شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكســر


إن الربيع العربي نتاج المسؤولية الشعبية ولعل سلوك الشباب التونسي والمصري خير دليل على ذلك وعند الإصغاء إليهم وهم يتحدثون عن مشاريعهم ، عن آمالهم ، عن مخاوفهم نتلمس وبأ عجاب حماستهم وثقتهم بأنفسهم وعدالة قضيتهم والإعجاب يزداد أيضا برفضهم التخلي عن نصرهم الذي يشكل نصرا لشعبهم لا لحزب أو دين أو طائفة بعينها ولن أتردد عندما أقول تأثرت بحماستهم التي جعلتني ارجع الذاكرة إلى حماسة شباب العراق في منتصف الخمسينات من القرن الماضي عندما افترشوا شوارع بغداد ومدن العراق الأخرى دعما لشعب مصر وادانه للعدوان الثلاثي 1956 وبحلمهم بدولة تونسية ومصرية ديمقراطية يسودها الوئام وبوسعها توفير وظائف لشبابها فقلت لنفسي ألم يكن العراق هو الأكثر تهيأ" للربيع العربي وأن يكون الساحة التي تنطلق منها الثورة العربية الكبرى ، ولماذا محدودية المشاركات في تظاهرات واعتصام ساحة التحرير وباقي ساحات العراق الأخرى ، وراودني سؤال ماذا لو نجح الشعب العربي بتمرده على الحاكم المستبد والترهل في مؤسسات الحكم العربي ؟. يسعدني اليوم أن أحيي أولئك الشباب ومن تفاعل مع مطالبيهم التي تكتسب مشروعيتها من عمق تلبيتها لإرادة الشعب منهم الموجودين في ميدان التحرير وشوارع تونس فبفضل حزمهم ونضجهم السياسي ، قدموا للعالم درسا في الإصغاء والانفتاح والحوار أجل ، هذا الربيع العربي بمثابة أمل عظيم بالنسبة لنا جميعا يدلل على اليقظة العربية ولم تتمكن القوى الغاشمة من تهميش دور الجماهير التي انكفأت لحين لكنه أيضا تحد هائل أظن أن مجالس الحوار وميادين التجمع قد أظهرت ذلك بوضوح ويمكن أن نحصره بالاتي


أولا - تحد سياسي علينا تعبئة جهودنا جميعا لضمان نجاح التحول الديمقراطي العربي ، إن الوطن العربي بطبيعة الحال هو من يهمه الأمر بالدرجة الأولى وقد أصبح فاعلون سياسيون جدد حازمون ومطالبون يظهرون في اغلب الدول العربية ، وأصبحت تتحتم إعادة تعريف العلاقات الاجتماعية بل العقد الاجتماعي ، فقد باتت جميع الحكومات العربية تدرك أن عليها السماح لمواطنيها بإسماع أصواتهم ، وأصبحت تدرك أن قمع الآمال المشروعة للشعب والإفلات من العقاب بات أمرا غير ممكن ، غير أن كل وضعية تبقى متميزة ويتعين على كل شعب بفضل تاريخه ومميزاته ووفق الإمكانات المتاحة له ، تقرير مصيره وإنشاء نموذجه الخاص وأصبحت بعض البلدان ملزمة اليوم بإدارة ما بعد الثورة وأعني تونس ومصر وهذا الطريق نحو الحرية طريق وعر يتطلب التوفيق بين إرادة الجميع واحترام كل فرد ، وبين التعطش المشروع للديمقراطية والتعلم المتأني واللازم لتطبيقها، لثقافتها ، إذ أن الحصول على الحرية لا يعني مجرد التخلص من أغلاله بل يعني العيش بطريقة تحترم حرية الآخر وتعززها والثائر الإفريقي نيلسون مانديلا ، مسيرة طويلة نحو طريق الحرية نموذجا حيا" وليست دولة القانون دولة التي تدعي أنها تحترم حقوق المواطنين فحسب فهي أيضا وكما يزعمون دولة تقوم على هرم من المعايير يجب أن يحترمها الجميع ، لذلك أكدنا كجماهير تجاهد من اجل الحرية والخلاص من ما حدد لنا كشعب من قبل ثالوث الشر والجريمة الامبريا صهيونية وفارسية صفوية على دعمنا للتحول في تونس الخضراء ومصر العروبة ، التي استغلت هذا الدفع نحو الحرية واتخذت السلطات بعد التغيير مبادرات بالتزامها الحازم بعملية انفتاح ، حرصا منها على تلبية طلبات شعبها المشروعة ، كما أرى هناك حافزا قد حصل متأثرا بواقع الثورة العربية الوليدة و أقصد المغرب، حيث ألقى الملك محمد الخامس خطابا ممهدا الطريق لإصلاحات مؤسسية مهمة وكذلك الأمر في الأردن ومشروع الإصلاحات الدستورية


أما آخرون وأعني الغرب وأمريكا فقد اختاروا الوقوف بالمكشوف أمام النضج العربي والعمل على امتصاصه وتحويله إلى نافذة للدخول إلى الساحة العربية وتحويل مسار النهضة القومية ولنقف عند ما قاله وزير الخارجية الفرنسي تعقيبا على أحداث بنغازي حيث قال وبالنص التالي (( قمعا وحشيا ذلك هو الحال في ليبيا التي عبأ فيها المجتمع الدولي جهوده لحماية المدنيين. ودون الخوض هنا في نقاش حول جدوى التدخل في ليبيا، سأقول لكم فقط أنني أتذكر حين ألقيت خطابي أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث وجهت هذا النداء "المسألة مسألة أيام، بل ساعات". كنا ندرك جيدا أن طوابير ألقذافي تزحف على بنغازي وكنا نعرف ما كان سيفعله في المدينة، فقد أعلن عن ذلك، أي تقتيل خصومه اليوم، لا يختلف اثنان في أن ألقذافي بعد قصفه لشعبه بالمدافع قد فقد كل مشروعية ويجب عليه التنحي وآخرون يترددون، كما هو الشأن في اليمن أو في سوريا، حيث تعد الوضعية مصدر انشغال عميق. على هاذين البلدين أن يدركا أنه ليست ثمة حلول أخرى سوى حوار مفتوح من شأنه الاستجابة بوضوح لتطلعات المواطنين ، الذين يجب ضمان تعبيرهم عن آرائهم بكل حرية ويجب علينا ، من جانبنا ، مراعاة جميع التحديات الناجمة عن هذا الربيع العربي )) .ومن خلال تلك الرؤية الفرنسية التي تعبر عن قرار الناتو باداره أمريكية نجد الاشتراطات التي وضعوها لتكون البوابة الواسعة للدخول وتغيير مسار الربيع العربي ليتحول إلى تدمير وأثاره وقتل ونهب وسلب والقضاء على اي صرح علم ومعرفه لتتحول ألامه العربية إلى واقع جديد يقوم على تقسيم المقسم لقتلها وتهميشها ، وقد خلص إلى الاشتراطات التالية التي ملامحها الخارجية تعبر عن حقوق الإنسان وحق اكتساب الحرية والعيش في كنفها والحقيقة النقيض المطلق والتجربة العراقية هي الشاهد والحكم اليقين


● يتجلى الأول في ضمان احترام الحقوق الأساسية للإنسان. فعلا ، سبق في الماضي، أحيانا، وأن ترددنا في التصدي لبعض الانتهاكات، وكان الخوف من تهديد التطرف من بين العوامل التي منعتنا من ذلك. أريد أن أكون واضحا: كما هو الشأن بالنسبة لليبيا، سنواصل التصرف بحزم كبير إزاء جميع الانتهاكات الثابتة، وحسب خطورة الوضعية، سنستخدم جميع الوسائل في حوزتنا لإنهائها. فلدينا، فعلا، مجموعة من الوسائل، لاسيما العقوبات، في الحالات القصوى، وبإذن من مجلس الأمن. لذلك سأتطرق إلى مسألة أود أن أعبر عنها بدون لبس. الهدف وراء سياستنا ليس السعي إلى تغيير الأنظمة. كما لا ننوي البت في طبيعة وتوزيع الاختصاصات الداخلية في بلدان مستقلة. نحن نبدي آرائنا وندين ونتدخل وفق القانون الدولي وحده، و، لاسيما، بعد تنفيذ المبدأ الجديد، الذي اعتمد خلال 2005 من قبل منظمة الأمم المتحدة، وأدرج لأول مرة في قرار لمجلس الأمن، أقصد مبدأ مسؤولية الحماية، وفيما يلي تذكير بفحواه: بموجب هذا المبدأ، الذي اعتمدته الأمم المتحدة بالإجماع، تقع على عاتق الحكومات مسؤولية حماية شعوبها ضد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. إن لم تقم بذلك، يجوز للمجتمع الدولي الاضطلاع بهذه المسؤولية. لذلك فإن ما نقوم به في ليبيا يلتزم بصرامة بالإطار الذي حددته قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مما لا يمنعنا بطبيعة الحال من الدعوة إلى رحيل ألقذافي، لأننا نعتبر أن بقائه في الحكم يبدو غير متوافق مع حماية المواطنين الليبيين.


● التحدي الثاني يتمثل في مواكبة بلدان الضفة الجنوبية في تحولها الديمقراطي. ولا يعني ذلك تقديم وصفاتنا، فنحن لسنا كاملين، أنما يتعلق الأمر باقتراح مساعدتنا في روح تعمها الثقة والصداقة والإصغاء. يمكن مثلا أن نتبادل معها تجربتنا وخبرتنا في مجال القانون الدستوري أو الأنظمة السياسية أو الحريات العامة أو حرية الصحافة.


● أما التحدي الثالث فيتجلى في تغيير نظرتنا عن العالم العربي فقد كنا ، نحن الفرنسيين نعتقد أننا على إلمام جيد بهذه المجتمعات، التي تربطنا بها علاقات عريقة ووثيقة. لكن الربيع العربي فاجئنا وأظهر جهلنا لجوانب كاملة من العالم العربي. اليوم، نحتاج إلى رؤية المقاولين والقائمين عن الجمعيات. نحتاج إلى رؤية الفنانين والطلبة. نحتاج إلى رؤية المدونين وأولئك الذين يقولون "لا" والجهات الفاعلة الناشئة.




يتبع بالحلقة الأخيرة

 

 





الاربعاء٢١ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة