شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولت في الحلقة الثانية الإصلاح والتغيير في المؤسسة الدينية وفي العملية التعليمية والتربوية بعد المقدمات التي أراها ضرورية في العملية التي يراد منها تجاوز مرحلة الاحتلال والاختلالات الدستورية والقانونية والثقافية والاجتماعية وغيرها التي حصلت بفعل الأجندة التي روجها المحتلون وأدواتهم في حكومات الاحتلال الخمسة والأحزاب والتيارات والحركات النافذة فيما يسمى بالعملية السياسية


الإصلاح والتغيير في الإعلام


ألكلمة أمانة ثقيلة ولا يجوز أبدا أن تكون كاذبة أو مضلله أو خادعة أو تافهة أو هادمة والصورة أمانة ولا يجوز أبداً أن تستثير الشهوات الكامنة أو أن تحرك الغرائز الهاجعة بحيث لا يرى المشاهد حرجا أن يتابع مع أفراد أسرته مع أمه وزوجته وأبنته وأطفاله وشتان بين إعلام طاهر فاضل يغرس الفضيلة والقيم ويساهم في الإنتاج والبناء ، وبين إعلام قاتل يروج للكذب والباطل والغيبة والنميمة وشهادة الزور وإشاعة الفاحشة وانتهاك الأعراض والتعدي على الحرمات وإفساد الأخلاق ونشر الرذيلة والجريمة والدفاع عن الظالمين والمفسدين والترويج للباطل والمبطلين كما كان يمارس في برنامج الإرهاب بقبضة القانون حيث ركز المخرج والمقدم على التأكيد على الانتساب العشائري للمقبوض عليه وعشيرة المجنى عليه مما ولد نوعا من الضغائن بين العشائر وهذا الهدف المركزي الذي يريده العدو لان موضوع الدم موضوع خطير يبقى مثيرا للعداوة والحقد والكراهية ، ومن هنا تحول ملاحقة الإرهاب من مقصد نبيل إلى منبر لإثارة العداوات العشائرية والقبلية ، شتان بين إعلام يقدم لشبابنا المثل العليا والقد وات الصالحة وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وإخوانه من النبيين والمرسلين والصحابة والتابعون والعلماء والقادة والحكماء والأدباء والفقهاء والشعراء والكتاب والمفكرون والأطباء والمهندسون والمبدعون في كل مجالات الحياة ، وبين إعلام يقدم رواد الدجل والتضليل والخداع والنفاق والساقطين في وحل الخيانة والفساد والمفسدين والتافهين واللصوص والمزورين ليكونوا القدوة والمثال الذي أجده مناسبا لوصف الواقع العراقي المرير الذي نحن فيه (( وراعى الشاة يحمى الذئب عنها ، فكيف إذا الرعاة لها الذئاب ؟ )) وشتان بين إعلام يطرح القضايا الكبيرة التي تشكل وجدان الأمة وعقولها وتدفع عجلة الاقتصاد والتنمية والصناعة ، وبين إعلام يتبنى طرح القضايا التافهة لمجرد الإثارة فقط للاستحواذ على أكبر نسبة مشاهدة والأمثلة أكثر من أن تُحصَى وأخيراً شتان بين إعلام يقدم الكوادر المتخصصة المتقنة المبدعة بلا مجاملات كاذبة أو محسوبيات ظالمة أو حسابات شخصية وبين إعلام يحارب المبدعين الصادقين الذين لا يجيدون العزف على وتر الكذب وتمجيد الفاسدين والظالمين


فالسيادة الوطنية لا يجمعها جامع لا مع المفهوم الديني ولا الشيوعي التقليدي اللذان يلتقيان في عقد عداوة الفكر القومي النهضوي الذي ولدته الحاجة القومية وأماني وتطلعات الجماهير التي وجدت ذاتها فيه ، ولا القومي المتعصب الذي يؤدي دور الناخر في بناء هويته القومية وافقها الإنساني ، فالنظرة الدينية تشك في ولاء غير المسلم للوطن ، ومعيار الوطنية في عرف الشيوعية التقليدية هو معاداة أمريكا والرأسمالية لفضا" ولكن الواقع العراقي افرز النقيض فبإرادة أمريكا كان الحزب الشيوعي العراقي في مجلس الحكم ، وهذا ينتهي بالضرورة إلى النيل هؤلاء على حصتهم من الكعكة العراقية التي أنضجتها مطابخ المحتل والتي تنال بالتالي من الوحدة الوطنية ، من هنا يكون الرد من قبل هؤلاء الحاكمين للحفاظ على السيادة الوطنية ، أي على سلطتهم وسلطانهم ، هو قانون الطوارئ الذي يترجم فعليا بقانون مكافحة الإرهاب الذي يعد سيفا مشهورا بوجه كل من ينطق حقا ويقاوم الفساد والمفسدين ويرفض الاحتلال والمحتلين ، ورصد كل حركة اجتماعية ، وقمع المعارضة ، واحتكار السلطة ووأد الحريات ، وامتهان الكرامات ، وجعل الوطن كيانا مراقبا مكشوفا من الأجهزة القمعية للسلطة عندها تكتمل السيادة الوطنية في عرف هؤلاء وما أيسر بالتالي من إلصاق تهم الخيانة والعمالة ، وضعف الشعور الوطني بفلان وفلان الذين يتعارضون معهم بالرأي وفهم السيادة والاستقلال وانتماء العراق العربي والدور التخريبي لدول الجوار وخاصة إيران وأطماعها التاريخية بالعراق والجزيرة والخليج العربي وما أحداث البحرين وشبكة الجواسيس في الجيش الكويتي واضطرابات المنطقة الشرقية في العربية السعودية إلا دليل قاطع على ذلك التوجه والنوايا


السيادة الوطنية لا تعني السيطرة على حركة الناس السياسية ، بل لا بد من ترك المجال واسعا أمام الصراع والتنافس السلمي السياسي والاقتصادي ، فالتضييق في الجانب السياسي والتشدد على المواطنين ، بالنتيجة لا بد أن يتعرض الواقع لمخاطر العنف ، فعلى الحاكم أن يعلم بأن الدولة ليست لمن يحكمها فحسب ، فالسيادة الوطنية من قبل السلطة الحاكمة تستدعي وجوب وجود معارضة سلمية منافسة ذات مشروع وبرنامج واضح فهي أصلا تضبط الحكم من خلال تطلعها لكي تحكم مستقبلا ، واستعدادها للمنافسة في الانتخابات المقبلة الدورية ، وليس بطرائق غير شرعية كالانقلابات مثلا فلا سلطة ديمقراطية دون معارضة سلمية ، والسيادة الوطنية تعني التركيز على عمل المؤسسات واستبعاد النزعة الفردية وتهميش الشركاء والاستبداد والإمعان في كبت الحريات ، السيادة الوطنية لا بد أن تقر بحقوق الإنسان الفرد والجماعة في إبداء الرأي والحصول على حقوقه والمشاركة ، لا بد أن تقر بحقوق الأقليات العرقية والدينية في الدولة الوطنية الواحدة وبدون تميز ، والسيادة الوطنية لا تعني البتة أن يستأثر الحاكم إن كان فردا أو حزبا"بكامل الحقوق كما هو الحال الواقع في العراق من قبل ألهالكي وحزبه الدعوة العميل الذي يعد نفسه من الأقوياء وحقيقتهم اغتصبوا السلطة عنوة بالرغم من ما أفرزته الانتخابات النيابية في 7 / 3 / 2010 ، السيادة الوطنية تنفي احتكار السلطة من قبل أيّ كان ، ولا بد من توزيع عادل للتمثيل في الحكم ، فإن تعذر هذا فلا بد ترك المجال واسعا للمعارضة للحراك السياسي التنافسي والديمقراطي السلمي لكي تكتمل السيادة ألوطنية ولا بد من بحث عن سبل للتنمية فكثير من هؤلاء السلطويين يمررون سياسة تنموية غير فعالة لانعدام التخطيط والبرنامج فالعنصر الأساسي في السياسة الاقتصادية لأي بلد تكمن أساسا في حرية أبنائه لاختيارهم السياسة الاقتصادية الأنسب والملائمة فكثيرا ما نرى من هؤلاء بحجة السيادة الوطنية ، يعطلون الإصلاحات اللازمة وهم يعنون غالبا بالسيادة الوطنية خدمة مصالحهم ، مصالح الطبقة الحاكمة التي اغتصبت السلطة عنوة واستمرارهم في دفة السلطة وما يخلفون هؤلاء من ميراث يشهد على فساد ونفسية هؤلاء ولكي يكتمل الاستقلال والسيادة الوطنية ،لا بد من الاستقلال الاقتصادي ، والالتفات إلى الشعب الذي لا بد أن تشمله خيرات الوطن


السيادة الوطنية أخيرا تتحدد بمدى احترام السلطة لحقوق المواطنين ، وضرورة إشعار الفرد بأن الدولة هي الحصن لحمايته وإعالته لا أن تكثر من السجون السرية وتمعن بالبطش والترهيب ، السيادة الوطنية هي بناء مستقبل زاه لأبناء الوطن ، يرفلون في ظلّه بالحرية وأمن وأمان والخدمات الحياتية

 

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
وليخسأ الخاسئون

 

 





السبت١٧ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة