شبكة ذي قار
عـاجـل










لست هنا بصدد إثبات نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنسبه الشريف معروف، وهو أكبر من أن يشكك في نسبه وعروبته كان من كان من المحرفين والمضلين أو الجاهلين، فقد أكد ذلك الكتاب الذي تعهده الله بالحفظ من كل تحريف، ولست بصدد إثبات أن أسماعيل وأبيه إبراهيم عليهم الصلاة والسلام عربا عاربة أو مستعربة فتاريخ الأنساب للقبائل العربية وتاريخ الأكتشافات والآثار أثبتت من هو أبراهيم الآرامي العراقي إبن أور والذي هاجر لبيت المقدس ومنهات لمصر ومنها لمكة وصحبته زوجته سارة قريبته وكيف حبس الله تعالى الحمل عن سارة لا لعجز أو خلل ولكن لمشيئة وقدر هو قدره سبحانه وأراده، وكيف أن سارة زوجته خادمتها القبطية أم العرب هاجر فحملت وكيف أراد الله أن تكون ولادة ونشئة الإبن البكر لأبونا إبراهيم أبونا إسماعيل عليهما الصلاة والسلام في جزيرة العرب وفي مكة منها بالذات، ولست بصدد أن نعلم المتفيقهين بالدين من أي منهج ومذهب، فهم يعرفوا ما نعرف ولكن إستحوذ عليهم الشيطان فبدءوا يخوضوا بما أكده القرآن والنبيين والتاريخ والآثار، فالقرآن والسنة هما من يثبت ذلك ومن يريد أن ينفي صفة العروبة على الإسلام كدين أو الرسول كبشير ونذير فهو ضال مضل ودجال محرف وينفي ما جاء بالكتب المنزلة من رب العالمين للأنبياء المرسلين، فمن يخالف ما نكتب مكذب بما جاء في القرآن وسنة المصطفى وما سبقها لأن الله سبحانه وتعالى يؤكد أن القرآن جاء مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه، فمن يريد أن ينكر شيئا مما جاء في القرآن أو جاء وحيا عن رسول الله الذي قال الله فيه وما ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى.

 

ولهذا سنورد في هذا الصدد ما ورد نصا في القرآن المجيد وما ثبت بالصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن آل بيته الطاهرين. فنبي الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والقرآن المجيد عربيان بشهادة الرحمن ومشيئته وإصطفائه وليس الموضوع محط جدل وتفقه وإجتهاد، ومن ينكر ذلك لا يختلف عمن حرفوا كلام الله في التوراة ولهم ما لأولئك في الكتاب، فهم ليسوا ضالون فحسب بل هم على الله وكتبه ورسله يتجرؤون ويكذبون ويحرفون.

 

إيات وسور القرآن التي وردت تؤكد عروبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 

1.  ( هو الذي أرسل في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) الجمعة 2. منهم الأميون في التاريخ؟ ولماذا زحف الرهبان والكهنة والمؤمنين من أتباع أنبياء الله المبشرين بخاتم النبيين محمد الصادق الأمين بما ورد في كتابي موسى وعيسى عليهما السلام ؟ نعم زحف الى الحجاز والمنطقة العربية قبيل البعثة النبوية مؤمنو بني أسرائيل وكهنة ورهبان المسيحية؟ أليس لأنهم يعرفون من خلال الكتب المنزلة لهم أن الرسول القادم الخاتم هو عربي من هؤلاء القوم؟ وهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم بنص القرآن. وإليكم آيات الله التي تؤكد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم عربي، وإنه بعث فيهم ومنهم وليعلم المؤمنين، من يدعو للباطل ويطعن بالعلم الحق اليقين.

 

2.  ( ولقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ) الأنبياء 10. من المخاطبين في زمن البعثة وعهد رسول الله؟ أغير العرب كان في مكة والمدينة؟

3.  ( ولو إتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) المؤمنون 71.

4.     ( وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) ص 4.

5.     ( ق والقرآن المجيد* بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب ) ق 1و2.

6.  ( كما أرسلنا رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) البقرة 151.

 

7.  ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) آل عمران 164.

 

هذه الأمة التي إختارها الله سبحانه وتعالى لتكون حاملة رسالاته للبشرية جمعاء، وتعدى تكليفها البشر الى كل المكلفين بالكون، فالجن آمنوا وسمعوا الكتاب من أنبياء الله موسى ومحمد صلى الله على كل الانبياء وسلم، وهذا ما أكده القرآن الكريم والرسول الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فشرفها بالنبين جميعا وبالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأثبت التاريخ والوقائع والآثار وأصول السلالات البشرية وأرثها العظيم ذلك، فكل الأنبياء الى إبراهيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإبراهيم العربي الآرامي العراقي وزوجتيه أم إسماعيل عليه السلام هاجر القبطية وأم إسحاق عليه السلام سارة الآرامية بنت عمه، وأن تكون أم إسماعيل هاجر القبطية وزوجة إسماعيل عليه السلام الأولى التي طلقها والثانية التي أنجبت أولاده الإثنا عشر أجداد العرب وبطونهم من بني جرهم، عرب اليمن، فالأمر ليس مصادفة بل هو أمر الله وحكمه ومشيئته ليكون عرب العراق ومصر والجزيرة العربية ( اليمن ) هم أمة العرب، لأن الله حكم أن تكون هذه أمة واحدة وهو أحكم الحاكمين، وأسرع الحاسبين وأعلم العالمين، ومقدر وخالق ومكون كل شيء. أما كون القرآن عربي فهذه آيات الله بنصوصها تشهد بذلك ولا مبدل لحكم الله ووعده، ولعنة الله على الناكثين والمحرفين والمغيرين، وليعوا أولي الألباب أن آيات الله التي تؤكد أن الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عربي هي سبعة والراسخون يفقهوا ماذا يعني العدد سبعة عند الله فعلى الأقل إنه عدد أيام خلق الله للكون بكل تفاصيله.

 

آيات الله التي تؤكد عروبة القرآن المجيد :

 

1.  ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ) إبراهيم 4. فبأي لسان بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن هم قومه؟ هذه الآية الكريمة المباركة تنطق بكل الحق لالأنها قول الحق ونزلها روح القدس للصادق الأمين وبعهد من رب كل شيء بحفظ ما جاء فيه، وحدها دون كل ما جاء في رسالات السماء كافية للرد على الملحدين والمعادين والناكثين والجاحدين والغزاة الشعوبيين والمتقولين.

 

2.     ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف 2.

3.     ( وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن إتبعت أهوائهم بعد ماجاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق ) . الرعد 37.

4.  ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين* ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) . النحل 103.

 

5.     ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكر ) طه 113.

6. ( وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسان عربي مبين* وإنه لفي زبر الأولين* أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل* ولو نزلناه على بعض الأعجمين* فقرأه عليهم ماكانوا به مؤمنين* ) الشعراء 192-199.

 

7.     ( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ) الزمر 27.

8.    ( حم* تنزيل من الرحمن الرحيم* كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) فصلت 1و21و3.

 

9.  ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياتهءأعجمي وعربي  قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى وأولئك ينادون من مكان بعيد ) فصلت 44.

 

10.     ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشورى 7.

11.     ( حم* والكتاب المبين* إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون* وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) الزخرف 1- 4.

12.     ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ) الاحقاف 12.

 

نعم هذه الآيات المباركة هي رد على كل من يريد الفصل بين القرآن وبيئته وتربته وجنده وأمته التي أصطفاها الله وفطرها على الحق والصلاح، فالقرآن عربي اللغة والأحكام والأمثلة والقصص، وهنا أيضا أقول لأنبه المؤمنين أن عدد آيات الكتاب التي تؤكد عروبته هي أثنتا عشر آية، وليتذكروا أن الله جعل لهذا الرقم مغزى ومعنى، فهاهم أبناء إسماعيل 12وأبناء يعقوب 12، ولما طلب بنو إسرائيل الماء من نبي الله موسى عليه السلام ( وإذ إستسقى موسى لقومه فقلنا إضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه إثنتا عشر عينا قد علم كل أناس مشربهم ) البقرة 60،  فعدد نقباء وحواريو موسى عليه السلام 12، وعدد حواريو عيسى عليه السلام 12، وعدد أشهر السنة 12، والأئمة الأطهار عند أتباع المذهب الجعفري هم 12أماما، وهذه هي 12آية فليس عند الله شيئا بالصدفة، بل هو حكما وأمرا مفعولا.

 

ما ورد في السيرة النبوية الشريفة وخاصة في الحديث الشريف :

 

 أما ما ورد في السنة النبوية الشريفة والحديث النبوي الذي هو المصدر الثاني للوحي بقول الله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ) في العرب والإسلام والعلاقة بينهما فنذكر أمثلة :

 

1.  فعن نسبه يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إن الله إصطفى البشر من خلقه وإصطفى العرب من البشر وإصطفى مضر من العرب وإصطفى كنانة من مضر وإصطفى قريش من كنانة وإصطفى هاشم من قريش وإصطفاني من هاشم فإنا خيار من خيار ) .

 

2.  ويروى أن رسول الله قال لسلمان الفارسي رضي الله عنه : ( لا تبغضني ياسلمان، فرد سلمان وكيف أبغضك روحي فداك؟ قال إن بغضت العرب تبغضني ) .

3.  وقد وردنا بشكل مشهور ويكاد يكون متواترا أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال في يوم ذي قار : ( اليوم أول يوم إنتصف العرب به من العجم وبي نصرو ) .

4.  يخطب الناس صلى الله عليه وسلم فيقول : ( أيها الناس .. ليست العربية بأحد منكم من أب وأم وانما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي ) .

5.  عن سيدنا الامام علي بن أبي طالب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يبغض العرب إلا منافق ) .

 

أما من يحاولوا التحريف وتضليل الناس فعليهم أولا أن تعرفوا أن العرب ليسوا قومية عنصرية ولا فاشية، ولا يمكن أن تكون كذلك لأن الله جبلها وخلقها على التسامح والمحبة والتعاون بالفطرة، لأنه سبحانه وتعالى إختارها لتحمل رسالاته للبشرية.

 

ولأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رباها وهداها وزكاها وعلمها أن العصبية والتفاخر بالأنسياب والأحساب مثلبة وجهل وكفر، لذلك نجده يؤكد بإستمرار العربية لغة ومعرفة، وهو صلى الله عليه وآله وسلم الذي يؤكد ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) .

 

فعندما تفتق نبي الله إسماعيل صلى الله عليه وعلى أبيه وآله وسلم لينطق بالعربية الفصحى ( لغة قريش ) ، وهو إبن إبراهيم الآرامي وهاجر القبطية ليس أمر حدث مصادفة أو طفرة وراثية بل هي مشيئة الرحمن الرحيم ليكون أبا للعرب الذين إصطلح المؤرخون والنسابة على تسميتهم العرب المستعربة لتفريقهم عن العرب العربية وهم العرب العدنانيون.

 

كما على هؤلاء المشككين إن كانوا يجهلون لغات العرب واللغات السامية بالتحديد وهي كلها لغة العرب عبر التاريخ البشري أن يعودوا ليقرؤا عن العارفين والعالمين باللغات والأنساب، وإن كانوا يريدو به التحريف والتضليل والطعن في ما جاء مؤكدا بكتاب الله وسنة رسوله فيشملهم قول الله تعالى : ( والذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) البقرة 146.

 

إن فقيه نظام إيران حليف الصهاينة والأمريكان في عدوانهم على ديار الإسلام لم يأتي بجديد، فقد سبقه كثيرون ولازالوا ممن يسعون لضرب الإسلام من خلال بيئته وجنده وقوم رسوله فقد سبقه زعماء الغرب الإستعماري في بدابة القرن الثاني الميلادي أيام الحروب الصليبية، وتابعتها محاولات الإرهاب الإستعماري الفرنسي إبان حملته على مصر ومن ثم الشام، وتبابعها الغرب الكافر المستعمر بمعاهدة سايس بيكو، ولا زالت فرنسا تتابع ذلك من خلال حربها العنصرية غير المعلنة بتدمير وحدة العرب في المغرب العربي عبر طرح تفتيت وحدة الشعب العربي هناك عبر ما تدعيه إختلاف الهوية القومية والعرقية لبربر والطوارق وكل التاريخ يؤكد رجوعهم جميعا عربا وبربرا وطوارق لنفس الهوية القومية وهي الهجرات العربية من جزيرة العرب، حتى وصل مستوى تآمر فرنسا الى إستحداث أبجدية لاتينية لتثبيت الفصل لهم، وأمريكا الآن تفعل ذات الشيء في جنوب السودان وفي الصحراء الكبرى خصوصا في محاولة تدمير عرب السنغال ومالي وتشاد وارتيريا وحتى الصومال، فمنهج فقيه إيران وولي نظامها ليس إسلامي كي يعني بالاسلام والعروبة بل هو منهج المتحالف مع أعدائهما، تماما كما تحاول قوى تدعي أنها إسلامية وأحزاب تدعي الأسلمة بمحاولة وضع التناقض بين العروبة كقومية وبين الإسلام كدين، وهم ينكروا حقيقة أن العروبة والإسلام توأمان أراد الله أن لا يفترقا فجعل القرآن عربي ومحمد صلى الله عليه وآله عربي، والله تعهد بحفظ هذا الى يوم الدين. فسبحان رب العالمين وحمدا له تعالى على هذه الهداية وهذا الشرف لنا كعرب.

 

 





الاثنين١٧ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة