شبكة ذي قار
عـاجـل










ذي قار .. مدينة التأريخ والحضارة وسحر الجمال ووداعة الإغفاءة الجنوبية ومرابض أسُود العراق والعروبة ودلالات الاسم والزمن الممتد إلى مواجهة الإسلام الحنيف مع طواغيت الإمبراطورية الفارسية، فإما أن تمتد الإرادة الربانية وتنتصر خطة انتشار الإسلام شرقا بما تتطلبه من قرار أُجبر عليه العرب المسلمون تحت وطأة عناد الفرس في رفض الدعوة وإرغامهم على اللجوء إلى السيف والاحتكام إلى القتال ليقبلوا بلفظ شهادة توحيد رب العزة بالقوة، وإما أن تنحني إرادة العرب المكلفين بحمل الرسالة من رب الكون جل في علاه وتنحصر جغرافية انتشار الرسالة بما يحجم مهمتها الإنسانية الغراء. المواجهة الأهم بين العرب والفرس إذن كانت بين العرب الحاملين لرسالة الله ممثلة بالدين الإسلامي الحنيف وبين الفرس الرافضين للدين والمستميتين في الدفاع عن إمبراطوريتهم الكافرة.

 

من ذات المكان الذي سجل سفر معركة ذي قار الخالدة بين العرب والفرس يأتي خطاب قائد المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العراقية الباسلة في ذكرى تأسيس جيش القادسية الثانية, قادسية صدام المجيدة, التي صد بها العراقيون ريح الطائفية الصفوية المحمولة على أجنحة طائرة فرنسية أقلت خميني ومعه مشروع تصدير ثورته القومية الفارسية المتسترة بستار مزيف والمقنعة بقناع الخداع والتضليل ألا وهو ستار وقناع  الشيعة والتشييع الذي تبنته لسبب واحد هو التداخل الجغرافي مع جزء من شعب العراق يعتنق المذهب الجعفري، فظنت إن بوسعها خاسئة أن تخلط الأوراق وتسحب عرب العراق الغيارى إلى تأييد مشروعها التمددي المجرم. من نفس البقعة العراقية العربية المسلمة المؤمنة المقدسة يعلن قائد الجهاد:

 

إيران تحتل العراق وتستلم السلطة والهيمنة على مقدراته بعد أن هربت شريكتها في الغزو والاحتلال أميركا من ساحة المواجهة مع رجال العراق الأشاوس. ومن صليل سيوف القادسيتين تنبثق الصولات القادمة لتعيد لإيران ذاكرتها المغيبة إن هي أصرت على الاستمرار في احتلال العراق. من أرض ذي قار العروبة والفداء والتضحيات الخالدة يعلن قائد المقاومة إن المتبقي من قوات أميركا ضعيف وهو بمثابة رهينة بيد الفرس غير إن شعب العراق لن يكون رهينة بيد العجم ومن أذاقهم وأذاق أميركا مر الهزيمة وأوقع في صفوفهم في القادسية الثانية وفي أم المعارك وفي معركة الحواسم ما أجبرهم على تجرع السم الزعاف وعلى الهرب تحت وطأة الموت الزؤام والانهيار الاقتصادي والتراجع السياسي المهين سيبدأ صفحة الجهاد الثانية التي ستمزق صدر الاحتلال الإيراني وتزلزل الأرض من تحت أقدام أزلامه.

 

على إيران وأعوانها أن تدرك إن من قصم ظهر أميركا بكل قوتها الأسطورية وقدراتها المتفوقة على كل العالم وتغلب على تقنيتها المخابراتية والإعلامية وسطوة سلاحها سيكون سهلا عليه أن يوقع بإيران وأعوانها ما لا تتوقعه وما لم تحسب حسابه، لان شعبنا كله يقف في خندق العداء لإيران ومخططاتها الطائفية ورهاناتها على تمزيق العراق ولن يخضع لهيمنتها الاستعمارية. وعلى إيران أن لا تراهن على عملاءها وأولياءها الطوائفيون والعرقيون لان شعبنا يرفض الطائفية والعرقية وان المنازلة ستعزل وتفصل الخنادق التي سمح الاحتلال الأمريكي بتوظيفها بعد أن انحسر دوره وترك العراق غنيمة لإيران المتوهمة بأنها ستنعم بتواجدها الإحتلالي.

 

ونقول للعالم كله: إن أميركا قد دمرت العراق جيشا وشعبا وصناعة وزراعة ومؤسسات وتعليم وصحة وأوقعت دمارا مهولا في البلد في كل تكويناته. وانسحبت أميركا من العراق بعد أن تركته بلا جيش ولا صنوف برية ولا جوية ولا بحرية تحميه أمام جشع وأطماع دول الجوار وخاصة إيران، وعليه فان انسحابها ليس مسئولا وليس إراديا وليس منظما، بل هو انسحاب الهارب تحت أجنحة الظلام والذي يترك الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات فهو مسئول أخلاقيا وماديا أمام العالم كله وأمام الشعب الأمريكي والهيئات الدولية عن خسائر أميركا وعن تدمير العراق ومسئول عن تسليم العراق بلا جيش يحميه ولا قوة تصون سيادته واستقلال إقليمه إلى إيران وأعوانها والى نظام مدمر خلقه على مقومات الخصام الاجتماعي.  لقد خرجت أميركا مهزومة من العراق وعليها أن تعترف إنها قد ارتكبت اكبر جريمة في العصر الحديث والمعاصر تتناقض مع حقوق الإنسان وتسحق الديمقراطية وتعتدي على القانون الدولي وسيادة الدول واستقلالها.

 

 





السبت٢٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة