شبكة ذي قار
عـاجـل










 

ثانياً : اللعبة في تاريخ العراق الحديث


لا توجد وثائق مكتوبة يمكن الاستشهاد بها لمعرفة تاريخ نشوء لعبة كرة القدم في العراق حديثاً فالمؤرخون منقسمون على انفسهم فكل طرف يستند في نظريته الى احداث تمثل من وجهة نظره مؤشرات يمكن الركون اليها للبرهنة على صواب رأيه المطروح ولابأس من الاطلاع على خلاصة لفحوى النظريتين حول النشوء الحديث للعبة كرة القدم في العراق، فالنظرية الاولى تقول ان اللعبة دخلت البلاد وانتشرت فيها قبل عام 1917 اي فترة الحكم العثماني، اما اصحاب النظرية الثانية فيقولون بأن العراقيين عرفوا اللعبة وزاولوها بعد عام 1917 اي بعد الاحتلال البريطاني للبلاد وقيام الجنود البريطانيين جلب الكرات معهم مما دفع العراقيين للتقاطر على الملاعب لمشاهدة الانكليز وهم يلعبونها اعتقاداً منهم ان الانكليز لعبوا الكرة حديثاً، ولنطلع الآن على كيفية وسبل دخول لعبة كرة القدم الى العراق.


النظرية الاولى : يتمسك اصحاب هذه النظرية بالرأي القائل ان العراقيين كانوا يعرفون كرة القدم ويلعبونها قبل عام 1917 ويعللون ذلك بالقول ان العراق تحت سيطرة الحكم العثماني وان الدولة العثمانية كانت من الدول العظمى آنذاك ونافست الدول الكبرى في مجال التقدم في الحياة العامة وان مواطنيها عرفوا كرة القدم من اوربا وانتقلت اللعبة الى العراق بواسطة ابناء الذوات الذين كانوا يسافرون الى الاستانة (اسطنبول) للدراسة وكانوا يلعبون الكرة في المدارس وعند رجوعهم الى العراق كانوا يأتون وبرفقتهم معلومات عن اللعبة وفي حقائب بعضهم (الهدية الثمينة) الى ذويهم والهدية عبارة عن كرة ويقال ان اولاد (يوسف البياتي) هم الذين ادخلوا كرة القدم الى العراق في عام 1915، كما ان الضباط العسكريين العراقيين الذين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في القوات المسلحة العثمانية هم بدورهم نقلوا معلومات عن اللعبة ويشير كنعان مهدي عبد الرحمن (1970) الى ان شهود عيان اخبروه انهم كانوا يرون اللاعبين يزاولون كرة القدم في منطقة الباب المعظم بعدما يشكلون دائرة يقومون بنقل الكرة بين ارجلهم دون الاخذ بنظر الاعتبار العدد المحدود من اللاعبين واكد احد الرياضيين القدامى ان والده كان يلعب الكرة في الثكنة العسكرية قبل عام 1905


ثمة وسيلة اخرى انتقلت بها الكرة من تركيا الى العراق وذلك بواسطة العراقيين المقيمين في اسطنبول وغيرها من المدن التركية ومن بين هؤلاء (مظفر احمد) الذي لعب ضمن الفرق التركية قبل الاحتلال البريطاني للعراق وبذل هذا الرجل جهوداً كبيرة لتطوير اللعبة في اواسط عشرينيات القرن الماضي حيث كان لاعباً فذاً وحكماً اميناً (اول حكم عراقي) ومدرباً ناجحاً فيما بعد وان اللعبة مدينة لهذه الشخصية بالعرفان



النظرية الثانية:  ويقول اصحابها ان العراقيين لم يعرفوا لعبة كرة القدم من حيث قواعد واساليب وفنون اللعب الحديث إلا بعد دخول الجنود البريطانيين البلاد اثر الحرب العالمية الاولى عام 1914 وسقوط الحكم العثماني ودخول الجيوش البريطانية الى العراق اسماعيل محمد


وبسبب تعلق الانكليز بحب الكرة وولعهم بها شرعوا في انشاء الساحات في الثكنات العسكرية التي اقاموها في بغداد وفي انحاء العراق ومن اشهرها ساحة معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد_ جنوب بغداد) حيث اخذ الشبان العراقيون يفتحون عيونهم على جنود الامبراطورية البريطانية وهم يلاعبون الكرة ويخوضون المباريات فأستهوتهم اللعبة وسرعان ما تحولوا من متفرجين على الانكليز الى لاعبين في الحواري والازقة وراحت اقدامهم تداعب كرات ما هي إلا ملابس متهرئة تجمع وتكور وتحزم في محاولات مرتجلة ابتدأت من منتصف الزقاق وانتهت عند هدف ترمز لوجوده اكوام الحجارة (ابراهيم وشاكر اسماعيل 1957) وكما دخل الحواري والازقة دخلت كذلك مدارس العراق بعدما سيطر الانكليز على شؤون البلاد فعينوا الميجر (يومان) ناظراً للمعارف وكانت الرياضة من جملة مهام نظارة المعارف فعين الناظر عريفاً (سارجنت) هو هيوسين للاشراف على كرة القدم في المدارس الابتدائية فأشتهرت الفرق المدرسية كالبارودية والحيدرية والفضل وهذه الفرق ظلت تتبارى فيما بينها بأشراف هيوسين حتى تشكل فريق جديد في مدرسة دار المعلمين الابتدائية فتم الاعلان عن اقامة مباراة بين منتخب مكون من المدارس الابتدائية الثلاث ضد فريق دار المعلمين وكان هيوسين هو الذي اعد الفريقين واشرف على تدريبهما، واقيمت المباراة عام 1918 وجرت المباراة التاريخية الاولى في ملعب الشيخ عمر والذي شهد ولادة كرة القدم في العراق اسماعيل محمد
1990.


 
 
مراحل تطور لعبة كرة القدم في العراق


ان المسيرة التاريخية للعبة كرة القدم في العراق ذات حلقات متصلة اتصالاً وثيقاً، حيث ان نهاية كل مرحلة من مراحل المسيرة تعتبر نقطة البدء للمرحلة التالية وقد اعتمد التقسيم الزمني للمراحل مقروناً بالدلالة المعنوية لكل مرحلة من مراحل المسيرة التي لم تكن متساوية من حيث الفترة الزمنية


الملاحظ ان تاريخ لعبة كرة القدم عبارة عن زمن سيار وتجارب تتوالى وعبر هذا التاريخ انتقل واقع اللعبة من حال الى حال عبر ايقاع بطيء متأن فما من حادث يبزغ فجأة من لاشيء وانما كل حادث مرتبط بما قبله ومكمل له وهكذا تتعاقب الاحداث فيصنع التاريخ والواضح ان دخول (اللعبة) بكل مستلزماتها وتنظيماتها احتاج الى زمن اطول من مجرد دخول (الكرة) سواء المطاطية او الجدلدية او المصنوعة من مثانة الجمل... وطبيعي ان تطور اللعبة لايحدث دفعة وانما يأتي نتيجة مرور الزمن ويمكن تصور ذلك بالمقارنة مع امثال النبات فليس كافياً ان نضع البذرة في التربة ثم نرى الشجرة كاملة النمو والثمرة مولودة فيها في الحال اذ لابد لذلك من زمن فأذا ما رجعنا الى امثال كرة القدم فأن الزمن بين دخول (الكرة) ودخول (اللعبة) وانتشارها وبين (جني الثمار) تألق منتخب العراق بين منتخبات العالم في المكسيك 1986 وفي اثينا 2004 قد قارب فترة القرن الواحد


من خلال استقراء الاحداث والوقائع اتي رافقت مسيرة اللعبة يمكن الاستنتاج انه هناك خمسة مراحل رئيسية في مسيرة كرة القدم العراقية وفق تقسيم افتراضي وهي


مرحلة اللعب البدائي 1900 - 1920
مرحلة الاقتباس والمحاكاة  1921 ـ 1922
مرحلة المبادرات الرائدة 1931 - 1951
مرحلة استقدام الخبرات والاحتكاك الخارجي 1952 - 1971
مرحلة الانفتاح والشمولية والانجاز ما بعد 1971

 


اولاُ مرحلة اللعب البدائي 1900-1920

 

كان العراق في مطلع القرن العشرين لم يزل يرزخ تحت سيطرة العثمانين ويعيش في عالم المجهول اذ لم يكن هناك إلا الجهل والامية والتخلف والفقر والمرض وما هذه الصور السلبية إلا انعكاساً للحياة العامة للمجتمع العراقي ما قبل وبعد عام 1900، ابان الحرب العالمية الاولى عام 1914 وقبل ان يتم احتلال العراق من قبل الجيوش البريطانية لم تكن في العراق كرة القدم ولم يكن هناك من يعرفها ناعدا بعض ابناء العوائل العراقية في (الاستانة) الذين عادوا الى بغداد ومعهم كرة القدم ولم يكن هناك من يعرف هذه الكرة ولامن يعرف اصول لعبها حتى الذين جاؤوا بها وثمة اراء حول كيفية دخول الكرة الى العراق


ذكر اسماعيل محمد (1900) ان البصرة كانت بوابة العراق على العالم وكانت موانئها تستقبل السفن التجارية القادمة من انكلترا والهند وكانت فترة ستينيات القرن التاسع عشر للميلاد تشهد قيام البواخر الربطانية والهندية بنقل البريد الهندي والاوربي الى البصرة وكان الانكليز يحطون الرحال في البصرة واثناء رسو بواخرهم في الموانئ يقضون اياماً في تفريغ الحمولة او نقل البضائع العراقية او تحميلها على ظهر سفنهم وفي فترات الراحة كثيراً ما كان اولئك البحارة يقضون اوقات فراغهم في لعب الكرة على الشواطئ الرملية وكان ابناء البصرة يترجون عليهم ويشاركونهم اللعب ومنهم تعلموا طريقة ضرب الكرة ومناولتها وكثيراً ما كان البحارة الاجانب يقيمونعلاقات مودة وصداقة مع شباب البصرة وعند الرحيل كانوا يتبادلون الهدايا فيمنحهم البصريون التمر وبالمقابل يقدم الاجانب الكرات هدايا تذكارية لاصدقائهم العراقيين ولعدم توفر ساحات اللعب كان البصريون يلعبون الكرة بطريقة بدائية وينسب الى عبد الكريم جودة اول مدرس رياضة في بغداد وعبد اللطيف قدري النجار احد لاعبي منتخب المدارس الابتدائية عام 1918 قولهما لقد مارس شباب بغداد لعب الكرة بشكل عشوائي قبل الحرب العالمية الاولى اي قبل عام 1914


في ساحة الشيخ عمر مورست اللعبة للمرة الاولى في تاريخ كرة القدم في العراق حيث تراصف الشباب على حدود دائرة واسعة القطر وبدأت الارجل تتقاذف الكرة كيفما اتفق عالية وواطئة.. قوية ومتراخية والكل يغمرهم شعور بالنشوة والمرح وفي حدود تلك الدائرة ظلوا يلعبون في ساحات غير نظامية


ثانيا ـ مرحلة الاقتباس والمحاكاة ( 1921 ـ 1922 )


بعد احتلال العراق 1914 اخذت القطعات العسكرية البريطانية معسكراتها في اطراف المدن العراقية ومنها بغداد واخذت تنشيء ساحات رياضية داخل المعسكرات من اجل لعب كرة القدم بين فرق القطعات وانتشرت خبر هذا الحدث الرياضي بين شباب بغداد فاخذوا يحاولون دخول المعسكرات لمشاهدة المباريات و اللاعبين الانكليز. واصبحو يعرفون مواعيد المران ومواعيد المباريات وحتى اسماء بعض اللاعبين. واخذ البعض من البغدايين يقفون خلف المرمى يردوا كل كرة تعبر من فوق المرمى معتبرين ذلك رمانا واشتراكا. وحين تمت سيطرة الانكليز على شؤون العراق عينوا الميجر بومان ناظر (مدير عام) للمعارف للاشراف على لعبة كرة القدم في المدارس الابتدائية. بعد تعيين هيوسن، خرجت اللعبة من نطاق الاعتباطية والتفرج الى محاولة محاكاة اللاعبين الانكليز وفهم اصول اللعب ولعبها بشكل جماعي منظم، وشهدت ساحة الشيخ عمر اولى تلك المحاولات عندما اخذ (هيوسن) يعلم تلامذه المدارس الابتدائية فنون لعبة كرة القدم كان هيوسن يجلب الكرات ثم يقسم التلاميذ الى فريقين ويضع الكرة النظامية في وسط الساحة وبعدها يبدأ يشرح اصول لعب الكرة يطبق ذلك عمليا امامهم ويطلب منهم تطبيق ما شهدوه، كان المرمى يعرف بالفسحة الموجودة بين كومتي ملابس التلاميذ تعويضا عن القوائم الخشبية وفي الفترة ما بين عامي 1918 و 1919 شهدت بغداد بعض الساحات النظامية بما فيها الاهداف. وكان هيوستن قد اعطى بعض المدرسين ابعاد ومواصفات الساحات. وزود هيوستم التلاميذ بملابس اللعب الخاصة، وتألقت بسياق التقليد والمحكاة فرق وطنية في المدارس واقتبست النظام وبدأت بالتمرين والمسابقات وفي عام 1923 تالفت في تاريخ الكرة العراقية والتي فاز فيها فريق الثانوية المركزية


ثالثا ـ مرحلة المبادرات الرائدة 1931 ـ 1951


تتميز هذه المرحلة بتعاقب احداث مهمة مسيرة الكرة العراقية ذات طبيعة اختلفت كل الاختلاف عن المرحلة السابقة في هذه المرحلة انتشرت اللعبة وظهرت الاساليب التنظيمية في ادارة شؤون اللعبة ومع نمو اللعبة نمت تقاليد جديدة، ففي هذه المرحلة ظهرت والبطولات ونمت مسميات عديدة وبشكل مكثف فكانت هناك بطولات كأس المعارف وكأس طه الهاشمي وكأس عوني بكر صدقي وكأس الالوية و كأس بابان وكأس القوة الجوية وكأس مجلة الالعاب الرياضية


وتشكلت فرق مهمة مثل القوة الجوية (1931/7/6) والذي سيصبح فيما بعد ابرز فرق الطليعة في العراق والشرطة (1933) وفريق الحرس الملكي (1947) والجزيرة والموصل والميناء في البصرة وبلغت فرق العراق قدرا لابأس به في امتلاك فنون اللعبة الانكليزية بالاضافة الى توسيع قاعدة الفرق المدرسية التي كانت تشكل الركن الاساسي في ارتفاع مستوى اللعبة كما ان بعض العراقيين اخذ يلعب في فرق عربية واجنبية مثل عبد الجبار الجومرد ـ سورية وقدوري الارضروملي و ودود جمعة ـ النسما


وتدخل في هذه المرحلة الزيارة التاريخية التي قام بها فريق نادي بردى السوري (ضم معظم لاعبي منتخب سورية) الى بغداد في شباط 1938 وهذه الزيارة مهدت لتشكيل نواة اول منتخب عراقي لكرة القدم لعب باسم النادي الاولمبي حيث ضم احسن لاعبي العراق امام بردى في 16 شباط 1938 وبذلك بدأ عهد الانفتاح على اللقاءات في العراق ولاول مرة اوليت العناية الى الجانب النظري واعداد متخصصين رياضيين فأوفدت وزارة المعارف بعثات الى السويد والمانيا وانكلترا ومصر وغيرها كما قام مدرب انكليزي هو جاك ماريا عام 1940 بالقاء محاضرات نظرية عن كرة القدم واساليب اللعب في قاعة النادي الاولمبي وفي هذه المرحلة ايضا اخذت فرق المدارس تتدرب باشراف مدرسين متخصصين


واختارت وزارة المعارف المدرب الانكليزي جورج رينر (مدرب منتخب السويد لكأس العالم 1958) لتدريب المنتخب المدرسي كما شهد عام 1943 الحدث الكبير بأقامة بطولة بين منتخبات جيوش العراق وبريطانيا وبولندا في 26 شباط 1944 غادر بغداد اول فريق عراقي للعب في الخارج وهو منتخب المعارف في لبنان


على المستوى التنظيمي تاسس الاتحاد الدولي وفي نفس العام لعب اول منتخب دولي في بغداد هو فريق الباكستان الذي تعادل مع الحرس الملكي 1 ـ1 وفي نيسان 1951 تم رسميا ولاول مرة تشكيل منتخب العراق وسافر الى تركيا .


تشكيل منتخب العراق


متى ولد منتخب العراق؟ هذا السؤال يقفز الى الذهن متى مادار البحث عن تاريخ المنتخب العراقي لكرة القدم وشهادة الميلاد الخاصة بمنتخب العراق تشير الى ان ميلاده هو يوم 2 ايار مايس عام 1951 وهو تاريخ اول مباراة خارجية خاضها المنتخب العراقي بعد انضمام العراق الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في 1950/5/23 وتحت الرقم (59) ولنستعرض سوية اسماء اول تشكيلة لمنتخب عراقي رسمي رفع راية الكرة العراقية في الملاعب التركية


عادل كامل و توما عبد الاحد و جميل عباس (جمولي) و سعيد يشوع و حمة بشكة ودود وخليل جمعة وبيرس الانديل وكريم علاوي وناصر جكو وشاكر اسماعيل وصالح فرج وهؤلاء خاضوا المباراة في ازمير) خزعل رحيم وحميد جبر ولطفي عبد القادر وغازي عبد الاله وارام كرم

 


 
 


في نيسان 1951 جرت الاستعدادات على قدم وساق وتمهيدا لارسال منتخب العراق الى تركيا وقبل السفر باسبوع لعب الفريق العراقي مباراة تجريبية مع منتخب البصرة في مدينة البصرة وانتهت النتيجة بالتعادل بهدف. احرز هدف المنتخب ناصر جكو فيما سجل للبصرة طارق خليل وكانت تشكيلة الفريقين ما يلي


منتخب العراق
عادل كامل و حميد جبر وسعيد يشوع و توما عبد الاحد وداود خليل جمعة وجمولي وبرسي لانديل و حمة بشكة وناصر جكو وارام كرم و صالح فرج


منتخب البصرة
مصطفى حميد و جارلي نجيب وصبحي احمد زكي و جاسم بدر و كريم جابر و نوري لفته و شاكر اسماعيل و كريم علاوي و طارق خليل و هراند


بتاريخ 2 ايار / مارس 1951 خاض منتخب العراق مباراته الاولى بعد الانضمام الى (الفيفا) وكانت امام منتخب ازمير فخسر تلك المباراة بسبعة اهداف ولم يستطع لاعبوه تسجيل اي هدف في تلك المباراة


وعن رحلة منتخب العراق المشهورة الى تركيا كتب عبد الرزاق نعمان المرافق الصحفي في جريدة الاخبار البغدادية بعددها 3161 الصادر بتاريخ 3 حزيران 1951 ما يلي


في صباح الجمعة 1951/5/11 حطت طائرتان في مطار ازمير وكانت مخصصة لنقل فريق العراق الى انقره على وجبتين الوجبة الاولى عن طريق اسطنبول والثانية الى انقرة مباشرة وفي الساعة الرابعة بعد الظهر وصل الفريق مطار انقره حيث كان باستقباله رئيس الاتحاد التركي واعضاء السفارة العراقية هناك وبعد فترة استراحة قصيرة امضاها الفريق في المطار حجزت له اماكن السكن هناك ونزل الفريق التركي ( منتخب انقرة وفي تفكيره ان الفريق العراقي خسر في ازمير بسبعة اهداف بما يعني ان الفريق على جانب كبير من الضعف لدرجة تمكن فريق منتخب انقرة من التغلب عليه


وقد ظهرت اثار هذا التفكير الخاطئ على اللاعبين الاتراك في بداية اللعب والسبب تفوق الفريق العراقي في فترات كثيرة من اللعب في هذه اللحظات عدل الفريق التركي عن فكرته الاولى ونظم خطة هجومية حكيمة سيطر فيها على اللعب وكسب الارجحية وانتهت المباراة بفوز منتخب انقرة 5/7 احرز اهداف الفريق العراقي ارام اكرم (ثلاثة اهداف) جكو وصالح فرج


جرت المباراة الثانية في تركيا بتاريخ 1951/5/13 ومثل العراق في تلك المباراة خزعل رحيم وتوما عبد الاحد وبيرسي لانديل و ودود خليل جمعة و جمولي و حميد جبر و لطفي عبد القادر و سعيد يشوع و ارام اكرم و ناصر جكو وصالح فرج ونشرت جريدة (اناضول) التركية الصادرة بتاريخ 3 ايار مايس 1951 تفاصيل ذلك اللقاء الذي يشكل صفحة مشرقة في تاريخ منتخب العراق(احتفظ كريم علاوي بنسخة من جريدة ـ اناضول ـ ) في ارشيفه الشخصي وقد اطلع مؤلف الموسوعة على الصحيفة التركية في احدى زياراته الى البصرة


وثمة سؤال .... الم يكن للمنتخب العراقي وجودا قبل عام 1951؟


الجواب هو نعم ولكن نتائجه لم تكن معتمدة دوليا اذ ان شرط المباريات الدولية تشترط انضمام الاتحاد المحلي الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ودفع حصته من وارد المباريات ولذلك لايمكن اطلاق اسم مباراة دولية على جميع المباريات التي لعبت باسم منتخب العراق قبل اضمامه الى الفيفا


محاولات عدة اقدم عليها رجال متحمسون الى اللعبة وهدفها تشكيل منتخب عراق ومن هؤلاء الرجال قدري الارضوملي وجزمي سليمان وحميد رأفت غير ان فكرة تشكيل منتخب العراق ترجمت الى واقع حينما اقدم النادي الاولمبي في بغداد بتاريخ 1938/2/19 على بلورة نواة اول منتخب عراقي لكرة القدم جاهزة الى اللعب امام بردى السوري (منتخب سوريا) ولم يكن المنتخب العراقي يحمل الصفة الرسمية لان المباراة جرت قبل تاسيس اتحاد الكرة العراقي اي قبل انضمام العراق الى الاتحاد الدولي لكرة القدم


في 1940/1/12 اجتمع الرعيل الاول من اللاعبين العراقيين تحت راية المنتخب لملاقاة فريق قاعدة الحبانية الانكليزي محققا فوزا مبكرا للكرة العراقية على فريق اجنبي مما شجع المسيرين لدفة اللعبة دفع منتخب عراقي في 19 كانون الثاني 1943 الى اللعب ضد المنتخب العسكري لكل من انكلترا وبولندا


في 1944/3/1 اكتسب منتخب العراق صفة (شبه رسمية) حينما قامت جهة رسمية (وزارة المعارف) المسؤولة عن تنسيق النشاط الرياضي في عموم البلاد بتشكيل منتخب عراقي لعب في لبنان وسورية


في 1948/10/8 تاسس الاتحادالعراقي لكرة القدم وقام بالتنسيق مع وزارة المعارف العراقية على اعداد منتخب العراق المدرسي لكرة القدم للمشاركة في الدورة المدرسية عام 1948 في بيروت وعام 1951 في القاهرة ثم ارتدى اعضاء منتخب العراق الزي الرسمي المعترف به دوليا في رحلة تركيا عام 1951 وكانت تلك الرحلة بداية لرحلات ماجلانية عبر القارات الخمس .  

 

الاتحاد العراقي لكرة القدم


تأسس الاتحاد العراقي لكرة القدم في الثامن من تشرين الأول من عام 1948 بعد اجتماع حضره ممثلوا أربعة عشرة نادياً حيث أسفرت الانتخابات عن تسمية السيد عبيد الله المضايفي كأول رئيس للاتحاد وضم في عضويته السادة سعدي جاسم


أميناً للسر ومحمد سعيد واصف وضياء حبيب عضوي ألاتحاد ومصطفى القلمجي أميناً للصندوق. كما تم تشكيل ثلاثة فروع في كل من الموصل وكركوك والبصرة وهي أولى المدن العراقية التي مارست كرة القدم حيث كانت الموصل بوابة العراق على أوربا فيما كانت البصرة ميناء العراق الوحيد الذي شهد تعلم المواطنين العراقيين كرة القدم من البحارة الإنكليز فيما كانت كركوك تزخر بالموظفين الإنكليز في شركة النفط. وقد أنضم الاتحاد العراقي لكرة القدم الى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1950 فيما أنضم للأتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1971. ويذكر أن السيد عبيد الله المضايفي كان يشغل أمر الحرس الملكي الخاص



فيما يلي أسماء رؤساء الاتحاد العراقي لكرة القدم منذ تأسيسه عام 1948


عبيد الله المضايفي من عام 1948 الى 1952رحمه الله
اكرم فهمي من 1953 الى 1954 رحمه الله
سعدي حسين الدوري من 1954 الى 1955رحمه الله
اسماعيل محمد من 1955 الى 1956 رحمه الله
هادي عباس من 1956 الى 1959رحمه الله
اديب نجيب من 1959 الى 1961 رحمه الله
عادل بشير من عام 1961 الى 1964رحمه الله
فهد جواد الميرة من عام 1964 الى 1968 رحمه الله
مؤيد البدري من عام 1976 الى 1977
هشام عطا عجاج من عام 1977 الى 1980
سوريان توفيق من عام 1980 الى 1984 رحمه الله
صباح مرزا محمود من عام 1984 الى 1985  رحمه الله
الشهيد البطل عدي صدام حسين من عام 1985 الى 1988 رحمه الله
كريم محمود ملا من عام 1988 الى 1990
الشهيد البطل عدي صدام حسين من عام 1990 الى 2003 رحمه الله

حسين سعيد محمد من عام 2003  الى حد الان .  

 

 

يتبع الجزء الثالث والاخير ....

 

 





الاحد٢٧ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابراهيم الحمداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة