شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ
(172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) ( ال عمران )



كل شخص منا ينظر إلى الواقع العراقي من زاويته التي يقف عندها وبالتأكيد يحلل ما يراه وفق ما يمتلك من خلفية ثقافية تراكمت عبر سنوات عمره وكثير منا يرى إن العراق يسير باتجاه الهاوية بعد أن شاهد عملاء المحتل يسلكون خط اللا رجعة في بيع العراق شعبا وأرضا قطعا مشتته إلى كل من يشتري من دول الجوار وغير الجوار ولكن حقيقة الموقف الذي نراه كما انجلت يوم السبت  23 تموز الجاري في مرابع آلبو علي سليمان في محافظة الأنبار تحت خيمة أحرار العراق التي جمعت نخبة ممن رضعت الطهارة والشرف من صدور الحرائر الماجدات العراقيات ورضعت الرجولة والكرامة وارتجفت في وجوهها شوارب الغيرة العراقية فأبت إلا أن تصدح بحب العراق بعد الله بصوت واحد كزئير الأسد الغضنفر يدوي في سماء العراق الخالد .


لن أتحدث عن إفشال مشروع التقسيم ولا عن ما يسمى بالأقاليم أو الفدرالية لأنها برمتها لا تعدو عن كونها ورقة حقيرة لا مكان لها إلا في أذهان وخيال العملاء ولن ينالها من التحقيق نصيب أبدا ما دام في أي عراقي نبض للحياة ، يلمس هذا كل عراقي تأكد في ذلك اليوم الذي اقسم فيه الرجال الرجال الصناديد بكلام الله وبرجولتهم أن يحموا العراق شعبا وأرضا وسماءا ومياها وان لا يقسّم إلا إذا قسمت أجسادهم أشلاء قبله فسلت سيوف الغضب الجماهيري وصدحت حناجر فاضت حبا للعراق وتناخت تستحضر تاريخ الإباء والأجداد الذين أذلوا قوات الاحتلال بدمائهم عبر كل ثورات وانتفاضات القطر الخالدة .


على طول الطريق بين بغداد والرمادي تشعر انك ذاهب لتشارك في صناعة المجد فتستقر نفسك كأنك ذاهب إلى رحاب الله العزيز فتنسى ما خلفك من مشاعر خلفها في ذاتك الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي للقطر فتعيش عنفوان العراق وتندمج مع زهوه بأبطاله فكل من تصادفه من أبناء الأنبار يتسابق لان يكون هو دليلك إلى خيمة الكبرياء والإباء والعز العراقي لينال من شرف المساهمة في خدمة قضية العراق والأمة العربية بكاملها وما أن تدخل مرابع آلبو علي سليمان إلا تسيل دموعك فرحا لأنك ستجد فقط وفقط صوت الشعب الحر الأصيل وستدرك من خلال آلاف الرجال الذين حضروا المؤتمر فعلا صغر حجم وتقزّم كل عميل وستدرك معنى أن يكون الرجل في قمة الهرم .


لقد استظل بخيمة أحرار العراق كل الشعب العراقي من زاخو إلى الفاو بدون استثناء لأي قبيلة أو مدينة فتشاهد الكردي ابن دهوك مع أخيه ابن نينوى يعانق ابن ديالى وكركوك والسليمانية وأربيل وابن صلاح الدين وبغداد وابن بابل وابن كربلاء والنجف والقادسية والمثنى وواسط وذي قار وميسان والبصرة جميعهم في ضيافة ابن الأنبار الكريم وكذلك هو واقع حال العراق العظيم .


هناك ستدرك أن العراق بخير وستدرك أن العافية لم ولن تفارق أبنائه لان صوتهم واحد لا ينطق إلا بوحدته وان كل صوت على غير ذلك فهو صوت نشاز لا مكان له إلا في حظيرة الخونة والعملاء في مزبلة عار العراق الخضراء وسلة نفاياته القبيحة .


لقد زرت كل مدن العراق منذ ما بعد عام 2003 إلى يومنا هذا بحكم علاقاتي وعملي لرغبة في نفسي للتعرف عن قرب على واقعها , زرت الأحياء والقصبات الفقيرة وزرت الأحياء الحديثة والغنية , زرت المدن التي يصنفونها بالسنية وزرت المدن ذات الكثافة الشيعية ودخلت العتبات المقدسة كما دخلت المتنزهات وأماكن اللهو العامة , وسرت في شوارع بغداد يوم كانت خالية من العابرين فيها في فترة العنف الطائفي والمليشيات ووصلت إلى مناطق الريف كما وصلت إلى مناطق البادية واقسم بالله الواحد الأحد وبعزته وجلاله أني لم أجد ذكرا لحكومة الاحتلال إلا في المنطقة الخضراء التي دخلتها لعدة مرات وعلى السواء المدني والعسكري والسني والشيعي والكردي والعربي وابن المدينة وابن الريف والبادية وكل عراقي يلعن الساعة التي غزت فيها قوات الشر بلادنا ويلعن أكثر الساعة التي نصبوا فيها العملاء في حكومة ذليلة لا تلبي إلا مصالح المحتل الغازي واقسم برب العزة والجلال أني لم أصادف يوما عراقي إلا وكان مقاتلا مقاوما يسعى إلى ساعة الخلاص بالطريقة التي يراها تناسب إمكانياته وقدراته لذلك رغم فرحتي العظيمة بخيمة العراق لم استغرب مما شاهدته لأنه الوضع الطبيعي للحالة العراقية وبخلافه فان من ينادي بالأقاليم أو التقسيم يقبع في قمقمه ولا يتجرأ أن يخرج منه ليعرف حقيقة أفكار أسياده التي نطق بها نيابة عنهم لأنه سيكون حينها نبشا لأظافر أطفال العراق قبل سيوف الر جال .


إن العهد الذي قطعه رجال خيمة العراق الأحرار على أنفسهم جاد جدا وهو مبعث واضح لانتصار العراق في معركته مع تحالف الشر وهو ليس صفحة مرحلية من صفحات القتال على المسرح العراقي بل هو المسمار الأخير الذي دقه الرجال في نعش الاحتلال وحكومته العميلة .


حيا الله شوارب الرجال الذين اعدوا وساهموا في مؤتمر أحرار العراق وسجلوا مفخرة جديدة تذل المحتل وحكومته الخائبة.



Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





الثلاثاء٢٥ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة