شبكة ذي قار
عـاجـل










 


الممثل الرسمي للبعث في حديث شامل لجريدة الشروق التونسية :


أكد فيه أن قيادة البعث تولت الفعل الهجومي المتمثل بمقاومة قوات الغزو والاحتلال منذ يومه الاول، واطلقت حركة المقاومة في شهر نيسان ابريل من عام 2003والتي كانت امتدادا للمقاومة العسكرية والشعبية في التصدي للقوات الغازية.

 

واشار الى ان المقاومة العراقية هي من اجبر المحتلين على الانسحاب تخلصا من خسائرهم الفادحة في الارواح والمعدات.


وان ثماني سنوات من الاحتلال اثبتت على ان العملية السياسية لم تجلب للعراق الا القتل والفوضى وويلات الفتن الطائفية والعرقية وهدر المال العام وسرقته وهدم كيان الدولة وإضعافها وإفقار الشعب وتشريد كفاءاته والملايين من أبنائه وتهجيرهم خارج بلادهم .


واكد الممثل لحزب البعث العربي الاشتراكي بأن الانتفاضة الشعبية العراقية هي امتداد طبيعي لحركة المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية التي تقود الفعل التحرري الكفاحي العراقي ضد الاحتلال الاستعماري الامريكي الايراني للعراق .


وان أميركا وبريطانيا بغزوهما للعراق عام 2003 فتحتا الباب واسعا لإيران لكي تسرح وتمرح في ربوع الرافدين .


موضحا حول سؤال عن التفجيرات الاجرامية التي تستهدف ابناء الشعب بأن هذه التفجيرات الاجرامية في العراق هي نتاج قوات الاحتلال وفرق الموت والمليشيات الطائفية واجهزة المخابرات الاسرائيلية لوضع المبررات الهادفة لا بقاء القوات المحتلة في العراق .


واختتم الممثل الرسمي للبعث حديثه بالقول ان البعث كان من أوائل الحركات الشعبية العربية التي باركت للشعب التونسي الشقيق ثورته على الحكم الاستبدادي الدكتاتوري الفاسد وانتصاره التاريخي الكبير الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة.


وفيما يأتي نص المقابلة :


سؤال :
اين البعث بعد ثماني سنوات من الاجتثاث والاحتلال ؟

الجواب :
لكي نتعرف على موقع البعث الآن بعد ثماني سنوات من الاحتلال ينبغي ان نلقي نظرة على ما خطط له الاحتلال ضد البعث ثم نعرج على حاله الآن ، لقد وضع المحتل الامريكي منذ اكثر من ثلاثين سنة قبل الغزو تدمير البعث وانهاء وجوده في صلب اهتماماته ومخططه وكذلك هدم الكيان العراقي وتفكيك مجتمعه والغاء دور البعث ومكانته العظيمين في الحياة العربية وتشويه هويته الوطنية والعربية والاسلامية والتشويش على اهدافه الوحدوية والتحررية والتقدمية .


فمنذ عدة سنوات قبل الغزو، شنت الإدارة الاميركية وقادت ونسقت حملة دعائية عالمية ضخمة لتشويه صورة البعث وقيادته اشتركت فيها حليفاتها الغربيات وايران واسرائيل ووسائل الاعلام التابعة لها والاحزاب المحلية المرتبطة بمخابرات هذه الدول مثل الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة والمجلس الأعلى والحزب الاسلامي وحزبي (برزاني وطالباني ) وتضمنت هذه الحملة مجموعة كبيرة من الاكاذيب والروايات الملفقة بدءا من جريمة حلبجة التي تعلم اميركا وغيرها وكما اثبتت الوثائق ان ايران هي التي ارتكبتها بالتواطؤ مع عميلهما الاول (جلال طالباني )، مرورا بأكاذيب المقابر الجماعية وانتهاءا بأكاذيب اسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة وانتهاك بحقوق الانسان الخ ، وما تزال هذه الحملة مستمرة حتى الآن بقصد تسويغ وتبرير الحملة الحربية الاستعمارية الكبرى ضد العراق ولخدمة المخططات الاستعمارية والصهيونية التي ترى في البعث عدوها الأول بما يحمله من فكر قومي انساني ثوري تقدمي وتحرري منفتح على العصر ومتفاعل مع معطياته ، وتنظيم قومي ثوري ذي تجربة وخبرة طويلتين في مواجهة المحن والمعضلات وحملات التصفية والقمع والاستبداد.
وحسب مصادر العدو الامريكي نفسه ومنها مذكرات المجرم الارهابي (بريمر) الحاكم الاميركي المدني الاول للعراق، فإن القرار الفاشي الاول المسمى اجتثاث البعث قد أتخذ مع قرارات أخرى ، وجميعها ترمي الى هدم كيان الدولة العراقية وضرب النسيج الاجتماعي للشعب العراقي ، من مثل قرار حل الجيش العراقي وحل قوى الأمن العراقية ، وجميع هذه القرارات جاءت بناء على مقترحات ورؤية اسرائيلية وصهيونية ، واشار المجرم (بريمر) في مذكراته أن (دوغلاس فيث) القيادي في عصابة المحافظين الجدد المتصهينة التي هيمنت على الادارة الاميركية في عهد المجرم الأرعن (بوش) أبلغه في مقر البنتاغون قبيل توجهه الى العراق قرار ادارة بوش المتصهينة باتخاذ اجراء تصفية حزب البعث العربي الاشتراكي حال تسلمه مهام عمله الجديدة كحاكم مدني في العراق ، وبالفعل كان هذا هو القرار الأول الذي اتخذه المجرم (بريمر) في العراق .


وامعانا من ادارة الاحتلال الاميركية المتصهينة في حقدها الفاشي الإجرامي على البعث وما يمثله بالنسبة للعراقيين والعرب من انه حامل عقيدتهم وفكرهم ومبادئهم واهدافهم التامة والكاملة وما يضعه من برامج وما حققه من انجازات وطنية وقومية كبيرة معادية للاستعمار والصهيونية، فقد عينت في إدارة هيئة الاجتثاث عددا من أقذر عناصر الاحزاب العميلة واكثرهم دموية وإجراما وحقدا على كل ما هو وطني وعراقي وعربي واسلامي وانساني في هوية وتكوين العراق وشعبه ، فاختارت عميلي الموساد والمخابرات الأمريكية (احمد جلبي) و(مثال الألوسي) وعميل المخابرات الامريكية والايرانية المزدوج (نوري المالكي) والمجرم المعروف عميل ايران (علي اللامي) وغيرهم من عناصر الاحزاب العميلة واكثرهم اجراما وحقدا ، وبدأت حملة اجتثاث البعث على نحو هستيري مسعور لم يشهده التاريخ من قبل ، فهيئة الاجتثاث الرسمية تجمع اسماء اعضاء الحزب عبر شبكة واسعة من جواسيس قوات الاحتلال من اعضاء الاحزاب العميلة للاحتلال، وتتخذ قرارات فصلهم من وظائفهم، ثم تسلم أسماءهم وعناوينهم لمليشيات الاحزاب العميلة لا يران وامريكا واسرائيل لتقوم بتصفيتهم جسديا ، او طرد وتشريد عائلاتهم وتهجيرها بالتهديد والخطف والقمع.


وهكذا فصلت ادارة الاحتلال الامريكي مئات الالوف من البعثيين من وظائفهم المدنية والعسكرية وقتلت ميليشياتها وفرقها المكلفة بالاغتيالات أكثر من (140) الف عضو من اعضاء حزب البعث وفي طليعتهم آلاف الاكاديميين والعلماء والطيارين والقادة العسكريين والكوادر الادارية البارزة ممن خدموا شعب العراق عقودا طويلة، وما يزال حتى الآن عملاء الاحتلال يلاحقون ما بقي من بعثيين لم يتولوا أية مراتب قيادية فضلا عن الوطنيين العراقيين المستقلين لطردهم من وظائفهم وأنهاء خدماتهم دون حقوق او التزامات ، فهذا القيادي الإيراني في حزب الدعوة العميل (علي زندة) الملقب بالأديب، قد فصل حتى الآن اكثر من (700) من الاكاديميين والتدريسيين والاداريين من الجامعات العراقية بتهمة الانتماء للبعث، منذ تسلمه وزارة التعليم العالي قبل سنة، وما يزال يهدد بالمزيد في حملته الفاشية المسعورة.


امام هذا كله ، هل كان بمقدور أي حزب اخر غير تاريخي ولا يملك جذورا غائرة في أعماق الأرض العربية ومنها ارض الرافدين وفي أعماق الوجدان العربي ووجدان العراقيين ولا يملك تنظيما ثوريا وقيادات جهادية متجددة ونفسا طويلا في المقاومة أن يبقى على قيد الوجود بعد كل هذه الحملة الهستيرية الهائلة غير المسبوقة من التصفية الجسدية الدموية والتشريد والتهجير والتشويه التي تبنتها دولتان كبريان هما اميركا وبريطانيا ودولة اقليمية هي ايران وقوة اقليمية ذات امتدادات وهيمنة عالمية في العالم الغربي هي (اسرائيل) وتلقى رعاية من كل الدول الغربية وبعض الأنظمة العربية وتحظى بدعم اعلامي غير محدود من كل وسائل الاعلام الغربية ذات الانتشار العالمي ومن اجهزة اعلامية عربية كبيرة وكثيرة . هل يوجد حزب اخر غير حزب الامة والعرب العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي وبما وهبه الله من قيادة ميدانية مؤمنة ومجربة يتقدمها الرفيق المجاهد الكبير عزة ابراهيم امين عام الحزب ومعه ثلة من قيادات البعث التاريخية والشجاعة والمنتشرين في العراق واقطار الامة الاخرى، لكي يصمد وينتفض ويقاوم هذه الهجمة الفاشستية المجرمة ، ويقود هجوما مضادا باجتثاث من حاولوا اجتثاثه ومن خلاله اجتثاث العراق والعروبة والاسلام والتاريخ والقيم والاخلاق السامية !


نعم بقي البعث وامتص الصدمة الهائلة واعاد تنظيمه بعد ان استشهد او وقع في الأسر معظم قادته في الخط الأول والخط الثاني، وسرعان ما تقدمت الى الصف الاول قيادات جديدة لتحمل المسؤوليات الجسام الجديدة، ولم تكتف القيادة بهذا الفعل الدفاعي أي اعادة التنظيم وإنما كانت تمارس فعلها الدفاعي التنظيمي في وقت واحد مع الفعل الهجومي أي الانتشار من جديد واستيعاب عشرات الالوف من شباب العراق الذين بلغوا من العمر والوعي والحماسة ما يؤهلهم للانضمام الى الحزب .


وتولت قيادة البعث الفعل الهجومي المتمثل بمقاومة قوات الغزو والاحتلال منذ يومه الاول، واستمرت حركة المقاومة وانطلقت بشكل رسمي في شهر نيسان ابريل من عام 2003 ورعت فصائلها الاولى وقامت قيادته برسم منهج المقاومة وتحديد اهدافها ومساراتها السياسية والعسكرية كما ورد في البرنامج السياسي للمقاومة والتحرير الذي اعلنه البعث بعد خمسة اشهر من الاحتلال اي في شهر ايلول عام 2003 . وقاد البعث خلايا المقاومة وفصائلها الأولى الى أن باتت المقاومة حركة عريضة كبيرة تضم العديد من الفصائل الوطنية والقومية والاسلامية التي هزت اركان الاحتلال واوصلته الى حالة متقدمة من العجز العسكري الكامل والفشل والانهيار السياسي الواضح والتراجع الاقتصادي الهائل البائن لكل ذي بصيرة بل والازمة الاقتصادية التي تهدد الوجود الامريكي برمته كدولة امبريالية ارادت من خلال احتلالها للعراق الهيمنة على المنطقة والعالم بأجمعه ، وقد قلبت مقاومة البعث العظيم وشعب العراق ، السحر على السحر .


ان عددا من اكبر هذه الفصائل توحد في جبهة بقيادة البعث هي القيادة العليا للجهاد والتحرير ، وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ، اضافة الى فصائل عراقية مجاهدة اخرى انضوت تحت لواء جبهتين شقيقتين اخريين ، وجميعها تسير في خط واحد وباتجاه هدف واحد هو التحرير الكامل للعراق واستعادة سيادته واستقلاله ومكانته الكبيرة في مسيرة نهضة امته العربية والاسلامية وفي مسيرة الانسانية جمعاء .


واعد بل واطلق البعث برنامجا جهاديا ووطنيا شاملا جسد فيه رؤيته للمستقبل وبما يستوعب الواقع الجديد بعد الاحتلال من خلال تأكيده على اعتماد النهج الجبهوي التعددي للكفاح والنضال والمقاومة مع كل القوى والفصائل العراقية الوطنية لتحرير العراق والعمل على اقامة نظام ديمقراطي تعددي لإدارة العراق بعد التحرير ، يتم اختاره من قبل الشعب مباشرة ويحتكم الى رأيه عبر صناديق الاقتراع .


وبعد ثماني سنوات يمكن لأي مراقب يعرف الواقع العراقي ولو بالحد الادنى ، ان يدرك ان البعث نهض كالعنقاء سالما غانما وعاد معافى ومقتدرا ، رغم كل حملات التصفية الفاشية الامريكية الايرانية الصهيونية، وانه الان يمثل القوة الشعبية المنظمة الكبرى في الساحة العراقية والوطن العربي والتي تتجاوز وحدها كل الحواجز الطائفية والمناطقية والعرقية المصطنعة التي حرصت دولتا الاحتلال اميركا وبريطانيا وحليفتاهما ايران واسرائيل على زرعها في الواقع العراقي لتفكيك النسيج الوطني لشعب العراق واضعاف وهدم الدولة العراقية، وانه الان يقود أكبر جبهة مقاتلة ضد المحتل ومشروعه الاستعماري.



سؤال :
تتمسكون بخيار المقاومة من اجل تحرير العراق وترفضون كل ما نجم عن الاحتلال ولن تتهاونوا في المطالبة بما تسموه استحقاقات العراق والعراقيين .. لكننا لا نرى الا غيابا واضحا لفعاليات المقاومة المسلحة ، وتمضي اشهر عديدة من غير ان يقتل جندي امريكي محتل ! .. هل انحسرت مقاومتكم ام خلدتم الى السكون وركنتم الى الدعة ، ام ان المتغيرات التي جرت على الارض خلال السنوات السابقة تجاوزتكم ؟


الجواب :
ليس ثمة غياب أو توقف لفعاليات المقاومة الوطنية العراقية ، ولو تتابعون اصدارات القيادة العليا للجهاد والتحرير ، واصدارات جيش رجال الطريقة النقشبندية وجيش الصحابة وغيرهم من الفصائل ، وما ينشر عن عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال لادركتم ان المقاومة متواصلة ومستمرة واصبحت حقيقة في حياة شعب العراق وهي تبلغ العشرات يوميا موثقة بالصورة والصوت ، ولكن ثمة متغيرين جعلا فعاليات المقاومة العسكرية تبدو وكأنها اقل من الاعوام السابقة ، وهما عندما شكلت قوات الاحتلال ما يسمى بقوات الصحوة بقيادة عدد من العناصر الفاسدة والمنبوذة وجهزتها بالأسلحة والأموال لاستخدام اخطاء وانحرافات عناصر في تنظيم القاعدة بحق ابناء المحافظات التي احتضنت المقاومة ، وبدأت بحشد بعض ابناء العشائر واغرتهم بالمال والجاه والوعود الكاذبة للتصدي لهذه العناصر ضمن تنظيم القاعدة ولكن الهدف فعليا كان ضد حركة المقاومة الوطنية العراقية والتي بسبب ذلك تم تصفية والقاء القبض على الكثير من قياداتها ، وكانت قوات الاحتلال تشجع وتتفرج على ما كانت عناصر القاعدة ترتكبه من تصرفات منحرفة ومن قتل وتنكيل بأبناء الشعب وفي المقدمة منهم ابطال المقاومة العراقية الباسلة . لكن المحتل سرعان ما تخلى عن هؤلاء اي عناصر الصحوات ورماهم تحت رحمة الحكومة الطائفية التي باشرت حملة لتصفية عناصر وقيادات هذه التي سميت بالصحوات


أما الحدث الثاني فهو البدء بانسحاب القوات الاميركية من شوارع المدن منذ عام 2008 وهذا يعني تجنبهم لفعل المقاومة والابتعاد عن نيران اسلحتها من خلال انزوائهم في قواعد ومعسكرات محصنة ومحمية وبعيدة عن مدى الاسلحة المتوفرة لدى المقاومة ، ومع ذلك فقد طورت المقاومة اسلحتها وعملياتها وتقوم على نحو دائم بقصف معسكرات وقواعد المحتلين وتكبدهم خسائر قسم منها يتم تصويره والقسم الاخر يعرفه الامريكان جيدا .


وطبعا تبقى هناك قضية اساسية و مهمة تلك هي التعتيم الاعلامي العربي والعالمي الكامل على المقاومة العراقية وفعالياتها ، فلا توجد قناة عربية تنشر شيئا عن فعاليات المقاومة مالم تعلنه قوات الاحتلال، وكلنا يعلم حجم الجهد والمال اللذين يبذلهما حكام اميركا وعملاؤهم الحاكمون في العراق لحجب المعلومات والحقائق عن شعبهم وعن شعوب العالم بشأن حقيقة عمل المقاومة العراقية والبعث وكل الحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال، فضلا عن اخفاء خسائر قواتهم وخداع العالم بشأن فساد عمليتهم السياسية في العراق وانحدارها المريع ، ويكفي للتدليل على ذلك قيام وزارة الدفاع الامريكية برفع جداول إحصاءات رسمية نشرها موقع المحاربين القدامى في دائرة المحاربين القدامى الاميركية وهو :


United States Department of Veteran Affairs ، http://www.va.gov وذلك يوم 13 كانون الاول/ديسمبر 2007 حول حقيقة حجم الخسائر الأمريكية في الحملة الحربية الاميركية الضخمة التي بدأت الولايات المتحدة تشنها على العراق منذ 1990 حتى عام 2007. واشارت الاحصائيات الى ان حجم خسائر أمريكا منذ حرب الخليج 1990 حتى عام 2007 هو 73468 قتيلا و 1,620,906 جريحا ، اي ان عدد قتلى الجيش الامريكي على يد ابطال المقاومة في فترة السنوات الأربع الاولى من 2003 الى 2007 يزيد على 73 الفا و500 قتيل ، والمقاومة استمرت في فعلها وانجازاتها العسكرية والسياسية والشعبية ، واستطاعت تجاوز خرق الصحوة وغيرها من المحددات التي وضعها المحتل وحكوماته العميلة ، وعادت عشائر العراق وابناءها في جميع المحافظات الى الالتفاف حول المقاومة والانخراط فيها واحتضانها وتأييد فعلها ، لأنه الفعل الاول الذي سيقود الى التحرير الكامل والاستقلال التام للعراق ، وهي في تصاعد مستمر وثبت للعراقيين وللعالم اجمع ان كل ما طرحته المقاومة وما وضعه البعث من رؤية وبرنامج واستراتيجية للتحري ولإنقاذ العراق من كارثة الغزو والاحتلال ثبت صحتها وصوابها .



سؤال :
غاب صوت الامين العام لحزبكم والقائد الاعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني عزة ابراهيم خلال الاشهر السابقة .. ما هو تبريركم لغيابه وهل ثمة ما حدث ، الامر الذي دعا الى غيابه وغياب صوته الذي تعودنا عليه في كل مناسبة ؟


الجواب :
المجاهد الكبير عزة ابراهيم ابو أحمد بخير وبصحة جيدة وبهمة متصاعدة لأداء ما كتب الله له من مهمة جهادية تاريخية في قيادة العمل الوطني الجهادي والمقاوم ضد الاحتلال وهو يتولى الفعل القيادي العسكري بوصفه قائدا اعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني مثلما يتولى ادارة الفعل المقاوم لقيادة البعث بوصفه الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي . ومتابعة بسيطة لمواقع المقاومة الاعلامية تظهر لكم حضور القائد من خلال ما يصدره من بيانات ويرسله من رسائل ومتابعات لكل اوجه الجهاد والمقاومة في جانبيه القتالي والسياسي والشعبي ، اما مسالة ظهوره في تسجيلات مصورة فان ذلك يتحكم بها الظرف والموقف وما يتطلبانه من اتخاذ القرار، اضافة الى ما يستلزمه ويفرضه الوضع الميداني للقيادة والقائد .


سؤال :
منذ شباط / فبراير الماضي اندلعت تظاهرات احتجاجية في بغداد وبقية المدن وهي تتجدد كل جمعة اين هم اعضاءكم وجماهيركم منها ؟


الجواب :
اوضحت قيادة الحزب في أكثر من مرة آخرها في بيان صدر يوم 9 أيلول /سبتمبر الحالي كما بينت في تصريح للممثل الرسمي في الفترة نفسها ان الانتفاضة الشعبية العراقية امتداد طبيعي لحركة المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية التي تقود الفعل التحرري الكفاحي العراقي ضد الاحتلال الاستعماري الامريكي الايراني للعراق ، واكد البعث وقوفه مع المتظاهرين وتأييده الكامل لمطالبهم المتمثلة بأنهاء الاحتلال والغاء عمليته السياسية واسقاط حكومة عملائه الحاكمة بأمره ومحاربة الفساد الذي حرص المحتل على نشره في كل جوانب النظام الذي صنعه ونصبه على العراقيين واطلاق سراح مئات الالوف من الاسرى والمعتقلين ومحاربة الفساد واعادة الخدمات الضرورية للناس ، وغني عن القول ان اعضاء البعث وجماهيره يشاركون في هذه الاعمال الاحتجاجية ضد الاحتلال وحكومة عملائه بصفتهم كعراقيين مناهضين ورافضين ومقاومين للاحتلال كما هم الغالبية المطلقة من شعب العراق ، وارى بانه ليس من المنطق او الحكمة ان يكتب العراقي لافتة على صدره ويقول انا بعثي او غير ذلك طالما ان الجميع يرفعون شعارات وطنية ضد الاحتلال والعملاء والفساد والفاسدين والحرامية .


سؤال :
تركزون على هزيمة الاحتلال الامريكي وربما تهونون من شأن الدور الايراني المتعاظم في العراق ، واليوم الاحتلال الامريكي على اهبة الانسحاب وفق الاتفاقية الامنية ، كيف تواجهون التحدي الايراني القائم ؟


الجواب :
ليس ثمة عراقي وطني واحد يهون من خطر النفوذ الاستعماري الايراني في العراق لكننا نضعه في اطاره الطبيعي ، فايران لم يكن لها اي نفوذ في العراق قبل الاحتلال ، وجميع قادة وعناصر الاحزاب والمليشيات التابعة لها والحاكمة الآن في العراق دخلت الاراضي العراقية في اطار عملية الغزو العسكرية التي قادتها الادارة الفاشية الاستعمارية الاميركية والحكومة الاستعمارية البريطانية وكانت ايران شريكة فعلية في كل الاعمال التمهيدية للغزو والاحتلال ابتداء من اوائل عام 1991 وحتى الاحتلال عام 2003 ولحد الان ، والتي اشتملت على ما يأتي :


1- التجسس على العراق لصالح مخططات الامريكان وحلفاءهم الصهاينة من اجل غزو واحتلال العراق .
وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع من خلال الاجتماعات المشتركة بين مسؤولين ايرانيين وامريكان وصهاينة قبل احتلال العراق ، واستضافة واحتضان وتمويل عملاء وجواسيس مثل الجاسوس الدولي (احمد الجلبي) ومسؤولي الاحزاب الطائفية من الجواسيس الذين يحكمون بغداد الان ، وكانت ايران منطلقا لتحركاتهم في جمع معلومات كاذبة ومفبركة حول العراق ودولته ونظامه الوطني وما يسمى اسلحة الدمار الشامل وتقديمها لدوائر صنع القرار في دول الاحتلال عن طريق وبواسطة عملاءها المزدوجين.


2- تهيئة الالاف من أرهابييها المعتقلين في سجن رفحا السعودي الذين هربوا اليه بعد ان سحق الجيش العراقي حركة القتل والتخريب والغوغاء التي نظمتها ايران وقادتها وحدات حرسها الثوري في جنوب العراق مباشرة بعد وقف العدوان الاطلسي على العراق عام 1991
واعدادهم للالتحاق بمعسكرات المخابرات الامريكية في الولايات المتحدة ثم في هنغاريا وبعدها في شمال العراق لإشراكهم في الحملة الحربية الاميركية لغزو العراق باسم جيش تحرير العراق بقيادة اللص الدولي وجاسوس اسرائيل المعروف (احمد الجلبي) ومساعديه .
3- تطويع جماعات ما يسمى المعارضة العراقية وتسهيل ارتباطها بالمخطط الاستعماري الاميركي لغزو العراق ودعوتها رسميا لركوب ما اسماه ممثل ايران الرسمي لاجتماع المعارضة في بيروت عام 1991 بالقطار الاميركي الذي (( لا يفلح من لا يلتحق به )) على حد تعبيره .


4- المشاركة بقوة لا تقل عن مائة الف من جنود الحرس الثوري الايراني وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى الذي شكلته ايران ومولته ودربته بقيادة ضباط ايرانيين واختارت اعضاءه واغلبهم من الايرانيين الذين سبق ان عاشوا في العراق وابعدتهم الحكومة إثر مؤامرة شاه ايران المسلحة في كانون الثاني عام 1969 ،
وقامت القوة الايرانية بحماية مؤخرة الجيوش الامريكية والبريطانية الغازية وبمهمة مسك الارض والمدن في جنوب العراق بعد تقدم قوات الغزو الى اماكن اخرى باتجاه بغداد .


5- تولت ايران منذ الاحتلال مهمة خدمة مخطط الاحتلال الاميركي الصهيوني للعراق وتنفيذ كل مفرداته القذرة في إشاعة الفرقة والفتنة الطائفية ومحاربة فصائل المقاومة والعمل على ابادة اعداد كبيرة من الوطنيين المناهضين للاحتلال والطائفية والنفوذ الايراني ،
وتصفية الكوادر العراقية العسكرية والعلمية بالتزامن والتنسيق مع فرق الاغتيالات التابعة للأحزاب العميلة لدولتي الاحتلال اميركا وبريطانيا وشريكتيها ايران و(اسرائيل) .


6- تولت ايران ادارة وقيادة عملية الاحتلال السياسية المخابراتية الرامية لوضع وجه محلي عراقي للاحتلال الاجنبي ولإنجاح مخططه الاستعماري عبر مواطنيها وعملائها في الاحزاب التي شكلتها ومولتها ودربتها وماتزال تقودها عبر فيلق القدس للعمليات الارهابية الايرانية الخارجية
والذين تولوا كل الوظائف الخادمة للاحتلال في الدولة العراقية داخل العراق وخارجه ، ومن خلال استعراض مسؤولي كل الحكومات التي شكلها الأمريكان في العراق ولشاغلي الوظائف القيادية في الوزارات والسلك الخارجي والقوى الامنية والعسكرية يكفي لمعرفة حجم المشاركة الإيرانية في خدمة الإحلال الاميركي الصهيوني للعراق والتي تفوق مشاركة كل القوى العميلة المباشرة له ولشريكيه بريطانيا واسرائيل مجتمعة .


اذن فالمشروع الامريكي الصهيوني في العراق والمتمثل بالعملية السياسية تقوده وتديره ايران بفاعلية وحماس ومشاركة حقيقية مثبتة بالأرقام والوقائع ، وخلافا لكل ادعاءاتها وتصريحات مسؤوليها التي تدعي فيها بمعاداة امريكا واسرائيل ، فكيف يكون ذلك ؟ وهي من يدير عمليات امريكا واسرائيل في العراق !!!!


ومن هذا يلاحظ القارئ حجم وخطورة الدور الذي لعبته ايران في غزو العراق واحتلاله ومحاولة محو هويته الوطنية والعربية والاسلامية وتدمير مكانته الطليعية في مسار امته العربية والاسلامية وذلك في إطار المخطط الأميركي الصهيوني وتحت قيادة حكومتي الشر الاميركية والبريطانية واجهزة مخابراتهما .


ويرى البعث ان النفوذ الايراني وجد ونمى وتعاظم تحت عباءة المحتل الامريكي وبرغبته رغم كل التشدقات الكاذبة الهزيلة عن الاختلاف بين الشريكين ، ولذلك نرى ان الطرق على رأس الاحتلال الأمريكي ومقاومته وطرده نهائيا وارغامه على سحب كل قواته وهيئاته الحربية النظامية وغير النظامية (قوات المرتزقة) ومستشاريه وكل اشكاله الاحتلالية ، كفيل بكسر العمود الفقري للنفوذ والتدخل الايراني واجهاض مشروعه القديم – الجديد الذي يستهدف جميع الدول العربية الشقيقة بدون استثناء ، وهذا لا يعني سكوت الحركة الوطنية العراقية وفي مقدمتها البعث ، عن هذا النفوذ والتدخل والاحتلال بل التصدي له ومحاربته بوصفه جزء لا يتجزأ من وجود الاحتلال الاجنبي الاستعماري الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في العراق وخادم له ، كما ان هذا لا يعني ان الايرانيين لم يبنوا لأنفسهم قواعد وجحور وخلايا وشبكات تخدمهم في العراق بمعزل عن الوجود الامريكي ، ولكنها تبقى في نهاية المطاف موجودة بحكم وحماية الوجود الاحتلالي الاميركي وفي اطار تواطؤ الادارة الاميركية مع القوى المرتبطة والتابعة لإيران في العراق واعتمادها عليها في ادارة عملية الاحتلال وفي محاربة المقاومة الوطنية العراقية وتنفيذ اجندات اميركا واسرائيل لتفتيت العراق وانهاء دوره الطليعي المركزي في الحياة العربية .


سؤال :
يقول الامريكان ان السياسيين العراقيين الذين يتعاملون معهم يرون ضرورة استمرار وجودهم في العراق بينما يكتمون هذا الموقف في العلن .. ما موقفكم من هؤلاء السياسيين وهل لكم رأي فيمن طلب مناصرتكم له في انتخابات اذار/مارس الماضي ؟


الجواب :
موقف البعث والمقاومة بكافة فصائلها والقوى الوطنية المناهضة للاحتلال ، يؤكد أن العملية السياسية الجارية في العراق تعد باطلة شرعا وقانونا لا نها تمثل مشروع الاحتلال الاجرامي الاستعماري الفاشستي ، فهذه العملية خطط لها المحتل وصممها ورسم تفاصيلها على مقاس اهدافه ومخططه ونفذها على وفق ما رسمه لها من هيكل وتفاصيل ، وبالتالي فأنها تمثل مشروعه الامبريالي الاستعماري الذي اراده ان يكون نموذجا يتم تطبيقه في جميع دول المنطقة ، ومن خلاله الهيمنة على دول العالم قاطبة لاعتبارات استراتيجية تستند الى وجود مصادر الطاقة والثروات الهائلة وتتعلق ايضا بطبيعة الصراع على تقاسم نفوذ المنطقة وامن (اسرائيل) ، وانهاء المشروع الحضاري العربي التقدمي الذي رفع لواءه البعث في العراق والامة ، ولأن الاحتلال باطل بموجب كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وفي مقدمتها القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق الامم المتحدة ، فإن كل ما يبنى عليه ويستمد منه ويستند إليه باطل بالضرورة . وحتى لمن يحاول التذرع بالنواحي العملية والواقعية فإن هذه العملية تفتقر لأي امكانية لتوفير أي حل للوضع الكارثي الذي خلقه الاحتلال وادامه عملاؤه المنصبون على رقاب شعبه ، وان ثماني سنوات من الاحتلال اثبتت على انها لم تجلب للعراق الا الفوضى وويلات الفتن الطائفية والعرقية وهدر المال العام وسرقته وهدم كيان الدولة وإضعافها وإفقار الشعب وتشريد كفاءاته والملايين من أبنائه وتهجيرهم خارج بلادهم . ولذلك فان البعث وكل اطراف الحركة الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة للاحتلال الامريكي الايراني يرفضون جملة وتفصيلا عملية الاحتلال السياسية ويرونها غطاء مهلهلا رثا للاحتلال الاستعماري البغيض للعراق .


وكما اوضحنا في الاجابة على السؤال السابق كان لإيران دورا ملحوظا في التحضير للغزو والاحتلال والمشاركة فيه ومن ثم في ادارة وقيادة عمليته السياسية التي هي مشروعه لدول المنطقة والعالم ، ولغرض وضع حد لهذا المشروع وانهاءه وقبل ذلك التقليل من تداعياته الخطيرة على شعب العراق ومستقبله ، ولمنع الاذى الذي يسببه النفوذ والتدخل الايراني الخادم للاحتلال من تأخير عمل وفعل المقاومة الباسلة لا نجاز عملية التحرير والاستقلال الكاملة وباقل الخسائر الممكنة ، فقد تصدى البعث ومعه بعض القوى العراقية الخيرة الرافضة للاحتلال لهذا المشروع بعمل سياسي وشعبي يمثل امتدادا للمقاومة المسلحة الرامية الى طرد الاحتلال واجهاض مشروعه هذا .


فالأشخاص والتجمعات التي فازت في ما يسمى انتخابات اذار عام 2010 قد تخلت عن موقفها الذي اعلنت عنه قبل الانتخابات وتنصلت عن التزاماتها تجاه ناخبيها لصالح مصالحها الشخصية الضيقة والبعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب ولو بحدودها الدنيا ، وانخرط هؤلاء في مشروع الاحتلال ودخلوا بمساومات مشبوهة من اجل تحقيق مصالحهم واطماعهم ، والتي ستكون عارا عليهم في حياتهم ومماتهم .
اما موقف البعث فيتلخص في اسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني الايراني الطائفي في العراق وتحريره تحريرا كاملا . وليس فوز (س أو ص ) أو الشخص الفلاني أو غيره، ليس هذا هو الهدف انما الهدف هو الرسالة التالية :


(( لو ان الانتخابات قد جرت بعد تحرير العراق وطرد الاحتلال نهائيا وانهاء مخلفاته ، وبعيدا عن التدخل والنفوذ الايراني ، وبعيدا عن الاقصاء والاجتثاث والتهجير والقتل والاغتيالات ، وان تجري بطريقة نزيهة وبمنافسة شريفة ، ويشترك بها جميع العراقيين بدون استثناء ، فان التيار الوطني القومي الانساني المقاوم للاحتلال ومعه كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية التي ساهمت في تحرير العراق هو من سيفوز في هذه الانتخابات ))


واستغل رئيس حكومة عملاء الاحتلال تهالك بعض ممن فازوا في هذه الانتخابات، على مغريات السلطة فتمكن من ان يوقعهم في مستنقعه واخضعهم صاغرين لحكمه الاستبدادي وتسلط حزبه العميل وبرنامجه الذي يخدم اسياده في طهران وواشنطن.


واود التأكيد مرة ثانية ان البعث لم يعول ابدا على اي فعل او عنوان يجري في إطار عملية الاحتلال السياسية المخابراتية التجسسية المشبوهة التي لا يرى فيها الا الشر والخبث والفعل المضاد لمصلحة العراق الوطنية، لم ولن يعترف البعث بهذه العملية , وان البعث ومعه كل الفصائل في الحركة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية المناهضة للاحتلال يرفضونها رفضا قاطعا ويقاومونها بمختلف الوسائل بوصفها جزءا خبيثا أساسيا من مخطط الاحتلال ، والبعث يؤمن بان طريق الكفاح التحرري الذي يخوضه ابناء العراق بكل الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة لتحرير العراق واستعادة سيادته واستقلاله ومكانته الطليعية في مسيرة نهضة امته العربية والاسلامية ، هو الطريق الذي لا خيار غيره ولن يحيد البعث عنه مهما طال الزمن وغلت التضحيات حتى يتحرر العراق ويعود مستقلا سيدا موحدا عربيا مسلما يقوده الشرفاء من ابناءه وليس حفنة من الجواسيس والخونة والفاسدين .


سؤال :
ماهي قراءتكم للعملية السياسية في العراق والتجاذبات الحاصلة اليوم بين اطرافها ؟


الجواب :
اجبنا على هذا السؤال في اعلاه.


سؤال :
تكررت الاعتداءات التركية والايرانية على الاراضي العراقية ما موقفكم منها ؟


الجواب :
استغلت كل من ايران وتركيا ظروف الحملة الحربية الاستعمارية الاميركية على العراق التي بدأت في السادس من آب عام 1990 بفرض حصار اقتصادي واعلامي ودبلوماسي لا سابق له في التاريخ لقسوته وشموليته ، واشتملت على حرب عالمية شنتها 33 دولة بقيادة اميركا على العراق في 17 كانون الثاني 1991 ضربت فيها العراق بكمية من المتفجرات تعادل سبع قنابل نووية من تلك التي القتها اميركا على هيروشيما وناغازاكي، وحرب استنزاف عسكرية واقتصادية استمرت حتى الغزو عام 2003 وضغوطا وقيودا باهضه فرضتها اميركا وبريطانيا بموجب قرارات جائرة لا سابق لها في تاريخ الامم المتحدة من حيث عدم انسانيتها واستهانتها بالقانون الدولي وبميثاق الامم المتحدة نفسها ، وتصرفت كلتا الدولتين ( ايران وتركيا ) على نحو يتناقض مع مبادئ حسن الجوار ومع عدم التزاماتهما بموجب الاتفاقيات الثنائية التي تنظم العلاقات بين العراق وكل منهما.


وباشرت ايران هذا النهج العدواني بمحاولة لغزو العراق وذلك بدفع عدة الاف من مسلحي فيلق بدر الذي شكلته ايران من الايرانيين المبعدين من العراق عام 1969 بقيادة مئات من ضباط مخابرات الحرس الثوري الايراني عبر الحدود العراقية الى مدن جنوب العراق وقاموا بالهجوم على قطعات الجيش العراقي المنسحبة من الكويت والتي تعرضت لهجمات إبادة وحشية من طائرات اميركا وبريطانيا . كما استغلوا حالة الشلل والخراب الكاملة التي احدثها العدوان الأطلسي الاستعماري في كل مدن العراق الجنوبية والوسطى في كل مرافق الحياة الضرورية من كهرباء ووقود وهاتف واعلام واتصالات وطرق مواصلات ، حيث لم يبق جسر واحد او طريق واحد دون ان تدمره قنابل المعتدين ، وبعد ان تمت عملية التصدي لهذا العدوان والتخريب ، هرب الالاف من العسكريين الايرانيين الغزاة المشتركين في صفحة الغدر ومعهم بعض الماجورين من الاحزاب الطائفية (الحاكمة الان في العراق ) الى ايران ، وكما ذكرنا اعلاه فر بضعة الوف آخرين منهم الى السعودية وتم حجزهم في معسكر رفحا الصحراوي حتى اختارت المخابرات الاميركية عدة مئات منهم ونقلتهم الى اميركا وهنغاريا لتدربهم وتعدهم للمشاركة في غزو العراق عام 2003 في اطار ما اسمته اميركا بجيش تحرير العراق بقيادة جاسوسها وجاسوس اسرائيل الاول اللص المعروف عراب الاحتلال الجلبي ، والدليل على ذلك هو تمكن الجيش العراق من القبض على 186 ضابطا من وحدات الحرس الثوري الايراني ممن لم يتمكنوا من العودة الى ايران او الهرب الى السعودية وبقوا رهن الاعتقال حتى تم تبادلهم بين العراق وايران عامي 2001 و2002 وبداية 2003 بآلاف الاسرى العراقيين الذين امتنعت ايران عن اطلاق سراحهم رغم انتهاء الحرب عام 1988 ، ورغم ان العراق قد اطلق سراح جميع الاسرى الايرانيين بعد انتهاء تلك الحرب مباشرة . وقد ادت هذه الضربة العراقية الماحقة الى ردع التحركات الايرانية عبر الحدود حتى حلول الغزو الاميركي عام 2003 .


وقد فتحت اميركا وبريطانيا بغزوهما للعراق عام 2003 الباب واسعا لإيران لكي تسرح وتمرح في ربوع الرافدين ، فإضافة لدورها الكبير في عملية الغزو كما أسلفنا في الإجابة على سؤال سابق فقد واصلت حكومتها انتهاك حرمة الاراضي العراقية في جميع المناطق ، فأخذت تقطع أو تحول مجرى روافد الأنهار العراقية التي تنبع من أراضيها مثل نهر الكرخة ونهر الوند وجميع الروافد الاخرى وعددها خمسة التي تصب في الاراضي العراقية ، واحتلت حقلا نفطيا في منطقة الفكة في محافظة ميسان ، وواصلت قصف المناطق الشمالية وتهجير سكان القرى الحدودية في شمال العراق ، وتواصل منذ الاحتلال بكل السبل الخبيثة تهريب المخدرات والأدوية والأطعمة الفاسدة وكل ما يؤدي الى تخريب الاقتصاد ونسيج المجتمع العراقي . كل ذلك كان وما يزال يجرى بعلم وتحت اعين القوات الأميركية والبريطانية وبسكوت حكومة عملاء الإحتلال (وموافقتهم الضمنية) وفي طليعتهم عملاؤها ومواطنوها الحاكمون في بغداد ورؤساء الاحزاب العنصرية في شمال العراق .


اما تركيا فقد استغلت حالة العزلة والضغوط والقيود القاسية التي فرضتها اميركا وبريطانيا على العراق عامي 1990-1991 والنتائج الكارثية للعدوان الاميركي الاطلسي على العراق عام 1991 فأتاحت للولايات المتحدة استخدام قاعدة انجر لك في الحرب الاميركية الاطلسية على العراق ، وبعد توقف الحرب بصفحتها المعلنة في فجر الاول من آذار1991 سمحت تركيا للولايات المتحدة وبريطانيا لتسيير طلعات هجومية عدوانية لطائراتهما لانتهاك حرمة الاجواء العراقية وقصف المواقع العسكرية والمدنية حتى غزو العراق عام 2003 ، ثم اتاحت مباشرة بعد وقف اطلاق النار للولايات المتحدة وبريطانيا التدخل العسكري شمال العراق لدعم عصابات ( برزاني وطالباني الانفصالية ) في توجهها لفصل شمال العراق عن سلطة الدولة العراقية منذ منتصف عام 1991 ، وسمحت الحكومة التركية للأجهزة الاستخبارية الاميركية والاسرائيلية والغربية بالدخول الى شمال العراق لدعم العصابات الانفصالية ولتكوين قواعد لعملاء اميركا واسرائيل في شمال العراق وسهلت لهم ذلك ، وقد ادت هذه التجاوزات من جانب الحكومة التركية الى انتهاك صارخ لعلاقات حسن الجوار مع العراق وللاتفاقيات الحدودية الثنائية التي كانت تنظم الوضع الأمني على الحدود المشتركة .


وبتواطؤ امريكي – تركي – اسرائيلي فرضت العصابات الانفصالية المسلحة سيطرتها الكاملة على المحافظات الشمالية الثلاث بعد ان قررت الحكومة العراقية الانسحاب من تلك المناطق لأسباب موضوعية منها ما يتعلق بالقتل والاغتيالات والانتهاكات التي تعرض لها الكثير من موظفي الدولة واجهزتها الامنية والخدمية ،
وقد ادت هذه الحالة الشاذة في شمال العراق التي اسهمت الحكومة التركية القائمة آنذاك بقسط وافر في حصولها جراء ارتباطاتها بالولايات المتحدة وعلاقاتها الوثيقة بالكيان الصهيوني، الى انهيار الاتفاقية الحدودية التي كانت الحكومة العراقية تتولى بموجبها صون الأمن على الجانب العراقي من الحدود المشتركة مما كان يحرم من الناحية الفعلية متمردي حزب العمال الكردستاني التركي قبل 1991 من اي فرصة لدخول الاراضي العراقية واستخدامها منطلقا للهجوم على تركيا .


نتيجة لهذا الفعل الاستعماري الاميركي ذي الدوافع الاسرائيلية الذي اسهمت الحكومة التركية آنذاك بخلقه أي ارغام الدولة العراقية بقوة السلاح على مغادرة المحافظات الشمالية في اواسط عام 1991، باشر مسلحو حزب العمال الكردستاني التركي في الحال التسلل الى الاراضي العراقية والتعشعش داخلها وإقامة قواعدهم في جبال قنديل وغيرها والانطلاق منها لتنفيذ الهجمات الارهابية على الاراضي والمصالح والقوات التركية والتي ادت حسب المصادر الرسمية التركية الى مقتل اكثر من 40 الف مواطن تركي عسكري ومدني والى خلق حالة واسعة من التمرد والفوضى في مناطق جنوب شرق تركيا المحاذية للعراق .


اضافة الى ما يشكله رد الفعل التركي في قصف تجمعات وقواعد حزب العمال الكردستاني ، من انتهاكات تركية خطيرة للسيادة والاراضي العراقية وتهجير سكان القرى الحدودية من العراقيين ، وان تركيا بسبب ما اتخذته حكوماتها السابقة بعد عام 1990 من سياسات معادية للعراق بالتواطؤ مع المصالح الاستعمارية الاميركية والاسرائيلية ادى الى تحقيق طموحات انفصالية لدى قادة الاحزاب الكردية ، شكلت تهديدا للأمن والاستقرار في العراق كما في تركيا ، ولن يحل مشكلتها هذه سوى العودة الى احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وشعبه وعلاقاتها التاريخية به من خلال عدم السماح للولايات المتحدة باستخدام اراضيها منطلقا للعدوان على شعب العراق ومنع الأجهزة الغربية والصهيونية من استخدام اراضيها ممرا لدعم الحركة الانفصالية في شماله ، وعدم الاعتداء على حرمة ووحدة الأراضي العراقية ، والعمل على رفض الاحتلال ومشروعه والتعاون مع القوى الوطنية والقومية والاسلامية المقاومة والرافضة للاحتلال ومشروعه .


ويأمل العراقيون أن تراجع حكومة ارد وغان التي تسعى للاقتراب في سياساتها الإقليمية من الأمة العربية أن تتخلص من الإرث الثقيل الذي تركته لها بعض الحكومات السابقة في الارتباط المهين بالسياسات الأميركية والإسرائيلية
بما فيه الموقف الغريب الذي اتخذته ضد مصالحها الوطنية والمتمثل بالتواطؤ مع التمرد الانفصالي في شمال العراق منذ عام 1991 والتدخل الاجنبي الغربي الصهيوني لرعايته وفرضه على العراق . فهذا الموقف الذي يتواصل حتى اليوم بأشكال شتى من التعاون الاقتصادي والتعامل السياسي قدم مساعدة ودعما كبيرا للتمرد الانفصالي في شمال العراق ومثله وربما اكبر منه للتمرد الكردي داخل تركيا وهو ما تدفع تركيا اليوم ثمنه من دماء ابنائها .



سؤال :
بداية كيف تنظر الى العودة اللافتة للنظر للتفجيرات في العراق في هذا التوقيت بالذات ... وماهي دلالاتها و ورسائلها وابعادها ؟


الجواب :
التفجيرات الإرهابية في العراق مسلسل طويل متواصلة حلقاته طالما استمر الاحتلال وحلفاؤه في حكم العراق ، فمنذ الأشهر الأولى بعد الإحتلال شهدت الساحة العراقية تفجيرات مروعة استهدفت دوائر حكومية ومرافق أهلية عراقية ومواطنين عراقيين مدنيين وعسكريين لا علاقة لهم بالاحتلال ، وكانت آلة الاحتلال الإعلامية وماتزال تلقي بمسؤولية هذه التفجيرات الإرهابية على شماعة تنظيم القاعدة وما تسميه بأتباع النظام السابق. وسرعان ما اكتشف العراقيون ان القوات الأميركية وحليفتها البريطانية هما اللتان تديران هذه العملية وهما اللتان تزرعان المتفجرات وتتخفى فرقهما بالرداء العراقي كما حدث ذات مرة في البصرة ، وهما اللتان تفخخان سيارات المواطنين العراقيين الابرياء في غفلة منهم في اثناء تفتيشها على الحواجز الأميركية وتقومان بتفجيرها عن بعد من هيلوكوبترات وآليات الإحتلال قرب الأماكن التي يتجمع فيها المواطنون العراقيون في الأسواق والمطاعم والدوائر ومراكز التجنيد والشرطة وغيرها.


إلا ان عمليات القتل والتفجيرات الإرهابية التي تديرها قوات الإحتلال وفرق القتل التابعة لأحزاب عملائها شهدت تطورا خطيرا بعد اختيار المجرم الطاغية المتصهين بوش في حزيران 2004 المجرم ( جون نغر وبونتي ) لإدارة سلطة الاحتلال في العراق بصفة سفير . وقد تعمدت إدارة بوش المجرمة المتصهينة تعيين هذا المجرم لتطبيق ذات النهج الإرهابي الإجرامي الفظيع الذي اتبعه في هندوراس بين عامي 1981 و1985 وصدره الى كل بلدان اميركا الوسطى والذي تمثل بتشكيل فرق من القتلة والمجرمين الذين ارتكبوا جرائم فظيعة لا تعد ولا تحصى من القتل وانتهاك الحرمات والاغتصاب والتشريد ضد المعارضين للهيمنة الاستعمارية الأمريكية . وخلال فترة عمله حاكما للعراق ، قام نغروبونتي بتنظيم هذ العمليات وتوسيع نطاقها فألحق بها فرق موت تابعة لمليشيات الأحزاب الطائفية العميلة للاحتلال الاميركي والموالية للمخابرات الإيرانية والتي تدير عملية الاحتلال السياسية الان وتحكم العراق ، ووجهها لتقوم بعمليات تفجير وقتل مصممة بدقة لإثارة الفتنة والنزاعات الطائفية أي ضد تجمعات ومناطق يغلب عليها انتماء المواطنين لطائفة معينة ، كما وألحق بجهازه الإجرامي فرقا أخرى مرتبطة بأجهزة المخابرات الاميركية وتحمل مسميات تتصل بتنظيم القاعدة لتقوم بأعمال التفجير ضد مناطق وتجمعات ينتمي غالبية المواطنين فيها الى طائفة اخرى ، وفرقا أخرى مرتبطة بالمخابرات الإسرائيلية مثل حزبي طالباني وبرزاني لتقوم بتهجير العراقيين في المناطق الشمالية واثارة النزاعات العنصرية بين المواطنين العراقيين من العرب والأكراد ، وتتولى وسائل اعلام ومصادر المحتل وعملاؤه بإلقاء اللوم في كل عملية على المنتمين الى مذهب الأغلبية في المنطقة الأخرى ، وذلك لتوفير المسوغات لأحزاب حكومة عملاء الإحتلال وفرق القتل المرتبطة بنغر وبونتي لشن المزيد من الهجمات والهجمات الطائفية المضادة لإشاعة الفرقة والنزاعات الطائفية وتوفير المسوغات للمحتل الأمريكي وعملائه المرتبطين بإيران واسرائيل للدعوة لإبقاء على الإحتلال ومد وجود قواته على اعتبار أنه الوحيد القادر على فرض الأمن في البلاد ولتوفير المسوغات للسياسيين الاميركيين وللعملاء الحاكمين في بغداد للترويج لتقسيم العراق تنفيذا للمخطط الصهيوني. وبدأت فرق القتل تعمل على وفق خطة نغروبونتي في تنفيذ العمليات المخططة، بالإضافة لاستمرارها في عملياتها الإجرامية المعتادة التي تستهدف البعثيين وغيرهم من العراقيين المناهضين للاحتلال والمعارضين للنفوذ الاحتلالي الإيراني.


وأخذت عمليات التفجير والقتل هذه تحصد كل يوم عشرات من العراقيين الذين يصادف وجودهم في المكان الذي تستهدفه آلة الإحتلال الإرهابية من شتى المناطق والأديان والمذاهب والأعراق . وبلغت عمليات نغروبونتي الإجرامية الإرهابية الذروة بقيام قوات الإحتلال الأميركية بعزل منطقة مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء ووضعها تحت سيطرة فرق القتل الطائفية في وزارة الداخلية في عام 2006 ، وتم نسف وتفجير المرقدين الشريفين ، وكانت تلك إشارة الانطلاق والتوجيه للمليشيات الطائفية للبدء بحملة إبادة إرهابية طائفية مسعورة قتلت فيها هذه الميليشيات في أول يوم بعد تفجير المرقدين المئات من العراقيين المناهضين للنفوذ الإيراني وهدم أكثر من 130 مسجدا وقتل أئمتها وواصلت حملة الإرهاب الطائفي الموجهة اميركيا وإيرانيا التي أدت الى استشهاد عشرات الألوف من العراقيين الأبرياء في عام 2006-2007على وفق الهوية والاسم والمنطقة .


ويذكر أن السفير (الحاكم) الأميركي قام في وقت سابق بتعيين أثنين من عتاة المجرمين الأميركيين المتخصصين بتنظيم فرق القتل والجريمة لخدمة المصالح والقوات الأميركية في فيتنام واميركا اللاتينية بصفة مستشارين في وزارتي الداخلية وهما جيمز ستيل وستيفن كاستيل وباشرا عملهما بقيادة فرق القتل الطائفية المكلفة باستهداف المجموعات السكانية العراقية على وفق هويتها المذهبية.


وتشير دراسة أميركية موثقة نشرها مركز بحوث العولمة الأميركي المعارض للاحتلال الأميركي
GlobalResearch.ca/ Crying Wolf: Media Disinformation and Death Squads in Occupied Iraq / by Max Fuller, November 10, 2005 http://www.globalresearch.ca/index.php?

context=viewArticle&code=FUL20051110&articleId=1230


إلى ان وظيفة المستشارين الأميركيين في توجيه بعض هذه الفرق لقتل العراقيين من طائفة معينة والفرق الأخرى لقتل العراقيين من الطائفة الثانية . وبعد أن عاثت ميليشيات جيش المهدي وفيلق بدر وبإدارة ايرانية فسادا في الارض وفي بغداد تحديدا وتحت سمع وبصر القوات الأميركية واستباحوا أحياءها وقتلوا عشرات الألوف من أبنائها وهجروا وشردوا اكثر من مليونين من أبنائها، أعلن عميل الاحتلال الأول رئيس حكومة الاحتلال ( نوري المالكي ) عن عزم القوات الأميركية ضرب عصابات القتل والجريمة ولكنه قام بتهريب المئات من عتاة القتلة والسفاحين الى إيران ومنهم السفاح (ابو درع )الذي فتكت عصابته التابعة لمقتدى الصدر بألوف العراقيين .


والآن تقوم فرق القتل والتفجيرات الإرهابية تحت توجيه وإشراف المخابرات الأميركية وأجهزة مخابرات حكومة عملاء الإحتلال بالتنقل بأعمال التفجير حسب مقتضيات مصالح الاحتلال الأميركي والإيراني. فعلى سبيل المثال اجتاحت منذ أشهر محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالى موجة تفجيرات عنيفة في مقراتها التي يفترض أنها الأكثر حماية وتحصينا. وكان الهدف منها توفير المبررات لعملاء اميركا من بعض العناصر الفاسدة في محافظة الأنبار وغيرها لإطلاق الدعوات لفصل المحافظة وبعض المحافظات الأخرى في إقليم مستقل بحجة عدم قدرة الحكومة على حماية سكان المحافظة ، والهدف الحقيقي بالطبع هو الترويج للدعوات الانفصالية لتمزيق العراق بالتناغم مع دعوات اتباع إيران وإسرائيل في شمال العراق وجنوبه تطبيقا للمخطط الصهيوني لتقسيم العراق وتفتيت مجتمعه.
أما الموجات الأخيرة من التفجيرات فهي موجهة لدعم حجج حكومة عملاء الاحتلال الأميركي والإيراني بتعرض البلاد لأخطار الإرهاب والحاجة لبقاء القوات الأميركية لدرء هذه الأخطار. وبالطبع هناك فرق قتل وتخريب ترتبط بمخابرات آل صباح وتتولى اعمال اشتى من التخريب والتفجير والقتل وهناك فرق قتل مرتبطة مباشرة بالحرس الإيراني وما يسمى بفيلق القدس المكلف بأعمال التخريب الخارجية وفرق قتل إسرائيلية ولكل منها اجندات تمتد من قتل العلماء والأساتذة والأطباء الى اغتيال الضباط والطيارين وخصوصا الذين خدموا بلدهم في الحرب مع ايران في الثمانينيات الى تصفية البعثيين وعوائلهم . إلا ان كل هذه الجرائم تجري إما بتخطيط ومشاركة من قوات الاحتلال الاميركية أو بموافقة منها و بعلمها . ولا يجري شيء خارج إطارها وهي بالطبع مسؤولة قانونيا عن كل ما يجري في العراق الخاضع لاحتلالها .


سؤال :
تزايد هذه الايام الجدل بشان استحقاق الانسحاب الامريكي من العراق ...كيف ترى هذه المسالة وهل ترى فعلا بوجود نية امريكية للانسحاب ؟


الجواب :
عندما غزا الاميركيون العراق لم يكن ببالهم او بنيتهم الانسحاب من العراق ، وإذا رجعت الى الأيام الأولى للاحتلال تجد أن ادارة المجرم المتصهين بوش عينت لإدارة العراق الجنرال المتقاعد ( جي غارنر) واطلقت على إدارة العراق التي تولى قيادتها مكتب اعادة التعمير والمساعدة الإنسانية في العراق. ثم شكلوا مجلسا استشاريا اسموه مجلس الحكم من عملائهم تحت إدارة القيادي الإرهابي الجمهوري ( بول بريمر) .


ولم يبدأوا بالتفكير بالانسحاب الا بعد أن اثخنتهم المقاومة العراقية بفعلها الجسور والاسطوري وحطمت عنجهيتهم واذلت جيوشهم وجيوش حلفائهم ، وزاد عدد قتلى جيش الاحتلال النظامي حسب احصائيات مكتب المحاربين القدامى التابع لوزارة الدفاع الاميركية على 73 الفا حتى نهاية عام 2007 كما تم ذكره في اعلاه ، فضلا عن عشرات الألوف من قتلى المتطوعين لغرض نيل الجنسية أو الإقامة الأميركية ومنتسبي شركات المرتزقة وافراد اجهزة الاستخبارات العسكرية والمدنية وكلهم لا تحسبهم الادارة المجرمة ضمن خسائر الجيش النظامي .


كما ارتفعت الكلف المادية للاحتلال الى ارقام فلكية زادت على عدة تريليونات مما انعكس بصورة كارثية على اداء الاقتصاد الأميركي ودفعه الى اسوأ حالة من التردي والركود منذ ركود العشرينيات وهو مرشح للمزيد من الانهيارات بفعل الخسائر الهائلة التي كبدته إياها المقاومة العراقية الباسلة من خلال ما قامت به الإدارة الاميركية المتصهينة الموغلة بحملات الحرب والشر والعدوان .


لذلك فطن الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية الى شعار مغر للأميركيين هو شعار الانسحاب من العراق الذي رفعه اوباما وفاز بفضله ، إلا ان النظام الاستعماري الفاشي الأميركي أراد برفع هذا الشعار امتصاص غضب الاميركيين الحانقين على ادارتهم التي دفعت أبناءهم الى ساحات القتل في العراق دفاعا عن أكاذيب وخدع وتلفيقات لا علاقة لها بالأمن الأميركي ، ولذلك ما أن فاز اوباما بالانتخابات الرئاسية عام 2009 حتى بدأ التلاعب بالألفاظ فلم يعد الانسحاب انسحابا لكل القوات الاميركية والوجود الاحتلالي الأميركي في العراق وانهائه بصورة كاملة ، بل أخذت افعال وبيانات المسؤولين الأميركيين تفصح عن حقيقة شعار الانسحاب وهي: التخلص من التبعات الباهظة للاحتلال بشريا وماديا وسياسيا ومعنويا بإنهاء أو تقليل الخسائر البشرية والمادية الهائلة واحتواء الموقف الشعبي الرافض لاستمرار الاحتلال في داخل اميركا والدول الغربية والعالم أجمع، وجعل الانسحاب انسحابا لأغلب القوات النظامية، وليس انسحابا للوجود الأميركي الاستعماري في العراق بمنظوماته المختلفة .


وهكذا سعى المحتلون لتفصيل شعار الانسحاب على مقاساتهم أي يواصلون الاحتلال بأقل عديد القوات النظامية، وبالاعتماد المتزايد على الأدوات المحلية المتمثلة بميليشيات الأحزاب العميلة للاحتلال أي الاحزاب الموالية لإيران واسرائيل ، ويستخدم الساسة الأميركيون ذرائع شتى لبقاء قواتهم المحتلة مثل تدريب القوات العراقية تارة ، وحماية السفارة الأميركية تارة أخرى. كما اطلقوا ذريعة تبعث على السخرية وهي انهم يريدون البقاء لإرسال رسالة قوية لإيران، وكأنهم ليسوا متحالفين مع إيران على حكم العراق المحتل بواسطة عملائهم المرتبطين بالمخابرات الإيرانية أو من ذوي الاصول الإيرانية . وتحاول امريكا بذلك التستر على اتفاقها الوطيد مع النظام الايراني واعتمادها عليه في تنفيذ المخطط الشرير الذي وضعته اسرائيل منذ عشرات السنين لهدم كيان العراق ودولته وتمزيق شعبه بعد ان شارك في عملية غزوه واحتلاله.


سؤال :
شهدت الساحة العراقية في الفترة الاخيرة حراكا شعبيا احتجاجا على الفساد واستبداد حكومة المالكي فهل ترى ان شرارة الثورة الشعبية ضد حكومة المالكي والاحتلال على وشك الاشتعال ؟


الجواب :
إن ما يشهده العراق منذ اوائل هذ العام من تظاهرات واعتصامات شعبية سلمية هي جزء صميمي من ثورة الشعب العراقي التحررية ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وحلفائه وعملائه، وهي امتداد طبيعي لها ، فالاحتلال هو الذي أوجد كل هذه القيود والأوضاع السيئة والكارثية التي انتفض العراقيون من أجل إزالتها وهو الذي تسبب بكل المشاكل والمآسي التي انتفضوا من أجل معالجتها. فقد رفع المتظاهرون والمعتصمون شعارات ومطاليب تشكل قواسم مشتركة لما يعاني منه ويطالب به كل العراقيين في جميع المحافظات في ظل الاحتلال.


وهذه الشعارات والمطاليب هي محاربة الفساد الذي نشره المحتلون وعملاؤهم في كل اجهزة الدولة ، وانهاء المحاصصة الطائفية التي استحدثها المحتل وعملاؤه، وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين الذين يربو عددهم على عشرات الالاف والرقم يزداد كل يوم بالعشرات جراء حملات الاعتقال الجماعية وإبقائهم بدون تهم ولا محاكمة لعدة سنوات والامتناع عن الإفراج عنهم حتى بعد ان تبرئهم المحاكم، واعادة الخدمات الضرورية المتوقفة للمواطنين من كهرباء وماء وخدمات بلدية التي دمرتها قوات الاحتلال ونهب عملاؤه ما تبقى من مكائنها وآلياتها وهربوها الى ايران ، وتشغيل العاطلين الذي فاق عددهم 3 ملايين بسب قرارات الإقصاء السياسي والطائفي والعرقي الذي شرعنها المحتل وحمتها حكومة عملائه، وإعادة ملايين المهجرين الى بيوتهم ومناطق سكناهم ووظائفهم وهم ضحية الحماية التي اولاها المحتل لعملائه في عصابات الأحزاب الطائفية والعنصرية ولجرائم التطهير الطائفي والعنصري التي مارسوها طيلة السنين الثماني الماضية، وتخليص العراقيين من نفوذ إيران وتدخلاتها وانتهاكاتها المتواصلة لسيادة العراق ومصالحه الوطنية وهذه التدخلات والانتهاكات كلها تجري في ظل التوافق والتحالف بين المحتلين الاميركيين والنظام الإيراني في العراق .


وأخيرا رفع المتظاهرون مطلبا تكرر في كل تظاهراتهم واعتصاماتهم وهو إسقاط الحكومة العميلة وانسحاب القوات المحتلة وتحرير العراق تحريرا كاملا وشاملا .


لقد اكد البعث هذ الحقيقة وأعلن تأييده الكامل لانتفاضة العراقيين السلمية بوصفها جزء من ثورة العراق الكبرى المسلحة ضد الاحتلال التي تقودها فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية منذ اليوم الأول للاحتلال .
ولقد واجهت هذه الانتفاضة الشعبية العراقية الأصيلة إجراءات قمعية ومعرقلة لا حدود لها من حكومة المالكي وبتأييد واضح من قوات الاحتلال . كما واجهت الانتفاضة دعوات بوقف التظاهرات واعمال الاحتجاج و فتاوى مشبوهة من رجال دين في ايران والعراق تحرم التظاهر ضد سلطة الفساد والاستبداد والعمالة للاحتلال .


سؤال :
كيف تتابعون في حزب البعث العراقي الزخم الثوري الذي تعيش على وقعه المنطقة والى اي مدى يبدو البعث قادرا على التكيف مع هذه التطورات وعلى اعادة المتوقع بعد الهزات الاخيرة التي دفع فيها ثمنا باهظا ؟


الجواب :
اولا ان حزب البعث هو حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، وليس حزب البعث العراقي لان ذلك يوحي بان الحزب مقتصرا في نضاله على مستوى الساحة العراقية فقط وهذا ليس هو الواقع بل ان البعث هو حزب قومي له فروع واعضاء وجماهير في جميع الاقطار العربية ، وله دوره المعروف والتاريخي في تحريك او قيادة النضال العربي التحرري في هذا القطر او ذاك .


ثانيا : تميز البعث منذ انطلاقته في اواسط الاربعينيات بالعمل بين صفوف الشعب وأستند الى تنظيم شعبي حقيقي في اوسع اوساط الطبقات والفئات الاجتماعية ذات المصلحة في التغيير الثوري والبناء والتقدم واعتمد وسائل النضال والكفاح بشتى الوسائل سبيلا لتحقيق اهداف الجماهير العربية في التحرر من الاستبداد والاستغلال والظلم والتخلف في الداخل والتحرر من الاستعمار والاحتلال العسكري والاستعباد والارتهان للأجنبي في الخارج وفي النضال ضد التجزئة ومن أجل توحيد الأمة العربية. وكان البعث في طليعة الحراك الشعبي الهادف الى تحقيق هذه الأهداف في كل الأقطار العربية التي انتشر فيها في مشارق الوطن العربي ومغاربه. وسأقتصر للتدليل على ذلك بالإشارة الى مثال واحد من تجربة البعث في القطر العراقي، فطوال الخمسينيات كان البعثيون في الصف الأول في جميع الانتفاضات والتحركات والتظاهرات الشعبية ضد استبداد سلطات الحكم الملكي والأحلاف والمعاهدات الاستعمارية ، وفي عام 1962 نظم البعث اوسع إضراب طلابي وشعبي ضد السلطة الدكتاتورية المستبدة التي انحرفت بثورة 14 تموز التحررية واقامت تسلطا فرديا عسكريا دكتاتوريا ذا صبغة شعوبية معادية لهوية العراق العربية الإسلامية ، وكان اضراب البنزين قد شل الحركة في بغداد ومهد لانقضاض الالاف من مناضلي البعث المدنيين والعسكريين على مواقع السلطة ومقر الدكتاتور والسيطرة على الوضع في العراق بتفجير ثورة الرابع عشر من رمضان الثامن من شباط عام 1963.


وكان البعثيون أول المنتفضين على الغزو الأميركي عام 2003وما ادى اليه من احتلال عسكري استعماري للعراق ، وقاد قائده السيد الرئيس صدام حسين رحمه الله منذ اليوم الأول لإعلان الإحتلال فصائل مقاومة شعبية مقاتلة للمحتل الغازي انخرط فيها قادته ومناضلوه والذين ما يزالون في الخطوط الأمامية لحركة المقاومة المسلحة والعمل الشعبي الوطني المناهضين للاحتلال الاميركي الاستعماري ومنه ما تشهده بغداد والمدن العراقية من انتفاضة شعبية سلمية واسعة ضد التجديد لقوات الاحتلال ومن أجل إسقاط النظام الدكتاتوري الفاسد المستبد العميل للاحتلال والمتمثل بالعملية السياسية واحزابها الهزيلة
.


ولذلك فإن البعث يقف في الصفوف الأمامية للحراك الشعبي المطالب بالتغيير الديمقراطي الجذري والإصلاح ومحاربة الفساد والتحرر من القيود والضغوط الاستعمارية الاجنبية أي من أجل تحرير الوطن والمواطن.
فلا حرية للمواطن من قيود الاستغلال والاستبداد والظلم والفساد والدكتاتورية واستعادته جميع حقوقه الإنسانية والقانونية في إطار المواطنة الكاملة الا بالتلازم مع تحرير الوطن من قيود الاحتلال الأجنبي والضغوط والأحلاف والقواعد والتدخلات الأجنبية ، واستعادة سيادته الكاملة واستقلاله السياسي والاقتصادي وحفاظه على هويته الوطنية والعربية والإسلامية وأدائه دوره الطبيعي في حركة أمته وإقليمه. ولا حرية للمواطن مع تقييد حرية الوطن وتكبيله وتدميره بالنزاعات الدينية والطائفية والعرقية والمناطقية.


سؤال :
كيف ترصدون الحراك الجاري في تونس مع اطلاق الحملة الانتخابية وماهي ابعاد ما يجري على مستقبل الثورات الاخرى؟


الجواب : كان البعث من أوائل الحركات الشعبية العربية التي باركت للشعب التونسي الشقيق ثورته على الحكم الاستبدادي الظالم الفاسد وانتصاره التاريخي الكبير الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة. وكلنا أمل ان يجتمع الأشقاء التونسيون على كل ما يمضي بثورتهم المباركة الى غاياتها في تحرير الشعب التونسي الشقيق من أغلال الاستبداد والظلم وأوضاع التخلف والفساد والحرمان وإطلاق طاقاته الخلاقة في دروب التنمية الوطنية الحقيقة ومن أجل إقامة نظام ديمقراطي تعددي يعبر عن رأي الشعب ويصون مصالحه الوطنية العليا ويحقق له أماله وتطلعاته الاجتماعية والديمقراطية ويجسد هويته القومية والإسلامية ويعيد لتونس مكانتها الرائدة في حركة امتها ووطنها العربي الكبير .

 

 





السبت١٠ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة