شبكة ذي قار
عـاجـل










كتبت في حلقتين وتحت عنوان خواطر ما بعد الغزو والاحتلال في موضوع التغيير والإصلاح متعرضا إلى  حقيقة الأمر السائد فرضا" ألان في العراق الجريح بفعل الغزو والاحتلالين وما مطلوب من القوى الســـياسية الحقيقية والأشخاص كي يتحقق الهدف بإيجاب ووفق المستلزمات المطلوبة ، لان أي إغفال أو قصور سيؤدي إلى الارتداد والناتج يكون متعارضا" بالكامل مع إرادة الجماهير وتطلعاتها وأمانيها ، فالحديث عن الإصلاح في العراق بالنسبة للمواطن يعني إصلاح آليات النظام  القائم ما بعد الغزو والاحتلال وعلاقته بالمواطن وتغييرها للأفضل ، وذلك عبر مجموعة من الإصلاحات تشمل تعديل الدستور الذي كتب بإرادة المحتلين ومن هم يؤدون الدور التكميلي  لنواياهم وأهدافهم الشريرة لضمان  وحدة العراق  والتعبير حقيقة عن  رضا الجماهير   وأن يتم  إلغاء و تعديل القوانين التي صدرت في ضل الاحتلال بالصورة التي تضمن ديناميكية الأداء ، والشفافية ورفع الحيف الذي طال كل العراقيين الوطنيين الذين دافعوا بشرف عن وحدة وسيادة التراب العراقي لثمان سنوات لوئد الفتنة التي أراد ملالي قم وطهران زرعها بين العراقيين ، فيتضاءل الفساد والمفسدين وصولا إلى تطهير  مؤسسات الدولة والمجتمع منهم  وتصبح القيادة مسؤولية تضامنية بين الشعب والرئيس وأن تكون هناك أحزاب حقيقية من نتاج رحم المجتمع العراقي واضحة الأهداف والبرامج ومعلومة التمويل وهذا الإصلاح لا يحتاج سنوات طويلة كي يتم ، فقط يحتاج عدة شهور توكل خلالها العملية لمجموعة من الأمناء المحايدين ذوي الخبرة  ويتم الانتقال للعمل بعد ذلك وفق النظام الإصلاحي الجديد بمنتهي السهولة والتغيير، ومن وجهة نظر الشعب آلية من آليات الإصلاح الأساسية ، يتم من خلالها تغيير كل مسؤول فاسد ، وتغيير كل قائد فاشل ، وإحلاله بآخر أكثر قدرة علي الخلق والإبداع  ، وأكثر أمانه ، وأشد إحساسا بالناس ومعاناتهم  ومحاسبة كل مسؤول أفسد في موقع مسؤوليته ، وأن تتحدد المعايير التي يتم علي أساسها الاختيار للمواقع المختلفة من المســــــــــــؤولية  بحيث تتغير علاقة الحكومة بالشعب وتكون سياسات الحكومة في مصلحة المواطن  الإصلاح والتغيير ينبع في شخصية الإنسان من ثلاث مكونات رئيسية هي العقل والنفس والجسد ، وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون ( آية 35 – سورة العنكبوت ) غريزة العقل هي التي يصفها علماء النفس وعلماء الأخلاق بالقوة التحكمية المرتكز على العمق الروحي الايماني للفرد ، ويمكن القول بان العقل هو فَهمْ وإدراك ، وحسن تصرف ، واتساق في الكلام كما إن العقل يؤدي وظائف متعددة مثل التفكير ، الجدل ، الذكاء والانفعال العاطفي أما العقل السليم هو من يقود صاحبه إلى أن يتوافق قوله مع عمله وهو المرشد نحو اختيار النافع مع ترك الضار وهو الدليل نحو كيفية التعامل مع الناس واستخلاص العبر الصحيحة من الحوادث وتحضرني مقولة مؤثره لأحد العلماء الغربيين (لا يكفي أن يكون لك عقل جيد ، المهم هو أن تستخدمه بشكل حسن ) وبمثله هذا أراد أن يوضح كيف يتحكم العقل ويلعب دور في رقي الإنسان بتقبله للحقائق العلمية فنحن مثلا لم نرى الهواء والجاذبية ولا الكهرباء وكذلك أعظم العلماء لا يمكنهم أن يعرفوا ماهية الجاذبية والكهرباء إلا إننا نؤمن بهما ، ولا مفر من الإيمان بهما ، لأننا نرى مظاهر وجودهما في كل مكان ومن حولنا إذا إن عدم رؤية الشيء ليس دليلاً على عدم وجوده ، بل أصبح الآن من حقائق العلم أننا لا نرى كل ما يحيط بنا ، وهناك ما يقع في مجالنا البصري ولكن لا نستطيع رؤيته ولقد تخلص العقل البشرى حاليا من إنكار وجود كل ما لا يراه ، وأصبح الإنسان يؤمن بأن الوجود ومستوياته أكبر من كل ما يسمع وما يرى وما يحس وهذا بفضل حكمة استخدام العقل مصدر الإدراك والتمييز والمعرفة

 

النفس : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها ) آية 7 – سورة الإسراء ، قد نرى البعض من الآباء يعاملون أبنائهم بقسوة شديدة وقد نرى أيضا بعض الوزراء  أمثال علي يزدي وزير التعليم العالي وأبو الحسن هادي العامري والملا خضير الخزاعي وزير التربية السابق نائب رئيس الجمهورية الحالي والمدراء الفاشلين يعاملون موظفيهم بقسوة واستهزاء واحتقار كل هذه القسوة والمعاملة السيئة انعكاس لما يدور في نفس كل واحد منهم ، لذا فأن النفس تحمل بين طياتها نوازع وقوى متصارعة منذ بدء تكوين الفرد وعبر مراحل حياته وهذا الصراع الذي يحكم النفس بكل تناقضاتها ربما يودي إلى زيادة فعل الخير فتكون النفس المطمئنة وان انتصر الشر سميت بالنفس الأمارة بالسوء  والنفس هي التي تقود كل حملات تحقيق اللذة وإشباع الرغبات ومن تلك الرغبات العدوان والعنفوان وان اختلفت أشكاله ومسارات فعله كذلك النفس هي مركز العواطف والأحاسيس والمشاعر فهي اخطر منطقة لدى شخصية الإنسان فهي مصدر سعادته أو شقائه بإمكانها أن توجه الإنسان نحو السعادة والعطاء الإنساني تفاعلا وإبداعا" وكذلك بإمكانها أن تحرف الإنسان وتنزلق به في هاوية الشقاء والفساد والانحراف ليتحول من عضوا" نافعا" بانيا" ومغيرا" نحو الأفضل إلى عائق بشري في محيطه ومن هنا ندرك قيمة المقولة الشهيرة لسقراط اعرف نفسك ، كما إِنّ النَّفْسَ البشرية تَسْتَكِينُ وَتَتَعوَّدُ على ما تم تعويدها وترويضها عليه

 

الجسد : معنى إصلاح الجسد هو العناية الدائمة بالجسد أو وجود حالة سلامة في بدن الإنسان  والإصلاح النابع من الجسم يتطلب طاقة جسمية فمثلا عندما تريد أن تعمل لساعات أطول لرفع الإنتاجية يستلزم هذا الأمر اهتمام بنوعية الغذاء وتوزيع ساعات الراحة والنوم بشكل صحيح وممارسة الرياضة بشكل منتظم ، كذلك فأن الجسد هو انعكاس لما هو موجود في العقل والنفس فكلما كان الجسد سليما وصاحيا كلما استطاع ترجمة ما يريده العقل والنفس إلى أفعال وسلوكيات (( العقل السليم في الجسم السليم ))

 

 

يتبع في حلقة ثانية

 

 





الاثنين١٢ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة