شبكة ذي قار
عـاجـل










تتسارع الأحداث على الحدود المصرية- الإسرائيلية، بعد اتهام السلطات الصهيونية , وعلى لسان أكثر من مسؤول , النظام المصري الجديد ,بعدم إحكام سيطرته الأمنية على سيناء، خاصة بعد الهجوم على حافلتين إسرائيليتين .


وفجر الخبير الأمني المصري اللواء سامح سيف اليزل مفاجأة بالقول إن جماعة مكونة من 6 آلاف فرد استطاعت تسليح نفسها والسيطرة على منطقة العريش والشيخ زويد وتعطيل المحاكم المدنية وفرض أحكامها الخاصة. وحذر اليزل الذي شغل مناصب قيادية في المخابرات المصرية من أن إسرائيل لديها خطة للسيطرة على 7 كيلومترات من سيناء بحجة حماية أمنها.


ومثل هذا التصريح لايخلو من نوايا قد تضر بمصر , وتمنح السلطات الصهيونية مبررا للاعتداء على الاراضي المصرية , بدعوى ضرب منظمات " ارهابية " , كما انه يؤشر ان الحكم العسكري الجديد غير قادر على حماية حدود مصر , وأن المنطقة الحدودية صارت ملجأ للقاعدة أو تنظيمات اخرى


وقد دان رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الهجمات على حافلة الركاب , وعدها خرقا لامن اسرائيل . واتهم وزير الدفاع ايهود باراك المنظمات في قطاع غزة بأنها تقف وراء تلك الهجمات , وأكد ان قواته سوف تتحرك ضد من اسماها بالحركات الارهابية , وأشار الى أن الحادث يؤكد ضعف سيطرة مصر على صحراء سيناء .


ورأت الصحف والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية أن «عملية إيلات» خرق لامن اسرائيل يستدعي تحولات إستراتيجية في العقيدة الأمنية الإسرائيلية في الجبهة الجنوبية وتحديداً الحدود المصرية- الإسرائيلية.


وكتب المحلل العسكري لموقع «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن «إستراتيجية الحرب الإسرائيلية لمواجهة المقاومة وعقيدة عمل قوات الجيش عند الحدود مع مصر، انهارت نهائياً»، وأوضح أن الاعتقاد بأن الحدود هي حدود سلام وأنه يتم تقاسم المسؤولية الأمنية على الطرفين بصورة متساوية ثبت أنها غير صحيحة… وأن مصر، المتشددة بفرض سيادتها في سيناء، مسؤولة عن توفير الأمن لإسرائيل ومنع العمليات والتهريب من أراضيها.


وتابع الكاتب أن الحكم الجديد الذي يدعي قدرته على بسط سيطرته الامنية على الحدود , وبالذات على سيناء ثبت انه غير قادر على هذه المهمة , في حين كانت هذه المهمة صحيحة ومبررة على مدار عشرات السنين، لكن منذ سقوط حسني مبارك فقدت السلطات وقوات الأمن المصرية سيطرتها على سيناء، وزعم أن القبائل البدوية المنتشرة في سيناء تعتاش من التهريب واستيعاب الخارجين عن القانون بمن فيهم عناصر من الجهاد العالمي.


وأضاف أنه منذ شهر فبراير الماضي تراكمت لدى إسرائيل معلومات استخبارية حول عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقاً من سيناء، وقال إن إسرائيل عززت القوات على الحدود , وهذا الاجراء يترافق مع بناء الحاجز الأمني على طول الحدود والتي تمتد على نحو 250 كلم. واعتبرت رئيسة حزب كاديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني أنَّ حدود إسرائيل مع مصر لم تعد حدود سلام، وذلك عقب الهجمات .


وأضافت: «علينا أن نغير مفهومنا تجاهها (أي تجاه الحدود) وهؤلاء (المسلحون) لم يكونوا متسللين يسعون إلى العمل، وإنما هم يريدون القضاء علينا ويجب أن نغير النظرة إلى هذه الحدود». وتابعت ليفني أن حزب كاديما سيؤيد شن حرب ضد «الإرهاب» وتنفيذ العمليات العسكرية المطلوبة لمنعه.


وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنه يتعين على السلطات المصرية العمل على إعادة بسط سيطرتها على شبه جزيرة سيناء للحيلولة دون تكرار اعتداءات إرهابية مماثلة في المستقبل.


ان هذا التصعيد الصهيوني ضد مصر , يقابله تصعيد مقابل في الفاهرة , فقد أدانت الحكومة المصرية الاعتداء الصهيوني المسلح على سيناء , ومقتل عدد من الجنود المصريين . وأن هذا الاعتداء والدماء التي سالت على ارض سيناء تستلزم الرد , والاعتذار الرسمي من الحكومة الاسرائيلية . وطالب خبراء عسكريين بضرورة اعادة النظر ببنود معاهدة كامب ديفيد , وأن يكون أمن الحدود من مسؤولية الطرفين .


أما الرد الشعبي فتمثل في مظاهرات عارمة وسط القاهرة أمام السفارة الصهيونية , ومطالبة الحكومة يطرد السفير الصهيوني , بعد ان سحبت الحكومة السفير المصري من تل أبيب , وتمكن احد الشباب من انزال العلم الصهيوني من فوق مبنى السفارة , ورفع العلم المصري مكانه . وأما في غزة فقد اطلقت الفصائل الفلسطينية عد صواريخ من نوع غراد على المستعمرات الاسرائيلية , وردت قوات العدو بغارات جوية على القطاع , ولكن حماس تمكنت من اقناع الفصائل الاخرى على توقيع بيان تتعهد فيه بعدم اطلاق صواريخ اخرى على المستعمرات .


ان هذا التصعيد السياسي والعسكري بين مصر والكيان الصهيوني , غطى على الاحداث في كل من سوريا وليبيا , حيث يضيق الخناق الدولي والعربي على النظام السوري , ويصدر المزيد من العقوبات على اركانه. كما أن القذافي كما يبدو قد فقد كل اوراقه الساسية والعسكرية , وبات سقوطه بين ساعة وأخرى , لاسيما بعد أن سيطرت قوات المجلس الوطني على معظم المناطق , وباتت قوات القذافي تدافع عنه داخل طرابلس وداخل معقله في باب العزيزية , وقد يسقط النظام بين ليلة وضحاها , في ضؤ انباء عن هرب عائلة القذافي الى تونس , والتحاق عبد السلام جلود بصفوف المجلس الوطني .


الامر الخطير هو الطابور الخامس في مصر , من اتباع النظام السابق , الذين ما زالوا يسيطرون على معظم مفاصل الحكم , وخاصة الاجهزة الامنية . وقد برزت اصوات في القاهرة , تنادي بملاحقة التنظيمات السلفية في سيتاء , وتلقي اللوم عليها . وهناك اصوات تطالب بالتهدئة مع اسرائيل , واصوات تطالب بالرد العسكري للثأر لارواح الشهداء المصريين , الذين سالت دمائهم برصاص الجنود الصهاينة .


ولكن يبدو ان المجلس العسكري المصري , ليس في وارد الرد العسكري , لانه يدرك ان العمل العسكري يحتاج الى استعدادات فنية كبيرة , ومستلزمات في كافة الصنوف البرية والجوية والبحرية .


ولا نستبعد أن تستغل الحكومة الصهيونية الاوضاع العربية الراهنة , وتشن هجوما محدودا على سيناء بهدف السيطرة على شريط حدودي بعرض سبعة كيلومترات , بدعوى ضمان الامن الصهيوني , وفي الوقت نفسه قد تشن عدوانا على قطاع غزة , بدعوى ضرب من تسميهم المنظمات الارهابية , وردا على اطلاق صواريخ من غزة باتجاه المستعمرات جنوب فلسطين المحتلة .


قد لا تملك مصر الامكانات العسكرية الكاملة لمواجهة القوات الصهيونية , ولكن من المنطق أن يكون الردمنسجمامع منطق الثورة وروحها , لا أن تقف الحكومة المصرية مكتوفة الايدي , بل أن تقاوم مهما كانت التضحيات , لان الجيش المصري يملك من المعنويات ما يمكنه من صد أي عدوان . ويؤكد أن الثورة التي أطاحت بنظام مبارك , هي ثورة وطنية وقومية , من مهماتها استعادة دور مصر القومي المعهود .

 

 





الاثنين٢٢ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة