شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث ولد في ظروف معقدة على المستويين الوطني والقومي اتسمت بحالة من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وتنوّع الرؤى لذا كانت ولادة لابد منها واتت في وقتها المناسب فتمت صياغة نظريته وما يتلائم وواقع حال الأمة كفكر وكمبادئ باعتباره مشروعاً حضارياً متكاملاً يمتلك إرثا نضاليا يسعف ويردف أيدلوجيته التي تعتبر نقطة تحوّل حاسمة في التاريخ السياسي الحديث.

 

أكثر من ثمان سنوات مضت ولم يتخلى البعث عن عقيدته ومبادئه الأساسية بل أضاف أليها مهام فرضتها طبيعة الإحداث وقراءة الواقع في ضوء المتغيرات الجديدة التزاما بقضايا الشعب ودفاعا عن حقوقه المشروعة وانطلاقاً من مسؤوليته الوطنية والقومية كباني للنهضة القومية الحديثة ولعراق قوي تقدمي مبدع فكان في مقدمة إضافاته خيار الجهاد والمقاومة لنضاله الأمر الذي أضاف أليه قفزة نوعيةً تضاف لتجربته الفكرية والعقائدية وهو ما تم لمسه على أرض الواقع وهذا الأمر أكسب البعث ميزة وموقف وطني وقومي يتفرد به كحزب سياسي يضاف لمواقفه ومنجزاته على الصعيد الداخلي حين سنتطرق أليها في مقال لاحق مستقل بإذن الله أو على الصعيدين العربي والدولي من خلال النضال لتحقيق الوحدة العربية ودعم المشاريع الوحدوية ورفض الانخراط بالمعاهدات غير المتكافئة والدعوة إلى إعادة النظر بالامتيازات الممنوحة للقوى الخارجية ومساعدة جميع الشعوب المناضلة في سبيل حريتها ودعم حقها في الاستقلال الوطني ودعم دور الأمم المتحدة الحيادي والمستقل وتفعيل منظمة عدم الانحياز بعيداً عن الصراع السياسي بين القوى العظمى وغيرها الكثير.

 

أن سنوات الاحتلال كانت ابرز السنوات خصبا بالنسبة للبعث فأستشرف المستقبل وتعمق كفرد وكمجموع وتفنن بإبداعاته حين عمل بضمير طاهر وقلب سليم وفق مبادئه وقيمه وثقافته التي يعتز بها مصححا الكثير من المفاهيم السائدة متحديا قوى الهيمنة والتسلط بالقول والفعل فكان المؤثر في كل محفل والرقيب في كل مجلس هذا هو البعث يعمل منذ نشوء فكره ليحول المجتمع لمنهج وقوى حية فاعلة فمهما كبرت معاناة المناضلون فسيتضاعف نتاجهم وعطائهم وإبداعهم لأنهم رجال الشدائد فحيثما يكونوا يكون الحل والعقد وهم يعرفون ان أمامهم طريق طويل وشاق فهم تعشقوا ذلك وهذه دروس ينبغي استيعابها ولا يستوعب إلا ذوي الألباب فالمواقف الصعبة تنتج الهمم العالية التي يخلدها التاريخ.

 

لم نعرف غير البعث حريصا على مستقبل الوطن والأجيال ولم نعرف غير البعث من كان ومازال ساهرا على الوحدة الوطنية ولم نعرف غير البعث من يهتم بالعمق الحضاري والتاريخي ولم نعرف غير البعث ممن يستنفر كل قواه من اجل الحفاظ على الهوية والمستقبل ولم نعرف غير البعث من يضع الجهاد والمقاومة أسلوبا مبتكرا لتحقيق الهدف ولم نعرف غير البعث متصديا لمن يريد تقطع أوصال الوطن ولم نعرف غير البعث من تشرف بإعاقة وقبر المشروع الأمريكي للهيمنة والسيطرة ولم نعرف غير البعث من واجه الأحقاد الدفينة للمتآمرون المرتهنون للخارج وهذا قليل من كثير لذا فمن الصعوبة بمكان ان يستطيع كائن من كان ان يحجب دور البعث وتأثيره.

 

اليوم نرى شعب يقتل وخيرات تسرق وكرامة تنتهك ودم يباح ونساء تسبى وحدود تنتهك وأراضى تدنس كل هذا وغيره موجود فمن تحرك الكل مغيب صامت منزو خانع ذليل مطأطأ الرأس غير قادر على صون الدم العراقي وكلهم يخادعون أنفسهم إلا أنهم لن يتمكنوا من مصادرة أحلام شعبنا ولن نترك قيادتنا للغرباء والعملاء والدخلاء والقتلة واللصوص والطائفيون والعنصريون والمرتزقة فمن يريد العمل السياسي عليه ان يفهم ان الحقوق والكرامة والنفوذ والقطبية تؤخذ ولا تمنح لذا انتخى رجال البعث من اجل التصدي للمهمة والارتقاء بمستوى الإنسان العراقي إلى سلم الرقي والتقدم العلمي المرموق والذي يليق به كشعب حضاري أصيل وكانوا لها وذادوا بالنفس من اجل ذلك كله- الجود بالنفس أقصى غاية الجود.

 

هل منا من يستطيع ان يذكر لنا فرد أو عائلة انتهكت كرامتهم من أجنبي أو دولة غازية في زمن البعث حين كان همه صيانة كرامة الإنسان فهو يرى ان اسم العراق يكبر بكرامة أبنائه لذا فالبعث يكبر بهم وهم يكبروا به وقد أدركت الإمبريالية والأمريكية وربيبتها الصهيونية العنصرية وعباد النار الفرس الصفويون أن نضال البعث ووجوده سيكون سداً منيعاً يقف في وجه مطامعهم في المنطقة ومنع سيطرتهم على مقدرات الأمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية بل يرونه تهديدا خطيرا لوجودهم وتقليصا لنفوذهم فكان لابد من توالي المؤامرات التي تستهدف البعث في وجوده وفي نضاله ولكن فاتهم ان فكر البعث وديمومة وجوده كفيل بإحباط تلك المخططات كما فشلت على مدى التاريخ.

 

بوعي شعب العراق يسنده البعث المقاوم بقيادته المؤمنة المتمثلة بقائد البعث والأمة المجاهد عزة إبراهيم الذي أصبح رمزا وعنوانا بارزا ومثابة هامة تتغنى باسمه كل القوى الحرة الهادفة لنيل الحرية والاستقلال سيخيب آمالهم لا محالة وسيصفع القوى التي ارتضت أن تكون تابعا لخطط التأمر ومن هذه الحقائق والمنطلقات تقع على الجميع مسؤولية تاريخية للوفاء للوطن وللبعث فالمستهدف بعد البعث هو الوطن بحاضره وماضيه ومستقبله بأمنه وأمانه، خابوا وخاب مسعاهم فالبعث عصي ومنتصر سيواجه مؤامراتهم وخططهم بكل شدة لإيمانه الراسخ واليقيني بمشروعه الوطني النهضوي الذي يسير عليه بخطى ثابتة لأنه يمتلك سلاح الإيمان ويتمتع بالمصداقية السياسية المقرونة بثبات المبادئ لذا نرى ونلمس ان كل ما يقال من رأي وتصريح لا قيمة له إلا تصريحات البعث حين يحول الأفكار النظرية إلى عمل ممنهج حي لا يقل دورا عن باذلي الأرواح ولم تهتز أمام رجال البعث المبادئ والقيم لكونهم سادة الرجال وسيبقى فكرمدرسة البعث أفضل من كل مدرسة وفكر وليحفظ الله الذين مازالوا على الدرب سائرون ..

 

 

msm_ata@yahoo.com

 

 





الاحد٢٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منهل سلطـان كريـم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة