في الزيارة الأخيرة التي قام بها جلال الطالباني لإيران قال له الخامنئي أننا لن نسمح بتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق!!، ونلاحظ كلمة أننا تظهر من هو الآمر الناهي في العراق ( الجديد ) !!، وقد اثبت الطالباني بأنه سريع البديهية وردة الفعل حيث أيد قرار الولي الفقيه قبل أن ينهي الأخير حديثه!!، ياسبحان الله ، قبل شهرين كان الطالباني والمالكي يقبلون الأيادي على تمديد بقاء البسطال الأمريكي على رؤوسهم لكن أمام الولي الفقيه تغير الحال وأصبحت أمريك ( كخة ) !!، ومن المؤكد أن نوري المالكي تلقى نفس الأوامر من ولي نعمته في إيران وهذا يفسر مطالب الدعوجية بعدم تجديد فترة بقاء القوات الأمريكية المحتلة في العراق ، وكذلك هو حال مقتدى الصدر الذي عاد من إيران ( حامي الوطيس ) يطالب بوضع حد للتواجد الأمريكي في العراق ، ولمح بأستخدام القوة من خلال أبراز عضلاته بأستعراض عسكري لجيش الدجال ، وفي حركة ( ديمقراطية ) رمى نوري المالكي الكرة في ملعب ما يسمى ب ( الكتل السياسية ) ليتخذوا قرارهم بشأن مسألة التواجد الأمريكي في العراق!!، بالمقابل طرحت ما يسمى ب ( الكتل السياسية ) سؤال عن جاهزية القوات الطائفية لحكومة ( القامّة والزنجيل ) على حفظ الأمن!!،
وهنا ظهر السفير الإيراني ( دناني فر ) ليعرض بضاعته المستهلكة على العراق ، حيث أعلن عن استعداد إيران لملء الفراغ الذي سيخلفه الأنسحاب الأمريكي من العراق ، ومن الطبيعي أن يشمل هذا العرض اتفاقات أمنية ومعاهدات عسكرية ستمنح القوات الإيرانية غطاء قانوني للتواجد على الأراضي العراقية ، ولا أستبعد أن تكون هناك أتفاقية مشتركة لحماية الأضرحة ، لأن هذه الحجة ستنطلي بسهولة على السذج ليناموا مطمئنون على مقدساتهم بعد أن يضعوها في أيدي ( أمينة ) !!، هذه لعبة واضحة لأستبدال قوات أمريكية بمثيلتها إيرانية !!، وهذا متوقع منذ زمن طويل ، ومن المؤكد أن أمريكا على أطلاع كامل لما يجري على أرض الواقع فهي من فتحت أبواب العراق لإيران وسهلت لعملاءها الوصول للكراسي ، ومتى ما قررت أمريكا الأنسحاب فأنها لن تعارض أن تكون إيران البديل ، وستغض النظر عن هذا الأمر لأن إيران قادرة على حفظ النظام الطائفي الذي يحكم العراق وتبقي رحى الطائفية تدور دون توقف وهذا هو المطلوب بالنسبة لأمريكا ، أما قضية الأنسحاب الأمريكي من العراق فليس هناك من يفرض قراره على أمريكا ل ( كتل سياسية ) ولا هم يحزنون ، الأمر متعلق بالأجندة الأمريكية فهي التي تحدد الخروج أم البقاء ، وحتى أن تقرر الخروج فهذا لايعني الانسحاب الكامل بل بقاء ما يكفي من قوات لحماية مصالحهم في المنطقة ، على أية حال القوات الأمريكية موجود أم لا فالحاكم الفعلي للعراق هو الولي الفقيه وماعلى الطالباني والمالكي سوى السمع والطاعة.
بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://bilalalhashmi.blogspot.com/
١١ / تمـــوز / ٢٠١١