شبكة ذي قار
عـاجـل










حكام الكويت .. لا يبنون لمستقبل مستقر.
الميناء .. سيخنق إطلالة العراق المشروعة .
والمفاعل النووي .. فرقعة في فنجان .
والعراق .. سينتزع حقوقه حتى لو بعد مائة عام !!


قال العجمي ظافر الدكتور، وهو (المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج) ، ومن دعاة التخطيط (الاستباقي) كما يحلو له أن يتبجح في رسم مساره العلمي التحليلي الخائب، في معرض حديثه عن (ميناء بوبيان وبديله مفاعل وربه)، في مقال له نشرته صحيفة العرب القطرية بعددها الصادر بتاريخ 19/5/2011 :


(( وفي ومضة تنويرية أخيرة من مبادئ السياسة( Politics 101 ) نشير إلى أن مفهوم السيادة يعني سيطرة الدولة على أراضيها وبحرها وسمائها، وعدم قبولها التدخل الخارجي ليس في أمور السياسة فحسب بل الاقتصاد والثقافة وحتى التكنولوجية. وحتى نستبق التدخل العراقي في " مشروعنا النووي " المعلن عنه منذ سنوات، نعلن أن جزيرة " وربه " هي أنسب موقع لإقامته ، فمن وجهة نظر بيئية يجب أن يكون على بعد 30 كيلومتراً عن أقرب مناطق عمرانية كما يجب أن يكون على ساحل البحر في منطقة يمكن الدفاع عنها، وليس أنسب من جزيرة (وربه) المنعزلة، التي جعلنا النظام البعثي منذ عقود نحسن التخطيط لجعلها كجزء من حدودنا الشمالية جوهرة التاج في شبكة منظومتنا الدفاعية )) .


الإشكالية ..

إشكالية هذا الرجل في وظيفته مديراً تنفيذياً لمجموعة مراقبة الخليج ، والتي هي وظيفة غريبة، وغرابتها تكمن في ارتباطاتها البحثية ذات الطابع الإستخباري الأمريكي .. فماذا تعني وظيفة المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج ؟! أي مجموعة ، شكلها ، مواصفاتها ، طبيعتها ، أهدافها ووسائلها .. ثم ما هو برنامجها في المراقبة .. وماذا تراقب .. ولماذا المراقبة ؟!


هذه أسئلة تضع (العجمي ظافر الدكتور)، ليس في دائرة الضوء فحسب إنما في دائرة الشك والريبة طالما يعلن عن أنه يمتهن المراقبة غير المعروفة ، ويضع إستباقات طنانه لمشروعات لا فائدة منها أبداً لا الآن ولا في مستقبل (بوبيان) و (وربه) اللتان لا تستقيم حالتهما لا في ميناء ولا في مفاعل أبداً !!


- يتحدث العجمي في ومضته التنويرية المستعارة ، كما يحلو له هذا التعبير ، عن مفهوم السيادة، والتي يشير فيها إلى عدم قبول الدولة التدخل الخارجي ليس في الأمور السياسية فحسب - كما يقول - بل الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية .. ثم يصمت العجمي ولم يتحدث عن التدخل العسكري، لأن في الكويت ثكنات عسكرية أمريكية وقواعد ثابتة لها منتجعات، كما للبريطانيين قواعد طيران عسكرية مهيأة حسب الاتفاقية المعقودة بين شيخ الكويت الأول وبريطانيا، والتي تنص على ما يلي :


" لقوات صاحبة الجلالة بريطانيا العظمى وايرلندا، في حالة حصول قلاقل داخلية أو تهديد خارجي، الحق بالتدخل العسكري الفوري المباشر، بهدف إرجاع الأمور إلى نصابها " .


فأين يا عجمي السيادة التي تتحدث عنها في الكويت .. وكذلك في قطر وغيرها ؟! وإذا كان الحديث هنا عن اتفاقية الحماية البريطانية، وهي اتفاقية قديمة ولكنها سارية المفعول ، فما بال العجمي بالاتفاقية الإستراتيجية التي دخلت بموجبها القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها إلى الكويت ومارست العدوان على العراق وهددت استقرار المنطقة وكرست وجودها العسكري، وأسست عاملاً آخر له بعده الإقليمي حين جعلت حركة القوات المسلحة الأمريكية مفتوحة من الكويت إلى العراق، ومنها باتجاه أهداف أخرى تحددها الإستراتيجية الأمريكية وبالضد من ركائز الأمن القومي العربي جملة وتفصيلاً .. فأين هي السيادة التي يتبجح بها العجمي ؟!


- ثم ما هذا الخبر السعيد الذي يزفه العجمي للأمة العربية .. هل هناك مشروع (نووي كويتي) في جزيرة (وربه) وبما يعادل ميناء بوبيان ؟!


لا أحد يحسد الكويت على مفاعلها ، ولكن لأي غرض يتأسس .. هل هو للردع أم للحلب ؟! وهل تستوعب محافظة الكويت عملاً نووياً يحتاج إلى عمق ويحتاج إلى إستراتيجية، كما يحتاج إلى مباركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بمعنى موافقة أمريكا ، وهي موافقة طبعاً، ليس لردع إيران ولا لردع الكيان الصهيوني إنما لحلب شعب الكويت فقط !!


أما بالنسبة لشعب العراق وليس لحكومة الاحتلال العميلة، فأن الأمر لا يعدو سوى فرقعة مضحكة يبديها العجمي، وهو يعلم إن الإشارة وردت إليه من واشنطن في إطار سياسة التخويف التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض .


استوقفتني عبارة العجمي في خاتمة مقالته الطنانة عبارة ( وليس أنسب من جزيرة (وربة) المنعزلة، التي جعلنا النظام البعثي منذ عقود نحسن التخطيط لجعلها كجزء من حدودنا الشمالية جوهرة التاج في شبكة منظومتنا الدفاعية ) !!


والتخطيط الذي يعنيه هنا .. تخطيط بريطاني قديم يعود إلى الفترة التي سلخت الكويت من محافظة البصرة بعد انحسار العثمانيين بهدف حرمان العراق من إطلالته الوطنية الخليجية الطبيعية والمشروعة، ليس ذلك فحسب إنما يعود التخطيط إلى الفترة التي قايضت فيها بريطانيا ( عربستان ) مع شاه إيران مقابل النفط ورحيل الفرس من السليمانية .. والمعروف أن التخطيط البريطاني لا يتوانى عن زرع الألغام في الأماكن التي يشعر بأنه مرغم على مغادرتها أو لتكريس نوع من التسوية (Compromise) لحسابه وعلى حساب حقوق الشعوب ومصالحها المشروعة !!


ومنذ ذلك التاريخ وبريطانيا مستمرة في مخططها حرمان العراق من إطلالته البحرية المشروعة .. فبعد العدوان الأمريكي الأطلسي على العراق عام 1991 وانسحاب العراق من الكويت بدأ تنفيذ التخطيط البريطاني من خلال القرارات الأممية في مجلس الأمن يؤسس لترتيبات حدود جديدة تنسجم مع الزحف الكويتي نحو الشمال على حساب أراضي العراق ومياهه الإقليمية.. فجاء القرار الأممي الذي تحدث بشأنه (العجمي) وكأنه قرار شرعي اكتسب الدرجة القطعية في الإقرار المشروع .. ولكن فات (العجمي) إن القرار موضوع البحث جاء في ظل احتلال غاشم ، وهو قرار مخالف للقانون الدولي، الذي يؤكد على عدم مشروعية الإجراءات المتخذة من لدن أي سلطة لتغيير الواقع الجغرافي والحضاري لدولة محتلة، بما فيها الأمم المتحدة لكون مسائل الحدود ليس من اختصاصها أصلاً وغير مخولة أساساً في البحث في مسائل تعد من الأمور ذات الطبيعة الثنائية بين الدول، باعتبار هذه المسائل خاضعة للتفاوض الثنائي وليس من صلب الواجبات الأممية، الأمر الذي يعد هذا القرار باطلاً ومخالفاً للقانون الدولي ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويرتب حقوقاً لا تسقط بالتقادم أبداً .


هذا (العجمي) قد سكت عن هذه الحقائق لكي يكون على تماس مع حكام الكويت وحكام قطر وحكام البيت الأبيض في تسويق بضاعة (بوبيان) و(وربه) ضمن إطار السياسة الأمريكية المفضوحة .. وإن ما قاله يعد اعترافاً ضمنياً بأن الكويت وأسيادها البريطانيين والأمريكيين قد خططوا منذ زمن من أجل جعل جزيرة (وربه) كجزء من ( حدود ) الكويت الشمالية !!


فميناء الكويت الجديد في جزيرة (بوبيان)، الذي لا حاجة للكويت له .. كما أن مفاعل الكويت في (وربه) لا حاجة للكويت له أيضاً ، ولا يتناسبان مع حجم الكويت وقدراتها، لا من حيث السكان ولا من حيث الأرض . وإذا كانت الكويت ، شأنها في ذلك شأن قطر تريد أن تصبح دولة عظمى، وهما لا تمتلكان مقومات الدولة فتلك مهزلة المهازل، وإذا كانتا تظنان أن الأمور ستبقى على حالها في ظل حماية الأجنبي فهما واهمتان .. وأنا أقول لحكام الكويت ،وليس لشعبها العربي، استمروا في بناء الميناء ، وأنصحكم ببنائه جيداً ومتيناً وقادراً على استيعاب قدرات العراق وإمكاناته وطاقاته، لأن مآله تابع للبصرة .


وكما قال (ماوتسي تونغ) الرئيس الصيني الراحل، جواباً على سؤال وجهه إليه الصهيوني (هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق " متى تعود هونغ كونغ إلى الصين يا سيادة الرئيس " ، أجابه بابتسامة ساخرة " لا تقلق ، ستعود هونغ كونغ إلى الصين الأم حتى بعد مائة عام " !!

 

 





السبت٢٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة