شبكة ذي قار
عـاجـل










يا نبياً بهِ الوجودُ يُضــــــــــــاءُ

تعرِفُ الأرضُ قدرَهُ والسمـــاءُ

ينْبعُ النّورُ منْ سَنا وجنَتيْــــــــهِ

فتَفيضُ الأنوارُ والأضــــــــواءُ

وتقومُ البُدورُ بين يديـــــــــــــهِ

يتعالى تسبيحُها والثنــــــــــــاءُ

لكمالٍ ورفعةٍ وجمـــــــــــــــالٍ

ما رأت مثلَ حُسـْــنهِ الأحيـــــاءُ

ويشعّ ُ السرورُ في كلّ قلــــــبٍ

ويحلّ ُ الإيمانُ والإهتِــــــــــداءُ

  إنّ يومَ الاثنينِ أشرفُ يــــــوم ٍ

عرَفَتْهُ الردومُ والبطحــــــــــاءُ

حيثُ نادى في الكائناتِ مُنـــــاد ٍ

وُلد البرّ ُ والندى والســـخــــــاءُ

وتدلـّتْ من السماءٍ نجــــــــــومٌ

بالبشاراتٍ زفـّهُنّ النـــــــــــداءُ

شـُقّ عن صدره فحلـّتْ طيوبٌ

عطـّرتْها سكينة ٌ ونقــــــــــــاءُ

أودعَ اللهُ نورَهُ بشـــــــــــــغاف ٍ

فتجلى في السمع منهُ سنــــــــاءُ

شرَحَ اللهُ صدرهُ بحِـــــــــــــراء ٍ

فاستطالتْ على الجبال حِــــــراءُ

ليسَ غارأ وإنما بيتُ نـــــــــــور ٍ

غمَرَتـْــهُ الآياتُ والنُعمــــــــــاءُ

حيثُ جاء الأمينُ يحملُ أمـــــرا ً

هُوَ للناس أجمعيــــــــنَ ثــــراءُ

قال ( إقرأ) فضجّ في الغارِ صوتٌ

حَمَلتْهُ الى الدُنى الأصــــــــــداءُ

 

منْ سناها مراتِبُ المجدِ لاحــتْ

تتسامى وما لها أكفــــــــــــــاءُ

ما سمِعنا بغيـــرِ طه نبيــــــــاً

تتوضا بنورهِ الأنبيــــــــــــــاءُ

السراجُ المُنيرُ والنسبُ العـــا

لي   الذي ينتهي به الإبتــــداءُ

تستمٍدُ الأخلاقُ منهُ معانيـــــ

هــا   فتَرْقى ودونَها الكبريـــاءُ

فكمالُ الأخلاقِ يقـْفو كمالَ الـ

عــــقـــلِ ومنْها السموُّ والإرتقـاءُ

وسجاياهُ ما لهُنّ نظيـــــــــــــرٌ

والكراماتُ ما لها إحصـــــــاءُ

فإذا ما مشى بلـفـْحِ هجيـــــــــرٍ

ظللّتـْهُ غمامَــــــة ٌ بيضـــــــاءُ

ولهُ المُعجزاتُ من كلّ جنـــسٍ

شاهداهُ المعراجُ والإســـــــراءُ

وخصالٌ آياتـُهـــا بيّنـــــــــاتٌ

قَصُرتْ عن بلوغها البَــأْ ْواءُ

وصفاتٌ توالدتْ عن صفــاتٍ

ومزايا يتيهُ فيها البَهـــــــــاءُ

ووقارٌ كساهُ حزمٌ وعـــــــزمٌ

لمْ يشُبْهُ الفتورُ والإرتخـــــاءُ

هُوَ نورٌ تنشقٌ عنهُ نُجــــــومٌ

تتلالا وللبرايــــــــــــــا لواءُ

طاهرُ القلبِ لمْ يُخالطْهُ غـــلٌ

نُزعتْ عن فؤاده البَغضــاءُ

أكرمُ الخلقِ محتـداً وعشيــراً

بيتُهُ تنتهي لهُ العليــــــــــــاءُ

ليّنٌ كامل الصفات مَهيـــــــبٌ

عِصمَة ٌ في حديثه عصمـــــاءُ

ثاقبُ الرأي ما تــــــــحدّثَ إلا

نزلــــتْ عنــــدَ رأيــــهِ الآراءُ

ثابتُ العزمِ في الشدائد صَلـــبٌ

لم تُثَلـّمْ إصــرارهُ البأســــــــاءُ

صابرٌ شاكرٌ عــــطوفٌ رؤوفٌ

عادلٌ لا تقودُهُ الأهــــــــــــواءُ

ضحكُهُ بســمة ٌ تفجّرُ عنهـــــا

نبعُ طيبٍ وحشمةٌ وحيـــــــاءُ

رفعَ اللهُ ذكـْرهُ في بيــــــــــانٍ

وأمحى عنهُ وزرهُ والعنـــــاءُ

بصرٌ لمْ يَز ُغْ وما كان يطغـى

لمْ يُصادفْ مثيلهُ البُصـــــراءُ

لا يُدانيهِ في الشجاعةِ والإقـْ

دامِ جيشٌ وتشهدُ الهيجـــــــاءُ

واجه المُشركين يوم حُنيـــــن ٍ

وحْدهُ حينَ قلـّتِ النُصـــــــراءُ

صادقٌ واثقٌ ســــخيّ ٌ كريـمٌ

يتنامى في راحتيه العطـــــــاءُ

قانعٌ بالقليلِ كمْ باتَ خِمصـــا ً

زادهُ الأسودانِ تمْـرٌ ومــــــاءُ

إسألوا الدرعَ حين يُرهنُ من أجـْ

لِ شعير ٍ وهكذا الأغـْنيـــــــاءُ

أن أصلَ الغنى القناعة ُلا المـا

لُ ولا الجاهُ لا ولا الصـــفراءُ

واسألوا الدار هل أضافتْهُ نارٌ

تحتَ قِدْر ٍ وهل أُقيمَ شــــــواءُ

واسألو الجذعَ كيف حنّ إليــــهِ

كيف أنّتْ أليافُهُ الخرْســـــــــاءُ

واسألوا بسقة ً بعين علــــــــــي ٍ

كيف طابتْ عُيونهُ الرمْـــــداءُ

ليس تُحصى لأحمــد ٍ مُعجزاتٌ

والمدى صُنـْوَ نفسهِ والفضــــاءُ

رايةُ الحمدِ بين كفّيهِ يومَ الـــــْ

حشرِ تزهو وحولها الاصفيــــاءُ

والمقامُ المحمودُ وعْدٌ من اللـــــ

هِ صلاةٌ يطيبُ فيها الدُعــــــــاءُ

 

الأمينُ النقيّ والمُصطفي المحـ

مودُ والفخرُ صنوُهُ والوفــــاءُ

رحمَة ٌ أُ ُهْديتْ الى الناسِ طُراً

يتساقى نميرَها الرُحمـــــــاءُ

هوَ للتائه المُضلٍ دليــــــــــلٌ

وهْوَ للضامئ المُمض ارتواءُ

كانَ يزدادُ غِبطة ً وســـروراً

حينَ يعفو عمّنْ إليهِ أســاءوا

يومَ فتحِ الفتوحِ جاءتْ قـُريشٌ

وعليها الوجومُ والإغضــاءُ

سألتْهُ صفحا ومن غير لأ ْيٍ

إذهبوا قالَ أنتمُ الطُلقـــــــاءُ

سكنَ الحلمُ والأناة ُ شغافـــا ً

نزّهتْها عقيـــدة ٌ سمْحـــــاءُ

ردّ من أجلِ مُرضعٍ أرضعتْهُ

سبيَ قوم ٍ فآمنوا وأفـــــــاءوا

ولها يفرشُ الرداءَ إعتزازا ً

فإلى جنبه يطيبُ الثــــــواءُ

رفعَ الرقّ عن هوازنَ لمـّــا

جاءَ سبيٌ وفيهم الشيمـــــاءُ

هكذا البِرّ ُ إذ ْ يجودَ ويعفو

وبمثل الهادي يليقُ العطــاءُ

أيُّها   النادرُ الشمائل والاوْ

صافِ هلـّتْ بذكره ِ الآلاءُ

أُمّةٌ صارَ وهْوَ في الناس فردٌ

لا يُدانى وهكذا الجـــــــوزاءُ

لهُ علمَ اليقينِ من خالقِ الكـــوْ

نِ وفيه التقريبُ والإقـصــــاءُ

قاسمٌ في الجنانِ واللهُ يُعطـــــي

وقسيمٌ يُفضي إليهِ القضـــــــاءُ

لهُ ذاتٌ من الكمال توالـــــــتْ

من قرون ٍ يفوحُ منها الإبــاءُ

خيرُ نفسٍ وخيرٌ روح ٍ وأصلٍ

هاشميٌ تزهو به الأسمـــــــاءُ

عقِمَ العقلُ إن تقاصــرَ عن إدْ

راكِ ما صدّقت به العُقــــلاءُ

  يا إمامَ التوحيد والمُلهمُ الفــذ

تأسّى  بنهجــــــــهٍ الأتقيـــــاءُ

قولُهُ الحقُ ما تكلــــــــــــمَ الاّ

كان وحياً ويصدِقُ الإيحـــــاءُ

علمُهُ صارَ للعقول سراجــــــًا

فاستنارت بنوره الظلمــــــــاءُ

أن هذا النبيَّ ينثـــــــــــــرُ دُرا ً

حين يحكي فيصمتُ البُلغــــــاءُ

مَنْطٍق ٌ تنْهلُ البلاغة ُ مِنْـــــــهُ

يرتوي منْ معينِهِ الفُصحــــــاءُ

ما جفاهُ الاّ شقيّ ٌ ،،مريــــــــضٌ

قلبُهُ،،، والجفاءُ في الناس داءُ

ويل مستوبَئين ضلـّــوا وتاهــوا

وغشاهُم على عماهـم وبـــــــاءُ

ركنوا للرياء في كل امْـــــــــــر ٍ

ولقد يُهلكُ النفوسَ ريـــــــــــاءُ

ولقد يُصبحُ العنادُ وعـــــــــــاءً

لقلوبٍ قستْ فبئسَ الوعـــــــــاءُ

يا إمام التوحيد فكرُكَ بــــــــاقٍ

أبد الدهر للعقولِ نمـــــــــــاءُ

ينهلُ الراسخون في العلم منــهُ

فهو نهجٌ يُـثْرى به العُلمـــــاءُ

ويداوي النفوسَ من كلّ كــــرب ٍ

انما العلمُ للقلوب شفــــــــــــاءُ

رب صلّ على الحبيب وسلّـــمْ

ما سَرَتْ نسْمَة ٌ به وَهَبَّ هَواءُ

ربّ واغفر لشاعر ٍ يتعافــــــى

مِن ذنوب ٍ وأنْتَ فيك الرجـــــاءُ

ربّ والمسلمينَ إبعدْ خُطاهُــمْ

عن طريق ٍ يشوبُــهُ الإلتــــــواءٌ

ربّ واجْعلْ للمُستقلـّةِ ذكـــرا ً

طيّبا ًتحتفي بهِ الأنْــــــــــداءُ

فـَبِها يا عظيمُ في كلّ يــــــوم ٍ

يتبارى بمدحكَ الشـُعـــــــراءُ

 

 





الاثنين٠٧ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عباس الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة