شبكة ذي قار
عـاجـل










عالمنا كبير جدا بملياراته من البشر وبأممه وشعوبه الكثيرة على امتداد قاراته السبع التي تتفاوت بين القوي والضعيف وبين الفقير والغني ولكنك تلاحظ أن الأحداث الساخنة جدا تتركز في اهتمام الغرب والعالم بمنطقتنا العربية حصرا وتبتعد حتى عن دول الإقليم المجاورة لنا إلا في حالات خاصة لتلبية مصالح محددة بعينها ومحاولات فرض إرادات أجنبية على امتنا قائمة دائما ومستمرة منذ الاحتلال الأول لبغداد ونهاية الدولة العباسية كمؤسسة قومية عام 1258 إلى يومنا هذا رغم تعدد واختلاف أشكاله وأهدافه ليس لأننا امة متخلفة لا سامح الله وتحتاج إلى من يقيم ما ينمي فيها ما ينقصها ففي امتنا قامت أولى الحضارات الخالدة وأعظمها ومنها انطلقت الخطوات الأولى والاهم لبناء صرح الإنسانية العملاق الذي نتلمسه اليوم وتعلمت منها شعوب الأرض مختلف علومها إبتداءا من قوانين العدالة وحقوق الإنسان عززتها إرادة الخالق الحق بان جعل أرضنا مهبط وحيه ومنها انتشرت رسالاته منذ ادم إلى حبيبه المصطفى عليهم جميعا السلام ، ولكن لان العالم والغربي منه خصوصا يدرك الآن أهمية الدور والتكليف الإلهي الذي ستلعبه امتنا حتما في قيادة الإنسانية في حالة نهوضها لما تمتلك من مؤهلات ، وان أي استقرار لها لابد أن يمكنها من القيام بهذا الدور ، لذلك فان أمريكا التي تتسلط على العالم اليوم وتدرك هذا لن تسمح لنا كأمة عربية تتمركز فيها روح الإسلام وما تحمل من مضامين خيرة وتتمحور حولها وسائل الشد والاستقطاب إليه ، لن تسمح أن نحقق استقرارنا ويبقى الغرب يفتعل كل ما يدفع إلى تخلفنا وشق عصا وحدتنا ويثير الخلافات بيننا ويجند كل إمكانياته لتحقيق هذا الهدف وبأي ثمن حتى وان يصل هذا إلى انتحارها وإلا فماذا يعني إنفاق أموال تكفي لتغير طبيعة الحياة وتطورها وتنهي الفقر على كل وجه الأرض خلال الغزو الأمريكي للعراق بل تكفي لتحويل العالم كله إلى معتمد مجانا على الطاقة الشمسية ويستغني نهائيا عن كل مصادر الطاقة الأخرى بما فيها النفط ، غير التدمير الذي حل في ارض الرافدين كساحة لمعركة استمرت لأكثر من عشرين عام ، وإذا أضفنا الخسائر البشرية لجميع دول العدوان وللشعب العراقي وما تخلف من ماسي وويلات لا مبرر لها فأننا نعجز عن تقدير حجم الدمار والهدر الذي تسببت فيه عنجهية الولايات المتحدة الأمريكية ومن وقف معها رغم أن أحدا في كل العالم لا يعرف سببا منطقيا حقيقيا واحدا يدفعها إلى ارتكاب إثم بهذا الحجم بحق شعبها وبحق شعبنا .


ماذا يهم أمريكا من أمر شعبنا للتتحمل كل هذه الخسائر المادية البشرية وتقيم فينا ما تسميه الديمقراطية ؟ ألا ينبغي لها إنفاق ما ينفق على الحرب على شعبها وعلى متسكعي الأنفاق وخطوط المترو وجياع أمريكا وتحتفظ بموقعها القوي في قيادة العالم ؟


ماذا يهم أمريكا من  أمر رجل عربي قتل ليتبنى قضيته مجلس الأمن الدولي ويعقد من اجلها جلسات وملايين العرب قتلوا بأيادي وأسلحة وقرارات أمريكية في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وغيرها ؟


ماذا يعني أن تنصر أمريكا ويتحالف معها الغرب عربي على أخيه وابن بلده وماذا يعني أن تحاصر قطر عربي وتجيع شعبه وتقتل أطفاله وتمنع عنهم الغذاء والدواء لتقيم فيه الديمقراطية الزائفة ؟


أين أمريكا وحريتها وحبها وخدماتها الطوعية من عرب الأحواز وما يحصل لهم من إبادة منظمة بأيادي عنصرية فارسية ؟
ماذا يعني لأمريكا مواطن عربي في جنوب السودان لتقطع أوصال القطر وتقيم له دولة مقابل أخ له وبجواره يقتل في ليبيا والصومال ؟


ماذا يعني أن تمارس الإدارة الأمريكية بأوامر قادتها وعلى يد جنودها القتل في امتنا وتظلم أبنائنا وتنتهك حرماتنا وتعتدي على إعراضنا ثم تكشف ممارساتها بنفسها ودون ضغط من احد ؟


وماذا يعني أن تساعد عملائها على قمع شعبنا وتمدهم بكل وسائل البطش ولست اعني قطرا عربيا دون آخر بل كل امتنا ثم تكشف وسائل القمع من خلال وسائل إعلامها ؟


كلها لا تعني للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ولا تمسها بشيء كما لا تعني لغيرها إلا بقدر ما يتعلق الأمر بمصالحه فلم تنطق الصين ولا روسيا ولا اليابان ولا أي دولة أخرى قوية كانت أو ضعيفة لتنصر شعبنا من الظلم الأمريكي الذي يتواصل على مدار الساعة لأنهم يعرفون اللعبة القذرة ويدركون مغزاها وقد حسبوا نصيبهم من نتائجها .


كل منا يستطيع أن يضع مئات الأسئلة الأكثر حدة من هذه ولا يجد لها غير إجابة واحدة أن أمريكا ومعها الغرب كله لا يريدون لامتنا الاستقرار ويحاولون إثارة الفتن والاقتتال فينا ، فلماذا ؟


ذلك جانب واحد مما يجب علينا أن نقف عنده ونفكر فيه مليا قبل أن تغرينا بشعارات لا تجد من يسمعها على الأرض إلا العملاء وقبل أن تستقطب أبنائنا مظاهر براقة خادعة يخفت نورها بمجرد الاقتراب منها ، أما ثرواتنا فهي وسيلة الغرب لإبادتنا وسببهم لأثارت المشاكل والفتن بيننا ولينطق ويفعل ويقدم فينا من يستطيع المساهمة في إنقاذ امتنا التي أراد لها الله القدير غير هذا المصير.


Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





الاربعاء١٧ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة