شبكة ذي قار
عـاجـل










صرح (هدام الأسلام) الخميني في أحدى خطبه "أن الجيش الإيراني سيذهب الى بغداد لتحرير الشعب العراقي"!!، وفي مقابلة مع أبو الحسن بني صدر (نشرتها صحيفة الخليج في عددها الصادر بتاريخ 1/5/1980) ، فسر تصريح الخميني بقوله "هذا لايعتبر تدخلاً في شؤون العراق لأن أمة الاسلام أمة واحدة ، وان الإمام الخميني قائدها وهو بذلك قائداً للشعب العراقي"!!، والسؤال الذي يطرح نفسه ، أذا كان الخميني قائد الأمة الأسلامية فما هو دور مرجعية النجف بالنسبة للشيعة؟!، حسب ما تنص عليه نظرية ولاية الفقيه فأن دور المرجعيات الدينية ينتهي في ظل ولاية الفقيه ، فهل سيقبل أبو القاسم الخوئي بالتنازل عن مرجعيته لصالح الخميني ويصبح مقاداً بعد أن كان قائداً؟!، من المؤكد أن ذلك لن يحصل وإلا لكان الخوئي أعلن اتباعه لولاية الفقيه وأنتهى الأمر ، لكن مرجعية النجف كانت ترفض نظرية ولاية الفقيه جملة وتفصيلا ، وذلك لعدم وجود ما يثبتها شرعاً ، كما أن مرجعة النجف كانت على خلاف كبير مع الخميني وجماعته قبل أن يتزعم الخوئي الحوزة العلمية ، وأن الصلة بينهما منقطعة منذ أن خرج الخميني من مجلس محسن الحكيم مطروداً بعد اللقاء الوحيد الذي جمعهما ، وقد أتهم الخميني بعد ذلك آل الحكيم ومشايخ النجف (كما وصفهم) بالعمالة لبريطانيا وأمريكا!!، وبعد وصول الخميني للسلطة في إيران أعلن الحرب على مرجعية النجف وأستهدف أبو القاسم الخوئي وحرق مكتبه في إيران وحاصر أتباعه وسخر قنواته الإعلامية للطعن في شخص الخوئي وعائلته ، وقد لعب حزب الدعوة دوراً بارزاً لصالح الخميني ضد مرجعية النجف!!، وبعد هذا كله نطرح سؤال ، ماذا كان سيحدث لو أن الخميني حقق مشروعه وأحتل العراق؟!، هل كان سيّكرم رجال الدين في النجف الذين لم يتبعوا ولايته أم ستحل عليهم لعنة الخميني وتحصل مجازر أبشع من المجازر التي حدثت في إيران!!، وستكون نهاية أبو القاسم الخوئي أسوء من نهاية المرجع الإيراني محمود كاظم شريعتمداري ، الذي فل رقبة الخميني من حبل المشنقة عندما اراد الشاه أعدامه فأكرمه الخميني بأن ارسل له جلاوزته يضربونه أمام عائلته ويهددونه بالأعتداء على شرفه ، ثم وضعه تحت الاقامة الجبرية حتى مات من المرض وأمر جلاوزته بدفنه قرب الحمامات!!، فأذا كانت هذه أفعال الخميني مع أصحاب الفضل عليه فكيف سيكون الحال مع أعداءه؟!، لقد وجهة الخميني مدافعه نحو المناطق الجنوبية في العراق ذات الأغلبية الشيعية وضربهم بها دون رحمة لأنهم ببساطة ظلوا يتبعون مرجعية عدوه اللدود أبو القاسم الخوئي ، هذا هو حقد الخميني وعقابه لمن يخالفه ، لكن الله رد كيده في نحره على يد الجيش العراقي ورده خائباً ، فمن يمتلك غيرة وشرف عليه أن يترحم على أرواح شهداء الجيش العراقي ويذكر لصدام حسين (رحمه الله) هذا الموقف ، فلولاه ولولا شجاعة الجيش العراقي ما بقي من النجف شيء يذكر ، ولقال الخميني من منذ ذلك الحين لشيعة العراق أنا ربكم الأعلى.   

 

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://bilalalhashmi.blogspot.com/

alhashmi1965@yahoo.com

٢٢ / تمـــوز / ٢٠١١

 

 





السبت٢٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة