شبكة ذي قار
عـاجـل










التظاهرات السلمية حالة متقدمة من حالات التعبير عن الرفض الجماهيري لفساد أو انحراف في المسار السياسي العام وتوجهات أجهزة ومؤسسات أي قطر الداخلية أو الخارجية مقصود أو غير مقصود تمارسه السلطة في أدائها الوظيفي وعلاقتها مع الشعب ويهدف هذا الرفض إلى إيصال الصوت الشعبي إلى الجهات المعنية ذات العلاقة محليا وعالميا لتحقيق أهدافه ويلعب الدور الفاعل في التحشيد للتظاهرات وتنظيمها وتحديد غاياتها بناءا على معطيات واقع الحال ، الأحزاب الوطنية والمؤسسات الاجتماعية والنقابات والاتحادات المهنية بالإضافة إلى الوجهاء وشيوخ القبائل ورجال الدين والرجال المتنفذين التي تستقطب الجماهير وهو مكمل للواجبات القتالية التي تنفذها المقاومة المسلحة في بلد مثل العراق يقع تحت ظلم واستهتار حكومة نصبها تحالف قوات الاحتلال لتلبي مصالحه وبرامجه التي لم يعلن عنها ولم يحققها كسرقة ثروات الشعب وتدمير قدراته الاقتصادية وتعطيل نموه وشل تأثيره في محيطه بعد أن تجاوز عمر الاحتلال البغيض ألثمان سنوات وأكثر ولتكون يده الفاعلة في القمع الشعبي ومطاردة نخبه الوطنية ، وللمحتل اللعين في ذلك غاياته التي يخطط لتنفيذها ، فتنصيب حكومة بهذا المستوى من العمالة تنقصها الخبرة في كل شيء وتمكينها من البطش المفرط مع انعدام الرادع وعدم وجود الرقيب لتكون واجهة له اقل ما يقال عنها أنها المصد أو الخط الدفاعي الأول والضحية والمعرقل لأي فعل جماهيري سواء كان عسكريا أو مدنيا في نفس الوقت الذي ينتج عن هكذا دور لمثل هذه الحكومة من صراعات محلية تتغلب فيها الطابع الثأري وتمتد لتأخذ السمة العشائرية أو العرقية أثناء اندفاعها اللامحدود لخدمة سيدها وصاحب الفضل الذي نصبها مع الضمان الذي يحافظ فيه المحتل على مظهره الذي يحرص على أن يظهر فيه وكأنه راع لحقوق الإنسان وبعيد عن أي خرق للأعراف والمواثيق الدولية وكأن فضائحه وجرائمه بحق أبناء شعبنا لم تحصل.


تلك صورة عن جانب مما حدث في العراق مع بداية العام الحالي الذي يسميه البعض بعام الثورات والانتفاضات أو بداية ربيع الثورات العربية التي دارت حولها الكثير من التحليلات وتناولتها وجهات النظر بكثير من التفصيل لا في العراق فحسب بل على امتداد وطننا العربي إبتداءا من الثورة التونسية الغراء ، ولابد إنها ستعم كل الأقطار العربية وتتعداها إلى دول الإقليم وابعد منها وان تتأخر لبعض الوقت بغض النظر عن نظام الحكم فيها ووطنيته وما يقدمه للشعب لأسباب ومؤثرات كثيرة منها ما هو بدافع وطني محلي ومنها ما هو بتأثير خارجي مرتبط بإرادة القوى الامبريالية مصيريا أو معادي لها .


ومع سياسة خلط الأوراق وذر الرماد في العيون التي تمارسها حكومة الاحتلال لتمرير الكثير من المشاريع والمهام التي أنيطت بها كالفدرالية وتمديد اتفاقية الذل والعار اللا الأمنية ومشاريع أخرى لا تقل عنها في الخطورة التي يدركها شعبنا ويدرك غاياتها تتصاعد درجة التعاطي معها لإفشالها وتكبر روح التحدي وترتفع قدرات الانتصار على حاجز الخوف الذي تنشره مليشيات القمع في الشارع العراقي رغم أنها تبدو وكأنها في تذبذب بين الحاد والهادئ مع احتفاظ المقاومة المسلحة بدورها الرائد كعامل مهم وحاسم بوتيرة متصاعدة أرهقت المحتل ودفعته للبحث عن مخرج يكفل له حفاظه على ماء وجهه القبيح فأصبح تفكيره ينصب على تحديد طريقة تضمن انتقاله إلى مواقع لا تطاله فيها هجمات المقاومين الأبطال والاكتفاء بإدارة حكومة الاحتلال عن بعد لإتمام ما عجز عن تنفيذه منذ بداية غزوه في عام 2003.


إن تظاهرات شعبنا التي انطلقت هذا العام وبلغت ذروتها في 25 شباط أرعبت كل أطراف الاحتلال رغم التحدي المسبق لها في الإعلان عن تاريخها ومكانها ورغم الاحتياطات الأمنية التي اتخذتها حكومة الاحتلال وما حشدته لها من قوات أمنية مسلحة بأحدث وسائل القمع ومنع وصول المتظاهرين إلى ساحة التحرير كمركز ثابت للتظاهر باستخدام كل وسائل المنع كالخطوط البشرية والحواجز الكونكريتية وتدخل عارات التستر بالطائفية أمثال مقتدى الصدر ومنع أتباعه من المشاركة في التظاهر إلا أن شعبنا وان نجح في إيصال صوته إلى العالم إلا أن الهدف الرئيس في إسقاط حكومة الاحتلال لازال معلقا للأساليب الخبيثة والملتوية المخادعة التي تمارسها في تسويف مطالب المتظاهرين ومحاولة تحويلها إلى إصلاح النظام بدل تغييره وبخلافه فان صبرنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا ذهبت أدراج الريح وأصبح لا معنى لها .


إن شعبا كالشعب العراقي البطل قدم ولا زال يقدم تضحيات فاقت كل ما توقعته تقديرات الدراسات على سبيل الحرية التي سينتزعها من عيون الغزاة وعملائهم إن شاء الله والتظاهرات على أهميتها وما يمكن أن تحققه من نتائج كبيرة باتجاه تحرير القطر وإسقاط حكومة الاحتلال فهي ليست الوسيلة الوحيدة بل هناك وسائل لا تقل عنها في الأهمية يمكن ممارستها لدعم المقاومة العسكرية المسلحة كالعصيان المدني والإعتصامات المستمرة في الساحات العامة وتواصل مؤتمرات الرفض والمهرجانات العشائرية ومهرجانات الشعر التي تفضح حكومة الاحتلال معززة بالوثائق والصور والانتقال بها إلى كل مدن العراق ودعمها بكل وسائل النجاح المادية والمعنوية وتغطيتها إعلاميا على أن لا ننسى إن معركة التحرير الكبرى هي معركة بغدادنا الحبيبة التي لا تحسمها إلا بندقية المجاهدين الأبطال .




Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





السبت٠٦ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة