شبكة ذي قار
عـاجـل










لنضع المواقف جانباً ونتحدث بصراحة وإنصاف عن قضية مقتل الرئيس معمر القذافي (رحمه الله) ، بشكل شخصي كان لي موقفاً سلبياً منه بسبب دعمه لإيران وتزويدها بالصواريخ التي ضربت بها بغداد في الثمانينات من القرن الماضي ، إلا إن هذا لا يجعلني من المؤيدين للأهانات والضرب الذي تلقاه قبل أن يقتل بشكل غير أنساني ويمثل بجثته وتصبح فرجة لطوابير من الشامتين ، فما حدث للرئيس القذافي في لحظاته الأخيرة (بغض النظر عما فعله أو يتهم به) لايمت للفعل الوطني بصلة لامن بعيد ولا من قريب ، بل هو شذوذ أنساني يتقاطع مع العادات العربية والمفاهيم الأسلامية التي حثت على أكرام الميت بدفنه ، ولنا أسوة حسنة بالأمام علي (كرم الله وجهه) عندما ضربه أبن ملجم ليقتله أوصى أبناءه قائلا ، أذا توفاني الله فعليكم ضرب قاتلي ضربة واحدة ، فأن مات كان هذا قصاصه وإن نجى فأن الله كتب له الحياة ولا مرد لأمر الله ، وطيلة فترة أحتضار الأمام علي كان أبن ملجم يحضى بالرعاية الكاملة!!، كما أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يفعل مع الكفار هكذا أفعال بل أوصى المسلمين أن لايجهزوا على جريح في معركة أو يسيئوا معاملة أسير أو يقطعوا شجرة!!، فأين أنتم يا مسلمين من الرسول وأبن عمه وصحابته؟!، على العموم ، سنغض النظر عن الجانب الإنساني ، الديني ، الوطني والأخلاقي تجاه (رجل مسن وسط مجموعة من الشباب) ونقول لقد قاد معمر القذافي ليبيا أربعة عقود ومَثلها في المحافل السياسية فمن غير المعقول أن لايكون قد فعل شيء واحد صالح خلال هذه الفترة يذكر له عندما أصبح وحيداً فريداً أعزل لاحول له ولا قوة وسط مجموعة مسلحة من الفتيان يتلقى منهم الصفعات والركلات وأنواع الشتائم ، والأبشع من ذلك فعل قام به أحد النكرات لايفعله سوى فاقد الشرف والرجولة ، وقد ركزت بعض المواقع والقنوات الأجنبية على هذا المشهد بالذات لأهانة القيادة العربية!!، ألم تشفع للرئيس القذافي (ولو شفاعة صغيرة ترحمه من الأهانات والضرب) بعضاً من مواقفه ، مثل أعتزازه بالشعب الليبي ، فقد أمر بختم جوازات الوافدين للعمل إلى ليبيا بجملة "خادم الشعب الليبي"، أو يحصل على شربة ماء قبل أن يطلقوا الرصاص عليه ويردونه قتيلا ذاكرين له كيف فرض على الحكومة الأيطالية تقديم الأعتذار والتعويض للشعب الليبي ، أو على الأقل أكراماً لحمله صورة المجاهد عمر المختار على صدره أثناء زيارته إلى روما ، وعلى ذكر المجاهد عمر المختار فأنه رغم مقاومته للأحتلال الأيطالي وتكبيد الأيطاليين خسائر كبيرة إلا أنه لم يتعرض للأهانة وسوء المعاملة من قبل (المحتل الأيطالي) بقدر ما تعرض له معمر القذافي علي يد (الثائر الليبي)!!، من جانب آخر دعا القائمون على الحكم الانتقالي في ليبيا إلى تأسيس نظام يعمل وفق الشريعة الأسلامية ، وقد صدر قرار فوري بإعادة العمل بشريعة تعدد الزوجات!!، (وعلى قول الفنان العراقي الراحل جعفر السعدي) عجيب أمور غريب قضية!!، لأن شريعة (الجماعة) متخصصة بالزواج وتغض النظر عن التمثيل بالجثث!!. 

 

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١١

 

 





الجمعة٠١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة