شبكة ذي قار
عـاجـل










الجديد في مجزرة مدينة حديثة، بغرب العراق، ماكشفته واحدة من كبريات الصحف الأميركية هذا الصباح ( 15 ديسمبر/ كانون أول 2011 ) من ان ماحدث كان، بعرف المحتلين، مجرد "أمر روتيني".

 

فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم الخميس، تقريراً حصرياً عن اكتشاف احد صحفييها لملفات سرية مهملة في أرض خربة تقع في أطراف بغداد، مخصصة لتجميع مخلفات جيش الاحتلال تمهيداً لبيعها، تحوي تحقيقات مع مجموعة من عناصر قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز" بخصوص مقتل مجموعة من المدنيين العراقيين الأبرياء في مدينة حديثة /260 كم إلى الشمال الغربي من بغداد/ وهي الجريمة التي وقعت في 19 نوفمبر/ تشرين ثاني 2005.

 

 

وذكرت الصحيفة ان الملف"يتضمن 400 صفحة من التحقيقات مع المارينز بالإضافة إلى صور ومذكرات مكتوبة بخط اليد تكشف طبيعة هذه الحرب المجردة من الإنسانية"، حيث "اعتبر مقتل 24 مدنيا عراقيا اعزلا من ضمنهم نساء وأطفال وعجوز مقعد على كرسي متحرك أمرا "روتينيا".

 

وتكشف الملفات كيف أن الكثير من الجنود الأميركيين أصبحوا غير مبالين بقتل المدنيين العراقيين بل وتصوير ضحاياهم أيضا.

كما تكشف ان قائد القوات الغازية في محافظة النبار، حين وقوع المجزرة، الميجور جنرال ستيف جونسون، اعتبر ان "قتل المدنيين العراقيين هو مجرد ثمن قيام الجنود بواجباتهم".

وتقول الصحيفة ان مراسلها عثر على تلك النصوص ورزمة من الوثائق السرية الأخرى، تتضمن خرائط عسكرية تبرز المسارات الخاصة بالمروحيات وقدرات أنظمة الرادار، وذلك في ساحة خاصة بالمخلفات خارج العاصمة العراقية، وقد حصل المراسل على تلك الوثائق في الوقت الذي كان أحد الحاضرين يشعل فيها النار كوقود لوجبة عشاء يعدها.

وللتذكير فقد نتج عن المجزرة استشهاد 24 مدنيا بمن فيهم ثلاث نساء وسبعة أطفال وشيوخ طاعنون في السن .

ويقول شهود عيان عراقيون إن قنبلة انفجرت على جانب الطريق فقتلت أحد جنود المارينز وهو ميجوئيل تيرازاس أثناء مرور المركبة التي كان فيها وسط المدينة، لتحدث بعد ذلك عمليات قتل بشعة.


 


 

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن أولا أن العراقيين قتلوا بنفس التفجير الذي قضى على تيرازاس، أو جراء تبادل إطلاق النار الذي جرى بعد ذلك مع مسلحين.

غير أن شهود عيان عراقيين قالوا إن القوات الأمريكية قتلت خمسة عراقيين عزل من السلاح حينما اقتربت سيارة الأجرة التي كانوا فيها من موقع انفجار القنبلة.

ثم قام الجنود الأمريكيون بعد ذلك بقتل 19 مدنيا آخرين في منازل قريبة، في وقت لاحق.

 

ورغم توجيه هذه الاتهامات إلا أنه لم يكن هناك أي تحقيق أمريكي شامل فيما حدث حتى يناير/ كانون ثاني عام 2006 بعد ظهور شريط فيديو يسجل ما حدث، قام بتصويره ناشط محلي من دعاة حقوق الإنسان، غير ان عدالة المحتلين أسقطت التهم عن المجموعة القاتلة ورئيسها.

 

وفي وقت لاحق تم انتاج فيلم المعركة من اجل حديثة هو عمل درامي من إخراج المخرج البريطاني نيك برومفيلد وهو مبني على أساس عمليات القتل في حديثة, حيث جرى تصوير أحداث حقيقية باستخدام أسلوب وثائقي، وتم بث الفيلم على القناة الرابعة البريطانية، يوم 17 مارس/ آذار 2008.

 

 





الجمعة٢٠ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مدونة وجهات نظر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة