شبكة ذي قار
عـاجـل










يعتبر بيان 11 آذار للحكم الذاتي واحدا من بين أهم منجزات حقبة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي للعراق بين عام 1968 و عام 2003. فعلى مضمون هذا البيان ولد أول قانون للحكم الذاتي للأكراد في التاريخ اعترف لهم بحقوقهم القومية والثقافية ومنحهم سلطات واسعة مركزية وضمن إطار الدولة العراقية. وتنبع أهمية القرار بكونه قد أنهى ركائز الصراع القومي للأكراد التي كانت تتعكز على هضم حقوقهم القومية واضطهادهم في التنمية المناطقية وإهمال الخدمات وما إلى ذلك من مبررات.


وتتأتى أهمية بيان آذار السياسية في كونه أول تعبير ميداني عن مبادئ وعقيدة الفكر القومي العروبي وطليعته الثائرة حزب البعث العربي الاشتراكي في الإيمان الثابت بحقوق الأقوام القاطنة مع العرب على أرض واحدة وعدم التفريق بينهم وبين العرب لا بالقيمة الإنسانية ولا بحقوق المواطنة. كما إن البيان الذي يوصف بجدارة بالمبادرة التاريخية الخالدة, قد وفر مستلزمات حاسمة في استقرار العراق الوطني بوقف نزيف الدم الذي كان يتكرر بين الحين والآخر بسبب المواجهات الدامية بين ميليشيات الحركة الكردية المسلحة وبين الجيش العراقي في صراع كان يأخذ دائما صورة الرغبة المستميتة للانفصال كحل لا بديل عنه من وجهة نظربعض الاطراف الكردية ومن يمدهم بالمال والسلاح من أطراف دولية وإقليمية من أكثرها خبثا وعدوانية إيران و الكيان الصهيوني المجرم.


نجح البيان والقانون نجاحا باهرا وازدهرت شمال العراق بالأعمار والبناء والخدمات المختلفة وبالديمقراطية والمشاركة الحيوية والفاعلة لشعبنا الكردي في مفردات مسيرة العراق الرائدة نحو التطور والتقدم والازدهار.. ازدهر التعليم العالي والتربية والصحة والخدمات البلدية وشارك الأخوة الأكراد في الحكومة المركزية وفي تشكيلات الحكم الذاتي من مجالس تنفيذية وتشريعية ومؤسسات الحكم المحلي . صارت اربيل عاصمة العراق إلى جانب بغداد وتحول الشمال إلى جنات لله في الأرض يزورها العراقيون وسياح من كل أرجاء العالم للتمتع بطبيعتها الخلابة وأجواء الأمان والرخاء فيها . لا بطالة ولا أمية ولا أمراض سارية..صناعة وزراعة وإنتاج يعم بالخير على العراق كله.


غير أن الروح العميلة الخائنة المتأصلة عند بعض التشكيلات السياسية قد استكثرت بذاتها وبدفع من أطراف الإسناد ألمعروفه لها وهي بعض دول الغرب وإيران والكيان الصهيوني ...استكثرت على العراق وحدته الوطنية وفرصته التاريخية التي استغلها بنهج حكمه الوطني والقومي العظيم واستكثروا عليه أن يكون رقما محترما في المنظومة الدولية وإقليميا وان يكون عملاق تنمية وتشكل علمي وتكنولوجي فعادوا إلى حلقات التآمر والخيانة فعضوا الأيادي التي اعترفت بحقوقهم ومنحتها اياهم وطورت ونمت مستلزمات الحياة في ربوع يقطنوها من وطن عراقي لن تتغير هويته إلى يوم الدين ولو توهموا أو خيل لهم.


لقد خانوا الانجاز العظيم الذي قدمه العراق لابناءه الأكراد وخانوا القيادة الامينه الشجاعة التي فتحت لهم الأفق واسعا لعبور الماضي المغمس بالكوارث لكل العراقيين وبلا استثناء وصار بعضهم أدوات هدم بيد إيران وأميركا وشاركوا بهمة غاشمة في التخطيط لغزو العراق واحتلاله وتمزيقه.. وليس لنا أن نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم وان جولة الباطل زائلة وان وحدة العراق واستقلاله وسيادة وتمتع الاكراد وغيرهم بحقوقهم كاملة ستعود بهمة أبناءه وتضحياتهم كلهم عربا وأكرادا وتركمان وغيرهم من الطيف العراقي العريق .



alqadsiten@yahoo.com

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 





الاحد١٧ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١/ أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة