القائد هو الرأس المتميز إداريا وفكريا واجتماعيا , هو الرأس المفكر المشع المبدع ,وقد يبرز منذ صباه ويتميز على أقرانه في المدرسة والجامعة .
القائد الذي نعنيه هو مناضل يؤمن بمبادئ وعقيدة معينة , يسعى من اجل نشرها بين الرأي العام , ويكسب حولها الأصدقاء والمؤيدين .

من خلال سير التاريخ النضالي للأمم والشعوب فان القائد المناضل يخرج في العادة من بين الجماهير الكادحة , ويسعى إلى رفع الظلم عنها , وإقرار حقوقها بالنضال السلمي أو من خلال الثورة المسلحة بواسطة القوات المسلحة .

إذا كان فن القيادة في الإدارة والاقتصاد والعسكرية يحتاج إلى دراسة منهجية في الكليات والمعاهد , فان القيادة الحزبية قد لا تحتاج إلى مثل هذه الدراسة ,بل تحتاج إلى إيمان وتضحية من اجل تطبيق المبادئ والنظريات وجعلها برامج عملية على ارض الواقع.

يستمد القائد الناجح قدرته على قيادة الجماهير وتنظيمات الحزب من إشراك القيادات الأدنى في اتخاذ القرارات المصيرية.ولا يخرج عن روح القيادة الجماعية ومنطلقاتها العامة .وعليه فان القائد هو الإنسان الذي يكون رأس القيادة الجماعية, ويحتل دورا تاريخيا فيها وفي المجتمع.ونخلص إلى حقيقة ثابتة هي أن القائد لا يصل القمة بدون قاعدة, والقائد الذي لا يدرب قادة آخرين ليس قائدا. كما أن ولادة القائد هي ولادة تاريخية مرتبطة بظروف خاصة , وبواجبات خاصة وليست ولادة اعتيادية أو مصطنعة كولادة الحكام ,ومن يريد أن يكون قائدا وليس حاكما فعليه أن يرى الجماهير بعيونهم وبصيرتهم , ويعرف من أي شيء يعانون , ويسعون دائما لان يكسبوا أبناء الشعب .

عندما نتحدث عن القائد لا نعني الفرد بل نعني القائد ضمن القيادة الجماعية, المؤمنة بالحوار وبالديمقراطية وبحق الإنسان وخبراته الثقافية. ومثل هذا القائد يأتي ضمن ظروف وقوانين الطبيعة البشرية وقوانين الاجتماع, وبات من المعروف أن القائد العظيم هو من شعب عظيم تلك حقيقة علمية معروفة.وبعض القادة في الدولة يعتمدون على اللجان في مناقشة القضايا المهمة , خوفا من المجهول , أو تحمل المسؤولية في اتخاذ القرار , وبذلك يغيب دوره القيادي . الخوف حالة موضوعية غير منتقدة, والتحسب للمجهول تحسب طبيعي.

وعلينا أن نميز بين القائد والمغامر , القائد رأس متميز في الجوانب الإدارية والفنية والشعبية , انه رأس مشع ومبدع , يناقش كأحد أفراد الجماعة , يسمع كأصغر واحد فيها , ولكنه يقرر بصورة متميزة في التفكير وممارسة المسؤولية , وفي هذا السياق لا يقرر القائد بمعزل عن القيادة , ولا يجوز أن تقرر القيادة بمعزل عن القائد . فالقائد هو الإنسان الذي يكون رأس القيادة الجماعية, ويحتل دورا تاريخيا فيها وفي المجتمع. والقائد هو الإنسان المبدع خارج السياقات التقليدية رغم إلمامه بها . أما المغامر فقد يضمن تحقيق نتائج معينة, ولكنها لن تكون نتائج تاريخية بالمطلق, بل هي نتائج تعبوية صغيرة خارجة عن سياقات التطور العام إن لم تكن مناقضة له أحيانا, وقد تعقبها كبوات أو كوارث غير محسوب لها أي حساب. المغامر قد يقود جماعة أو زمرة, أما القائد فيقود جماهير منظمة أو غير منظمة, يسعى إلى تنظيمها.

من كل ما سبق يمكن أن نحدد بعض سمات القائد الحزبي والمناضل بين صفوف الجماهير:

1 .الصدق , وهو من سمات المسلم المؤمن , امتثالا لقول الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عندما جاءه أعرابي وسأله : هل يزني المسلم فقال : نعم , ثم قال : هل يسرق المسلم : قال : نعم . ثم أضاف , هل يكذب المسلم : قال الرسول بحدة .لا لا .فالصدق من سمات المسلم . والقائد المناضل.

2 .الإيمان بالمبادئ والاستعداد للتضحية من اجل تطبيقها على ارض الواقع .قيادة بدون إيمان تصبح فتوة وفهلوة بالتعبير المصري .

3 . الاستعداد للتضحية في سبيل إنقاذ الأمة مما تعانيه من مشكلات متعددة.وهذا الاستعداد يستلزم معرفة الأمة عن قرب, أي معرفة معاناتها, والتشاور مع أبناء الأمة الواعين لوضع الحلول الناجعة لها .

4 .القائد يتمثل القادة التاريخين ويستوحي الومضات المشعة في مسيرتهم ونضالهم .ومثل هذا القائد له إرادة القادة التاريخين حقا .

5 . له خلق عربي صاف يستوحي سمات السلف الصالح الذين شادوا حضارة شهد لها الغرب قبل العرب , لأنها منحتهم الخير والنماء القدرة على التقدم والنهضة .

6 . القائد الناجح هو الذي يجيد استخدام كل الممكنات المادية والروحية وبجعلها تعمل بصورة صحيحة . والقائد الجيد هو الذي يصنع النصر بالإمكانات المتوفرة لديه فعلا .

7 . القائد يملك شجاعة فائقة في الملمات . واهم ركن في الشجاعة هو القرار الشجاع المستند إلى الإيمان المطلق بقضية نضال حزبه مهما اهتزت من حوله الصور والألوان.

8 . يتميز القائد بالعفة المطلقة أو شبه المطلقة تجاه الإغراءات المادية والحسية .
9 . القائد هو ابن الشعب وهو قائدة وأبوه ,فهو من الشعب وله .