شبكة ذي قار
عـاجـل










محاولة أغتيال السفير السعودي في أمريكا ( كما نقلتها وسائل الأعلام ) أن أثنين من أصول إيرانية حاولا تفجير السفارة السعودية في واشنطن وأغتيال السفير ، لكن تداعيات نشر الخبر خلفت أنقسامات في آراء اتباع إيران ، البعض أعتبرها خطوة أمريكية لأثارة الفتنة بين السعودية وإيران ، والبعض الآخر أعتبرها لعبة مشتركة بين السعودية وأمريكا للضغط على إيران ، والبقية الباقية تفننوا بالتحليلات والتفسيرات التي ما انزل الله بها من سلطان ليجعلوا إيران هي المظلومة والمعتدى عليها ، ومن عجز عن التفسير لصالح إيران أتخذ جانب الصمت وكأن الأمر لايعنيه !!، لكن العجيب أن أحد ما لم يفكر بحقيقة وقوف إيران خلف هذه العملية ولو بنسبة واحد بالمائة ، وكأن إيران لم ترسل من قبل أتباعها ليقوموا بعمليات أرهابية كالتفجيرات والأغتيالات ، فهذه الممارسات قديمة العهد وقد بدأت منذ أن وصل المقبور الخميني (خلده الله في قعر جهنم) إلى السلطة في إيران ، فبعد قيام نظام ولاية الشيطان ظهرت بصمات (الملالي) بوضوح في العمليات الأرهابية التي طالت دول المنطقة وخصوصاً العراق ، تفجيرات الجامعة المستنصرية ، وزارة التخطيط ، السفارة العراقية في بيروت والمركز الثقافي العراقي في لندن .. إلخ من عمليات أرهابية نفذها مطايا حزب الدعوة الأرهابي ، وقد أعتبروها عمليات جهادية  مبررة كما وصفها الزنديق حيدر العبادي ، وعلى مستوى الوطن العربي كانت هناك عمليات استهدفت بعض المؤسسات الحكومية والهيئات الدبلوماسية والشخصيات العامة ، على سبيل المثال محاولة أغتيال جابر الأحمد الصباح ، حتى الكعبة المشرفة لم تسلم من الإيرانيين ودسائسهم ، وفي العراق (الجديد) أصبحت التفجيرات والأغتيالات بكواتم الصوت على قدم وساق ومعظمها تصب في رافد الأجندة الإيرانية!!، على أية حال اذا ما أردنا الحديث عن دور إيران التخريبي والعمليات الإرهابية التي تنفذها سنحتاج إلى وقت وجهد وصفحات طويلة وعريضة لندونها ، أذن لماذا نستبعد دور إيران في هذه القضية؟!، أما القول بأن أمريكا تفتعل الفتن لتوقع بين الفرقاء فلا خلاف على ذلك مطلقاً ، بل أزيد على ذلك بأن سياسة أمريكا مبنية على مبدأ فرق تسد ، لكن ليس بهكذا طريقة ساذجة ، أو ناقصة ، فأذا كانت واشنطن قد أفتعلت هذه القضية لتوقع بين السعودية وإيران كان من الأفضل أن يفجروا السفارة السعودية ليضمنوا حصاد الفتنة بعد زرعها ، فلماذا لم تفعلها؟!، كذلك بإمكان الـ (CIA) أن يحدثوا أنفجار داخل السعودية ويتهموا فيه إيران ، أو أن ينشروا وثائق (شبيه بوثائق ويكيليكس) يقولوا فيها أن إيران تعد العدة للهجوم على السعودية!!، ثم أن السعودية وإيران لاتحتاج إلى مؤامرة لتتوتر بينهما العلاقات ، فإيران لاتخفي بغضها للسعودية والوهابية ، حتى أن بعض أهم المطبوعات التي تروجها إيران تتحدث عن علامات ظهور المهدي المنتظر ومنها مقتل ملك يدعى (عبد الله) وملالي إيران يصيحون بأعلى صوتهم (عجلوا بظهور المهدي من خلال تحقيق علامات الظهور)!! ، وهذه دعوة علنية لقتل الملك عبد الله ، أليس هذا هو الواقع؟!، فلماذا هذه التبريرات الساذجة وكأن بين العرب والفرس روابط لاتحلها إلا الفتن الأمريكية والصهيونية ، المسألة واضحة العملية تستهدف حلفاء أمريكا وهي حركة سياسية وغير مرتبطة بدوافع طائفية (حسب وجهة نظري) لأنهم أستهدفوا أيضاً سفارة الكيان الصهيوني ، وهذا يجلنا نسأل هل تريد أمريكا أن تثير فتنة أيضاً بين الكيان الصهيوني وإيران؟!، لكن المسألة أخذت بعد طائفي عند أتباع إيران الذين وقفوا مدافعين عن قبلتهم ، ولو عكسنا الحالة وأن المتهمين ( من أصول عربية ) في قضية تفجير سفارة إيرانية وأغتيال السفير فأن الموقف سيتغير!!، والله لأصبحت رواية تتوارثها الأجيال ويكون للسفير الإيراني فيها معاناة من الظلم والعطش كما ظلم الحسين (ع) وأنهكه العطش ، ولدينا على ذلك مثل حي ، علي السراي رئيس ما تسمى بـالمنظمة الدولية لمكافحة الأرهاب والتطرف الديني ، وحسب رآيي الشخصي يجب أن تستبدل كلمة (الدولية) بالـ (الطائفية) لتكون أسم على مسمى ، المهم ، هذا الطائفي (علي السراي) أقام الدنيا ولم يقعدها وخرج بمظاهرات ولطم على القنوات الطائفية من أجل سجناء عراقيين محكومين في السعودية ، لكنه لم يذرف دمعة واحدة أو يسمع له نفس على عراقيين غيبتهم سجون الملالي في إيران!!، هذا هو واقع أتباع إيران فماذا نتوقع أن يحكموا على ملالي قم وطهران بغير البراءة.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

alhashmibilal.blogspot.com/

alhashmi1965@yahoo.com

١٤ / تشرين أول / ٢٠١١

 

 





السبت١٧ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة