شبكة ذي قار
عـاجـل










مع مطلع العام الحالي انبثقت حركات شعبية عربية واسعة ملآ دويها آذان كل من به صمم وكان انطلاقها من ارض تونس الحبيبة , ويذهب إلى خطأ ووهم كبير من يقول إن احد الأقطار العربية قد كان بمنأى منها لسبب واضح بسيط لا يختلف على صحته اثنان , هو أن الحالة العربية واحدة في كل الأقطار وهذا ابرز دعائم الوحدة العربية التي نعمل كأمة على تحقيقها فالدم استطاع أن يبقى واحد وان نجح الأعداء في تهجينه إلا أنهم فشلوا في التفريق بين معاناة هذا القطر عن ذاك وإذا كانت حركات التحرر العربية قد تقدمت في المشرق العربي على نظيراتها في مغربه ابنان مراحل الاستقلال التي رفقت الحربين الكونيتين فان لذلك أسباب من بين أهمها صعوبة الاتصال بين جماهير قطر وآخر إضافة إلى مجموعة العراقيل التي كانت تضعها الدول الغربية المحتلة لامتنا وما تمتلك من أسباب القوة والبطش والقمع بلا رحمة لأي حركة ثورية استقلالية ولازلنا نعيش مع الكثير من ساحاتنا التي شهدت تصفية الأبطال الذين علقوا في المشانق تلبية لأوامر المحتل لقيادتهم الحركات الثورية , واليوم فان وسائل الاتصال ونشر الخبر باتت أسرع من نشر العطر في هواء الغرفة فلا يصعب على أي متابع معرفة مجريات الأحداث في إي مكان من العالم وليس في الوطن العربي فقط , وعليه فان السرعة في تناقل الثورات وأخبارها بين الأقطار العربية لم يعد خاضعا لإرادة احد غير الثوار أنفسهم وهم وحدهم من يقرر ساعة الصفر وطريقة إشعال فتيل الثورة .


إلى هنا فكل ما يجري أمر طبيعي ونتيجة حتمية لابد أن نصل إليها لإنهاء المعاناة اليومية التي يعيشها شعبنا العربي في كل أقطاره ولا نستثني إي قطر على الإطلاق مع مراعاة خصوصية كل قطر في تفاوت درجات القمع والاستغلال والاستعباد وخصوصية كل نظام حكم في التعاطي مع إفرازات معاناة الشعب بمعنى إننا هنا نيجز أو الأحرى نوجب حتمية انطلاق الثورة العربية الكبرى مرة ثانية ولكن .... مهمة يجب أن نأخذها في عين الاعتبار إذا ما وضعنا مجموعة من الأسئلة قبل تحدد ساعة الصفر :


1 – ماذا نستهدف من الثورة ؟
2- ضد من نثور ؟
3- أي وسيلة نسلك لتحقيق أهداف الثورة؟
4- قدرة الثورة على الصمود والمطاولة ؟
5- كيف نوفر سبل الدعم لها ومن هي الجهات الداعمة ؟
6- من يقود الثورة ؟
7- ما هي نتائج الثورة ؟
8- موقف دول المنطقة منها ؟


تلك الأسئلة ليست عقبات وإنما بديهيات في حسابات الثوار وهي من أهم عوامل نجاح الجهد الجبار الذي يرافقه لا محال انهار من الدم وتضحيات لا حدود لها وهي إذا لم يقدر لها النجاح كارثة أهون منها انتشار الوباء .


ليس من المعقول أن نطلب من شعبنا في العراق أو في فلسطين أو الصومال مثلا أن يستكين ويركن إلى السلام وهم تحت الاحتلال أو الاقتتال البيني في الوقت الذي لا يطاق أن نطلب من شعبنا الليبي أو اليمني أن يستعين بالتحالف الغربي لإسقاط حكم ألقذافي وعلي عبد الله صالح ولا يعقل أن نطلب من شعبنا في السودان أن يستعين بهذا الغرب ليقسم القطر ويكرر تقسيم ما قسمه .


هل يعقل أن نطلب من شعبنا المصري أن اصبر على ظلم وقمع أجهزة نظام حسني اللامبارك حتى يتحرر العراق أو فلسطين أو حتى يهدأ الصومال أو ننتظر نتائج تقسيم السودان ؟


لا يمكن الصبر على الظلم فتلك شيم العروبة ولكن لا يمكن أن نستعين بالظالم على شعبنا فالغرب ليس له ضمير ولا يرعى مصلحة شعب ولا ينتفض إلا لمصلحته فكيف نصدق إن أمريكا أو فرنسا أو غيرها اهتزت فيها قيم الإنسانية لنصرة شعبنا في ليبيا وقد أشاعت القتل والدمار في شعبنا العراقي على مدى ثمانية سنوات ؟ كيف تهتز ضمائر الغرب إلى المطالبة بتحقيق العدل والعمل على تحقيق اتفاقيات جنيف لرعاية الإنسان في سوريا بينما يبيد الكيان الصهيوني شعبنا في فلسطين ؟ والأدهى والأمر إن صواريخ الغرب تقتل الليبي لتنصر ليبي آخر وتدمر الاقتصاد وتحاصر الشعب فهذا وفق أي منظور يمكن أن يكون مقبول ؟ طيب أين إنسانية الغرب التي تقسم السودان من شعبنا في الصومال وهو في حالة احتضار منذ سنوات؟ ولماذا كان يتبع كل خطاب لحسني مبارك وهو عميلهم المخضرم وحامي حدود الكيان الصهيوني الأول تعليق لأحد أركان البيت الأبيض الأمريكي وبالتحديد كان باراك اوباما شخصيا أو وزيرة خارجيته يطلبا منه التنحي والاستجابة لإرادة ثوار ميدان التحرير ؟


لا احد يستطيع أن يطلب من الشعب العربي في أي قطر أن لا يثور ضد الظلم والطغيان شريطة ضمان عدم تدخل جهات أجنبية تبغي تحقيق مصالحها أولا لا مصلحة شعبنا على أن تكون قيادات الثورة من بين أبناء الشعب اللذين عانوا معه وان يكون الشعب هو من يقدم الدعم الحقيقي ماليا ومعنويا كما ينبغي للثوار أن يضعوا مصلحة الشعب أولا وبخلاف ذلك فلا جدوى من ثورة تزهق أرواح الشعب وتبدل طاغوت بطاغوت العن منه وتقدم مصلحة الأجنبي مهما كان على مصلحة الوطن .


يبقى موقف دول المنطقة أمر مهم يحتاج إلى بحث مفصل لكي نمنع قتل العربي بالسلاح العربي كما حصل في تحالف الشر وعدوانه الأول على العراق أو كما يحصل الآن على يد الطيارين القطريين في ليبيا.


Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





الاثنين١٣ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة