نشرت صحيفة Australian age قضية المدعو منصور المرعبي (عراقي يحمل الجنسية الأسترالية) ، الذي حكم عليه بالسجن لمدة عام واحد وخمسمائة جلدة من قبل المحاكم السعودية ، على خلفية قيامه بسب الصحابة وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهم وأرضاهم) أثناء زيارته للبقيع في موسم الحج لهذا العام!!، وقد وجدت القضية بعض التعاطف من قبل الحكومة الأسترالية فكلفت بعثتها الدبلوماسية في السعودية لمتابعة الموضوع!!، وقد أدعت عائلة المرعبي أن التهمة الموجهة لمنصور لا أساس لها من الصحة ، وأن المحكمة أعتمدت في حكمها على شهادة واحدة من أحد المراقبين!!، وقبل أن تنقلب الحقيقة رأساً على عقب ، ويصبح منصور المرعبي إمام الصالحين وعمدة المتقين ، فأن على الجميع معرفة أن رائحة الحقد الطائفي العفنة تنبعث منه منذ زمن طويل ، فهذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها هذا الصفوي في شر أحقاده الطائفية ، ولا هي المرة الأولى التي يعاقب فيها بسبب تجاوزه على صحابة الرسول وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهم أجمعين) ، فليس له أي فرصة لدفع التهمة عنه بالتظلم وعكس الصورة أمام الناس ، لأن سيرته على كل لسان.
وصل الطائفي منصور المرعبي إلى أستراليا عن طريق قوارب التهريب ، وقد منحته الحكومة الأسترالية لجوء أنساني أعتماداً على أكاذيب وأفتراءات أدعى فيها أنه تعرض للتعذيب والقهر من قبل نظام صدام حسين (رحمه الله)!!، لكنه لم يذكر لهم حقيقة هروبه من إيران إلى سورية قبل أن يغادرها بإتجاه أستراليا ، وقد أستقر في مدينة (سدني) ، وهناك أعلن أنه (من السادة) وأفتتح له (حسينية) بإموال مصدرها إيران (!!) ، وهنا أود التوقف لتوضيح أمرين ، الأول .. أن أكثر المشاريع التجارية الناجحة في المهجر هو أفتتاح (حسينية) ، لأن القائم عليها يحصل على مردودات مالية من جيوب السذج بدون (لاتعب ولا طك جعب) ، تبرعات ، نذور ، ثوابات وقرايات ، كما أن (الحسينية) تكون مقراً لتبادل المعلومات بمواضيع مختلفة أهمها كيف يحصلون على دفعات مالية أضافية من الحكومة بالـ (دجل) ، وطبعاً صاحب الحسينية يكون منتفع من هذه المعلومات ، يا سبحان الله .. يحللون الدجل ويحرمون الأستماع لأم كلثوم!!، أما الأمر الثاني .. يدعي جميع من في المهجر أنهم (سادة) ، حتى ينالوا أحترام الآخرين !!، وهذه حقيقة مضحكة ، لأن نسبة 99% أصبحوا سادة والمتبقي منهم عوام لكنهم متزوجون من (علويات)!!، على أية حال .. أصبح منصور المرعبي صاحب حسينية وكذلك (سيد) ، وبما أن (الحسينيات) عبارة عن مشروع تجاري فأن أصحابها يتسابقون فيما بينهم لجر رجل الناس لها ، وقد سخر منصور أحقاده الطائفية لهذا الغرض ، وراح يجهر بسب ولعن صحابة الرسول وأمهات المؤمنين (رضي الله عنهم أجمعين) بعلو صوته ، محاولا في ذلك تقليد عدو الله (ياسر الخبيث) ، لكن الشيطان الذي أغواه على فعلته لم ينجده عندما ثارت ثائرة بعض المسلمين من أبناء الجالية اللبنانية ، فضربوه بقسوة حتى كاد يفارق الحياة ، ثم أنذروه وعائلته بمغادرة مدينة (سدني) خلال ثلاثة أيام ، فأنتقل إلى مدينة آخرى تدعى (شبرتن) وهذه المدينة ملغومة بأتباع إيران حتى أنهم يتكلمون اللغة الإيرانية فيما بينهم ، وفي هذه المدينة أيضاً مجموعة من أتباع أحمد الحسن (المهداوية) ، وبما أنهم مختلفون عن الآخرين بمعتقداتهم ، فأن خلاف نشب بينهم وبين منصور المرعبي الذي افتتح له (حسينية) جديدة في مدينة (شبرتن) كمشروع تجاري بديل عن حسينيته القديمة!!، وتحول الخلاف بينه وبين (المهداوية) إلى مشكلة كبيرة باتت تهدده ، فحاول أن يرتمي بإحضان رجال دين لبنانيين والأحتماء بهم بحجة تشكيل جبهة (سنية شيعية) للتقريب بين الطائفتين!!، لكن محاولته باءت بالفشل وطرده اللبنانيون بعد أن عرفوا الدوافع الحقيقية وراء مشروع التقريب ، فبالإضافة إلى مشكلته مع المهداوية فأن منصور المرعبي كان يريد فتح صفحة جديدة مع الجالية اللبنانية ويمزق صفحة (سدني) السوداء ، خصوصاً أن شخصاً يدعى (عادل الشيعي) تعرض للضرب المبرح بسبب تسمية كلبه (أجلكم الله) بأسم أحد الصحابة (أعوذ بالله) ، وهذه القضية أرعبت منصور وجعلته يحسب حساب وجوده بين أناس لم يترددوا في معاقبته على كل كلمة يتفوه بها.
وبما أن "أعوج الطبع لايستقيم بالتربية" ، فأن منصور المرعبي وأثناء زيارته للبقيع في موسم الحج لهذا العام ، أعاد نفس قريض السب واللعن التي يعتبرها وأمثاله من خصوصية العبادة ، لكن الله يمهل ولا يهمل ، فتم أعتقاله من قبل السلطات السعودية وحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد وخمسمائة جلدة ، ومن الحكمة أن نسأل .. هل من المعقول أن يكون هناك أجماع على أستهداف منصور المرعبي في مدينة (سدني) ثم (شبرتن) وأخيراً في السعودية وبنفس التهمة؟!.
بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http://alhashmibilal.blogspot.com
٠٩ / كانون الاول / ٢٠١١
