شبكة ذي قار
عـاجـل










حملة شعواء تستهدف البعثيين من جنوب العراق وحتى شماله ومن شرقه حتى آخر نقطة في غربه (بغض النظر عن الطائفة أو العرق) ، يحدث هذا في وقت أختلفت فيه (مطايا الأحتلال) حول قضية أنسحاب القوات الأمريكية من العراق ، حيث تفرقوا بين مؤيد ومعارض ومحتار ، فالأحزاب الكردية الملتصقة روحاً وجسداً مع (بسطال) الجندي الأمريكي هم من أبرز المعارضين لرحيل المحتل الأمريكي ، لأنهم أصبحوا (مكفخة) لتركيا وإيران ، والخشية من أزدياد (الكفخ) بعد خروج القوات الأمريكية ، كما أن أحلامهم الوردية بالأنفصال وتأسيس جمهورية مهباد الثانية على أرض العراق قد تتلاشى مع غياب الظل الأمريكي لأن الفيتو (الإيراني التركي) قد يصل إلى حدود سحق رؤوس الأنفصاليين بالبساطيل ، أما الجهات المؤيدة بشدة للقرار هم الموالون لإيران والملتصقون روحاً وجسداً مع (نعل) الولي الفقيه ، لأن الأجندة الإيرانية تقتضي خروج قوات الأحتلال الأمريكي من العراق لتتحرك بحرية أكبر وتكون على تماس مع دول الخليج ، وهذا يصب في رافد المصالح الأمريكية لأن البعبع الإيراني يجعل دول الخليج في أنذار دائم!!، وبما أنها مصلحة إيرانية فأن أتباع الولي الفقيه في المنطقة الخضراء يتسابقون لتحقيقها مهما كلف الثمن ، بينما وقف المحتارون في منتصف الطريق ما بين رفض الكاكا وموافقة السيد ، فمرة يرفضون وآخرى يؤيدون وبين الرفض والقبول يتحفظون!!، وهؤلاء لايرون سوى ما يراه غيرهم ، لكن رغم تلك الخلافات وتباين المواقف أتفقوا على مواجهة البعثيين في هذا الوقت العصيب ، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على تبني دور وطني يذهب بحكومة المنطقة الخضراء إلى مزبلة التاريخ ، ومن المؤكد أن هناك توصية أمريكية بهذا الخصوص!!، لأن أمريكا ستضع قواتها على أهبة الأستعداد في الكويت بعد الأنسحاب لحماية النظام الذي أقامته في المنطقة الخضراء ، وهذا وعد قطعته على نفسها كضمان لعملاءها في العراق!!، والسؤال الذي يطرح نفسه .. من الجهة التي تخشاها أمريكا وتحسب حسابها!؟ ، القول أن التواجد الأمريكي في الكويت هو من أجل إيران فهذه حجة لذر الرماد في العيون ، لأن المطلب الأمريكي هو تحديد نشاط إيران في المنطقة لكن ليس القضاء عليه ، ولماذا نخالف المنطق فمن شرع أبواب العراق لإيران وأوقفها على مشارف الخليج غير أمريكا!! ، كما أن الواقع يشهد بأن قوات الأحتلال الأمريكي لم يكن لها أي دور يذكر في التصدي للخروقات العسكرية الإيرانية التي أمتدت من جنوب العراق حتى شماله ، فكيف أذن سيكون لها دور فعال وهي في الكويت!!، والأهم من هذا وذاك أن إيران لا تشكل خطر على نظام المنطقة الخضراء لأنه ببساطة جزء من نظامها وهي المنتفع الأول من وجوده ، أذن لم يبقى غير حزب البعث يقلق مضاجع الأمريكيين ، وهذا يعني أن هناك نشاطاً ملموساً لحزب البعث بات يهدد الأجندة الأمريكية ومستقبل العملاء في المنطقة الخضراء ويقلق مضاجع الفرس ، لأنهم لازالوا يتحسسون من جروح القادسية الأولى ويتحسرون على هزيمتهم أمام العرب ، وهم اليوم يريدون أقتلاع جذور البعث من العراق لأن البعثيين جددوا جروح الماضي بقادسية جديدة ، وأذا لم يتداركوا الأمر فأن القادسية الثالثة ستكون في طريقها لهم طال الزمن أم قصر ، وهي أتية أن شاء الله.

 

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

١١ / تشرين الثاني / ٢٠١١

 

 





السبت١٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة