شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمة معاهد ومدارس مهنية تعنى بإنتاج وتصدير الزعامات وبدائل الزعامات إلى المنطقة الخضراء ببغداد. قسم من هذه المعاهد أسست في لندن تعتاش وتقتات ويتم ارتيادها من عشاق حلم العيش في مدينة الضباب ومغرياتها من مراقص وملاهي وحانات ودور عهر ووعد بالغنى مغلف بهوى النفس الأمارة بالسوء في إطار منافق كاذب هو إطار معارضة النظام الوطني العراقي. بعض هؤلاء نعرفهم من زمن الدراسة في لندن أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي ونعرفهم معرفة تفصيلية حيث كانوا بعضهم شركائنا في خلايا تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وشركائنا في البعثات التي مولتها دولة البعث للحصول على الشهادات العليا ونعرف كيف انسحبوا إلى حياة الغرب عبر بنات الليل الانجليزيات وكيف انتموا إلى حزب الدعوة العميل والحزب الشيوعي أو كليهما معا لينالوا تعاطف المخابرات الانجليزية لضمان الحصول على الإقامة والتجنس والهرب من شبح الخوف من العودة إلى العراق الذي كان يقاتل إيران دفاعا عن أمنه وسيادته.

 

وجدت معاهد لندن واجهات لتصدير مخرجاتها بعد الاحتلال في قناة المستقلة الفضائية وقناة بي بي سي العربية حيث شكلتا قنوات الاتصال والتواصل ومهمات التعريف بين حكومات الاحتلال وبين الباحثين عن فرص التعاطي مع المنطقة الخضراء ولو آنيا لاستلام حصتهم من السحت الحرام المغمس بدماء شعبنا.

 

هناك طبعا معاهد مشابهة في أمريكا وألمانيا وفرنسا وبلغاريا وتركيا وإيران، وقنوات فضائية أخرى تتعاطى مع عراقيين صنفوا على أنهم معارضين لنظام صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي ليحللوا الحرام من خيانتهم وعمالتهم.

 

إما معاهد ما بعد الغزو والاحتلال فقد تأسست في دول الجوار وخاصة الأردن وبعض دول الخليج العربي مثل قطر والإمارات. هذه المعاهد تخصصت بالعراقيين المهاجرين الذين انتهت علاقتهم النفعية بالوطن مع نهاية الحكم الوطني. هؤلاء البعض من ضباط الجيش أو من عناصر القوات المسلحة عموما او من بعض المحسوبين على دوائر الدولة المختلفة وحتى بعض من كان محسوبا على تنظيمات البعث.

 

أهداف المعاهد العربية لتخريج صعاليك العمالة تحمل خصوصيات مختلفة عن نظيراتها الغربية لان روادها مختلفون وطرائق إعدادهم للمهمات الجديدة تستلزم متطلبات مختلفة تبدأ بعليات غسيل الأدمغة لضمان الولاء للحالة الجديدة وتستلزم متطلبات مختلفة لضمان قبولهم أو إقحامهم في الحالة الغبراء للجرين زوون. وأهم متطلبات الانتماء إلى معاهد قطر والإمارات لإنتاج الصعاليك هي :

 

1.  إعلان البراءة من حزب البعث العربي الاشتراكي وإعداد دراسات ومقالات تتطرق مباشرة أو بشكل غير مباشر إلى ما يسمونه إخفاقات الحزب والدولة وتستعرض المشاكل التي مر بها العراق دون التطرق إلى خلفياتها وأسبابها وتغييب متعمد لمنجزات العراق العظيمة تماشيا مع نهج العملاء والخونة.

 

2.    تجريم قيادة العراق عبر إدانة القادسية الثانية التي حطمت نزعات الشر والعدوانية الفارسية وقبرت مشروع خميني الطائفي على أسوار العراق العربي الأبي وكذلك عبر إدانة عملية الدخول إلى الكويت دون المرور بأي سبب من الأسباب التي أرغمت القيادة العراقية على دخول الكويت.

 

3.    التناغم مع العملية السياسية الاحتلالية الأمريكية عبر التصريح العلني أو الإيحاء بأنها قدر لا مفر منه وإنها واقع حال لا يمكن الإفلات من التعامل معه.

 

4.    وهي النقطة الأهم من بين حزمة أوراق التقديم لمعاهد الصعاليك هذه... وهي إعلان زبانية المعاهد هذه عن براءتهم من المقاومة العراقية المسلحة والإشارة إليها على إنها أفعال تعبر عن نزق رجال النظام السابق وأنصاره ومؤيديه ومحاولة تجريدها من نزعتها التحررية الوطنية وشرف انتماءها غالى الروح الجهادية للمقاومة التي هي حق بشرت به وشرعته قوانين الفارض والسماء. لهذه البراءة مركبة منها إرضاء امريكا الحامية والراعية للمنطقة الخضراء وممارسة عمليات تبشيع وشيطنة متجددة ضد حزب البعث ورفاقه في السلاح ومحاولة إجهاض التصعيد الملحوظ للنشاط الإعلامي والفكري والثقافي المساعد لاتساع رقعة المقاومة البطلة عموديا وأفقيا.

 

نحن نعرف من انتمى إلى معاهد قطر والإمارات وظروف تجنيده السيكولوجية والمادية انطلاقا من نزعات الظهور لنفوسهم المنهكة وخضوعهم لشهوة المال ونزوات السلطة وسقوطهم في متاهات حياة الترف الحرام، ونعرف أيضا كيف تم احتواءهم وتقديمهم عبر القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية ومراكز البحوث الوهمية.

 

نقول بوضوح لهؤلاء الباحثين عن الأضواء، إن بريقها وإشعاعاتها لن يدوم إلا زمنا محسوبا من قبل الجهات المستفيدة، ونقول لهم علهم يتعظون بأنكم لن تكونا شيئا على الانطلاق سوى أوراق ضغط تستخدمها أمريكا والسائرين في نطاقها ضد عملاءها في المنطقة الخضراء عندما تحتاج إلى الضغط عليهم و تهديدهم ببدائل، وأنكم لن تصلوا إلى المنطقة الخضراء وهو حلمكم التافه الذي طغى على شرف انتماءكم الى الوطن العزيز ومبادئ الرجال. ونقول أيضا إن لجوءكم إلى اتهام الشرفاء بالتحجر والتصخر والتخشب لن تمنحكم شرعية الانتماء إلى مشاريع الاحتلال والانخراط في مؤامرات تقسيم العراق وتفتيته لان المرونة شيء والردة شيء مختلف تماما.

 

مقاومتنا الباسلة ولدت لدحر الاحتلال وطرده هو وعملاءه، هي إرادة امة وشعب ووطن، هي صوت الله الحق في ارض الرافدين، ومنها تنطلق روح الثورة العربية الحقيقية التي تهدف إلى تحرير الأرض والإنسان وأدواتها وقدراتها ووسائلها نابعة ومستمدة ومعتمدة على الإنسان العربي العراقي لا غير ... وتذكروا أيها المتساقطون إن الديانات كلها بدأت برجل واحد ومنها ديننا الإسلامي الحنيف حيث كان محمدا العظيم كل العرب مقابل جيش أبي لهب وان كل الدعوات والحركات التحررية قد مرت بفترات عطاء بزخم هائل ثم تراجعت نسبيا ثم عادت لتزدهر من جديد حتى تنتصر لان حق المقاومة لم ولن يموت وان وعد الله حق.      

 

 





الخميس١٠ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة