتهديدهم بحرب عدوانية جديدة.


الكيان الصهيوني منذ أن وجد , هو كيان عسكري عدواني عنصري, ينفق (10) مليارات سنويا على قضايا التسلح, منها (3) مليارات مساعدات من الولايات المتحدة.
إن أمل الحكومات العربية بتحقيق تسوية وسلام مع هذا الكيان العدواني, أمل بعيد جدا, ولا بد من اليقظة والعمل الجاد لإيقاف العدوانية الصهيونية عند حدها.

 

 





الاربعاء٠٨ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة