شبكة ذي قار
عـاجـل










 


هذه التدخلات السياسية في المجال الرياضي أصبحت شائعة في القرن الحالي، ولكن أول تدخل بين السياسة والرياضة يعود إلى بدايات تنظيم البطولات الرياضية، وفي القرن العشرين كان التدخل بين الجانبين في أوضح صوره. فقد تعطلت بطولة كأس العالم ودورة الألعاب الأولومبية لسنوات بسبب الحربين العالميتين، واستغل (موسوليني) استضافة كأس العالم سنة 1934م في إيطاليا للدعاية لنظامه الفاشي، وفعل (هتلر) ذات الشيء مع أولمبياد برلين عام 38، ولا ننسى الهجوم الفدائي الفلسطيني على البعثة الإسرائيلية في أولمبياد ميونخ والمقاطعة الإفريقية لدورة موريال عام 76 بسبب التعامل مع جنوب أفريقيا العنصرية.


وكان تأثير السياسة على الرياضة في ذروته عندما قاطعت أميركا والغرب لأولمبياد موسكو في سنة 1980، مما جعل الروس وحلفاؤهم يقومون بمقاطعة أولمبياد لوس أنجلوس عام 84م، ولابد من المرور بالأزمة السياسية قبل أولمبياد بكين 2008م والتي أطلت بوجهها المتجهم في وجه الصينيين الطامحين لاستضافة الأولمبياد، فقد كانت استضافة الصين للألومباد كمكافأة لحفاظها على النظام الرأسمالي في هونج كونج كما استغلت الصين استضافة الأولمبياد لإحتواء معارضيها وهذا ما عارضته بشدة كونداليزا رايس ولكن إقامة الأولمبياد والتفوق الصيني على الولايات المتحدة الأميركية في أولمبياد بكين، كان واضحا مما اعتبره البعض بداية لنهاية الإمبراطورية الأميركية وظهور الإمبراطورية الصينية.


إن استغلال الرياضة لأغراض سياسية هو ليس بالشيء السلبي على الإطلاق، إذا ما ذكرنا استضافة دولتين -كانت بينهما حروب- لأهم بطولة رياضية والمتمثلة باستضافة اليابان وكوريا الجنوبية لبطولة كأس العالم 2002م. مما وضع حدا لحالة عدم الاستقرار بين البلدين.


هذه الاستغلالات والدعايات السياسية كان لها تأثيرا كبيرا على متابعي الرياضة في مجتمعنا، وللتأكد من ذلك كل ما عليك أخي القارئ سوى أن تجلس مع اثنين من الشباب المتابعين للدوري الإسباني فتسأل أحدهم ماذا تشجع فيرد "الملكي" وتسأل الآخر فيقول "الكتالوني" وإذا سألتهم لماذا الملكي والكتالوني وليست "ريال مدريد" وبرشلونة" فستمضي الليلة كاملة في ذكر التاريخ الإسباني الحديث وبالتأكيد ستمر على الحرب الأهلية الأسبانية. ونفس الشيء في الدوري الإيطالي عندما تجلس مع مشجع لفريق إيه سي ميلان وآخر مشجع للإنتر ميلان، فسيقولون لك أن نادي الإنتر تأسس بعد الإي سي وقد أسسه أجانب لأن موسولوني كان قد منع غير الإيطاليين من اللعب للإي سي ميلان لأسباب سياسية، وسيذكرون لك تاريخ إيطاليا من العهد الفاشي إلى يومنا هذا عهد برلسكوني رئيس الوزراء ومالك نادي إي سي ميلان- وحدّث ولا تتفاجأ إذا سمعت فتى في الثاني عشر من عمره يتحدث عن هذه الأشياء ولكن إذا سألت هذا الفتى متى ولد الرسول ؟ أو متى توفى؟ أو متى تم فتح الأندلس؟ التي هي نفسها أسبانيا فعلى الأغلب لن يجيب ولكنه سيتحدث عن الحرب الأهلية الأسبانية ولا تستغرب من ذلك فإعلامنا الرياضي يبث يوميا التنافس بين الفريقين الإسبانيين من جميع جوانبه الرياضية والاقتصادية والسياسية ويكرر جملة "كتالونيا ليست أسبانيا" التي يرفعها الجمهور الكتالوني (البرشلوني) في كل مباراة لهم مع الفريق الملكي (ريال مدريد).



هذه الأحداث التي من الممكن أن تغير من انتماءتنا السياسية وربما تؤثر على مفاهيمنا بسبب تولع الشباب بالرياضة واستغلال السياسيون لهذا الولع لمصالحهم، يجعلنا نعيد التفكير هل أصبحت الرياضة سياسة أم صارت السياسة الرياضه ... احب ان اذكر لكم كيف وحّد الفريق العراقي لكرة القدم عام 2007 بعد فوزه ببطولة كأس آسيا خرج الشعب العراقي متوحدا وهو يهتف اخوان سنه وشعيه وهذا الوطن مانبيعه.


 
مع كل التحية والتقدير

 

 





الخميس٠١ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابراهيم الحمداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة