شبكة ذي قار
عـاجـل










طرح أخي وصديقي الأستاذ الفاضل والكاتب والصحفي سلام الشماع سؤالين للحوار والنقاش , على صفحات جريدة الوطن البحرينية وقد وأضاف الأستاذ أللدكتور الفاضل موسى الحسيني مداخلته الكريمة ، ولي مداخلة بسيطة أدولوا بها في هذا المجال قد تبتعد أو تقترب مع احترامي لكل وجهات النظر .


س1 : هل تعتقد إن إيران تنوي من خلال تصريحات مسئوليها العدوان على دول الخليج ، أو هي تهيئ لذلك ؟
جـ / للإجابة على هذا السؤال لابد لنا من وقفة تاريخية سريعة


من خلال الاطلاع على تاريخ العلاقات العربية مع بلاد فارس على مر التاريخ لن تجد فترة تقارب حقيقي نابع عن حسن نية ورغبة خالصة بين الأمتين الجارتين بل تجد مؤامرات ودسائس تحاك في إيران ضد الوجود العربي وحتى الأفعال الخيرة التي قدمتها الأمة العربية للفرس في نشر الإسلام بينهم كان تأويلها عندهم لصالح يجافي الحقيقة بل اعتبروه ولا زالوا فعلا عدوانيا أزال إمبراطوريتهم من الوجود وأخضعهم لسيطرة الأمة العربية ولهم نظرتهم المتعالية التي يرون بها العرب , ورغم إعلانهم بالتمسك بالمذهب الجعفري كطريقة إسلامية في التعبد إلا إن فعلهم يشي بغير ذلك ودعواهم لنشر التشيع إنما هي حملت مكثفة لتقوية المشروع القومي الفارسي ووسيلة لبلوغ نهجهم الشعوبي وتكريس للطائفية في بلاد العرب وللمتتبع في ذلك أمثلة كثيرة لا نتطرق إليها الآن حرصا على سلامة فكرة السؤال من التشتت والضياع على أن نعود إليها لاحقا .


في كل المراحل كان هناك تحالفات للفرس مع أعداء الأمة العربية حتى قبل التاريخ وان من بين أهم أهداف التحالفات الإستراتيجية الفارسية القريبة بغض النظر عن دولة التحالف إذا كانت البرتغال أو بريطانيا العظمى أو الولايات المتحدة الأمريكي العمل على تفتيت الأمة العربية وتذويب هويتها وان اختلفوا فهم يتوحدون وتتلاشى مشاكلهم وخلافاتهم البينية إزاء العرب تحديدا .


وعليه فالإجابة التي توضح الفكرة تأتي من خلال :


1 - الخلافات التي تطفو إلى السطح الآن بين نجاد والولي الفقيه خامنئي هي ليست حقيقية لسبب بسيط هو إن الأول من أكثر المعتنقين تشددا لنظرية الخميني وهو بذلك أداة في غاية المرونة بيد الثاني بمعنى انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمرد عيه خصوصا مع وجود التيار الإصلاحي المناوئ له وهو يمتلك شعبية إيرانية لا يمكن تجاهلها يتمثل في الرئيس السابق محمد خاتمي ومن تحالف معه وتأسيسا على هذا فان الخلاف هو وسيلة استهلاكية لضرب كل المخالفين وإنهاء وجودهم يتعزز في التلويح بالهجوم على دول الخليج العربية ولا يبتعد كثيرا عن هدف التهديد السابق الذي كانت تطلقه نفس الجماعات بإغلاق مضيق هرمز


2 – ضمن نفس السياق في التحالف الغربي الفارسي فان هذه التصريحات متوازية مع تصاعد حدة التدهور في الاقتصاد الغربي لإنجاح تمرير صفقات الأسلحة إلى دول الخليج حيث يتم ابتزازها من خلال هذه الصفقات التي قد تحتاجها دول المنطقة لتعزيز منظومات الدفاع لحدودها من جهة وللحفاظ على توازن القوى في منطقة الخليج العربي وعموم المنطقة العربية التي تبدو الآن كترسانة ضخمة للأسلحة خصوصا بعد سعي إيران الحثيث لامتلاك منظومة صاروخية هجومية بعيدة المدى طورتها محليا .


3 – تسعى إيران دائما إلى أن تكون الشرطي الغربي القوي في المنطقة وضمن التوجهات السابقة فإنها تسعى لان تكون طرف الكماشة الثاني بعد الكيان الصهيوني لوضع منطقة المشرق العربي الغنية جدا يتعزز هذا السعي من خلال التهديدات التي تطلقها الجماعات الحاكمة هناك ولن تصل في إي حال من الأحوال إلى مستوى الاشتباك الفعلي إلا في حالة وجود خطر حقيقي في الخليج العربي وهذا لن يحصل في القريب المنظور لانشغال دول المنطقة بتقوية بناء كياناتها وميلها إلى السلم خصوصا بعد سلسلة الحروب التي شهدتها المنطقة وما خلفتها من ويلات قاسية .


4 – إن التصدع الذي لحق بالاقتصاد الإيراني وما لحق بها نتيجة عدوانها على العراق في ثمانينات القرن الماضي شكل رادع قوي للجماعات الحاكمة فيها يمنعها من تكرار تجربتها .


5 – إن تجربة إيران في التدخل في الشأن العراقي بعد الغزو الأمريكي للعراق واستنساخ نفس التجربة في البحرين ومحاولاتها في الكويت مع الحفاظ على خصوصية طريقة وحجم التدخل في كل قطر يجعلها تميل إلى استنساخها في باقي دول المنطقة دون الخوض في حروب نتائجها غير مضمونة بالمطلق خصوصا بعد سيطرة الولايات المتحدة على القرار الدولي وتشابك مصالح الغرب في منطقة الخليج العربي .


كل تلك العوامل تقع في جانب يمنع لجوء الجماعات الحاكمة في إيران إلى تنفيذ تهديداتها لدول الخليج العربي وهي لا تعدو عن كونها زوبعة في فنجان.

س 2: ما الذي يمكن أن تفعله دول الخليج إزاء مثل هذا العدوان ؟


في كل الأحوال فإن دول منطقة الخليج العربي لا تستطيع الدفاع عن وجودها إزاء إي عدوان إيراني محتمل لا سامح الله للفرق الواسع بين الإمكانيات التي تخدم التعبئة العسكرية التي يمتلكها إي من الطرفين حتى وان امتلكت القوة الصاروخية المتطورة بعيدة المدى خصوصا بعد تحطيم القدرات العراقية التي كانت رادع قوي أمام الأطماع الفارسية في تحقيق إمبراطوريتهم على حساب الدول العربية وغياب العراق بهذا الشكل أصبح يشكل عجزا عربيا في توازن القوى يشعر به حتى المواطن البسيط وحتى من كان يبغض نظام الحكم الوطني العراقي .


إن أقصى ما تستطيع فعله دول الخليج هو توحيد جهدها العسكري الدفاعي والضغط بقوة لإحياء ميثاق الدفاع العربي المشترك رغم انشغال معظم الأقطار العربية بمشاكلها الداخلية ونحن جميعا نعرف أسبابها ومن يسعى وبأية طريقة لإثارتها وما ستخلف من نتائج إحدى أهمها تصريحات حكام طهران بتهديد دول الخليج العربية وبخلاف ذلك فما ذهب إليه الأستاذ الدكتور موسى الحسيني صحيح للغاية لان سياسة إيران وغيرها في قضم أجزاء الوطن العربي قائمة ولن تتوقف أبدا إلا بالقوة.


يبقى شيء مهم يضاف إلى الموضوع على شكل سؤال هو:
هل ستنجو إيران من الحركات الشعبية التي تحصل في المنطقة ؟
هذا السؤال ستكشف عن إجابته الأيام القادمة وستكون الرد الواقعي لتساؤلات الأستاذ سلام الشماع ولكثير من علامات الاستفهام المطروحة ؟




Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





السبت١١ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة