شبكة ذي قار
عـاجـل










لماذا يغضب البعض ويثور عندما يقال أن حكومة (القامّة والزنجيل) حكومة صفوية خالصة ، وأن المطبلين لهذه الحكومة والمنتفعين منها من الطائفيين والشعوبيين الذين (طﮕوا أصبعتين وهزوا الأكتاف) على أستيرادها لهم من مجاري قم وطهران هم أحفاد المجاميع التي هاجرت من إيران أثناء الأحتلال الصفوي الأول لينتشروا في العراق ويغيروا التركيبة السكانية!!، هذه حقيقية واقعية مؤكدة لا لبس فيها ، وحتى نتأكد من ذلك لنقارن بين فترتين تفصلهما خمسة قرون ، الفترة الأولى بدأت عام 1507 والثانية بدأت عام 2003 ومستمرة لحد الأن ، في الفترة الأولى أحتل أسماعيل الصفوي بغداد وعاث بها فساداً ، نشر الطائفية ، الفرقة ، العداوات ، قسم المجتمع على خلفيات طائفية ورجح كفة طائفة على أخرى ، في الفترة الثانية حدث نفس الشيء ، حكومة (القامّة والزنجيل) جاءت بأحتلال عسكري وعاثت الفساد بالعراق ، الطائفية ، العنصرية ، المحسوبية ، تقسم المجتمع بين الطوائف وأعراق ورجحت كفة طائفة على أخرى ، ولنأخذ مثال ، من أكثر المؤسسات الأرهابية في تاريخ العراق هو (قطيع الدجال) التابع لمقتدى الصدر ، ورغم أن هذا (القطيع) عرف بوحشيته وسفكه للدماء إلا أنه ظل فوق (دولة قانون المالكي) يسرح المكبسلون فيه ويمرحون على راحتهم ، يمارسون أفضع الجرائم ، فقط عندما أرادت أمريكا قرص أذن إيران في ما تسمى بـ (صولة الفرسان) باع مقتدى قطيعه بـ (فلس ونص) حتى أن واحداً منهم أدعى أنه المهدي المنتظر ليفك نفسه من الأعتقال!!، وبعد أن وصفهم المالكي أنهم خارجون عن القانون عاد ليجعلهم حماة القانون ومنفذيه ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل يستطيع رجل دين من طائفة أخرى أن يؤسس لنفسه مليليشيا مسلحة يطلق عليها أسم مرتبط بطائفته؟!، والله لو أن شخص حلم بالليل بهكذا مشروع لن تشرق عليه شمس!!، وهذه واحدة من ظواهر الكيل بالمكيال الطائفي ، لنعود للفترة الأولى ، أتبع إسماعيل الصفوي سياسة الحديد والنار وقتل بأبشع الطرق حتى وصل الحال إلى حرق الناس وهم أحياءاً وقد حدث ذلك على خلفيات طائفية ، نفس الشيء حدث في فترة الديمقراطية وحكم أهل المظلوميات ، ترهيب وتعذيب حتى أنهم حرقوا الناس وهم أحياء والأمثلة كثيرة ، في البصرة حرقوا خمس أشخاص في منطقة أبي الخصيب في العام 2003 ، وفي بغداد حرقوا ستة من المصلين في منطقة الحرية مع مؤذن الجامع ، كذلك حدث للمرحوم المحامي خميس العبيدي الذي قتله قطيع الدجال حرقاً ، ويكفينا (تنور الزهرة) شاهداً على أفعالهم ، بالإضافة إلى جرائم أكثر وحشية ، قطع الألسن ، بتر الأطراف بـ (الكوسرة) واستخدام المثقاب الكهربائي في ثقب أجسادهم ، وزادوا على ما فعل أجدادهم في زمن إسماعيل الصفوي فأستخدموا أسلوب الأغتصاب ليثبتوا أنهم حيوانات لايعرفون معنى الأنسانية ، كما هدم الصفويون المساجد وأعتدوا على المصلين وأمر إسماعيل الصفوي أن يُسب الصحابة وأمهات المؤمنين من على المنابر في المساجد ، وكذلك حدث بعد الـ (2003) ، حيث هدمت المساجد وأحرق ما فيها حتى كتاب الله لم يسلم ، وقتل المصلين في محرابهم واليوم نسمعهم يسبون الصحابة وأمهات المؤمنين لا من على المنابر وحسب وأنما وسعوا من قاعدتهم الأعلامية ليستخدموا الفضائيات والانترنت وكل وسيلة يمكن ان تحقق أغراضهم ، وبالعودة لإسماعيل الصفوي فقد فعل ما يندى له جبين كل مسلم عندما نبش القبور وأخرج الرفات ليحرقها!!، حتى ضريح الأمام أبو حنيفة لم يسلم من يد (الأجداد) ، وما كنا لنتخيل أو نحلم بهكذا عمل شيطاني لولا أننا شهدنا مسلسل أستخراج الجثث في عصر التحرير العظيم عندما نسف (الأحفاد) مرقد الصحابي الجليل طلحة أبن عبيد الله (رض) في البصرة!!، وكذلك فعلوا مع قبر المرحوم ميشيل عفلق ، هل هناك أكثر من هذا الأجرام والوحشية ، وبعد كل هذا يدعون المظلومية!!، أما التهجير القسري للسكان الذي حدث بالفترتيين كانت غايته واحدة وهو تغيير الطبوغرافية السكانية في العراق على أسس طائفية ، إلا أن اليوم زاد عدد المهجرين وأصبح بالملايين ، كذلك نلاحظ التماثل الكبير بالفكر بين الفترتين ، الأنتماء الطائفي ، الشعوبية ، المغالاة ، الدجل ، الجهل والتخلف ، كل هذا يجعلنا على يقين أن تطابق الفعل البشري بين الفترتين لم يحدث بمحض الصدفة وأنما بعوامل جينية توارثتها الأجيال خمسة قرون ، لتثبت لنا أن العرق دساس.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://bilalalhashmi.blogspot.com/

alhashmi1965@yahoo.com

١٢ / أب / ٢٠١١

 

 





الجمعة١٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة