شبكة ذي قار
عـاجـل










في ليلة رمضانية سألني سائل بعدة أسئلة واستفسارات   وأراء تدور في تفكيره نتيجة الإرهاصات  التي تعرض لها بعد الاحتلال وتأثيرات الماكنة    الإعلامية المعادية التي تمتلك  الإمكانيات المالية والتقنية ومراكز البحوث والدراسات موجهة جميعها  لشيطنة البعث وأهدافه ومنهجه وقيادته ويبدو أن الرفيق السائل أصابه اليأس والقنوط ربما انه كان على هامش  المسيرة ولم يرتقي إلى  مستوى رجال   البعث الإبطال الرساليين فانكفأ على نفسه وقعد مع القاعدين .

 

فقال لي: كيف ضاعت نضالاتكم وتضحياتكم فلا العراق الذي   كان قاعدة رصينة   للأمة العربية ونقطة إشعاع ومثل للإنسان العربي, ولا فلسطين تحررت التي اعتبرتموها القضية المركزية لحركة الثورة العربية ’ ولا الوحدة العربية تحققت ولا المسيرة الديمقراطية والتعددية الحزبية التي  نادى بها  مؤسس البعث ( رحمه الله)  في أخر كلمة له في 7 نيسان 1989 انطلقت؟

ومنحت لكم فرصة تاريخية لقيادة العراق خمسة وثلاثين عاما إلا يكفي هذا الزمن لتحقيق أهدافكم ؟!

لأنكم غير واقعين برفع الشعارات وضغطتم على المرحلة أكثر مما تتحمل أليس الأفضل رفع شعار العراق أولا بدلا من الوحدة العربية التي أعطيتموها الأولوية والأسبقية و الرجحان على بقية الأهداف.أليس من    حقي إنا ابن جيل الثورة والتأميم المخذول أن اشعر بالندم ؟

فليس هناك إنسان عاقل يحب أن يزرع ولايحصد ؟ أو يضحي ولايجني ثمار تضحياته .

 

فأجبت : في أدبياتنا الدارجة شيْ من الضبابية في فهم معنى الواقعية, فالبعض يستخدمها في معنى يؤدي إلى قبول الواقع والتنازل عن الهدف هم دعاة العراق أولا أو الأردن أولا , فنحن نعتبر تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي هو القضية الأولى في هذه المرحلة لان رأس الأفعى في بغداد ,وبالتالي أن مصير الاحتلال في العراق يقرر مصير المنطقة لا بل العالم .

فالواقعية تعني تشخيص ماهو موجود والتصرف على أساسه, ولاتعني الخضوع له أنها تشخيص الواقع لمعرفة أي طريق أن تتبعه لمجابهته, تلك هي الواقعية الصحيحة, إي تشخيص الواقع لمعرفة أفضل السبل لتحقيق الهدف .

 

(لان الواقعي ليس الذي يستسلم للواقع بل الذي يفهمه, وقد يفهمه ليماشيه ويستغله أو ليعلو عليه ويغيره) .

إما الواقعية السائدة ماهي إلا الاستسلام للواقع نتيجة الخوف والجبن أو بباعث النفعية والاستغلال .

( عندنا سياسيون فيهم شيوخ والكهول والشباب, ولكنهم مستسلمون ومنتفعون ودخل أكثرهم العمل العام  دون فهم كلي للقضية القومية, ودون أن يتصورها كلا, فضاعوا في الأجزاء, وعجزوا عن نفع القضية )

فتفكيرك بطرح تلك الأسئلة باعتقادي نتيجة أخطاء السياسيين ومغالاتهم بالكلام عنها ( قوانين الطبيعة تستكشف مرة واحدة, وقوانين الحياة  يجب على كل فرد أن يستكشفها في حياته من جديد. من هذه القوانين: انه لاربح  بلا خسارة ولا ربح إلا على قدر الخسارة). أبعد الناس عن فهم الحياة من يريد أن يربح من غير خسارة.

 

والسبب الثاني:- الذي يدعوك بطرح تلك الأسئلة لوقعوك في فخ هذا الخطأ في فهم الواقعية, وتقيمها من خلال قوالب التفكير المجرد التي خلقها ذلك الواقع

وليس من خلال التفكير المستقل الخاص وغير المنعزل, الإنسان في حالة السكون وفي ظل الواقع الراهن للدولة القطرية محدود الإمكانية

(هو إذا نظر إلى الواقع وقيم قوى التغيير مقارنة بقوى الوضع الراهن يجد الفارق شاسعا, أن يجد أن تحقيق هدف الوحدة صعب, أذا مانظر إلى الأمور على أساس معطيات الوضع الراهن بما فيه المحاولات الوحدوية التي أخفقت)

 

فلبناء الذي أقامه وصنع التجزئة, يمكن أن يتهاوى بأسرع مما نتصور وعلى سبيل المثال :

 

1_ في الجزائر قبل الاستقلال كان النظر إلى الأمور من خلال قوالب الواقع يؤدي إلى اعتبار الاستقلال امرأ بعيدا جدا .

2_ اكتشف  الشعب العراقي العظيم  بان المقاومة الوطنية العراقية لطرد الاحتلال هي اقصر الطرق واقل تضحيات من العملية السياسية المخابراتية الأمريكية التي كلفت الشعب العراقي أكثر من مليونين وثلاثمائة وخمسون إلف عراقي عدا ضحايا الغزو الأمريكي للعراق كما هناك أكثر من 5500 شهيد ومخطوف وسجين بين عالم ومفكر وأستاذ وأكاديمي وباحث وخاصة علماء الذرة والفيزياء والكيمياء .

كما أن العراق اخطر بلدان العالم في الجانب الأمني والفساد المالي والإداري, وإعداد المهجرين حسرا أكثر من مليونين بالداخل وثلاثة ملايين بالخارج منهم 20 إلف طبيب بشكل حوالي ثلثي أطباء العراق إي خمس العراقيين أصبحوا لاجئين داخل بلدهم وخارجها وهو العدد الأعلى بالعالم بالإضافة إلى ثلاثة ملايين أرملة وخمسة ملايين يتيم, إما المواقع الملوثة بلغت اكثرمن 350 موقعا في العراق و 240 إلف إصابة بمرض السرطان وكما يسجل 7_8 ألاف إصابة جديدة في كل عام.

 

3_ إما في التاريخ فثورة الإسلام أفضل مثال على ذلك الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم الذي كان نموذجا في الإشعاع, والإشعاع يعني أن يرى الإنسان هدفا  يتحقق إمامه, إي نحو الهدف من أمنية إلى واقع .

 

( هو أن الإنسان الذي يستمع للوعظ من أهل الصدق قد لايؤثر فيه قبل أن يرى مثالا على الصدق أن يتحقق إمامه كذلك الدعوة إلى العدالة قد تكون مؤثرة في الآخرين بمجرد الدعوة إليها لكنها تكون أكثر تأثيرا عندما يرى ملقوا الموعظة أن الذي يدعو إلى العدالة يطيقها عمليا)

حيث قال الشهيد صدام حسين ( رحمه الله)

( بالفكر والممارسة والنموذج الحي يتحقق الإيمان )

إذن الذي يرغب في أن يكون قاعدة إشعاع للوحدة العربية يستطيع ذلك يجب أن يكون المجال إمامه مفتوحا" إذا كان يعمل بروح الأمة

فثورة تموز 1968 ماكانت ثورة عراقية خالصة بل كانت ثورة وطنية وقومية تقدمية إنسانية فعلينا أن لا نغلق إي باب لخدمة المصلحة القومية .

 

فشعار العراق أولا  والأردن أولا وسوريا أولا  شعار غير موضوعي إذا لم يرتبط بهدف الوحدة العربية , وكأنما هدف العراق اولآ هو استرضاء للأنظمة العربية أو عدم استفزازها وليس قول الحقيقة .فنحن البعثيين من أهدافنا الوحدة العربية التي أعطيناها الأولوية والأسبقية على بقية الأهداف باعتبارها ثورة ولابد أن يكون لها فكر يخاطب ضمير الأمة ويؤثر في تفكير أبنائها ويخرجهم من قوالب التفكير الواقعي – إي تفكير الدولة القطرية – إلى تفكير الوحدة .

 

( الفكر هو البعد, المهم في الثورة ,فهو نقطة بدايتها وهو الذي يهيء لها, وهو الذي يحفظ مسيرتها في الطريق الصحيح, ويحافظ عليها من الانحراف ويضمن استمرارها لتحقيق كامل أهدافها) فالفكر العربي الراهن انه على العموم ردود  فعل يصدر من النخاع الشوكي لا من سلطان العقل ويرجع صدى الإحداث بدلا من قيادتها والتأثير فيها .

فالثقافة ليست صنعة, أو حرفة بل مهمة نضالية, والنضال يعني الإصرار. ( الثقافة هي مشجب لكل الأسلحة ) و(الثقافة ليست ترف فكري بل هو واجب نضالي ).

حيث قال القائد المؤسس (رحمه الله )

(الفكرة قوة تاريخية لاتقدر بثمن )

وبالتالي فالنضال والذي اوجد التفكير .

 

فالآراء التي طرحتها يارفيقي أراء مرتبكة وقلق فكري, وحيرة وكأن الحديث عن هدف الوحدة في نظرك أصبح مستحيلا ويرمز إلى ذلك السؤال الذي يتردد مالعمل؟ .

فالمطلوب منا الصبر والثبات والتمسك على المبادئ والمثابرة وتبديد المؤثرات الثقافية والنفسية المعادية التي تنطلق من الماكنة الإعلامية

الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية,كما يتطلب تبديد العوائق المادية بشتى أنواعها .

 

نحن والزمن في تحقيق الأهداف

يجب أن يكون لنا تعريف تاريخي للزمن بين عمرا لامة وبين أعمار الإفراد .

فالنهضات الكبرى في تاريخ الإنسانية لاتقاس أعمارها بمقياس أعمار الإفراد, فالنضال من اجل أهداف الأمة في الوحدة والتحرر والتقدم لابد أن يكون طويل الأمد وان نعمل بأقصى الجهود لان المسيرة لا تتوقف أمرها على قائد اوقيادة اوجيل واحد إنما هي ملك الأجيال اللاحقة. فالهدف النهائي للأمة لابد أن يمر بمراحل طالما أن الثورة العربية هي علم وتخطيط وتنظيم ومراحل.

إذن الحركة الانقلابية التي لم تترك الزمن يسطير على مقدارات الأمور وتعجل سيرالزمن, والسرعة والدقة هي من صميم الحركة الانقلابية وعلمتنا التجربة العملية والعلمية بان الارتجال لايوصل إلى النتائج المحمودة .

 

فالحركة الثورية الانقلابية يرجع أمرها إلى نشاطها والى صدقها وجديتها فالمطلوب منها تقوم على الوعي أولا وعلى الشعور بالمسؤولية ثانيا وعلى الإيمان ثالثا وتثبيت المبادئ في نفوس. إذن (الحركة الانقلابية هي وحدها الحركة السريعة ).

 

أيها الرفيق: نعم اقر واعترف بالتباين بين الأقطار العربية هو شأن محلي والتماثل شان قومي فليس هناك مشكلة لا حل لها, فالمرونة الثورية’ والعقل المفتوح والإبداع في استنباط الحلول.فعلينا لانقف حائرين إما الصعوبات مهما كانت. هذا هو الجانب الفكري .

 

إما الجانب العملي والتطبيقي : فاطرح عليك الأسئلة المصيرية التي تحتاج إلى أجوبة مصيرية.

ـ من الذي احتل العراق وقطع أوصاله وقتل شعبه ؟

ـ لماذا احتل العراق من دون باقي الأقطار العربية التي لاتقل شأنا من حيث الجغرافية والموقع والاقتصاد ؟

ـ من المستهدف من احتلال العراق  قتلا وتدميرا وتشريدا وتهجيرا واجتثاثا من الأعماق ؟

 

ولكي نكشف من خلال هذه الأسئلة حقيقة ماجرى ويجري للعراق اليوم بعد أن العدو المحتل ضلل ودجل وزور أن الكشف عن هذه الحقائق هي تمثل جوهر البعث الرسالي .

المحور الأول: من الذي احتل العراق وقطع أوصاله ؟

 

أن الذي احتل العراق جميع الأعداء التاريخيين الحاقدين على العروبة والإسلام الحنيف ( الامبريالية الأمريكية والاستعمار البريطاني  والصهيونية العالمية وكل قوى الكفر والشرك والظلم والعدوان في الأرض شرقا وغربا وعاونتهم الصفوية الفارسية العدو اللدود للعروبة والإسلام وكل الخونة والعملاء والجواسيس والمرتدين عن دينهم  والمنافقين والجبناء المتخاذلين في الأمة )

المحور الثاني: لماذا احتل العراق دون أقطار الأمة العربية ؟

 

لان العراق أصبح بالبعث وفكره وعقيدته وأهدافه ومنهجه وتجربته وقيادته خلال 35 عاما يمثل جوهرالامة وإسلامها الحنيف حيث:

ـ أصبح العراق يمثل نموذجا ثوريا ووطنيا وإنسانيا محرض الشعب العربي وكل شعوب العالم المستضعفة والمستعبدة على الثورة والتحرر من الهيمنة والسيطرة الامبريالية في الأرض, وأصبح يقلق ويرعب الأنظمة المتهرئة المتخاذلة والمستسلمة لإرادة أعداء الأمة.

 

ـ لان العراق بقيادة البعث قد أشاد صرحا" علميا " على أرضه الطاهرة في مختلف علوم الحياة التي يرتكز عليها التطور الحضاري المعاصر.

ـ قد اعد جيشا" من العلماء والباحثين والمخترعين والمبدعين لان العراق بقيادته التاريخية قد ثور الإنسان العراقي وجدد حياته وفجر في أعماقه كل عوامل ومعاني التجدد والإبداع والبطولة والفداء.

ـ العراالثالث:وز خطوط الحمر إي تجاوز المسموح  له الذي وضعته القوى الامبريالية بأنه يهدد مصالحها  غير الشرعية .

 

المحور الثالث :

من المستهدف من احتلال العرهو:

المستهدف من احتلال العراق هو :

1_ قيادة العراق التاريخية الثورية المؤمنة وحزبها الرسالي التي حققت هذا الانعطاف الهائل في حياة العراق .

2_ المستهدف هو حزب البعث العربي الاشتراكي عقيدة ومنهاجا وأهدافا’ لان حزب الأمة ورسالتها’ ولم تستهدف قوة الغزو والاحتلال لاحزبا ولاتيارا ولا عقيدة ولا فكر ولامنهجا لم تستهدف غير عقيدة البعث وفكره ومنهجه وأهدافه ورجاله بل قد عادته الكثير من الأحزاب والتيارات التي تدعي العروبة والإسلام والوطنية’ وظلت تدجل  وتظلل ويشرع المحتل دستورا يذهب على ( اجتثاث البعث ) ولأول مرة في تاريخ البشرية.

 

والاجتثاث يعني بكل حيثياته  وأهدافه ومراميه هو اجتثاث شعب العراق وعروبة العراق ودين العراق وتاريخ العراق وارض العراق وحضارة العراق.

3_ المستهدف هو جيش العراق العقائدي وقواته المسلحة البطلة الذراع الأقوى وسيفها البتار الذي قلم اضافر الصفوية الفارسية وحطم موجتها العاتية’ التي استهدفت الأمة من محيطها إلى خليجها .

استهدفت الجيش وحلته الذي اقض مضاجع العدو الأول للأمة الكيان الصهيوني المسخ’ وارق نومه’ الجيش الذي روى بدماء أبنائه ارض العروبة دفاعا عنها الذي روى بدمائه ابنائة ارض العروبة دفاعا عنها وعن وحدتها ومصالحها  الحيوية من أقصى المغرب العربي موريتانيا

وارتريا إلى لبنان وفلسطين والأردن وسوريا ومصر والخليج العربي .

 

4_ المستهدف هو المشروع النهضوي الحضاري برمته الذي أسس قواعده وقاد انطلاقته البعث على ارض العراق .

إذن هذا هو المستهدف من غزو العراق واحتلاله البعث وجيشه وثورته وشعبيه وقيادته وعقيدته وعروبته وإسلامه لااحد غير ذلك وكل من ادعى انه مستهدف  خارج هذه الدائرة فهو دجال ومضلل ومزور للحقائق والتاريخ’ فكل من يقف في خندق الغزاة المحتلين أعداء العراق والعروبة والإسلام ويعاونهم على تدمير ما استهدفوه.

وماذا بعد الحق إلا الضلال والتضليل .

وخلاصة القول يكف المناضل قناعة ورضا بأن المبادئ التي ناضل من اجلها هي واجب على كل مناضل عربي وصلاة مستحقة في محراب الأمة ’وهي ضريبة مستحقة للدفاع عن الوطن والأمة طوعا وعن طيب خاطر

 

فالنصر عظيم وسيكون القادم أعظم بإذن الله تعالى

وفي عطش الزيتون صبر فربما

تثور به  الدنيا  فينقشعوا الصبر

 

 





الاحد٠٨ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة