شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما فاز محمود احمدي نجاد برئاسة الجمهورية الإيرانية الأولى . شاهد العام كيف قبل نجاد يد المرشد علي الخامنيئي , وكيف حضن المرشد نجاد , في إشارة إلى مشهد المعلم وتلميذه , أو الأب وابنه . وخلال الفترة الرئاسية الأولى ظل الوئام يسود علاقة الاثنين , حتى جاءت الانتخابات الثانية , التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإيرانية , على خلفية اتهام الإصلاحيين بان الانتخابات شابها التزوير , ونظم الاصطلاحيون إضرابات واجهها النظام بالقمع والاعتقال , وفرض الإقامة الجبرية على الزعماء الإصلاحيين أمثال مهدي كروبي , ومير حسين موسوي وزوجته .


منذ الأيام الأولى لفوز نجاد بالرئاسة, سلطت وسائل الإعلام الأضواء عليه, كونه رجلا بسيطا ينتمي إلى الطبقة العاملة , ونال شعبية كبيرة في الأوساط الإيرانية . وكذلك طاعته إلى أوامر المرشد علي الخامنئي , ولكن يبدو أن أمورا كانت تجري في الخفاء , حتى جاءت حادثة إقالة وزير الاستخبارات ( حيدر مصلحي ) القريب منالمرشد أواسط شهر نيسان الماضي ,و بدون علمه أو التشاور معه , الأمر الذي حذا بالمرشد إلى إلغاء الإقالة وأعادت الوزير إلى منصبه . وعندها زعل نجاد وتوارى عن الأنظار حتى الأول من شهر أيار الجاري ,حيث جرت وساطات بين الطرفين , وقبل نجاد إعادة وزير الاستخبارات إلى موقعه مضطرا .


وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية عن هذا الحادث بأنه حادث شكلي , وانه الوجه المعلن للخلاف. وقيل أن سبب إقالة مصلحي من قبل نجاد كان لان مصلحي أقال احد أقارب مدير مكتب نجاد ومستشاره الخاص ( اسفنديار رحيم مشائي ) . وهذا الأخير هو مشعل الأزمة وسببها الأول . وهو الذي أثار حفيظة وحنق رجال الدين المحافظين . لماذا ؟ .


رجل الدين المحافظ أية الله ( محمد تقي مصباح يزدي ) وهو معلم نجاد قال " إن نجاد كان تحت تأثير من مدير مكتبه مشائي " . رغم انه يعد من أتباع نجاد في الترويج لأفكار عقيدية تزعج التيار المحافظ .


ونقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية قال المرشد " لا اعلم ما إذا كان لمشائي تأثير مغناطيسي على نجاد أو علاقات مع ممارسي اليوغا " .


مشائي متهم بقيادة تيار منحرف داخل السلطة التنفيذية لأكثر من سبب :


1 . أن مشائي يعد نفسه ليترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2013 .


2 . له أراء متحررة بشان القضايا الثقافية المجتمعية .ولذلك قال قائد الحرس الثوري منتقدا تيار مشائي بقوله " انه سيعمل حكما ضد الثورة في المستقبل " .
كما اتهم مصباح يزدي مشائي " بأنه يسعى إلى إنشاء تنظيم ماسوني والى توجيه ضربات للإسلام يوما بعد يوم " . وقال حجة الإسلام ( عباس أميري )رئيس المجلس الثقافي التابع للرئاسة " أن الرئيس ومعاونيه ومنهم مشائي لديهم برنامج للانتخابات التشريعية , سينتصرون على المحافظين وعلى اليمين التقليدي " .


3 . الهجوم على مشائي بدعوى انه وراء دفع نجاد لإقالة وزير الاستخبارات . وعليه يطالب التيار المتشدد بإقالة مشائي .


4 . ما سبق هي قضايا شكلية في نظر العارفين بخفايا الأمور. فهم يرون أن صلب المشكلة تكمن في مشروع فكري عقيدي يرون انه يؤثر على مستقبل النظام . المشروع يقوم على اقتراب ظهور ( الإمام المهدي المنتظر ) . وهذه المسالة تقع في صميم الفكر الشيعي .


ولاية الفقيه تشكلت عبر سنوات طويلة , وليست من اختراع أية الله خميني , ولكنه أحياها ووضعها موضع التطبيق عندما نص عليها في الدستور الإيراني ـ كما صرح به ( محمد علي تسخيري ) عضو التحقيق في مجلس الخبراء . وحسب رأيه فالمذهب الشيعي يرى أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) هو الخليفة أو نائب الأمة في الخلافة وهو الشاهد, وهناك مرحلة وسيطة هي امتداد لتربية النبي للأمة, وهي مرحلة " الإمامة " .. مرحلة " الوصاية " , وهناك 12 وصيا يستمرون في تربية الأمة بعد انقطاع الوحي .ويتابع .. أن النبي والإمام معصومان.. ولاية الفقيه هي المرحلة الثالثة التي تنتخب الأمة فيها الفرد الذي يطبق الرسالة وهو أمين عليها ويجب أن يكون واعيا لها وعاملا بها .


خلال المرحلة الثالثة .. التي هي مرحلة " الانتظار " منذ غياب المهدي حتى مجئ خميني , وهي بنفس الوقت حالة " الاستعداد " , أي انتظار اللحظة المناسبة حتى يتم تهيئة الدولة التي ستنتصر للإمام المهدي , أي أنهم ينتظرون قيام الدولة العالمية التي سيحكمها المهدي , ويملئ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .
عندما وضعت ولاية الفقيه في الدستور الإيراني بعد الثورة , كان المؤمل أن توصل فترة خميني بالإمام المهدي ومن ثم التحرك نحو المستقبل .

 

 





الثلاثاء٢١ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة