خطوة جبارة أقدمت عليها ما تسمى بـ (كتلة الأحرار) التابعة للتيار الصدري بإتخاذها قرار (تاريخي) يقضي برفع دعوة قضائية ضد قيادات عسكرية أمريكية ورئيس وزراء بريطانيا السابق (توني بلير) وبعض الحكام العرب ومن ضمنهم حسني مبارك وأبنه جمال ،، بسبب مساهمتهم في أحتلال العراق وتدميره!!،، عظيم جداً ،، موقف أيجابي يحسب للتيار الصدري ،، لكن ،، لماذا لم يرد أسم أحمد الجلبي (الأجرب) في قائمة الدعوى المراد رفعها؟!،، ألم يعترف الجلبي الأجرب علناً بأنه كان وراء مايسمى بـ (قانون تحرير العراق)!!،، وأنه قدم ضابطاً عراقياً هارباً إلى المخابرات الأمريكية ليسرد على مسامعهم حكايات وروايات ما أنزل الله بها من سلطان عن أسلحة الدمار الشامل العراقية!!،، كما أن (الأجرب) أعترف صراحة أنه سعى جاهداً من أجل أن تقوم أمريكا بغزو العراق وتحرك بكل الأتجاهات من أجل ذلك ،، وهذا يعني أن احمد الجلبي (الأجرب) عراب الأحتلال الأمريكي للعراق!!،، ومع هذا التيار الصدري لم يتطرق لموضوعه !!،، طيب ،، وماذا عن مؤتمر لندن و صلاح الدين ،، إلا يجب أن يعاقب من حضر تلك المؤتمرات والندوات الخيانية والتآمرية التي سبقت الأحتلال؟!،، فجوقة العملاء الذين حضروا وتبنوا تلك المؤتمرات موجودون في المنطقة الخضراء والقصاص منهم لن يأخذ وقت طويل بيد جيش (المكبسلين) التابع للتيار الصدري ،، فلماذا يغضون النظر عنهم!!،،
هم أيضاً ساهموا (وبشكل فعال) بأحتلال العراق!!،، وماذا عن إيران ،، فـ (أبطحي) ومن خلال مقولته الشهيرة ،، (لولا إيران لما سقطت كابل وبغداد)!!،، أعترف صراحة وعلناً أن لإيران دور في أحتلال العراق ،، (يعني مو بس العرب مذنبين إيران كذلك) ،، فهل ياترى سيكون لإيران مكان في الدعوى أم سـ (يغلس) مقتدى الصدر عن دورهم القذر؟!،، وهناك أمر بالغ الأهمية ،، بما أن التيار الصدري أعتمد على مصدر ذكر أن جمال حسني مبارك طلب من أمريكا التعجيل بأحتلال العراق لماذا لايعتمدون أيضاً المصدر الذي يدين السيستاني (غاب ظله)؟!،،
فمذكرات (رامسفيلد) و (بريمر) نشرت غسيل السيستاني القذر على الحبال فلماذا لايؤخذ بها كمصادر أدانة ،، أم أن السيستاني فوق الشبهات!!،، وماذا عن محمد رضا السيستاني الذي ورد ذكره في مذكرات بريمر ،، وحسين الصدر ،، والقزويني ،، وآل الحكيم ،، وغيرهم الذين تآمروا مع المحتل على العراق!!،، وأهم من هؤلاء جميعهم هو جورج بوش ،، إلا يستحق أن ترفع بحقه دعوى قضائية؟!،، على أية حال ،، أنا أعجب حقيقة من مواقف الصدريين ،، ليس لأنها طائفية (على ناس وناس) ،، بل لأنها غير منطقية ،، فأين كان (المكبسلين) عندما زحفت الجيوش الغازية نحو العراق!!،، لماذا لم نرى أهل (البجايم البازة) والقمصان السوداء يخرجون للدفاع عن الوطن!!،، والأمر الأهم ،، ينص المشروع الأمريكي في العراق على تغيير الحكومة الوطنية بحكومة عميلة تخدم المصالح الأمريكية ،، وقد تحقق ذلك ،، فحكومة (القامّة والزنجيل) تعمل على تنفيذ الأجندة الأمريكية في العراق ،، (لاحاجة بنا لذكر مشروع النفط والغاز والاتفاقية الأمنية وغيرها من الأتفاقات التي تعود بالمنفعة لأمريكا) ،،
وبهذا يكون نوري المالكي بصفته رئيس حكومة (القامّة والزنجيل) العميلة ،، مساهم بشكل فعال بمشروع الأحتلال الأمريكي للعراق ،، خاصة وأنه المطالب دوماً بتمديد بقاء المحتل ،، وعلى هذا الأساس يجب أن يقدم للمحاكمة أيضاً هو ومن سبقه (أياد علاوي وأبراهيم الجعفري) ،، كما أن الأشتراك في العملية السياسية التي أسس لها المحتل الأمريكي تعتبر مساهمة في مشروع الأحتلال ،، وعليه يجب أن يحاسب جميع من شارك بالعملية السياسية ومن ضمنهم مقتدى الصدر وجماعته لانهم جزء من الحكومة ،، أليس هذه هو المنطق!!.
بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com
٢٩ / أيـــار / ٢٠١١
