شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذهب إليه ميكافيللي بقوله ،،"الدين ضروري للحكومات لا من اجل الفضيلة بل من اجل السيطرة على الناس"،، يثبته لنا التاريخ ،، فالحضارات السالفة كان فيها الحاكم السياسي أو الملك يحيط نفسه بالكهنة ليحتمي بهم ويسيطر من خلالهم على الرعية ،، بالإضافة إلى أشراكهم في أمور الحكم للأخذ برأيهم ،، حتى بات المعبد هو مصدر أتخاذ القرارات وصاحب السلطة السياسية والاجتماعية العليا في الدولة ،، ومن أجل أن يحافظ الكهنة على سلطانهم ومكانتهم البارزة في المجتمع والدولة فأنهم لم يترددوا أبداً في البطش بأقرب المقربين منهم عندما تدعوهم الحاجة لذلك ،، وعندما يريدون التخلص من غريم لهم فأن الوسيلة المتبعة هي تقديمه قربان للموت بطقوس دينية يدعون أنه ( موروثة من السابقين ) !!،، أي أخفاء الجريمة بقناع التقرب من الألهة بالدم!!،، ومن الطبيعي أن ينصاع المجتمع للمعبد ويتقبل ما تصدر عنه من خرافات لأن أفراد المجتمع سلبت منهم العقول بالأساطير والدجل الروحاني!!،، في مكان آخر وزمن مختلف يحدث نفس الشيء ،، المجتمعات القروية البدائية التي يعيش سكانها كمجموعات في الغابات ،، كان فيه ( رجل الروحانيات ) هو صاحب السلطة والكلمة العليا ،، فهو المعني بحماية القرية وسكانها من الشر والأشرار!!،، وكان بين الحين والآخر يخبر أهل القرية بظهور علامة سيئة تنذر بقدوم الشر المذكور في ( أساطير الأولين ) !!،، وطبعاً سيقوم بطرد الشر وحماية الناس بالكرامات التي يمتلكها!!،، وأذا ما أصيب أحد السكان بالحمى أو الزكام فأن هذا يعني ( حسب التشخيص ) أن الشر وصل إلى جسده فيتم معالجته بالتعويذات !!،، ومن الطبيعي أن يقدم سكان القرية النذور والعطايا والهدايا ل ( رجل الروحانيات ) نظير خدماته الكبيرة التي يقدمها للقرية وسكانها!!،، وإذا ما ظهر خصم في القرية يهدد مركز ( رجل الروحانيات ) فأن الحال سينتهي بالخصم منبوذاً ومطارداً لأنه سيكون متهماً بالشر والشؤوم وسوء الطالع!!،، كذلك الحال في العصور الوسطى عندما كان الراهب ( المتطرف ) يفرض هيمنته على المجتمع الأوربي ويتخذ من كذبة ( النبوءات القديمة ) ذريعة لأقناع الناس وخداعهم ،، كان سبيله الوحيد للتخلص من خصومه هو اتهامهم ب ( ممارسة السحر والشعوذة ) فينتهي بهم المطاف إلى المحرقة!!،، والأمثلة كثيرة ،، المهم في الموضوع أن سطوة الكاهن وظلمه ودجل رجل الروحانيات في القرية وتطرف الرهبان وقسوتهم عادت من جديد لتجتمع بعمامة ( الولي الفقيه ) !!،، الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ،، أن ( ولاية الفقيه ) ،، هي أمتداد لما سبقها من ( ولاية الكاهن وغيره ) مع فارق أن الفقيه هو الحاكم والمشرع ،، ومن الملاحظ أيضاً ،، أن من سبقوا الولي الفقيه كانوا يروجون لخرافات مثل ،، عادات وتقاليد ،، أساطير ،، أقوال القدماء ،، نبوءات ذكرتها كتب قديمة ،، وهكذا ،، وهذه الخرافات هي مصدر قوتهم التي يعتمدون عليها في خداع الناس وترهيبهم!!،، أيضاً تحمل أدبيات ( ولاية الفقيه ) نفس تلك الخرافات ،، روايات ،، نبوءات ،، علامات ،، المنقذ ،، ألخ ،، كما أن طقوس ( التطبير ) التي تريق فيها الدماء مشابهة لطقوس ( أراقة الدماء ) التي كان يمارسها السابقون بأحتفالات كبيرة تقام كل عام بمباركة ( ولاية الكاهن وغيره ) كوسيلة للتعبد!!،، كل شيء متشابه ،، الخرافات ،، التقاليد ،، الدجل ،، الظلم ،، القهر ،، ألخ ،، حتى التهم التي كانت توجه للخصم في تلك الأزمنة فهي على نفس الوتيرة ،، ففي قانون ولاية الفقيه أن الخصم هو خصم لله وبذلك يستحق القتل!!،، بالمختصر ،، أن ولاية الفقيه نوع من العبودية ليس لها حدود ،، تسلب الأنسان أرادته وتجعله تابعاً مسيراً لاحول له ولاقوة ،، غير قادر على أتخاذ القرارات إلا بإشارة من رجل الدين ( حتى في مسألة الأنتخابات ) !!،، ولا أريد أن أكثر الكلام عن ( مزاي ) ولاية الفقيه ( الموروثة من معابد الكهان ) فهي كثيرة وكبيرة ،، لكن أود أن أختتم بقول شيء ،، أن كل خير يأتي للبشرية يعطيهم شيء جديد ،، إلا ولاية الفقيه فقد أخذت من البشرية كل شيء ومنحتهم قفص العبودية.




بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com/

alhashmi1965@yahoo.com

١١ / حــزيــران / ٢٠١١

 

 





السبت٠٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة