شبكة ذي قار
عـاجـل










لوعدنا إلى الماضي المرير بعد احتلال العراق ونتذكر ما شاهدناه وتذوقناه ولمسناه بألم ومرارة لما جرى ويجري في العراق وشعبه من مهازل القرن الديمقراطي النموذجي اللعين لوجدنا أن أمريكا جعلت من العراق أن يكون سوقا تجاريا فاسدا لدول إقليمية تصرف سلعها السياسية الفاسدة الطائفية وقت ما تشاء ولهدف معلوم وليس كما سمعناه ونسمعه الآن من وسائلها الإعلامية حبا بالعراق , وإنما وفاءا منها للأحزاب والكتل الطائفية التي جاءت بهم لينفذوا المخطط الرهيب المعد مسبقا لتدمير وتفتيت العراق وشعبه .


وكذلك لنتذكر المهازل والمهازل التي مرت على العراقيين جراء ما حققته أمريكا من انتخابات صورية كاذبة لبرلمانات وحكومات الاحتلال ابتداء من تعين أعضاء مجلس العقم الوقتي ووزراءه ولغاية برلمان حكومة المالكي الصفوية , وما حدث من جرائهما لمهازل المد والجزر في تزوير جميع نتائجها المزورة أصلا والتي وصلت أخيرا إلى طريق مسدود لإصابة جميع حكومات الاحتلال بالفيروس الطائفي ..


ومع هذا فأن الإدارتين الأمريكيتين السابقة والحالية غير نادمتين على ذلك وعلى من بنت الثقة بهم بعد أن جعلت من أزلام حكوماتها المصنعين بمثابة سياسيين يجيدون فنون السياسية الإرهابية الإجرامية التي تعلموها من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإنجاح مشروع عمليتها السياسية الفاشل التي أحبطت سمعتها وشعبها ودولتها العظمى بالرغم من :


الأول :ـ الاعتراف العلني الإعلامي المسيس للكثير من السياسيين الاستراتيجيين وعلى رأسهم رؤساء الإدارتين ( بوش الابن واوباما ) في التسرع ووقوع الإدارة الأمريكية السابقة إدارة مجرم الإنسانية ( بوش الابن ) بالخطأ الجسيم في شنها الحرب وغزو واحتلال العراق.


ثانيا :ـ وبالرغم من توقع إدارة بوش الكذاب بأن النظام العراقي الشرعي قد انتهى وسقط كما تسقط الأنظمة ثم تبين لها أن توقعها كان مبني على خطأ كبير جراء معلوماتها المخابراتية والاستخباراتية بأن النظام السياسي الوطني الشرعي ومؤسساته العسكرية والأمنية قد انتهيا واختفيا عن الساحة العراقية لتفاجأ بظهوره كقيادة مقاومة وطنية شرعية تقود وتشرف على عمليات المقاومة ضد احتلالها للعراق .


أن الهدف الرئيسي لأمريكا في احتلال العراق إنما هو الحلم الذي كانت تحلم به الصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل والذي تم تحقيقه فعلا بفضل تآمر الأنظمة العربية العميلة على العراق , والذين هم السبب الرئيسي في احتلاله وإسقاط نظامه , وهم السبب في تدميره وقتل شعبه , وهم السبب في تقديمهم العراق على صينية من الذهب إلى الصهيونية العالمية وأدواتها الرئيسية المتمثلة بأمريكا وإيران , وهم السبب الرئيس والجوهري في صنع المنجز العظيم الذي كانت تتمناه الامبريالية والصهيونية العالمية من اجل تقديمه هدية متواضعة لإيران تثمينا للخدمة التي قدمتها للصهيونية العالمية لتجعل منها الجنرال الإقليمي البديل لها ولأدواتها الرئيسية في التهديد والهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة ....


هناك من يسال : كل هذا على حساب من ؟.
الجواب على هذا السؤال يكون على حساب إضعاف الأمة العربية وتحقيق الهدف الذي تسعى إليه الصهيونية العالمية في تقسيم المقسم وتجزء المجزأ ... والدلائل على ذلك كثيرة يشهد لها التاريخ العربي آخره تدخلها الإجرامي البشع في احتلال العراق وشعبه عندما أوعزت إيران لنفوذاتها من الذين يترأسون أحزاب وكتل وميليشيات صفوية بالدخول إلى العراق وتدمير بناه التحتية ومن ثم مكافئتهم بحكومات احتلال طائفية ليس من اجل بناء عراق جديد كما يقولونه في وسائلهم الإعلامية الصفوية وإنما هو لهدف رئيسي ومهم لإيران وكم موضح في النقاط التالية :


أ‌. لإنهاء دور العراق وجيشه محليا وإقليميا وعربيا والذي كان الحلم الوحيد الذي يحلم به الكيان الصهيوني ليصبح من بعد ذلك القوة إلاقليمية الكبيرة والبديلة لهما في تهديد الأمن القومي العربي بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة.


ج‌. لإكمال مشروعها النووي الذي به ستكون الدولة النووية العظمى في المنطقة والتي به ستسيطر على جميع مقدرات الأمة بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة .


د. لاستهداف واجتثاث الدين الإسلامي في الأمتين العربية والإسلامية جراء حقدها الدفين لها والذي جعل بها أن تتعاون مع جميع شياطين الأرض ضد الأمة .


وهناك أيضا من يسأل :
كيف يمكن لإيران أن تصل إلى هذا المستوى لتصبح بعد ذلك دولة إقليمية تهدد المنطقة ودول الخليج العربي والمصالح الغربية ؟ .


الجواب على هذا السؤال هو من خلال المكانة التي أعطتها إياها الولايات المتحدة الأمريكية كأداة مهمة وشريك رئيسي لإستراتيجيتها العدوانية الإرهابية تجاه العراق والأمة وفاءا لموقفها العدائي التاريخي للعراق والأمة وما قدمته وتقدمه الآن لأمريكا من عون لوجستي غير محدود بوضع جميع نفوذاتها وأجنداتها المتواجدة جغرافيا ضمن المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة تحت خدمة وأوامر الصهيونية العالمية وأمريكا .


إذن الإجابة الدقيقة للسؤال الذي هو موضوع مقالنا هذا (هل وقعت أمريكا بالخطأ الاستراتيجي عندما جعلت من إيران ونفوذاتها شريكا لها في احتلال العراق ؟ ) هو كلا لم تقع أمريكا بالخطأ الاستراتيجي عندما جعلت من إيران ونفوذاتها شريكا لها في احتلال العراق والدليل على ذلك هو التاريخ الذي شهد ويشهد على الحقد الفارسي المتأصل والمتواصل للعروبة والإسلام .. بينما العكس هو الصحيح أي حققت أمريكا اكبر انجاز للصهيونية العالمية ولكيانها المسخ إسرائيل عن طريق إيران والذي أدى إلى ما يلي :


1. إطلاق العنان الشامل والكامل لإيران في استعراض قوتها من بحر العرب والى الحدود العراقية التركية ومن أفغانستان وباكستان شرقا ولغاية دول المغرب العربي داخل غربا لإسكات ولطم جميع ألأفواه الناطقة باسم الأنظمة العربية وبمختلف عناوينها , والسماح لإيران بتهديدهم علنا وليس سرا من خلال خلق الاضطرابات والفوضى الغوغائية بكل من يتفوه عليها من أي نظام عربي ولو بكلمة واحدة أو يندد بها في حالة تهديدها أو اعتداءاتها المتكررة على أية دولة عربية أو خليجية من دول المنطقة .. كل هذا مقابل الهبة التي منحتها لها الصهيونية العالمية وأمريكا والتي جعلت منها أن تكون زعيمة (عفوا ) جنرال المنطقة بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة لأدائها الممتاز في صفحة مهمة ورئيسية من صفحات الإستراتيجية الصهيو أمريكية التي أعدت ضد الأمة العربية والتي ابتدأت صفحتها الأولى في احتلال العراق .


2. إطلاق العنان لإيران في التدخل العلني السافر في جميع الشؤون الداخلية لجميع الأنظمة العربية وصولا إلى حد التدخل السافر في تشكيل أية حكومة وزارية من حكومات الأنظمة العربية .


3. إطلاق العنان بالسماح لإيران أن تأخذ دورها العدائي في تنفيذ الصفحات الخطيرة المرسومة ضد الدول العربية من بعد احتلال العراق وحل جيشه الباسل في تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ كونها الأداة الرئيسية للإستراتيجية الصهيو أمريكية .. والدليل على ذلك احتلالها للعراق عن طريق نفوذاتها المعروفة بالأحزاب والكتل الطائفية الصفوية وتدخلها السافر في اليمن والبحرين والسعودية , وشرائها الكثير من ذمم الشخصيات المحسوبة على أحزاب دينية في كل من مصر وتونس لغرض خلق الفوضى الطائفية للوصول إلى ما تريده الصهيونية العالمية وأمريكا من الصفحة المهمة لهما في ترسيم الأقاليم الطائفية والدينية والانتقال بعد ذلك للبدء بصفحات جديدة في الكثير من الدول العربية .


4. إطلاق العنان لإيران في اخذ حريتها الكاملة والمطلقة في تجاوزاتها المتكررة والاستحواذ على الممرات واحتلال الجزرات البحرية الممتدة من بحر العرب والخليج العربي وصولا إلى المصب الرئيسي لشط العرب لجعلها قواعد عسكرية مهمة للسيطرة والهيمنة على جميع السواحل البحرية الإقليمية المشتركة لدول الخليج العربي .


5. إطلاق العنان لإيران من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا في اخذ حريتها الكاملة والمطلقة باحتلال أي دولة من دول الخليج العربي بعد أن تتدخل في شؤونها من خلال تحرك نفوذاتها المتواجدين على هذه المملكة أو تلك الإمارة لينفذوا صفحات الغدر والخيانة بشعب وممتلكات ومؤسسات والبني التحتية لتلك الدول والدليل على ذلك ما حدث من صفحة الغدر والخيانة في العراق سنة 1991 .


6. إطلاق العنان لإيران من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا في السيطرة على السوق النفطي العربي والخليجي وتحديد سقف إنتاجه من خلال تحديد سعر البرميل الواحد وبنما يناسب الصهيونية والعالمية وأمريكا كونها جنرال المنطقة بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة .


7. إطلاق العنان لإيران من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا وحلفائهما الغربيين في السماح لها سرا وعلانية في تشكيل أحزاب وحركات وميليشيات صفوية في الكثير من الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي وبحجج حقوق الإنسان وحرية الرأي في التعبير وما ينتج عن ذلك من ديمقراطية ترضى لها الامبريالية والصهيونية العالمية لأجل الاستفادة منها ومن نفوذاتها في تحقيق هدفها الرئيسي في خلق الفوضى العارمة التي تؤدي إلى الطائفية التي تطالب كل ومعيتها تقسيم الدول العربية للوصول إلى تهميش الهوية العربية سواء كان في هذه الدولة أم في جميع الدول العربية.


8. إطلاق العنان لإيران من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا للسيطرة المحكمة على زمام الأمور السياسية والدينية في العراق كون حكومات الاحتلال التي صنعت في العراق هي ناتج لإستراتيجية صهيو أمريكية والتي من خلال هذه الحكومات تستطيع إيران أن تنفذ جميع الصفحات الخاصة بالإستراتيجية الصهيو أمريكية في المنطقة العربية ودول الخليج بواسطة بناء قواعد لها بالقرب من حدودها لمد والتماس أذرعها المتواجدة على ارض العراق بالنفوذات الإيرانية المتواجدة في الدول العربية المجاورة للعراق المرشحة في التقسيم وخاصة المملكة العربية السعودية والكويت ومن ثم الاتجاه لخلق الفوضى الخلاقة في المملكة الأردنية الهاشمية من خلال بناء علاقات متينة مع أحزاب تتخذ من الإسلام درعا لها وكما تفعل الآن مع مصر وتونس وغيرها من الدول التي لم تظهر مشاكلها الداخلية على الساحة الإعلامية .


وختاما أقول للتاريخ أيضا ومن خلاله إن سمح لي أن اذكر هذه المسميات المعروفة بالأنظمة العربية التي تآمرت وساعدت وشاركت دول محور الشر على احتلال العراق وشعبه وحل جيشه الذي كان جبلا فولاذيا لهم ولكراسيهم ولخزائنهم ولعوائلهم وشعبهم وأراضيهم وبناهم التحتية وجيوشهم .. أن احتلال العراق وشعبه وحل جيشه المغوار الباسل هو بسببكم وليس بسبب آخر .. نعم بسببكم لأنكم انتم أول المتآمرين على العراق وشعبه ... وانتم الذين جمعتم جيوش الكفر على العراق وشعبه , وانتم الذين سمحتم لطائرات جيوش الكفر وصواريخهم أن تطلق من أراضيكم لضرب بغداد وشعب العراق , وانتم الذين أعطيتم لإيران الشر الإشارة بأن تفتح جبهاتها الغربية لدخول فلول هولاكو الألفية الثالثة إلى بغداد العظيمة ...


إذن انتم اليوم تتحملون وزر ما فعلتموه في العراق وشعبه من قبل إيران الفارسية الصفوية المجوسية وانتظروا أيها الإخوة العرب ما تخططه لكم إيران من خطط خطيرة .. وسؤالي الأخير لكم :
هل هناك من يجيب على سائل هذا السؤال:ــ


هل تستطيع إيران أن تفعل بنا وبكم وبالأمة الشر في الماضي والآن وفي المستقبل لو كان الجيش العراقي السابق وبجميع صنوفه الجوية والبرية والبحرية واقفا كالأسد على ارض العراق ؟ . .. متمنيا أن تكون الإجابة من السادة الذين يحملون عناوين ( سيادة وجلالة وصاحب السمو ) ... وحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

 





السبت٣٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة