شبكة ذي قار
عـاجـل










في خطبة الجمعة 23 أيلول 2011 تطرق الشيخ مهدي الكر بلائي إلى جملة من الأمور معبرا فيها عن رأي المرجعية وكان من أبرزها ما يتعلق بالشأن السياسي والواقع العراقي المتردي في كل المناحي ، تعقيبا على رأي وقول البعض بان تبدي المرجعية نصائحها وإرشادها للسياسيين فقال (( الأمر يتطلب مفصلا مهما ولا يتوقف على النصح والإرشاد فان المرجعية كثيرا نصحت ووجهت ولكن لا يوجد هناك من يستجيب للنصح والإرشاد وهنا لابد وان يكون هناك رجل دوله مؤهل للاستماع و التعامل مع النصح والتوجيه )) ، إقرار الشيخ مهدي بعدم الاســــــتماع إلى رأي المرجعية من ممن يدعون أنهم من السائرين على منهج أل البيت والمتمسكين بالنهج المرجعي لا أراه غريبا أو تطورا" في الموقف الذي كان لابد منه لأن المتسلطين على الشعب العراقي بإرادة ورغبة الغزاة المحتلين والمتحالفين معهم يتخذون من مراجع أخرى لا تلتقي مع المرجعية في النجف الاشرف من حيث الرؤية والاعتقاد والعمل ، أي أن المراجع الدين يتخذون منهم مرجعا في عملهم اليومي يؤمنون بولاية الفقيه المطلقة أي التداخل فيما بين الدين والسياسة ، أما المرجعية في النجف تتعامل بنظرية ولاية الفقيه المحدود التي تقتصر على المعاملات والعبادات ، وان اغلب الموجودين في دست الحكم ألان هم من أتباع المرجعية الخامنئية وهنا هم ملتزمون بالأفق الفكري والسياسي الذي ينتهجه الخامنئي في الشأن العراقي والدي ينصب أساسا في تحقيق الأرضية التي تمكنه من الانتقال إلى تنفيذ شعارهم العدواني ألاحتلالي تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق بعد أن أجهض بفعل الدور القيادي ألوطني والقومي الذي مارسته القيادة بالتصدي للعدوان أو الرد الشامل عليه وصولا إلى إقرار الخميني بأنه بقبول قرار وقف إطلاق النار يتجرع كأس سم زؤام ، وهنا لابد من التذكير بان هؤلاء استخدموا المرجعية لتضليل المواطنين البسطاء وتمرير أجندتهم في الانتخابات التي حصلت في ضل الاحتلال وكان لرجال دين يطرحون أنفسهم وكلاء أو معتمدين للمرجعية وبالتحديد السيد على السيستاني دور في هدا الاستغفال والتضليل دون أن يكون هناك ردع لهم وبالمفهوم المرجعي تفسيق لأنهم خانوا الأمانة التي اؤتمنوا عليها وخرجوا على المنطوق المرجعي انحيازا لأحزابهم أو ملذاتهم و طلبهم للمال السحت الحرام ، حيث بقت المرجعية بسكوتها والأطراف مستمرون بدجلهم وخداعهم وكدبهم لإغواء البسطاء من الناس تحقيقا" لأجندتهم وغاياتهم ويردف هدا الغل بأفعال تؤدي إلى الإثارة الطائفية أو المذهبية كي تتوفر الأجواء الأكثر نفعا في تحقيق أجندتهم ولم تكن جريمة النخيب ببعيدة عن الذاكرة إلا أن فطنة أبناء العراق وخاصة أبناء الانبار فوت الفرصة عليهم ووئد الفتنه بمهدها فما كان من المشعوذين غير التسارع في التناغم مع الإحساس الشعبي ، وهنا لابد من الاشاره وباختصار إلى مفهوم ألدوله فأقول هي الوعاء الحاضن للمؤسسات والدوائر التي يديرها رجالات يتميزون بالدراية والإبداع والقدرة القيادية وفن الإدارة الرائدة وهنا لا ابخس حق النصف الثاني من المجتمع النساء حيث يوجد صفوة من النساء اللاتي يتمتعن بميزات وخصائص رجال الدولة ، ولهن وجود ريادي وقيادي في تاريخ البشرية الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي ، كما أتطرق إلى تعريف محدد لرجل الدولة من خلال الوقوف أمام ألمفهوم الحديث للدولة ، وهي دولة مؤسسات وقانون لا دولة تجمعات أو أحزاب أو تكتلات مارقة قامت كردود أفعال تعود ثقافتها السياسية للعصور الوسطى والقديمة كالمليشيات وفرق الموت التي تؤسس على روح الانتقام والقصاص دون قانون وشرع ، وتزول هذه بزوال السبب الذي قامت لأجله ، فلن نجد لهذه الأحزاب أو التكتلات أي انجاز يسجل في تاريخ الأوطان والمجتمعات ونموها ، ويتصف رجال هذه التكتلات والأحزاب بصفة مستثمري المواقف لتحقيق غايات فردية وشخصية وليس من اجل الارتقاء بسمو ورفعة المجتمعات وفقاً لمبادئ راسخة وهادفة وهؤلاء هم المتسلطون ألان على الشـــعب العراقي وكل ما حصل من فساد وإفساد في بنا ألدوله ناتج عن اندفاعهم اللامشروع لاحتواء كل الأشياء لمصلحتهم وأحزابهم التي تفتقر أصلا للمشروعية القانونية ولم تحدد أوجه التمويل فيها ، فيكون دورهم في التأثير على عجلة السياسة مرحلي أو آني مُقيد ومحدد بسبب الرؤية المحددة ، ولا يؤخذ به كنموذج يحتذَ ويعتمد ، وفيما تقدم عندنا إيمانا حقيقيا بأن أي رجل دولة معاصر ومتمكن لن يتسنى له أن يحقق أي انجاز في مهامه إلا إذا توفرت في دولته جميع مزايا ومكونات المجتمع المدني ، وان يكون لدى دولته تفهماً فعليا لمنظومة مفاهيم العالم الحديث ، وعليه نجد أن رجل الدولة يقف أمام خيارين حاسمين


· - أن يؤمن بالدولة الحديثة ويتكيف مع دور الدولة الجديد كما يعرفها العالم المتحضر


· - أو أن يبقى أسيراً لمفاهيم الكيانات والأحزاب والتكتلات الواهنة التي تستنشق أفكارها وأنظمتها من حقيقة تكوينها الفكري التقليدي المبني على روح الاستئثار والانتقام والحقد والكراهية ، وتبقى قراراته وبرامجه تتأرجح بين جحافل الماضي المتآكل ومتطلبات الحاضر المتفائل وهده الصفة يتوسم بها ألهالكي وكل قيادات حزب الدعوة العميل والأحزاب والتيارات والحركات التي تتخذ من الإسلام برقعا تستتر به


مضمون مقالي وبين ثناياه غايات ورسائل أبثها إلى كل من تبوأ منصبا إداريا رفيعا وهاماً وإلى من يملكون قوة القرار أو المشرفون على صناعته ، وإلى المسؤولين فحواها ضرورة إعادة النظر وبدقة وعناية بالغة عند اختيار الرجال أو النساء للقيادات الإدارية وغيرها ، وأن يكون الاختيار خاضعاً لمنظومة خصائص وميزات رجال الدولة لا رجال الجولة أو المرحلة الاستثنائية الغير مرتكزة على الرؤية الوطنية المستقبلية ، وهنا لربى يطرح سؤال مهما وحيويا" هو يا ترى هل هناك رجالات دولة في وطننا ؟ وقبل الإجابة قد لا نجد حلولاً لمشكلات الحياة السياسية التي نتجت بفعل الغزو والاحتلال إلا من خلال التغيير الجدري والشامل ، وقد لا نصل إلى الاتفاق على مفهوم مشترك حول المعالجة بفعل الحالة التي أصبحت أمرا" واقعا يقيد حركة الآخرين ويجعلهم التفكير لأكثر من مره تحسبا للنتائج ولكننا سنضع بتواضع الأسس والأطر العامة التي ستعمل على توضيح مفهوم رجل الدولة ليفتح الطريق أمام الجيل القادم لمعرفة رجالات المستقبل القادرين على قيادة سفينة نجاة العراقيين من لمدلهمات التي تحيط بهم ، وان ساحة التحرير في بغداد الصبر والمصابرة وكل ساحات الاحتجاج في محافظات العراق إن كانت يوم الوثبة الشعبية 25 شباط 2011 وسابقتها النزول إلى الميدان بالمتيسر من سلاح المقاومة جهادا لتحرير العراق من براثن الغزو والاحتلال وعملائه وصولا للخلاص الوطني لخير دليل على رجال المستقبل الذي يحمل بذاته آلام ومعانات الوطن والشعب والمتطلع لإعادة البناء الوطني القومي ، وقبل الشروع بالتحديد هناك سؤال لابد من الإجابة عليه من هو رجل الدولة بحق ؟ رجل الدولة البناء ورجل ألفكر، ورجل ألرؤى والمتطلع للمستقبل بإيمان واعي ويقين ، وقد قيل بأن لكل زمان دولة ورجال. وقال تعالى في محكم كتابه الكريم * وتلك الأيام نداولها بين الناس* * وخير من استأجرت القوي الأمين* واهتمام رجل الدولة هو بناء وتأسيس فكر متوازن ومبرمج يسعى من خلاله للنهوض بالمؤسسات لإشباع حاجة المجتمع والمؤسسات من التشريعات كمنهج يلتزم به رجل الدولة ليكون القدوة والمثل الأعلى أمام المجتمع ، فكلاهما المجتمع والدولة معا بحاجة ماسة إلى رجل الدولة أثناء الأزمات والقلاقل والمحن ، وهذا ما طالب به رواد الفكر السياسي في القرون الماضية ، فتساءل قسما" منهم متى نهتدي لاختيار رجل الدولة الأمثل ؟ أو أيهما رجل الدولة ؟ هل هو الذي نشأ في لهيب الأزمة أم هو الذي أنشأها ؟ هل هو الذي قبل الانتحار والاحتراق في بركانها ، أم الذي هرولت حقائبه ومخصصاته للخروج بداعي السفر؟ ومن هنا نتوجه بالسؤال إلى الشيخ مهدي الكر بلائي هل المتربعين على كرسي الذل والهوان الذي من به عليهم الغازي المحتل هم حقا رجال دوله ، أم هم من حزم حقائبه مع المحتل ليستلم مكرمة الخيانة وبيع الوطن والتوافق على ذبح الشعب ونهب الخيرات ، فالذي يعيش هموم الشــــــعب وينتصر له ، يصبح قلعة شامخة ، وبطلا وطنيا وقومياً وهم ألان يا سماحة الشيخ الجليل يقبعون في غياهب السجون السرية والعلنية والمرفوع بشأنهم قرار الاجتثاث بالقتل والتهجير والحرمان الجماعي ، ومن هم فاشلين في أداء مهماتهم أو منحازين ومنحرفين نحو مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم ومليشياتهم وكتلهم وكلابهم السائبة هم الدين يقودون العملية السياسية التي يتباهون بها ويدعونها انجازا وعطاء ، فان التاريخ أيها الشيخ الجليل سيلعنهم ويدرجهم في الدرك الأسفل منه وسيطوي على الرفوف تأريخهم كوثيقة خزي وعار لهم ولمن يتبعهم


رجل الدولة ينحصر في الشخصية القوية صاحبة القيادة الفكرية ، التي يظهر تأثيرها على جميع شرائح وأطياف المجتمع ، والصلابة في إدارة المواقف والمرؤوسين بمختلف طبقات الهيكل التنظيمي الذي يقع ضمن صلاحياته ، وكيفية صنع قراراته سواء كانت الروتينية وغير الروتينية أو الإستراتيجية ، واستطاعته الدفاع عن القرارات والتوجهات التي تبناها دون أن يتغول على القانون العام أو يحتال عليه ، ودون استخدام البدائل غير المشروعة ، الموصوف بالمهارة والذكاء والحنكة في المناورة ، صاحب الإرادة القادرة على تحجيم الخصوم وعدم الالتفات لصغائر الأمور بالإضافة إلى التمتع بخبرات الشأن الإداري والبيروقراطي ، وانتقاء الكفاءات لتسيير أحوال وأمور مؤسسته، إذ باستطاعته أن يُدّور عجلة التشغيل كي تستمر بالدوران دون أن يشارك كل يوم بتدويرها ، ويكتفي فقط بالتقييم والمعالجة والمراقبة ، وانه يضيف بين فترة وأخرى أيادي جديدة لها ، لا يكترث بالأرزاء والأقاويل والشعارات والكلام المنمق ، بقدر ما يبالي بالانجازات والأفعال ، لتكون حجة له لا عليه وتحسب له لا عليه وهده مجتمعا غير متوفر في شخوص من هم في سلم العملية السياسية وما نتج عنها تعارضا" مع إرادة الشعب واختياراته



ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 





الاثنين٢٨ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامـــل عـبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة