شبكة ذي قار
عـاجـل










تناول حزب البعث العربي الاشتراكي في برامجه الثقافية موضوع الشعوبية والطائفية كأخطر سلاح بيد القوى المعادية للأمة العربية  وحذر الجماهير والقوى السياسية القومية والوطنية من الدور الخطر الذي يلعبه  دعاتهما ، ولكن مرضاء القلوب والعقول الذين اتخذوا من معاداة البعث منهجا وأسلوبا لطرح أفكارهم  كانوا بالضد من  طرح البعث بل تمادوا  بظلمهم بان البعث مغالي في أفكاره وينطلق من  عقيدته  القومية  ، وتناولي اليوم  للموضوع لم يكن الغرض منه شن هجوم أو حمله ضد كيان أو حزب أو شخصيه معينه بل  تأشير الخلل الذي حل بالعراق بفعل الغزو والاحتلال الذي تعرض له كرد فعل على مواقفه الوطنية والقومية  وكونه الارضيه الخصبة التي تمت تهيئتها من قبل القيادة  لتنفيذ المشروع النهضوي القومي الذي يراد منه  نهضة الأمة العربية وامتلاك إرادتها وقدراتها لتتصدى لكل أشكال العدوان والتخريب أو التدخل بشأنها الداخلي لتفكيك البنية الاجتماعية وتمزيق نسيجه وأمنه ،  المتابع للمشهد العراقي يلاحظ عند نضج الفكر الوطني والقومي في العقد الأخير  من أربعينات القرن الماضي كانت هناك حركة  مناهضة في وسط وجنوب العراق تمثلت بظهور التيار الديني السياسي برؤية طائفية مقيتة لدى المكونين ، أما شمال العراق فكانت هناك تحركات شوفينية بحتة تدعمها إيران الشاه ليس إيمانا بحق كرد العراق بل لتكون هذه الحركة موطئ القدم الإيراني المتقدم ليفعل فعله بالشأن العراقي وصولا إلى إضعاف العراق وحرمانه من  التطور والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة كي تبقى إيران هي القوة الأقوى التي تلتقي مع حليفتها في الجناح الأخر من الوطن العربي   الكيان الصهيوني ، وكان لتلك الكيانات الدور التخريبي ووفق الأجندة التي تحددها لهم القوى الساندة لهم والداعمة لإجرامهم وإخلالهم بالأمن الوطني  العراقي ،  وبعد وقوع العدوان الثلاثيني عام 1991  وصفحته الداخلية  التي نفذها الوافدين من خلف الحدود ومن تعاطف معهم  من اجل شل القدرة الداخلية للدولة العراقية وتخريب  المرافق التي لم تتمكن قوات العدوان من الوصول إليها ظهرت إلى السطح تلك الأحزاب والحركات والتيارات  والحزبين الكرديين  ليسيطروا على الساحة السياسية في المنطقة الشمالية  تحت يافطة الملاذ الأمن للأكراد  والحظر الجوي ويمارسوا عملهم التخريبي  والإعداد للعدوان الأوسع غزوا واحتلالا  وهنا لابد من  الاشاره إلى مسلمة أن الأحزاب والتيارات والحركات الطائفية الحاكمة  التي سلطها الغزاة المحتلين على رقاب الشعب العراقي لا تستطيع إعادة تنظيم نفسها وتعبر عن المصلحة الوطنية للشعب العراقي لان تركيبها التكويني مبني ارتكازا على الولاء للطائفة ولإغرابه إن قلنا أكثر تجذرا لان الكراهية والحقد والانتقام  والإقصاء والتهميش والفئوية الضيقة  تحكم الموقف والخطاب لها وهذا بكامله نقيض للوحدة الوطنية  والعلاقات الإنسانية  وقد كتب الدكتورعمرعثمان البكر عن أحد رموز الطائفية الشــــــعوبية أحمد ألجلبي قائلا"وباختصار (( الخائن و الجاسوس رقم واحد و عميل أمريكا ، وهذا لا شك ، و لا جديد فيهِ، سيما وأنه اعترف متفاخرا في الكثير من المرات أمام القنوات الفضائية ووسائل الأعلام الأخرى، بأنه مَنْ أتى بالاحتلال الأمريكي للعراق، ويكفي بهذا الصدد ، قول "آرام روستون" الذي كتب سيرة حياة ذلك الـ "ألجلبي" تحت عنوان"الرجل الذي دفع أمريكا إلى الحرب على العراق"؟! وكان ذلك العنوان على مستوى عالٍ من الدقةِ ، ربما بُني من ضمن ما بُني عليهِ تباهي ذلك الـ العميل "ألجلبي" في حثهِ أمريكا لاحتلال العراق، أنه قدّم خطة لإسقاط نظام الحُكم فيه، لعدد من المســؤولين الأمريكان، حيثُ يقول في نيسان 2004، بالحرف (( أريد أن أشير إلى شيء أغفلته سابقا. في خريف عام 1993 ذهبت إلى واشنطن، حصل اجتماع معي حضره 15 ‏مسؤولاً أميركياً، من وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ومجلس الأمن القومي، والـ "سي آي أي"، طلبوا مني أنْ ‏اعرض خطة لإسقاط صدام ، كنتُ وحدي، وقدمتُ لهم خطة المدن الثلاث: الموصل - البصرة - بغداد. تحرك ‏عسكري - سياسي - إعلامي تقوم به قوى المعارضة، بالاشتراكِ مع قوات موالية لنا، داخل الجيش العراقي ‏بمساعدة الغرب لإسقاط صدام ، ويضيف الدكتور عمر عثمان قائلا ‏مُراسل صحيفة الحياة التقى بالعميل الخائن الجاسوس وسأله ماذا تعني بمساعدة الغرب هنا ؟ ذكر‏ألجلبي مساعدات عسكرية ومالية وتوسيع منطقة الحظر الجوي لحماية خطة المدن الثلاث ، اخذوا الخطة ولم نسمع شيئا ‏في ذلك الحين ، كان الأميركيون يصرون علي أن آتي إلى واشنطن ذهبت إلى لندن في آب 1994 ومن هناك إلى واشنطن ، بقيت ‏ستة أيام في واشنطن اجتمعت خلالها بـ37 موظف أميركي من جميع أقسام الإدارة المتعلقة بالسياسة الخارجية  ))

 

والجلبي كذلك رجل الجارة التي تتخذ من التشيع وسيلة واسلوب للتدخل في شأن العراق المُحتل بدعوى حماية أتباع أهل البيت من التطرف السني وتمكينهم من الحصول على حقوقهم المسلوبة  ومن هنا كان من مؤسسي البيت الشيعي والمليشيات المتطرفة التي كانت تتخذ من منطقة الحرية والشعلة  ميدان لجرائمها وأفعالها والداعم ماديا لجيش المهدي عندما باشر  جرائمه تحت مسمى التطهير لبعض المناطق كحي الجهاد في بغداد والبياع ومناطق من الدورة  وغيرها ، حيث يلتقي مع ملالي قم وطهران في الكثير من الأهداف، سيما في الهدف الطائفي – المذهبي – الشعوبي ، وهمه الأكبر هو تقسيم العراق إلى فيدراليات طائفية وعرقية ، لتسهل عملية سرقة ونهب أموال العراق

 

أما على مستوى قيادة الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني والكردستاني  فإنهما يتناغمان مع سلوك وتصرف حلفائهم في  الأحزاب الدينية الطائفية لان حقيقة تصرفاتهم ونواياهم تصب أساسا في مصلحتهم من حيث مشروعية الاستعلاء على الوطن إلام والشعب الذي هم يشكلون الجزء المتمم له من خلال المصالح  المشتركة  والمصير المشترك وعرى الأخوة والتلاحم الكفاحي عبر تأريخ العراق الحديث ، إضافة إلى أنهم يلتقيان في جعبة  المتبني لهم والداعم لتطلعاتهم وممول لكل مشــــاريعهم التي نتيجتها دمار العراق  وتمزيقه وتفتيته  ، فكانت رؤيتهم واحده في المفردات التي تؤسس لذلك في  الدستور الجريمة الذي كتبوا مسودته التي أعدها ثالوث الشر والجريمة الامبريا صهيونية والفارسية الصفوية  ليكون القنبلة الموقوتة التي تنفجر في أي وقت يراد لها أن تنفجر  ليعيش الشعب الأزمة تلو الأزمة ويزداد  القتل والتدمير والتهجير والحرمان  ، ولكي يصلوا إلى مبتغاهم تضمن دستورهم ما يجرد العراق من هويته القومية  ليلحق بالعالم الإسلامي متعدد القوميات  والأجناس واللغات وان يتمموا منوالهم هذا بتوافقهم على أن يكون رمز ألدوله من خارج المحيط الأكبر  والناطق باسمها ومنسق علاقاتها الامميه من خارج ذلك المحيط ومن هنا كان  الانقلاب على  العروبة  بكل  أبعادها انسجاما" وتوافقا مع رغبات الشعوبيين الذين يناصبون الأمة العربية العداء ويعملون بكل ما أتوا من قوة تهميشها وتمزيقها وجعلها  في حال لا تحسد عليه من تقسيم المقسم فيها وإطفاء  الشعارات والأهداف التي تؤذي وحدة ألامه وترابها فرفع شعار الشرق الأوسط الجديد والذي يعملون حاليا لتحقيقه تارة تحت عنوان حق تقرير المصير كما حصل في جنوب السودان ، ودعوات الامازيغ التي  أهدافها  إنهاء عروبة  المغرب العربي ، ومرة أخرى تحت عنوان الربيع العربي وما حصل من تمزيق وتدمير في كافة مجالات الحياة ، وبعد أن تيقن رواد الفكر الشعوبي أن حلفائهم المبرقعين ببرقع الدين لا هم لهم سوى البقاء في السلطة وان هاجسهم الأول والأخير كيف الوصول إلى مبتغاهم  أقدموا على تجريد العراق من مكونه الأكبر  العرب في أهم محفل دولي  وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية  فكان الوفد الذي يمثل العراق العربي والبوابة الشرقية للوطن العربي  والقوة العربية التي تمكن ألامه من التصدي لأعدائها يخلوا من أي عنصر عربي حتى وان كان بدور ثانوي  ولم نلحظ من دولة رئيس مجلس الوزراء وقائد ائتلاف دولة القانون  والذي ينعق وينهق يوميا باسم القانون والدستور ووجوب التقيد بالشرعية  وغيرها من السفسطات التي لا تقدم  بل تؤخر كل خطوه يراد منها بناء العراق وإنصاف شعبه نراه لم  ينطق بكلمه واحده ، وهنا قولي هذا لا اقصد به انه الحريص على العراق وهويته وتأريخه ، لأنه هو من ضمن الذين كتبوا الدستور  وهو من ضمن الرهط الذي خطط واعد واستعد كي يدمر العراق وتسلب هويته وشخصيته  لكن ما كتبت أردت من خلاله أشير إلى  الهدف الحقيقي من المسميات التي يعتمدها هو ومن هم على شاكلته كي يسوفوا الأمور  ويبعثروا الأوراق لتتناثر بفعل الريح الصفراء التي تنعش أنفاسهم  ، لكن الأمر ليس كما هم يبيتون ويخططون فان العراق محفوظ بأبنائه الغيارى  الذين  تشهد لهم ساحات الوغى  الصولات والانتصارات وان  انحصر العراق لبرحه من الزمن فانه آت إلى مكانه الحقيقي ودوره الريادي  رغم أنوف كل الأشرار وان فجر الحرية و الصبح لقريب

ألله أكبر      ألله أكبر     ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 





الثلاثاء٠٦ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة