شبكة ذي قار
عـاجـل










مهما قيل عن جلاء قوات الاحتلال عن العراق فأن الواقع يشير الى ان هذه القوات رحلت وفي طريقها لانهاء تدنيسها ارض العراق الذي قارب نحو تسع سنوات ورغم رمزية الاحتفاليه التي اقيمت في اخر قاعدة للأحتلال في مطار بفداد الا انها بالاحوال كافة كانت ايذانا لطي صفحة سوداء في تاريخ العراق بالاعلان عن انتهاء الوجود الامريكي بالعراق. فعلم العراق رفرف فوق قاعدة المطار التي كانت ( جمهورية مستقلة ) لقوات الاحتلال على مدى السنوات الماضية وخارج سيطرة الدولة مارست فيها قوات الاحتلال كل انواع البطش والانتهاكات لحقوق الانسان والاعتقالات التعسفية ضد العراقيين فتحولت هذه القاعدة سجن كبير لقوات الاحتلال وقلعة عصية حتى على المسؤولين العراقيين. من هنا تأتي الرمزية في رفع علم العراق على اخر قلاع الاستعمار الجديد. وقد حاول وزير الدفاع الامريكي ومعه ثلة من قادة جيشه ان يذكروا العراقيين بتضحيات جنودهم في حرب العراق غير ان هؤلاء القادة كانوا مهزومين منكسرين ومخذولين بنظر العراقيين الذين ضاقوا الامرين بافعالهم فالتضحيات كانت للعراقيين الذين استبسلوا في مناهضة الاحتلال ورفض اسبابه وليس الى قوات عبرت الاطلسي من دون هدف ورؤيه سواء تدمير العراق حاضراً ومستقبلاً.

 

فتجربة السنوات الماضية وماتكبده العراقيون من خسائر فادحة تؤكد بما لايقبل الشك ان حرب العراق كانت نزوة لادارة بوش الابن وطاقم ادارته اوصلت سمعة الولايات المتحدة الى الحضيض وأظهرتها بأنها دولة مارقه استباحت دماء العراقيين ودمرت بلادهم وزرعت الفتنة والفرقة بين مكوناتهم وحولت بلادهم الى خراب.فحرب العراق كما يسميها المروجون لهذه الفعله هي بالاحوال كافة جريمة بشعة مازالت فصولها متواصله ولم يطويها ويسدل الستار عن مآسيها رحيل الاحتلال وأنما الواجب الوطني والأخلاقي يستدعي ملاحقة ومقاضاة من تسبب في تدمير العراق وتقتيل شعبه. وأول هذه الخطوات دعوة المحكمة الجنائية الدولية الى ملاحقة بوش الابن وديك شيني ورامسفيلد والطغمة التي خططت ونفذت فصول العدوان على العراق وأحالة ملفاتهم السوداء الى القضاء الدولي لينالوا ما ارتكبت اياديهم من جرائم هي بالأحوال كافه ترتقي الى جرائم ضد الأنسانية.وعندما ندعو الى ملاحقة المسؤولين عن تدمير العراق فأننا ننطلق من ان شن الحرب والتخطيط لها لم يستند الى أي أساس و سند قانوني او أخلاقي وأنما استند الى رغبة في تدمير العراق وأحالة شعبه الى القرون الوسطى. ونضيف الى ذلك ان بعض اركان ادارة بوش اعترفوا صراحة ببطلان الذرائع والأسباب التي استندت اليها صقور الحرب في الأدارة السابقة.

 

في حربهم انها دعوة ينبغي لكل عراقي شريف حريص على بلاده ان يسعى لتفعيلها من اجل تقديم مجرم الحرب بوش الأبن وطغمته الى ساحة المحكمة الجنائية الدولية جراء ما ارتكبوه من جرائم بحق العراقيين مازالت متواصلة رغم مرور تسع سنوات. ودعوة ملاحقة المسؤولين عن شن الحرب على العراق تستدعي ان ترافقها المطالبه بالتعويضات للدولة او للأفراد وصولاً الى حد المطالبة بالاعتذار للشعب العراقي ورغم صعوبة تحقيق هذه المطالب لاسباب عديده الا أننا نجزم ان المشروع الامريكي بالعراق فشل وهزم ولم يحقق اهدافه وما الانسحاب المذل والمهين لقوات الاحتلال عن العراق الا الدليل على ان العــــــراق تخلص من احتلال غاشم بفعل مناهضة ورفض العراقيين لوجوده.

 

 





السبت٢١ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة