شبكة ذي قار
عـاجـل










اثنان وعشرون عاما مرت على وفاة المفكر العربي الكبير احمد يوسف عفلق ووفاء وعرفانا لرجل وإنسان ومفكر من احد تلامذته الصغار الذين تعشقوا بفكره وبتاريخيه وبنضاله وزهده وإسلامه .


من الصعوبة الإحاطة بحياته وفكره وإسلامه . وهذا مايحتاج إلى بحوث ودراسات فكرية يشارك فيها ابرز المفكرين العرب والعالميين . كما حدث في ندوة بغداد عام 1990 وليس غريبا على هذا الرجل إن تتخرج على يده الآلاف من المناضلين العرب والأكاديميين والشعراء والأدباء والمفكرين الذين اغنوا المكتبات العربية لأكثر من ستين عاما .


فقد سئل الإمام الشافعي ( رضي الله عنه ) عن كتبه, فاشره إلى تلامذته قائلا: هؤلاء كتبي !
من هو القائد المؤسس احمد يوسف عفلق ؟


لا خافي على المتابعين لفكر القائد المؤسس بان البيئة لها الأثر الكبير على شخصيات المفكرين والسياسيين والأدباء والشعراء ومنهم القائد المؤسس, لعل مقولة بن خلدون عن اثر البيئة على الإنسان.


_ كانت ولادته عام 1910 في زقاق الموصلي رقم 9 في حي الميدان في دمشق , من عائلة معروفة بنضالها ضد الاستعمار التركي والفرنسي , وحي الميدان يحيط به حوران وجبل حوران , جبل الدروز , وللحي صلات بقبائل البدو , وكانت هناك علاقات اجتماعية وتجارية , بالإضافة هذا الحي تنطلق من خارجه إعداد كبيرة من الحجيج السوريين إلى الديار المقدسة .


هذه البيئة جذبت والده يوسف عفلق السكن في هذا الحي , فهو تاجر حبوب الذي يشتري محصول الفلاحين , ولم يكن والد القائد المؤسس المسيحي الوحيد الذي يسكن هذا الحي , إي حي الميدان , حيث سكنت هذا الحي ( عائلة يوسف عفلق والشويري وتوما ورزق الله والخوري وأبو حجرة ) .


ومارست هذه العائلات نفس التجارة التي كان يمارسها يوسف عفلق ( فما زال في حي الميدان يتذكرون يوسف عفلق من العوائل المسلمة منهم ال حباب وسكر ورحمون والعابد ) وكانت علاقتهم مع والد القائد المؤسس كأنه كان مسلما وربما كان هذا مهيئا كثيرا في تفهم أولاده للإسلام ولاسيما الأستاذ المرحوم احمد يوسف , حيث اعتقد أن هذه الجذور الأولى التي أثرت على شخصية القائد المؤسس وإسلامه , وما جاء في محاضرته في ذكرى الرسول العربي على مدرج جامعة دمشق في 5 نيسان عام 1943 الذي اخذ يهتم بالإسلام وبشخصية الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .


_ إما أمه ( أم احمد يوسف ) من آل زيدان مؤسس دار الهلال في القاهرة وصاحب الروايات التاريخية المشهورة , وقد رزقت ( أم احمد ) خمسة أولاد ابنتان وثلاثة ذكور , ثانيهم الأستاذ المرحوم , وتلقوا معظم دراساتهم في مدرسة ( الآسية ) .


_ وفي عام 1916 تقع عيني الصبي على مرائ الجنود الأتراك يقتحمون المنزل لاعتقال والده يوسف بسبب نضاله ضدهم , وكذلك كان الصبي يستمع إلى أخبار بطولات شهداء السادس من أيار .


_ 1918 استقبل الأمير فيصل الأول أول حاكم عربي في دمشق وفي بيت والده يوسف بالذات .
_ 1925 قيام أسرة احمد يوسف بدور رئيسي في الثورة الوطنية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش .


_ وفي عام 1928 تم إيفاده في بعثة إلى فرنسا مع الأستاذ المرحوم صلاح الدين البيطار الأول يدرس مادة التاريخ والثاني مادة العلوم , واقترن اسم صلاح الدين البيطار باسم القائد المؤسس وصار صنوة في تأسيس حزب البعث العربي وقيادته ولا يقل عنه تميزا , فهو أيضا من سكنت حي الميدان , ومن أسرة ذات صلة قوية بالديار المقدسة بالمدينة المنورة بالذات .


_ وفي عام 1933 عادا إلى دمشق يحملان شهادة ( الليسانس ) البكالوريوس في التاريخ بالنسبة للقائد المؤسس وفي العلوم بالنسبة للأستاذ صلاح الدين البيطار.
وفي تلك الفترة تحديدا 1928 _ 1933 تبلور تجاه فكري لدى الأستاذين بضرورة تحقيق الوحدة العربية.


_ عين الأستاذ صلاح الدين البيطار في مدارس حمص والأستاذ احمد يوسف في ثانوية تجهيز الأولى دمشق واسمها حاليا ( جودة الهاشمي ) بالقرب من فندق ( فور سيزن ) مدرسا للتاريخ , ولم يمض على انجاز بناء ثانوية التجهيز الأولى أكثر من ستة أشهر حيث كانت هناك ثانويتان حكوميتان , واحدة في حلب والثانية في دمشق .


قبل عودته إلى سوريا حصل على إجازة التاريخ ونجاحه في إجازة السنة الثانية في دراسة الحقوق , وكان في نيته متابعة دراسة التاريخ للحصول على الدكتوراء ( وقد حصل على دبلوم في تاريخ الفن اليوناني الذي كان معجبا به وجعل طريقه إلى فرنسا من اليونان والتعرف إلى أثارها , إلا إن مرض والده ووفاته ) .


مما اضطر بالعودة نهائيا والالتحاق بوظيفة التدريس, حيث انخرط في العمل الأدبي وفي الحياة السياسية معا.


_ ( كان بارعا وناجحا بل ساحرا في إلقاء دروسه للصف السابع في التاريخ القديم, يوناني _ روماني _ فارسي, يجذب انتباه الطلاب ) حتى تسمع الإبرة عندما يحبس الطلاب أنفاسهم طيلة الدرس.


مما دعت وزارة التربية بتوجيه تقدير في تدريسه للصفوف العليا , حيث يقول الدكتور ذوقان قرقوط الذي كان طالبا في ثانوية التجهيز الأولى ( استاذنة منه للحضور في دروسه وبخاصة دروس البكلوريا عن الثورة الفرنسية ) .


_ في العطلة الصيفية كان القائد المؤسس يتردد على مقهى ( الواحة ) المحاذية للشارع الملاصق لمقهى ( هافانا ) الحالية , وقد تحولت فيما بعد الى سينما الاهرام .
_ في 1941 أسس حركة الإحياء العربي وفي نفس السنة أسس حركة نصرة العراق .


كان البعثيون لايزالون في بدء مرحلتهم التمهيدية ولكن ذلك لم يمنعهم من النضال العملي قطريا وقوميا , قطريا تمكنوا من المساهمة في حمل الشعب في سوريا على إعلان الإضراب العام ضد الاستعمار الفرنسي , إما على الصعيد القومي فكانت (ثورة رشيد عالي الكيلاني ) في أيار 1941 دافعا للبعثيين الأوائل للتحرك والنشاط , فلم يقفوا عند حدود توزيع البيانات والتأييد والحث على دعم تلك الثورة , بل عملوا على تشكيل حركة ( نصرة العراق ) التي كتب وثائقها الأستاذ احمد يوسف حيث قال ( أيها العربي .. اعلم إن العراق في هذه الساعة من اجل أمنية كل العرب : " الوحدة العربية " وعلم أن انتصار العراق منوط بك وحدك فاعرف واجبك وقم به .


أيها العربي , حيثما كنت
_ ضع برفاهك أياما , تضمن لامتك السعادة أجيالا .
_ امتنع عن الملاهي جميعها وساعد العراق المجاهد إذ لايليق بك أن تلهوا بينما العراق يريق دمه في سبيلك .
_ الغ الضيافات ولاتقبلها من الآخرين , وبقيمتها قدم لجرحى العراق العربي اضمدة وأدوية .
_ في كل اثنين وخميس اقتصر مع أسرتك على أكل لون واحد بسيط وأرسل بما توفره إلى العراق ليشتري أسلحة ومعدات.
_ تعود الخشونة في عيشك والبساطة في ملبسك واعلم أن كل عربي قد أصبح اليوم جنديا.


أيتها الفتاة العربية:
_ لاتنسي انك ستكونين أم الجنود والإبطال العرب فانتبهي لرسالتك وما تفرض من مسؤولية.


أيها العربي حيثما كنت
في كل ساعة لترتفع قلوبكم إلى الله تسأله أن ينصر العراق, ولتكن تحيتكم فيما بينكم بعد ألان: نفدي العراق !
لاحظ أيها القارئ العزيز ما يفصل بين هذه الدعوة التي أطلقها القائد المؤسس رحمه الله عام 1941 وبين اليوم الذي يواجهه الشعب العراقي العظيم ومقاومته الوطنية الباسلة أكثر من ستين سنة , أين النخوة العربية ؟ أين العروبة ؟ أين الغيرة العربية ؟ على مايجري في العراق من تدمير وقتل وتشريد وتهجير واعتقال وكأنما يجري ذلك في جزيرة الوقواق . هل تفدوا العراق ثانية ؟ أين انتم أيها العرب من النداء الأول للقائد المؤسس رحمه الله ؟ هل انتم فاعلون ؟ فنحن منتظرون .
في عام 1947 : أسس حزب البعث العربي ( المؤتمر التأسيسي الأول للحزب ) في 7 نيسان 1947 في مقهى الرشيد الصيفي ( مقهى هافانا ) حاليا وانتخب أمينا عاما للحزب .


1948 تطوع القائد المؤسس للقتال إثناء حرب فلسطين
وفي سنة 1949 تولى القائد المؤسس وزارة المعارف في سوريا
وفي سنة 1956 دعوته إلى الوحدة العربية بين سورية ومصر باعتبار الوحدة العربية هي القيمة الأولى , وأكد دائما أولويتها وإعطائها تقدما ورجحانا معنويا على الاشتراكية والحرية , واعتبر إن كل نظرة ومعالجة لمشاكل العرب الحيوية في أجزائها ومجموعها لاتصدر عن هذه المسلمة _ وحدة الأمة العربية هي نظرة خاطئة ومعالجة ضارة .


1957 لقد تنبئه رحمه الله بمصير الأمة عند انهيار احد المعسكرين عندما قال " ليس من مصلحة الأمة العربية انهيار احد المعسكرين , فانهيار المعسكر الشيوعي طغيان الرأسمالية وسطوتها على ثروات الأمة " المصدر معركة المصير الواحد .


وعندما انهارت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي ومعسكرها في أوربا الشرقية حيث تنمرت أمريكا وسطوتها على العالم وغزت واحتلت العراق وأفغانستان .


1958 وحدة مصر وسوريا
1959 تنبئه أيضا بانهيار الاتحاد السوفيتي حيث كانت الشيوعية في عز قوتها حيث قال : " أن الماركسية قد شاخت لأنها سلكت طريق المساومة ومعاداتها للقومية العربية " أن هذه التنبات العلمية المبنية على البعد الفكري للقائد المؤسس .


وفي نفس عام 1959 تزوج من الطبيبة الفاضلة أمل بشور وبدا تكوين الأسرة التي شكلت عامل توازن في حياته .
وفي عام 1963 بقيام ثورتي 8 شباط في العراق و8 آذار في سوريا حيث بعث برقية تهنئة باسم حزب البعث إلى ثوار الثورة حيث قال ( أشاطركم اللحظات التاريخية الكبرى التي تحياها ثورتكم العربية , وإشراقها المعاني السخية التي يفجرها قيام عراق عربي أصيل , يستعيد دوره القومي الطليعي الذي عطلته رجعية نوري السعيد وشعوبية قاسم . أن ثورتكم هي ابنة ثورة الرابع عشر من تموز وتصحيح الانحراف الذي عطلها والثار لنكسة الوحدة بين مصر وسوريا....) حيث تمخض بقيام ميثاق 17 نيسان الوحدوي بين سورية ومصر والعراق ومع الأسف الشديد تعثر هذا المشروع لسنا في صدد دراسة أسباب ذلك .


1964 _ 1966 انشقاقات حزبية تلتها انتكاسة الخامس من حزيران 1967 التي أثرت عليه نفسيا ودفعته إلى عطاءات فكرية جديدة عن العمل المستقبلي والإيمان بالنصر . " مراجعة كتاب نقطة البداية "


1968 قيام ثورة البعث في العراق التي حققت الانجازات الكبيرة للعراق والأمة العربية , إلا أن هذه الثورة العملاقة ومشروعها القومي النهضوي الحضاري أجهضت بفعل القوى الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية .


في عام 1970 ألقى القائد المؤسس كلمته في 7 نيسان حيث قال : " ستصبح الماركسية شيئا من التاريخ بعد 20 سنة أو 30 سنة " وبهذه الكلمة تنبأ رحمه الله بانهيار الشيوعية حيث انهارت عام 1990 .


1989 توفي في 24 حزيران في احد مستشفيات باريس على اثر عملية جراحية ودفن في بغداد على الطريقة الإسلامية حيث حمل جثمانه القائد المجدد الشهيد صدام حسين رحمه الله على كتفه كما حمل هموم الأمة ومبادئ القائد المؤسس وناضل من اجلها واستشهد.


بلغت كتاباته السياسية المجموعة والمطبوعة " في سبيل البعث الكتابات السياسية الكاملة " في خمسة مجلدات .... وذلك غيرها تناثر في .كتاب نضال البعث البالغ ثلاثة عشر جزءا .


فمشروعه الفكري ....... هو أشهر وابرز المشروعات الفكرية للمفكرين القومين العرب المعاصرين.
نم قرير العين أيها الرفيق احمد يوسف عفلق مادام فينا الوريث الشرعي والدستوري والقانوني للقائد المجدد الشهيد صدام حسين رحمه الله هو رفيقكم عزت إبراهيم الأمين العام للحزب الماسك على جمر المبادئ وطهر السلاح .

 

 





الخميس٢١ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة