شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يتصور البعض ان ما يجري في القطر العربي السوري هو نتاج طبيعي لما جرى في دول عربية اخرى وان له اسبابه الداعية الى مثل هذه الممارسات ومع تاكيدنا وفهمنا ان للشعوب حقها في ان تنتفض على التسلط والقهر ومن حقها ان تختار طريقها واسلوبها في التصدي لما تعانيه مثلما حدث في تونس ومصر الا ان هناك فهما اخر للحالة السورية وعلى حدها الحالة الليبية فامريكا والصهيونية العالمية والغرب ذو التاريخ الاسود في استعباد الشعوب جعلوا لهم اهدافا كونية للوصول الى غايتهم ومراميهم ورتبوا هذه الاهداف على شكل اسبقيات احتل العراق فيها الاسبقية الاولى وبمجرد انتهاء حرب ايران عليه والتي استمرت ثمان سنوات حققت فيها امريكا هدفها في اضعاف الطرفين وخروجهما منهكين وفاقدين لقدرات عسكرية واقتصادية كبيرة استمرت امريكا في استهدافها للعراق فاوكلت المهمة الجديدة الى ازلامها في الكويت والخليج العربي للتحرش بالعراق وانهاك اقتصاده الذي خرج ضعيفا بعد وقف اطلاق النار مع ايران من خلال خفض سعر البرميل الواحد للنفط من 7 – 9 دولار وهو مبلغ لايسد نفقات الاستخراج والتصدير فهياوا المسرح لحرب الخليج الثانية التي تمخض عنها دخول العراق الى الكويت وقيام تحالف دولي قادته امريكا لاخراج العراق بالقوة ومن ثم فرض حصار اقتصادي شامل بموجب القرار 661 الصادر في 5 / 8 / 1990 ثم فرض مناطق الحظر الجوي على سمائه واستصدار القرار 687 في الثاني من نيسان 1990 الذي هيا المسرح لاحتلال العراق في العام 2003 وفعلا تم لهم ذلك وقد اعتقد الامريكان ان احتلالهم للعراق سيفتح امامهم الابواب الواسعة للدخول الى دول المنطقة بما ينسجم ومشروعهم الكوني الجديد لكن ظهور المقاومة العراقية السريع في العاشر من نيسان / 2003 ونتائجها الايجابية في ايقاع اكبر الخسائر في جيوش ومعدات وقواعد المحتل غير مسار الخطة الامريكية وبدات تنظر للواقع العراقي الجديد بحذر كبير واجلت عملياتها باتجاه دول المنطقة الاخرى الي كانت ضمن مشروع الشرق اوسط الجديد لكن هذا التاجيل لايعني الغاء المشروع وانما العمل على ايجاد البدائل في طريقة تحقيقه وبدل ان تفتح امريكا نيرانها على تلك الدول المستهدفة وتخسر الكم الهائل من الرجال والمعدات اضافة للادانة الدولية لها وانكشاف نواياها الحقيقية بعد احتلال العراق فكرت في اسلوبها الجديد وهو استغلال حاجات الشعوب وتحريكها للانقضاض على حكامها وهي تقود عن بعد ادارة الازمة ولو عدنا الى اصل هذا المخطط الجديد فسنجد ان سوريا هي المستهدف الثاني بعد العراق ولكي لا يقال عنها في جميع المحافل الدولية ان امريكا قد تكشفت اجندتها التي بداتها في العراق والذي كان الهدف فيها هو المشروع القومي للامة وها هي اليوم في طريقها الى سوريا لانها تحمل ذات المشروع و تشكل الاسبقية الثانية بعد العراق راحت للتحرش بانظمة عربية هي فعلا اساس البلاء لشعوبها واساس محنة الامة وفضلت التضحية بتلك الانظمة المعروفة بصداقتها وتبعيتها لها من اجل ان تتقرب للهدف الاساس والمرسوم والمعد له وهو سوريا فاختارت تونس ثم مصر وضحت باعز نظامين لها في المنطقة حتى يقال عنها أي امريكا عندما يشتعل فتيل الحرب على سوريا او ليبيا او اليمن وبادوات امريكية وعربية ان ما يحدث فيها هو ارادة شعب وليس للاجنبي اية علاقة فيه وان امريكا هي براء منه ولهذا يتوجب على الشعب العربي وفي المقدمة منه الشعب السوري الشقيق والليبي الشقيق ان يعرفوا حجم المؤامرة وطريقة اخراجها فليس حسني او ابن علي هما الهدف الاول والراس المطلوب فقد كان حالهما كحال محمد رضا بهلوي ونوريغا رئيس بنما عندما حان قطافهما وان المطلوب هو المشروع القومي وقيادته سواء في العراق او في سوريا . لقد كانت خطة العدو هذه المرة هي التقرب من سوريا عن بعد ثم البدء بالتعرض عليها فبدوا في تونس ومصر ثم ذهبوا الى اليمن ثم ليبيا فهل يستطيع دعاة مشروع الفتنة الطائفي من ان يصلوا الى اهدافهم ويحققوها بالنيابة عن امريكا والغرب الاستعماري ؟

 

ان الجواب وبكل ثقة وفي ضوء معطيات الميدان الميدان يقول ان المؤامرة فشلت وستبقى سوريا كما عهدتها امتها وفية لمبادئها صادقة مع نفسها ومع شعبها الابي امينة على قضايا الامة في فلسطين ولبنان والعراق وفي أي شبر اخر من ارض العرب وان المصلحة القومية تقتضي من الجميع الوقوف مع سوريا ومع ليبيا في هذه المواجهة التاريخية فقد استطاع دعاة الفتنة الطائفية في العراق ان يبيعوا انفسهم للاجنبي مقابل احتلال العراق في اكبر عملية تزوير لم يشهدها التاريخ البشري الحديث والمعاصر واستطاعوا تدمير العراق والحاق اكبر الضرر فيه لكنهم لم يستطيعوا تدمير ارادة شعب العراق واصراره على مقاومة المحتل واذنابه وعملائه كما انهم لم يستطيعوا النيل من دعاة وقادة المشروع القومي وجماهيره الواسعة فلقد خرج المقاومون العراقيون من تحت الرماد والانقاض ليحلقوا ثانية في سمائه وليؤكوا للعالم باسره انهم قادمون وستنتصر ارادتهم وسيهزم الامريكان وعملائهم اما في سوريا فطريق الاصلاح ووعي الشعب واصرار قادة البلاد على الاصلاح والحوار الوطني والتصدي الشجاع لمن يعبث بامن الوطن وممتلكات الشعب ويقتل الابرياء فهو الكفيل بقبر المؤامرة والانطلاق الى رحاب الرفاه والاستقرار والامان ولا طرق غيره .

 

 





الاحد٠٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة